هذه الآية اشتملت على فوائد:
أولاها: وجوب تقوى الله عز وجل في الأمور كلها: ( اتق الله حيثما كنت )، في سهل أو في جبل، في بدو أو في حضر، في ليل أو في نهار، في الخلوة أو في الجلوة، حيثما كنت اتق الله عز وجل؛ ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآيات الثلاث وهي قوله:
اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
[آل عمران:102]، وقوله:
اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً
[الأحزاب:70]، وقوله:
اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
[النساء:1]، في خطبة الحاجة، في كل أمر ذي بال، حتى في خطبة النكاح إذا أراد أن يباشر العقد عليه الصلاة والسلام من أجل أن يذكر الزوج بأنه ألزم وصية فعليه أن يعتني بها وهي تقوى الله عز وجل.
ثانيها: وجوب كمال تلك التقوى والحرص عليها، فمن أراد أن يكون تقياً فلا يكتفي بالفرائض، وإنما يضم إليها السنن والمستحبات والنوافل والمندوبات، وما أشبه ذلك، ومن أراد أن يكون تقياً فلا يكتفي بترك المحرمات، وإنما يترك المحرمات والمكروهات والشبهات، يترقى بنفسه؛ ولذلك كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم اهدني لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال )، لم يقل: لحسن الأخلاق والأقوال والأعمال. وإنما: ( لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال).
ثالثها: وجوب التمسك بالإسلام حتى الموت.
نسأل الله أن يتوفانا مسلمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.