إسلام ويب

كان ماجدللشيخ : عبد العزيز السويدان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن قراءة قصص من الواقع تجعل الإنسان يتعظ ويعتبر بغيره، وكذلك تذكر الموت وعذاب القبر وما يحصل فيه من الأهوال والفزع يجعل الإنسان يرجع إلى الله ويخاف عذابه وعقابه. وفي هذه المحاضرة أتى الشيخ حفظه الله بقصة شاب عاش سنوات من عمره يعاني آلام العجز والمرض، لكنه كان أقوى من كثير كثير من الأقوياء في عبادة ربه.
    الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، الحمد لله الذي وهب لنا القدرة على التفكير والكلام والمشي، وأصلح لنا سمعنا وبصرنا، وأنعم علينا بالصحة والقوة فله الحمد وحده، وله المنة وحده، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

    أما بعد:

    فما أجمل الأمثلة إذا كانت تحكي الواقع المشاهد، وما أصدقها إذا قدمت لنا فتىً قريباً عاش في ضاحية من ضواحي مدينتنا، فلا فروق مكانية، ولا فروق زمانية، ولا شيء من ذلك.

    هذا هو مثالنا الذي سأقدمه لك اليوم إن شاء الله بكل بساطة.

    ماجد وبداية مرضه

    ولد ماجد في الخامس عشر من شهر شوال عام (1402هـ) في محافظة الأحساء ، وبعد ثلاث سنين انتقل مع والديه إلى حي عبد الله فؤاد بمدينة الدمام ، كان ماجد يعاني من ضمور في العضلات، بدأ معه المرض في سن التاسعة من عمره، وساءت حاله، فما أن بلغ العاشرة إلا وأصبح قعيد كرسي متحرك، لقد حاول العلاج من قبل، ولكن العلاج كان له أثره العكسي على ماجد ، فزاد العلاج مرضه سوءاً، واستمر المرض يتضاعف حتى بدأ ظهر ماجد يتقوس، وليس ذلك فحسب، بل صاحب ذلك تضخم في القلب نتج عنه احتقان في الرئتين، حتى أصبحت نسبة الهواء الذي يستطيع أن يستنشقها ماجد ضعيفة ومتدنية جداً، لدرجة أنه لم يعد يقدر أن ينام على ظهره أو بطنه، وأصبح ماجد ينام على جنب واحد فقط لصعوبة تنفسه.

    أليست حياة صعبة تفتقد أدنى أسباب الراحة؟! بلى هي كذلك!

    لكن العجيب في ماجد أنه بالرغم من كل المعاناة والألم والضيق كان كثير التبسم، بل كان دائم التبسم كما أخبر عنه أخوه، وكان رده على من يسأل عن حاله تلك: أنا بخير والحمد لله على كل حال.

    لقد كان أمر ماجد يثير الإعجاب، كان أكثر كلامه ذكر الله تعالى: لا إله إلا الله، والحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، واستغفار ودعاء، تراه وهو على كرسيه يهلل ويسبح لا يفتر لسانه عن ذكر الله.

    وكان كثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، تقولون: هذا شأن كبار السن والشيوخ، أقول: لا. فـماجد كان صغير السن، في العاشرة أو في الحادية عشرة، كان صغيراً لكن لسانه دائم الذكر، وإن نطق بغير ذلك نطق بخير.

    ماجد وحفظ اللسان

    لم يكن ماجد يحفظ لسانه فحسب، بل كان يحفظ سمعه أيضاً، لا كلام باطل، ولا موسيقى، ولا أغاني، ولا أي مزمار من مزامير الشيطان، يقول أخوه: كان ماجد لا يرضى أن يسمع ذكر مسلم بسوء أمامه، يخاف إثم الغيبة، فإذا تطرق المجلس الذي هو فيه إلى شيء من ذلك سد أذنيه، إذ كان يصعب عليه الخروج من المجلس بسبب عجزه، فإذا كان أخوه موجوداً وبدأ أهل المجلس يغتابون قال لأخيه محمد : خذني إلى الغرفة الثانية، أو قال له: دعنا نذهب إلى الشارع أفضل، هكذا يقول أخوه.

