بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى جميع المرسلين. أما بعد:
فأسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقبولين.
ومع النداء السادس والخمسين في الآية السابعة والسبعين من سورة الحج، وهو قول ربنا تبارك وتعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
[الحج:77].
معاني مفردات الآية
المعنى الإجمالي للآية
هذا النداء يأمر فيه ربنا تبارك وتعالى عباده بأن يركعوا ويسجدوا له، وأن يؤدوا الصلاة ويذلوا بين يديه، ويسارعوا إلى طاعته، ثم بعد هذا التخصيص تعميم بالعبادة
وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ
[الحج:77] بكل أنواع العبادة التي طلبها منكم مما يحبه ويرضاه من أقوال وأعمال ظاهرة وخفية.
ثم عطف على ذلك الأمر بفعل الخير، وأول مراتب فعل الخير: الكف عن الشر، وهذا كله على رجاء منكم للفلاح عند ربكم بأن تفوزوا بمأمولكم.
بعض طرق وأبواب الخير
هذه الآية الكريمة فيها فوائد:
فمن فوائدها: أن للذكر شأناً ليس لغيره من الطاعات، وفي هذه السورة المباركة سورة الحج دلالات على ذلك، ثم دعا الله المؤمنين أولاً إلى الصلاة التي هي ذكر خالص، ثم إلى العبادة بغير الصلاة كالصوم والحج والغزو، ثم عم بالحث على سائر الخيرات، قاله الزمخشري رحمه الله تعالى.
ومن فوائد هذه الآية: وجوب استحضار نية العبادة لله في سائر مناشط الإنسان، ووجوب السعي في فعل الخير من سائر الوجوه.
وأن المحافظة على هذه المأمورات الأربع: الركوع، والسجود، والعبادة، وفعل الخير سبب لحصول الفلاح في الدنيا والآخرة.
أسأل الله عز وجل أن يسلمنا ويغنمنا، وأن يستعملنا في طاعته، والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى جميع المرسلين.