إسلام ويب

كتاب الصلاة [22]للشيخ : محمد يوسف حربة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • صلاة الجمعة لها فضل عظيم في الإسلام، وقد زاد عثمان رضي الله عنه الأذان الأول فيها لحاجة الناس إلى أن يتهيئوا لصلاة الجمعة، وللجمعة أركان كثيرة: منها الخطبة. وقد اختلف العلماء في حكم الخطبة، ومقدارها، وما يقال فيها، وحكم الجلوس بين الخطبتين، والإنصات للخطبة، كما اختلفوا في وجوب الركعتين على من دخل المسجد والإمام يخطب، والسورتين اللتين يُقرأ بهما بعد الفاتحة في صلاة الجمعة.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وسلم تسليماً كثيراً. وبعد:

    فقد ورد في الأذان يوم الجمعة حديث ما لفظه: ( كان الأذان يوم الجمعة على عهد رسول الله و أبي بكر و عمر أذاناً واحداً حين يخرج الإمام، فلما كان زمن عثمان ، وكثر الناس، فزاد الأذان الأول ليتهيأ الناس للجمعة ).

    لكن الراجح أن المشروع في أذان الجمعة أن يؤذن لها أذان واحد، كما كان في وقت النبي صلى الله عليه وسلم.

    قال شيخنا ناصر الدين الألباني في الأجوبة النافعة لأسئلة مسجد الجامعة)، تعرض فيه لأحكام الجمعة: إنما زيد الأذان الأول - يعني ما فعله عثمان بن عفان ­- لعلة، وهي كثرة الناس، وتباعد منازلهم عن المسجد النبوي، فمن صرف النظر عن هذه العلة، وتمسك بأذان عثمان مطلقاً، لا يكون مقتدياً به رضي الله عنه، بل هو مخالف له، حيث لم ينظر بعين الاعتبار إلى تلك العلة، التي لولاها لما كان لـعثمان أن يزيد على سنته عليه الصلاة والسلام، وسنة الخليفتين من بعده.

    فإذاً إنما يكون الاقتداء به رضي الله عنه عندما يتحقق السبب الذي من أجله زاد عثمان الأذان الأول، وهو كثرة الناس، وتباعد منازلهم عن المسجد، وألا يوجد مكبرٌ للصوت يبلغهم به النداء.

    أما قوله في الحديث: ( فزاد عثمان الأذان الأول ليتهيأ الناس للجمعة )، يعني أنه كان يؤذن الأذان الأول حتى يستعد الناس لحضور صلاة الجمعة.

    كان يؤذن في السوق، في دار تسمى دار الزوراء، وهي دار في السوق حتى يتهيأ الناس للجمعة قبل الوقت، والعلة ليست موجودة اليوم التهيؤ للجمعة فالناس يتهيئون للجمعة إذا أذن المؤذن.

    أما سابقاً فما كانوا يسمعون الأذان الأساسي؛ لأنه يؤذن في باب المسجد، ومعروف أن المساجد كانت غير متعددة في المدينة، لكن يوم الجمعة يصلون في مسجد الرسول، فلا بد أن يكون محل الأذان قريباً من الناس حتى يسمع أهل القرى القريبة من المدينة، والمحيطة بها الأذان، فيتهيؤوا ويخرجوا فيَصِلُوا إلى المسجد عند رقي الرسول صلى الله عليه وسلم للمنبر.

    وفي الحديث الذي ذكره الشيخ ناصر الدين الألباني ولم ينكروا عليه الأذان كما أنكروا عليه الزيادة في بناء المسجد، وكما أنكروا عليه الإتمام، فكأنهم أقروه؛ لأنهم عرفوا أن هناك حاجة إليه.

    فيعطى حكم الإجماع السكوتي للحاجة فقط مثل الريف الذين ليس عندهم مكرفونات.

    مداخلة: العلة التي ذكرها الشيخ ناصر الألباني .

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087848717

    عدد مرات الحفظ

    774390167