    لقد كان ماجد كثير الاطلاع والقراءة، لكنه لم يكن كغيره من الناس يقرءون ولا يستشعرون النصوص القرآنية والنبوية، لا.

    ماجد كان يستشعر قول الله تعالى: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات:12]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم وهو يحذر من الغيبة بشدة: (المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) وقوله عليه الصلاة والسلام: (لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم) .

    فـماجد كان يخاف أن يقع عليه شيء من هذه العقوبات، ومع أنه كان لا يحضر مجالس الغفلة، ولا يشارك المغتابين ولا أهل النميمة، إلا أنه كان يحرص على أن يعمل الأعمال التي تكفر السيئات، فقد كان يصوم يوماً ويفطر يوماً طوال السنة، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يصوم عبد يوماً في سبيل الله إلا باعد ذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً) صيام يوم واحد في سبيل الله يفعل ذلك، فكيف بأيام وأيام طوال العام.

    ماجد وحاله مع قراءة القرآن

    لقد كان ماجد يتابع مستجدات التسجيلات الإسلامية، ورغم صعوبة تنقله إلا أنه يذهب هو بنفسه لانتقاء الأشرطة، وتراه يستمع بإنصات شديد للمحاضرات، والدروس والمواعظ، وإن لم يشغل نفسه بالاستماع تراه يقرأ كتب الأحاديث النبوية وقصص الأنبياء.

    أما القرآن فقد كان له مع ماجد شأن آخر، كان يختم القرآن في الشهر الواحد مرة أو مرتين، إذ بتلاوة القرآن يحس ماجد بالأمان والاطمئنان، وفي آياته يجد السلوى الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28].

    لقد كان ماجد يحتسب في قراءته أن يكون القرآن شفيعاً له في يوم أشد ما يحتاج العبد فيه إلى شفيع، وهذا ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما قال: (اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) فيوم القيامة يوم عظيم، يوم تتقطع فيه جميع الروابط، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، وتتخلى المرضعة عن رضيعها ، والوالد عن ولده، والأخ عن أخيه، كل منهم مشغول بأمره، كل منهم يردد: نفسي نفسي لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس:37] وإذا تخلى عن الإنسان في ذلك اليوم العصيب أقرب الناس إليه، كان الإنسان بحاجة إلى من يسنده ويسانده، ويشفع له، ويشهد له بالخير.

    وهنا يبرز القرآن لخاصة أهله الذين كانوا يتلونه حق تلاوته في الدنيا، ويأتي إليهم بكل صدق وإخلاص، فيكون لهم خير شفيع، فهنيئاً لمن كان من أهل القرآن وخاصته، فالقرآن يخلص لمن أخلص لله في تلاوته، ومن كان مع القرآن في الدنيا كان القرآن معه في الآخرة إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً * وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً [الإسراء:9-10].

    لقد كان ماجد يستحضر كثيراً من الآيات عن ظهر قلب، ويحفظ الكثير من الأحاديث، كان يحب العلم الشرعي، وعلم الكتاب والسنة -لا شك أن ذلك أشرف العلوم- لم يكن ماجد ليتعالى بما حفظ، بل كان شديد التواضع، وكل من جالسه أو تحدث معه لاحظ ذلك بوضوح.

    وضوء ماجد واستعداده للعبادة

    لقد كانت تكاليف العبادة تشق على ماجد نظراً لإعاقته، ولكنه لم يكن يتضجر مطلقاً، بل كان جهده كله منصرفاً إلى العبادة بكل سرور وسعادة وانشراح صدر، كان يستغرق وضوءه للصلاة ما بين خمسة عشر إلى عشرين دقيقة؛ لأنه كان يتوضأ وهو جالس على كرسيه المتحرك، فيصبر ويصبر حتى ينتهي من الوضوء، فإذا انتهى من وضوئه توجه بكرسيه إلى القبلة وتشهد ثم دعا الدعاء المأثور: (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) .

