إسلام ويب

بشائر النصر 1للشيخ : إبراهيم الحارثي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن المتابع لما يجريه الله على أيدي المجاهدين العراقيين ليعلم يقيناً أنها أوليات بشائر النصر، والتي تحفزنا للقرب من الله؛ حتى ننتصر على أعدائنا. لقد أثبت أبطال العراق للعالم بأسره حقيقة السراب الذي أرعبتنا به دولة الكفر أمريكا ومن حالفها، فيجب علينا نحن المسلمين أن نكون مع إخواننا في كل مكان، وأن نعرف واجبنا نحوهم.

    الحمد لله ذي الجلال والإكرام، الجبارِ الذي لا يُرام، والعزيزِ الذي لا يُضام، والقيومِ الذي لا يَنام، له الأسماء العظام، والأفعال الكرام.

    أشهد أن لا إله إلا هو، الواحد الذي لا شريك له، والأحد الذي لا ندَّ له، له الملك وله الأمر وله الحكم وهو على كل شيء قدير.. يعز ويذل، يغني ويُفْقِر، يحيي ويميت، ينصر ويهزم، كل شيء بأمره وتحت مشيئته وحكمته، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبدُ الله ورسوله، وخيرته من خلقه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، ومن سار على دربه إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

    أيها الإخوة: (الآن نغزوهم ولا يغزونا) هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة الأحزاب، قالها بعد التحالف الوثني اليهودي أمام جند الله، أمام الريح العاتية التي زلزلتهم: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ [المدثر:31] تلك الرياح التي أوهنت قواهم، وملأت قلوبهم بالرعب، فقال عليه الصلاة والسلام: (الآن نغزوهم ولا يغزونا) أي: لن يجرؤ بعد اليوم على أن يغزو المسلمين كافرٌ.

    وأنا أقولها لكم وبملء فمي: لن تجرؤ أمريكا بعد الذي ذاقته من أبطال العراق وصناديده على غزو بلد مسلم أو غير مسلم بعد اليوم.

    وكم يهزنا الشوق إلى أن نرى أمريكا خَرِبَة ولو مِن بعيد، ونردِّد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حين أشرف على خيبر فقال: (الله أكبر! خَرِبَت خيبر ) فنقول: الله أكبر! خَرِبَت أمريكا ، الله أكبر من كل كبير! وأعظم من كل عظيم! الله أكبر وأعظم وأجل وأحكم وأقوى من كل التحالفات والعَدَد والعُدَّة!

    أيها الإخوة: من كان يظن أو يخطر في باله أن يحدث ما حدث؟!

    من كان يتوقع أن يُمَرِّغ أبناءُ الرافدين أنفَ أمريكا في التراب؟!

    من كان يحلم ولو في الخيال أن يضرب العراقيون قفا وظهر أمريكا بأيديهم وأرجلهم، وأن يدوسوا على خدَّيها بأحذيتهم البالية؟!

    من كان يتوقع أن يُسْقِط فلاحٌ عجوز كبير طائرةً صُمِّمت لمواجهة قذائف الدبابات؟!

    من كان يظن أن فتاة تعطِّل قافلةً أمريكية من دخول بلدها ومدينتها؟! من كان يظن أن صواريخهم تُسقِط طائراتهم؟!

    من كان يظن أن طائراتهم يصدم بعضُها بعضاً؟!

    من كان يظن أن يقتُل الجنودُ الأمريكيون بعضُهم بعضاً؟!

    من كان يظن أن الريح العاتية تهب على الغزاة الشُّقْر فتسومُهم سوء العذاب؟!

    إنها البدايات فقط، والقادم أحلى وأروع! إنها الملاحم ورب الكعبة! إنها البطولة ورب السماء والأرض! إنها البشارات التي تنتظر أمة الإسلام بعد سنوات من الذل والقهر والانكسار، والتي جاءت لحظة الحسم الكبرى!

    أبطال النصر القادم

    ولا تزال الأخبار تَرِد إلينا في كل لحظة ببطولات أحفاد سعد ، والمثنى ، والقعقاع ، وصلاح الدين ، إنهم إخواننا وأحبابنا! إنهم مفاخرنا التي ننشدها ونتلوها في كل مكان.

    أبطالُ العراق :

    أبطالُنا ولِدِوا على سُرُر الردى     لم يطعموا إلا القنا أو يُضْرَموا

    عاشوا جبالاً راسياتٍ مثلـما     عاشت على هذي الحياةِ الأنجمُ

    عشقوا الشهادةَ من صباهم فوقما     عُشِقَ الشرابُ وذُو الهوى والمطعمُ

    وهمُ الـرواسي في البلاء عزيمةً     وعقيدةً فوق الجبال وأعظمُ

    لا يعبئون بحادثٍ مهما دهـا     فهمُ وما تلدُ الحوادثُ توأمُ

    مَن قال: فُرَّارٌ هُمُ لا إنِّها     حُمِمُ القضاء أللقضاء مقاومُ؟!

    أرأيت كيف الشهب في أيمانهم     تهوي وأبناءُ الأبالس تُرْجَم؟!

