إسلام ويب

كتاب أحكام الميت [4]للشيخ : محمد يوسف حربة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • حث الإسلام على المشي مع الجنازة، والصلاة عليها. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم كيفية المشي معها والصلاة عليها أحياناً بقوله وأحياناً بفعله. وقد تنازع العلماء في عدد تكبيرات صلاة الجنازة، وكيفية المشي معها، وكيفية ترتيب الجنائز إذا كثرت وكل له حجته.

    الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستهديه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن سيدنا محمداً عبده رسوله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد, وسلم تسليماً كثيراً.

    وبعد:

    فقال المصنف رحمه الله: [الباب الرابع في صفة المشي مع الجنازة], سبق أن رجحنا اعتماداً على ما ذكره ابن رشد وعلق عليه حلاق , أن الراكب يمشي أمام الجنازة , ولكنا رجعنا إلى أصول مخرج الحديث من الأمهات فوجدنا أن لفظ الحديث: (الراكب يسير خلف الجنازة)، هذا لفظ، وفي لفظ آخر: (الراكب خلف الجنازة), وراجعناه في المصادر فوجدنا على أن ما في كتاب ابن رشد لم يوجد في المصادر, ونظرنا إلى تعليق حلاق فكأنه أخذه من كتبه السابقة التي بحث فيها الحديث, وهنا ما هو إلا أن رأى الحديث, ولم يراجعه على الأصول، فأخذ تعليقاته وكتبها عليه من دون أن يراجع الحديث على الأصول, فكان منه إقراراً لهذا الخطأ, ولهذا رأينا أن نعلق على ما كتبناه أولاً على قوله: [أنه يجوز المشي أمام الجنازة وخلفها, وعن يمينها وعن يسارها, على أن يكون قريباً منها, إلا الراكب فيسير خلفها] بعد كتابة هذا الترجيح رجعنا إلى الحديث في الأصول, فوجدناه كالآتي:

    أولاً: بلفظ: (الراكب يسير خلف الجنازة، والماشي حيث شاء؛ خلفها, وأمامها، وعن يمينها, وعن يسارها, قريباً منها), وهذا اللفظ الأول, أخرجه أبو داود في الجزء الثالث صفحة خمسمائة واثنتين وعشرين, الحديث رقم ثلاثة آلاف ومائة وثمانين, و أحمد في الجزء الرابع صفحة مائتين وثمان وأربعين, ومائتين وتسع وأربعين, بلفظ: (الراكب خلف الجنازة, والماشي حيث شاء منها), وأخرجه الترمذي , في الجزء الثالث، صفحة ثلاثمائة وتسع وأربعين, و أحمد في الجزء الرابع، صفحة مائتين وسبع وأربعين.

    نعم. و ابن ماجه في الجزء الرابع، صفحة مائتين وخمس وسبعين, هذا ما وجدناه في الأصول, و حلاق لم يتنبه في البداية لمخالفة الأصول عند تخريجه للحديث, فلعله نقل التخريج من كتبه التي سبق أن خرج الحديث فيها, ولم يقارن لفظ الحديث هنا بلفظه في الأصول المخرج فيها, فحصل منه هذا الخطأ، وهذا شأن كل إنسان، والكمال المطلق لله, وعلى ما تقرر فالراجح في المسألة أن الراكب يسير خلفها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087783469

    عدد مرات الحفظ

    774001358