إسلام ويب

تعريف الجهاد وأقسامه [2]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • ما تركت أمة الجهاد في سبيل الله إلا أصيبت بالذل وتسلط الأعداء، وقد شرع الله الجهاد نصرة للمظلوم ونشراً للأمن والعدل وحماية للدولة الإسلامية، وقد كانت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجهاد والدعوة إلى الله، وخاض كثيراً من المعارك بنفسه ليبين شرف ومرتبة الجهاد في سبيل الله.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين, حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى, وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه, عدد خلقه ورضا نفسه، وزنة عرشه ومداد كلماته.

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار, وعدد ما اختلف الليل والنهار, وعلى المهاجرين والأنصار.

    سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا علماً نافعاً, وارزقنا عملاً صالحاً, ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى. أما بعد:

    الجهاد بالمال

    النوع الثاني: جهاد الكفار بالمال.

    وهذا الجهاد قد مارسه الصحابة الكرام عليهم من الله الرضوان، فـعثمان رضي الله عنه لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم لتجهيز جيش العسرة قال: ( يا رسول الله! علي مائة من الإبل بأقتابها وأحلاسها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ارض عن عثمان فإني عنه راض. قال: وعلي مائة أخرى. قال: اللهم ارض عن عثمان فإني عنه راضٍ، قال: وعلي مائة ثالثة. فقال: اللهم ارض عن عثمان فإني عنه راض. فذهب رضي الله عنه فجاء بألف دينار فصبهن في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم, فجعل يقلبها صلى الله عليه وسلم ويقول: ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم ), هذا الجهاد بالمال.

    الجهاد بالنفس

    النوع الثالث: الجهاد بالنفس.

    ومثاله: أنه عليه الصلاة والسلام يوم أحد شارك في الجهاد بنفسه حتى هشمت البيضة على رأسه, وكسرت رباعيته, بفتح الراء، ودخلت حديدتان في وجنتيه صلى الله عليه وسلم, وشجت جبهته, وجحشت ركبتاه عليه الصلاة والسلام, هذا كله فقط في يوم أحد.

    وكذلك في يوم حنين فإن الرسول عليه الصلاة والسلام لما انكشف عنه الناس يقول العباس: (كنت آخذاً بلجام دابته وهو يركض نحو العدو ويقول: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب ), عليه الصلاة والسلام.

    وقس على ذلك ما كان منه في مغازيه صلوات ربي وسلامه عليه.

    جهاد الشبهات والافتراءات

    النوع الرابع من جهاد الكفار: جهادهم لدفع شبهاتهم, ودحض افتراءاتهم.

    ومن عادة الكفار أنهم يثيرون الشبهات, وقد حكى ربنا جل جلاله في القرآن كثيراً منها, كما في قوله سبحانه: وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَهمْ يَرْجِعُونَ[آل عمران:72], وكما في قول الله عز وجل: قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ[المؤمنون:82], وغير ذلك, وهذه لا يستطيع أن يجاهد فيها إلا من آتاه الله علماً.

    والنوع الأول الذي هو الجهاد باللسان فربما يكون هذا الجهاد لمواجهة سخريتهم بمثلها، كما قال تعالى: إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ[هود:38], أو لمواجهة شتائمهم بمثلها, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لــحسان : ( اهجهم وروح القدس معك )؛ ولذلك قال لـأبي سفيان بن الحارث :

    ألا أبلغ أبا سفيان عني فأنت مجوف نخب هواء

    بأن سيوفنا تركتك عبداً وعبد الدار سادتها الإماء

    هجوت محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء

    أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفداء

    فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء

    هذا جهاد باللسان, لكن جهاد دفع الشبهة يحتاج مع اللسان إلى علم دقيق لتزييف الشبهات.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088951564

    عدد مرات الحفظ

    780091065