سورة التوبة هي آخر سور القرآن نزولاً، ومن خصائصها أنها أكثر السور أسماء، وهي السورة الوحيدة التي لم تفتتح بالبسملة، وهي السورة التي فضحت المنافقين وكشفت مؤامراتهم. وقد شبه الله فيها قلب المؤمن بالبناء الشديد الأركان، وقلب المنافق بالبناء على شفا جرف يوشك على السقوط
خصائص سورة التوبة
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فأسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقبولين.
سورة التوبة هي آخر سور القرآن نزولاً باتفاق أهل التفسير، ولها خصائص:
هذه الآيات نزلت في شأن جماعة من المنافقين كان على رأسهم رجل يقال له: أبو عامر الراهب.
وهذا الرجل في الجاهلية كان من أشراف الخزرج وقد ترهب وله عبادة، فلما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق واجتمع عليه الأوس والخزرج والمهاجرون والأنصار شرق هذا الرجل بريقه كما شرق أخوه في الكفر عبد الله ابن سلول .
كذلك هذا الرجل الفاسق الذي يقال له: أبو عامر الراهب تلا عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ودعاه إلى الإسلام، فأظهر الإسلام نفاقاً لكنه لم يلبث أن لحق بالمشركين في مكة، وجاء يوم أحد وحفر حفراً سقط النبي صلى الله عليه وسلم في إحداها فجحشت ركبتاه.
وفي حديث آخر: بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( هو مسجد قباء )، وكلاهما حديث صحيح ولا تعارض، فالمسجد النبوي أسس على تقوى من الله ورضوان، ومسجد قباء أسس على تقوى من الله ورضوان.