الشيخ عبد الحي يوسف: وهذا السحر هو من كبائر الذنوب كما بين نبينا عليه الصلاة والسلام أنه من السبع الموبقات، فقد أمرنا ربنا جل جلاله بأن نستعيذ بالله من شره:
وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ
[الفلق:4].
الشيخ محمد الخضيري: أبا عمر ! وهذه الاستعاذة من شره تدل على تحريمه.
الشيخ عبد الحي يوسف: لا شك في ذلك.
الشيخ محمد الخضيري: وكما ذكرت فالسحر من أعظم المصائب التي تنزل بالأمة، وابتليت بها هذه الأمة في هذا الزمان وكثر فيها، نسأل الله العافية والسلامة، وأسوأ شيء فيه أن يتخذ ديناً، فقد تجد الإنسان يتدين لله عز وجل بالسحر، فيسحر الناس، وقد يكون والعياذ بالله متلبساً بلبوس الدين، وهو يمتهن السحر، ويسخر الناس لخدمته، ويأكل أموالهم بالباطل ويؤذيهم في أبدانهم، وفي أعراضهم، وفي أحوالهم، وفي أموالهم عبر هذا السحر، ونحن نقول: إن هذا السحر بوابة الكفر، نسأل الله العافية والسلامة،
وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ
[البقرة:102]، وحد الساحر عندنا في الإسلام ضربة بالسيف، يعني: يقتل الساحر ولا يتسامح معه حتى يستراح من شره.
الشيخ عبد الحي يوسف: نعم، لا شك بأن هذه مسائل تحتاج إلى مزيد بيان، وأقترح أبا عبد الله ! لو وافقتني أن تكون حلقة أخرى في بيان معاني هذه السورة المباركة، نسأل الله عز وجل أن يعلمنا من القرآن ما جهلنا، وأن يذكرنا منه ما نسينا، وأن يرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا.
والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.