إسلام ويب

تاريخ القرآن الكريم [2]للشيخ : مساعد الطيار

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يعتمد منهج المسلمين في دراسة تاريخ القرآن على تعظيم القرآن، والتحقيق في الآثار المتعلقة بتاريخ القرآن، وأما دراسة المناوئين للقرآن فإنهم يعمدون إلى الطعن فيه، ولذلك يستخدمون عدة مناهج لتحقيق غرضهم، منها: المنهج الإسقاطي، والافتراضي، ودعوى التناقض في الآثار، والاعتماد على الآثار الباطلة، ودعوى الحيادية المزعومة وغير ذلك.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.

    أما بعد:

    فهذا هو الدرس الثاني في موضوع تاريخ القرآن، وقد أخذنا في الدرس السابق بعض المواضيع المتعلقة بتأصيل هذا المبحث، وقد أخذنا موضوع الوحي وما يتعلق به، ثم ذكرنا ما يتعلق بالإشارة إلى القرآن في الكتب السابقة، ثم ذكرنا ما يتعلق بالفرق بين القرآن وبين الكتب السابقة، ثم تحدثنا عن تعريف القرآن أو ما يسمى بمصطلح القرآن، وهل هناك مشكلة في تعريف القرآن، ثم ذكرنا بعض ما يتعلق بأسماء القرآن وأوصافه.

    ومن باب الفائدة فيما يتعلق بأسماء القرآن وأوصافه وهي مسألة فيها كلام، لكن التحرير فيها قليل.

    أقول: إنه لا يؤثر على القرآن من أي جهة من جهاته الاختلاف في: هل هذا اسم وهل هذا صفة؟ لا يؤثر في ذات القرآن وإنما التأثير فيه كمسألة علمية هل هذه بالفعل من الأوصاف أو من الأسماء.

    وهناك فائدة أخرى وهي: عن الأثر والنتيجة للقضية العلمية التي نناقشها، أي: هل لها أثر ونتيجة فإن قلنا بالإيجاب فما هي النتيجة وما هو الأثر؟ وإن قلنا بالسلب فما هي النتيجة وما هو الأثر سواءً كانت نتيجة عليمة أو نتيجة عملية؟

    ثم النظر إلى الأثر العلمي، هل هذه المسألة لها أثر في القضية العلمية التي نناقشها أم لا؛ لأنه قد يكون لها أثر علمي، لكن ليس محطها القضية العلمية التي نناقشها، فهذه أمور يجب أن ننتبه لها ونحن نناقش هذه القضايا المرتبطة بتاريخ القرآن أو ما يمكن أن نقول عنه: نقل القرآن.

    نبتدئ بالموضوع الذي سيكون تتمة لما ذكرته سابقاً وسيتركز على مسألتين: ما المراد بمصطلح تاريخ القرآن؟ فقد يسأل سائل ويقول: ما المراد بمصطلح تاريخ القرآن؟ وما الفرق بين تاريخ القرآن وبين علوم القرآن وبين علوم التفسير؟ أي: عندنا مصطلحات تتكرر وقد تكون متقاربة، وقد تكون متداخلة أحياناً، فاضطررنا إلى أننا نناقشها كمصطلح، أي: ما المراد بتاريخ القرآن؟ ولماذا نذكر هذا المصطلح بالذات ولم نذكره بأسلوب آخر؟

    وهذه التسمية بالذات؛ لأن هذا المصطلح صار يستخدم حتى كاد يكون مختصاً بأهل الاستشراق وغيرهم، وهذا ليس بصحيح؛ لأن القرآن وما يتعلق به من تاريخ، الأصل أن يكون المتحدث عنه هم أهل الاختصاص من أهل الإسلام، ولكن لما طرق هذا الموضوع من فئات متعددة وبعضهم ليس من أهل هذا الدين أصلاً، فإننا نريد أن نوضح أن ما يتعلق بما ذكروه بهذا المصطلح الذي اسمه: تاريخ القرآن هو في الحقيقة من حيث المصطلح ليس فيه إشكال، لكن المشكلة فيما طرحوه في هذا الموضوع.

    فلو تأملنا الموضوعات التي طرحت في تاريخ القرآن فسنجد أنها تكلمت عن هذا الموضوع إما عن مصدره وإما عن جمعه وتدوينه ورسمه وقراءاته، وإما عن المصاحف المكتوبة سواءً كانت المصاحف القديمة أو المصاحف المتأخرة، وإما عن تاريخ طباعته، وإما عن ترجمته، فجملة هذه الموضوعات كلها تدخل ضمن تاريخ القرآن، وإذا تأملنا هذه الموضوعات فسنجد أنها في الحقيقة جزءاً من علوم القرآن التي ندرسها من خلال علوم القرآن، لكن ليس بهذه الطريقة التي نعرضها اليوم؛ لأننا حينما نتكلم عن علوم القرآن نعرضها من جهة التقرير، أما هنا فسنناقشها من جهة التقرير، وقد نضطر أحياناً إلى مناقشة بعض الأفكار الخاطئة في هذا الموضوع.

    كيف يدرس تاريخ القرآن؟

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087871093

    عدد مرات الحفظ

    774510429