    وإنه في صبره على الوضوء وسعادته إذا أخذ يتوضأ ليذكرني بحوار جرى بين شابين.

    يقول ناقل الحوار: سألني صاحبي ذات يوم وقد كنت أثني عليه في بعض صفاته: كيف تتوضأ؟

    قلت ببرود: كما يتوضأ الناس.

    فأخذته موجة من الضحك ثم قال متبسماً: وكيف يتوضأ الناس؟

    فابتسمت ابتسامة باهتة وقلت له: كما تتوضأ أنت.

    فقال بنبرة جادة: أما هذه فلا، فإني أحسب أن وضوئي على شاكلة أخرى غير شاكلة أكثر الناس.

    قلت على الفور: فصلاتك باطلة.

    فعاد إلى ضحكه، فلم أشاركه هذه المرة بالابتسام، ثم سكت وقال: يبدوا أنك ذهبت بعيداً جداً، أنا أقصد أني عندما أتوضأ أحاول أن أستشعر عبادة الوضوء، وإنني يا أخي أحفظ ثلاثة أحاديث عظيمة أستحضرها عند الوضوء، وكلما استحضرتها كانت والله كالثلج البارد على صدري، فأبدأ في وضوئي كغيري من الناس ظاهراً ولكني أشعر وأنا أتوضأ بلذة عجيبة.

    استمع! قال صلى الله عليه وسلم: (إذا توضأ العبد المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء)، وفي رواية في صحيح مسلم : (فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه).

    وسكت صاحبي بعد أن ذكر تلك الأحاديث عن ظهر قلب، وأطرق برأسه وأخذ يحركه منتشياً بما ذكره من كلمات النبوة، ويردد بصوت منخفض: سبحان الله! سبحان الله! ثم رفع نظره إليَّ وقال: جرب، وتأمل في معاني هذه الكلمات الصادقة وأنت تتوضأ، فإنك ستجد للوضوء حلاوة ومتعة، وستجد فيه مغانم وفرص عظيمة، فليس الأمر غسل أعضاء فحسب، بل هو في الحقيقة غسل وتطهير للقلب على حد سواء.

    قلت: سبحان الله! والله إنني أتوضأ منذ سنوات طويلة، غير أني لم أحفظ هذه الأحاديث، ولم أستشعر هذه المعاني، إنما هي أعضاء أغسلها بالماء ثم أنصرف إلى الصلاة.

    قال: ولهذا ينبغي أن تجمع قلبك أثناء الوضوء، وستجد الفرق الكبير بإذن الله.

    ألا يظن بـماجد هذا الاستشعار؟ ألا يظن به ذلك وهو يمكث في وضوئه ذلك الوقت الطويل، ثم لا يمل ولا يشتكي، بل إذا نظر إليه أخوه نظرة إشفاق وهو في تلك الحال العصيبة قال لأخيه: وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ [البقرة:155]؟

    ماجد وقيام الليل

    إذا انتصف الليل كان ماجد يقوم من نومه ليتهجد، ويظل في صلاته يقرأ القرآن، ويسبح الله تعالى ويدعوه حتى أذان الفجر، فإذا أذن الفجر صلي الفجر ثم يمكث في مصلاه يهلل ويذكر الله ويقرأ القرآن حتى تطلع الشمس، فإذا ارتفعت الشمس عالياً شرع في صلاة الضحى، وكان يمكث في عبادته تلك من الفجر وحتى قرابة الساعة التاسعة والنصف أو العاشرة أحياناً.

    كان ماجد يتمنى أن يجاهد في سبيل الله، كما يتمنى أن يزور بيت الله الحرام، وأن يؤدي فريضة الحج كما ذكر أخوه، ولربما حرص ماجد على البقاء كل يوم بعد الانتهاء من صلاة الفجر حتى ترتفع الشمس عالياً ويصلي الضحى ليغطي هذا النقص الذي يشعر به، وليشبع هذا الجانب في نفسه، فقد قال أنس رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة) فإذا لم يدرك الحج فعلاً لعجزه أدركه فعلاً باحتسابه بهذه العبادة العظيمة.

