بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد ما اختلف الليل والنهار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى المهاجرين والأنصار، أما بعد:
فيقول الله عز وجل في الآية السابعة والأربعين من سورة الطور:
وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ
[الطور:47].
الآية في سياق الحديث عن كفار قريش تخبر أن لهؤلاء الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والمعاصي عذاباً قبل عذاب يوم القيامة، وذلك بما يصيبهم في الدنيا من الأسقام والأوجاع والبلايا، وذهاب الأموال والأولاد، وحصول الجوع والجهد، وعذاب القبر، ولكن أكثرهم غافلون لا يعلمون ما يصيرون إليه من عذاب الله وما أعده لهم في الدنيا والآخرة، ولا يفهمون المراد منهم.
عذاب القبر ونعيمه مسألة عقدية
عذاب القبر ونعيمه مسألة عقدية لا بد من ذكر مباحث حولها؛ ليسلم للمؤمن معتقده.
قال ابن أبي زيد القيرواني المالكي رحمه الله في عقيدته: وأن الناس يفتنون في قبورهم. أي: نؤمن بأن الناس يفتنون في قبورهم.
وقال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله: واعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ، فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه، قبر أو لم يقبر، أكلته السباع أو احترق حتى صار رماداً ونسف في الهواء، أو صلب أو غرق في البحر، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته؛ لكونه لا عهد له به في هذه الدار، فيجب أن يفهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم من غير غلو ولا تقصير.
النصوص الدالة على عذاب القبر
أسباب عذاب القبر
المنجيات من عذاب القبر