إسلام ويب

أحكام الجنائز [4]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تبدأ رحلة النعيم للمؤمن من ساعة الاحتضار، وكذلك تبدأ رحلة الجحيم للكافر من ساعة الاحتضار، وبعد ذلك القبر، وهو أول منازل الآخرة، فإن كان خيراً فما بعده خير منه، وإن كان شراً فما بعده شر منه.

    الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه.

    سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقنا عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى.

    أما بعد:

    فمن أركان الإيمان أن يصدق المؤمن يقيناً بأن هناك يوماً يجمع الله فيه الأولين والآخرين، ويحاسبهم على ما قدموا من خير أو شر، وهذا المعنى مذكور في قول ربنا جل جلاله: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ [البقرة:177]، وكذلك في قول ربنا جل جلاله: كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ [البقرة:285] إلى أن قال: غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة:285]، فقوله: وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )) متضمن الحديث عن اليوم الآخر، وأيضاً عاب ربنا سبحانه وتعالى في القرآن قوماً فقال: قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ [الأنعام:31]، وقال: قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ [يونس:45]، وقال: وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون * وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ [الجاثية:32-34]، فالإيمان باليوم الآخر ركن ركين لا يسلم دين المرء إلا إذا صدق به تصديقاً جازماً، ونؤمن باليوم الآخر أيها الإخوان! إجمالاً وتفصيلاً، أما الإجمال فهو ما ذكرت، نؤمن بأن هناك يوماً يجمع الله فيه الناس ويحاسبهم، ونؤمن تفصيلاً باليوم الآخر، ومن ذلك الإيمان بعذاب القبر ونعيمه، ومن ذلك الإيمان بالنفخ في الصور، والإيمان بالحشر، والإيمان بتطاير الكتب، والإيمان بالميزان، والإيمان بالصراط، والإيمان بالجنة والنار، بالتفاصيل التي ورد ذكرها في كتاب ربنا، وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088947401

    عدد مرات الحفظ

    780053502