    قبضاتهم لان الحديد لعزمهـا     تتحطم الدنيا ولا تتحطمُ

    ما جاءهم غازٍ يريد هـوانَهم     إلا يُرَدُّ على الهوان ويُهزَمُ

    ولهم بأبناء العروبة ناصرٌ     أُسْدُ الجهاد مع المنون تفاهموا

    لبني قريظة موعدٌ وكتيبةٌ     يقضي الرسول بها وسعد يحكمُ

    يا قينقاعُ ويا نضيرُ تأهبوا     أسْدُ الشهادة للوغى تتقدمُ

    يا أيها الجبناء إنا لم نزلْ     فينا دماءٌ بالعقيدة تُفعمُ

    هذي العراق عصيةٌ ما راعهـا     لون الدماء ولا جيوشٌ تهجُمُ

    بغداد كانت حرة ترث الطغاة على     المدى جاءوا إليها كافرين فأسلموا

    قلت لهم بغداد إنا لقوم لا نغش     رعية عند السيادة أو نخون ونظلم

    وإذا حكمنا فالعدالة منهجٌ     لا ظالِمٌ فينا ولا متظلمُ

    وسلوا الوقائع والصنائع هل رأتْ     أحداً يسوسُ كما يسوس المسلمُ؟!

    أمريكا قوة وهمية

    أيها الإخوة: لقد أيقظ العراقيون الأمة من وهْم كبير، وصنمٍ عظيم اسمه أمريكا .

    لقد أثبتوا لنا بصبرهم وبطولتهم أن جيش أمريكا الكافر يُغلَب ويُقهَر ويُهزَم ويندحِر ويفرُّ وينسحِب، ويخرجُ ذليلاً صاغراً! فقولوا: إن شاء الله!

    لقد أثبت العراقيون أن أمريكا وهْمٌ وشبحٌ وخُشُبٌ مسنَّدة، وأنها مجموعة من البشر، وليست إلهاً يُعبد، ولا إلهاً يُسْتَنْصَر من دون الله!

    أثبتوا أن أمريكا مجموعة من البشر يقودهم سفاكون ومجرمو حرب يملأ الحقدُ والكراهيةُ والعنصريةُ قلوبَهم، وقد آن أوانهم وقَرُبَت نهايتهم بإذن الله.

    نعم أيها الإخوة! إن هذه الحرب وهذا العدوان سيكون بدايةً لمرحلة فاصلة من التاريخ، تتغير فيه المعالم، وتتبدل فيه الأحوال، وسيكون لأبناء الرافدين والعراقيين الذين حوصروا على مدى سنوات بظلم من الكافرين وبتأييد من بعض المسلمين، سيكون لهم الفضل في ذلك بعد الله؛ لأنهم مِن أوائل مَن أطلق رصاصة الموت على جسد أمريكا المترهل، ذلك الجسد الذي نبت من سحت وسِفاح، وستتوالى الطلقات بإذن الله حتى تهوي أمريكا ، وسيكون سقوطها مدوياً، وستنقطع قلوب البعض هلعاً ورعباً من المصير الذي ينتظرهم بعد أن ساروا مع أمريكا ، واتخذوها قبلة يصلُّون إليها، ويسبِّحون بحمدها ليلاً ونهاراً.

    أيها الإخوة: إنني أشعر بالتفاؤل الذي لا يَحدُّه حد، أشعر بالبشارات قادمة بأن النصر قادم لا محالة لإخواننا العراقيين.

    إرهاصات لفشل أمريكا

    هل تعلمون أيها الإخوة! أن هناك تقارير تسربت منذ الأمس وحتى اليوم عن خلافات شديدة وعاتية بين أمريكا وبريطانيا على غنائم ميناء أم قصر؟! فأسأل الله أن ينزل بينهم البغضاء، وأن يلاقي بينهم، وأن يخرج المسلمين من بينهم.

    هل تعلمون أن هناك طلباً بالدعم والمساندة من قِبَل قائد القوات الأمريكية الذي يربض من شدة الخوف في قطر بدلاً من أن يكون في ساحات المعركة، حيث طَلَبَ دعماً يقدر بـ(120.000) جندي؟! فماذا تفهمون من ذلك؟!

    هل تعلمون أن رئيس مجلس السياسات في وزارة الدفاع الأمريكية قد استقال في ساعة متأخرة من مساء أمس وهو أحد مَن يُسَمَّون بصقور الإدارة الأمريكية، وأحد مهندسي الحرب؟!

    هل تعلمون أن آخر تصريح للرئيس الأمريكي وهو متوتر جداً قولُه: يجب أن نعد أنفسنا لتضحيات كبيرة، وقولُه: إن أمد الحرب سيطول ويطول؟!

    هل تعملون أن آخر تصريح للتابع الذليل قولُه: إن إزاحة صدام ستكون مهمة صعبة وشاقة وعسيرة؟!

    الله أكبر! إنها إرهاصاتٌ لِفَشلٍ كبير وسقوطٍ ذريع بإذن الله.

    أيها الإخوة: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال:30] مكروا بنا؛ ولكن الله مكر بهم، وجاء بهم من عقر دارهم بمئات الألوف لِيَتِيهوا في صحراء العراق ، ولِيَغْرقوا في نهري دجلة والفرات ، ولِيَمُوتوا بأيدينا وأيدي المسلمين، ولِيُذِلَّ رايتَهم، ويَكْسِرَ شوكتَهم!

    لقد جاءونا ليمزقوا دولنا، وليغيروا أنظمة حكمنا، وليفرقوا بيننا، وليغيروا مناهجنا، وليقمعونا بثقافتهم، وليطرحوا علينا أفكارهم ومقترحاتهم فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ، وصدق الله حيث يقول: وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة:216] ويقول: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء:19].

    لقد رأينا الخير الكثير والله، رأينا قدرةَ الله وقوتَه القاهرة فيما يفعله بأعدائنا، ولَمْ يروا بَعْدُ مِن قدرة الله شيئاً، فإنه تعالى لا يزال يملي لهم حتى إذا أراد أن يأخذهم أخذهم أخذ عزيز مقتدر.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088984351

    عدد مرات الحفظ

    780360033