وفي الآية الكريمة فوائد:
منها: وجوب ذكر الله تعالى وعدم نسيان حقه جل جلاله بأداء ما افترض واجتناب ما نهى.
ومنها: الحذر من أن يشغل الإنسان بماله وولده عن ذكر الله تعالى.
ومنها: أن الاشتغال بالأموال والأولاد الذي لا يلهي عن ذكر الله ليس بمذموم وهذا هو مفهوم الخطاب.
وفي قوله تعالى:
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ
[المنافقون:9] دليل على قول علماء أصول الفقه: النهي اقتضاء كف عن فعل.
ومنها: أن من اشتغل بماله وولده عن ذكر الله تعالى فهو خاسر شقي، ومفهوم الآية: أن من شغله ما يهمه من أمر دينه الذي أمره سبحانه به، ونهاه عن إضاعته وتوعده عليه كفاه سبحانه أمر دنياه الذي ضمنه له، ونهاه أن يجعله أكبر همه وتوعده على ذلك، فما ذكره إلا من وجده في جميع أموره ديناً ودنيا، وتوجه إليه في جميع نوائبه، وأقبل عليه بكل همومه، وبذل نفسه له بذل من يعلم أنه مملوك مربوب، فقد أمر ربه على نفسه واتخذه وكيلاً فاستراح من المخاوف ولم يمل إلى شيء من المطامع فصار حراً.
اللهم اجعلنا لك ذاكرين، لك شاكرين، لك مخبتين، لك مطواعين، إليك أواهين منيبين، اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وأجب دعوتنا، وثبت حجتنا، وسدد ألسنتنا، واهد قلوبنا، واسلل سخائم صدورنا.
والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين.