فضل الله تعالى أمة محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم، ومن تفضيله لها أن ضاعف للمؤمنين الأجر والثواب على غيرهم من الأمم إن هم اتقوه واجتنبوا ما حرم، وجعل لهم نوراً يمشون به، نور الإيمان الصراط المستقيم والطريق الواضح، وزادهم مغفرة لذنوبهم وستراً لعيوبهم.
تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته...)
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
وكان سعيد بن جبير رحمه الله يقرأ هذه الآية: (لكيلا يعلم أهل الكتاب) ما كان يقرؤها (لئلا).
معاني مفردات الآية
قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ [الحديد:28]. أي: خافوه واجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية بحفظ الأدب معه جل جلاله، ولا تأمنوا مكره، وتابعوا رسوله صلى الله عليه وسلم لتسلموا، وحافظوا على ذلك لئلا تهلكوا.
قال الشيخ رحمه الله: وأما من زعم من أهل العلم أنها في أهل الكتاب فقد غلط، وما وعد الله به المؤمنين من هذه الأمة أعظم مما وعد به مؤمني أهل الكتاب وإتيانهم أجرهم مرتين.