تقدم معنا الكلام في أن ربنا الرحمن رغبنا في الصيام بأربعة أساليب وهي:
الأول: نادانا بوصف الإيمان فقال:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
[البقرة:183].
الثاني: أن الصيام أمر مشترك بين الأمم، قال تعالى:
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
[البقرة:183] فالله عز وجل يقول: ليس الصيام عليكم فقط، وإنما عليكم وعلى الذين من قبلكم
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
[البقرة:183]، فالصوم هذا فيه فوائد، وليس عذاباً لكم قال تعالى:
مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ
[النساء:147].
الثالث:
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ
[البقرة:184].
وقلنا بأن صوم رمضان واجب بالكتاب والسنة والإجماع، وأنه لا يجب إلا على من توافرت فيه خمسة شروط: الشرط الأول: البلوغ. بمعنى أن الصغير ليس عليه صوم لكن نشجعه.
ثانياً: العقل، ومعناه أن المجنون ليس عليه صيام.
ثالثاً: القدرة، فمن كان مريضاً فقد عذره الله على التفصيل الذي سبق ذكره.
الشرط الرابع: الإقامة، فمن كان مسافراً جاز له أن يفطر.
الشرط الخامس: النقاء من دم الحيض والنفاس.
ولصحة الصوم شرطان: الشرط الأول: الإسلام، فالكافر لو صام الدهر لما نفعه صومه، يقول تعالى:
وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا
[الفرقان:23].
الشرط الثاني: أن يكون اليوم مما يصح صومه، فلو أن رجلاً صام يوم العيد، فهذا الصوم غير صحيح ولا مقبول.
ولو صام أيام التشريق أو صام يوم الشك، فصومه لا يصح، ولا يقبل عند الله عز وجل.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين، والحمد لله رب العالمين.