    لقد كان قلب ماجد معلقاً بالمسجد، كلما خرج منه وحتى يعود إليه، فلا يكاد يفوته فرض مع الجماعة، بل كان ماجد كما أخبر أخوه يتمنى أن يكون مؤذناً لمسجد الحي، كان إذا انتهى من الصلاة يتمنى ألا يخرج من المسجد، وكان يمكث في المسجد الساعات الطوال، وربما مكث بعد صلاة العشاء حتى الساعة التاسعة والنصف ليلاً، وإذا جاءه من يعينه على الخروج من المسجد والعودة إلى البيت خرج على مضض، فكأنما خرج جسده وبقي قلبه في المسجد، قال صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم: ورجل قلبه معلق بالمساجد).

    وإذا أوى ماجد إلى فراشه لينام تسمعه يذكر الله كثيراً، يقول أخوه: حتى إذا استطاع أن ينام بعد مشقة لضيق تنفسه تسمعه بين حين وآخر حتى وهو نائم يسبح الله ويحمده.

    ماجد في آخر حياته

    وتمر السنون على ماجد، ويظل ثابتاً على منهجه اليومي الإيماني العجيب، حتى بلغ سن التاسعة عشرة، ويزداد مرضه، ويصبح تنفسه أكثر صعوبة، ونومه عسيراً جداً، حتى أنه لا يقدر أن ينام إلا لمدة محدودة، ومع ذلك لا تفوته فريضة، لقد كانت الصلاة تملأ عليه حياته، وتشغل عليه يومه وليلته، كان يحس فيها براحة عجيبة، ولذة فريدة، وربما خففت عنه الصلاة شيئاً من معاناته.

    حتى إذا كان آخر ثلاثة أشهر قبل وفاته اشتد عليه المرض، وفي آخر ساعة له في هذه الحياة الدنيا تلاشت قواه، وفترت حركته، وقبل أن يلفظ أنفاسه بنصف ساعة أو أقل دخل في غيبوبة، فأصبح لا يشعر بمن حوله، لكن العجيب في ماجد -كما ذكر أخوه- أنه بالرغم من غياب وعيه إلا أنه كان في تلك اللحظات الأخيرة التي يلفظ فيها آخر أنفاسه ينادي بصوت منخفض: الصلاة الصلاة، الأذان أذن، هيا قوموا نصلي، الصلاة الصلاة، هكذا وهو في تلك الحال.

    وفي يوم الخميس الثامن عشر من جمادي الآخرة، من عام (1422هـ) توفي ماجد في مستشفى محمد الدوسري بـالخبر متأثراً بمرضه، ولم يكمل عشرين سنة من عمره.

    هكذا كانت حياة ماجد قصيرة، تسع عشرة سنة وبضعة أشهر فقط، حياة قصيرة في عمرها لكنها عظيمة في ثمارها وأجرها إن شاء الله، ذلك أن حياة المؤمن لا تقاس بالأيام ومر الأعوام، وإنما تقاس بما قدم لحياته فيها.

    تقاس بما أبلى فيها من طاعات وقدم من قربات.

    تقاس بما عمل فيها استعداداً لأول ليلة له في القبر، عندما يضعه أهله في تلك الحفرة المظلمة، وينثروا عليه التراب ليغلقوا عليه جميع المنافذ، ثم ينصرفوا تاركينه لوحده يواجه ما يواجه من أهوال القبر وعالمه المفزع، فيلتفت يميناً وشمالاً فلا يجد حينها ما يصد عنه من العذاب من أهل أو عشيرة سوى عمله الذي أفنى به دنياه، فإما أن يكون العمل صالحاً يستبشر به، أو يكون فاسداً يسود به وجهه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088977442

    عدد مرات الحفظ

    780301539