إسلام ويب

تفسير سورة النور - قصة الإفك [1]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • ينبغي لمن أراد سفراً وله أكثر من زوجة أن يقرع بينهن كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، وخاصة إذا كان السفر سفر قربة، وقد أقرع النبي صلى الله عليه وسلم بين نسائه في غزوة المريسيع فخرج سهم عائشة، وفي هذه الغزوة كانت حادثة الإفك.

    الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

    سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.

    اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقناً عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى، أما بعد:

    فقد تقدم معنا الكلام في ترجمة أمنا عائشة رضي الله عنها، وعرفنا أنه قد ورد في فضلها جملة من الأحاديث الصحاح، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( لما سئل: من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة )، وكقوله صلى الله عليه وسلم: ( حين سألته: من من أزواجك في الجنة؟ فقال: أنت منهن ).

    وعرفنا أن عائشة رضي الله عنها قد ميزت بجملة من الفضائل والمناقب لم يشاركها فيها أحد من النساء، من ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكح بكراً غيرها، ولا امرأةً أبواها مهاجران غيرها، وأن الملك نزل بصورتها في كفه في سرقة من حرير، وأنها كانت تغتسل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، وكان الوحي ينزل عليه وهو في لحافها، وأن براءتها نزلت من السماء في قرآن يتلى إلى يوم القيامة، وأن الله عز وجل جمع بين ريقها وريق رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر ساعات له في الدنيا عليه الصلاة والسلام، وذلك ( لما دخل عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك رطب يستن به، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فعلمت عائشة رضي الله عنها أنه يحب ذلك السواك، فقالت: يا رسول الله! آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. تقول رضي الله عنها: فأخذته وطيبته ولينته ثم دفعته إليه فاستن به -أي: استاك، قالت عائشة:- فما رأيته استن استناناً أحسن من يومه ذاك، ثم رأيته يشير بإصبعه إلى السماء، ويقول: في الرفيق الأعلى، في الرفيق الأعلى، ثم وقعت يده، فعلمت أنه قد خير فاختار، فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر ساعة من ساعات الدنيا ).

    ومن فضائلها رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم مرض في بيتها، وقبض في بيتها، وكان رأسه عليه الصلاة والسلام بين سحرها ونحرها، ودفن في بيتها.

    ومن فضائلها: أنها مطيبة خلقت لطيب بشهادة القرآن، قال تعالى: وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [النور:26].

    وهذه الآيات النازلة في براءة أمنا رضي الله عنها وأرضاها بلغت بضعة عشر آية، ولعله لو حصل استعراض للحديث الذي روته أمنا عائشة رضي الله عنها، فسيكون ذلك أدعى لمعرفة معاني هذه الآيات؛ لأن عائشة هي صاحبة القصة، وهي أدرى بتفاصيلها، وروايتها ستكون من باب تفصيل المجمل، فما أجمل في القرآن فصلته عائشة رضي الله عنها في هذه الرواية الواضحة التي ذكرت في أمهات كتب السنة، ومنها الصحيحان (صحيحا البخاري و مسلم رحمهما الله تعالى)؛ فلنستمع إلى حديث عائشة رضي الله عنها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088952590

    عدد مرات الحفظ

    780104845