أخبرنا أحمد بن محمد بن عبيد الله، حدثنا شعيب بن حرب، عن مالك، عن زبيد، عن ابن أبزى، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1]، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]].
فهذه ترجمة تتعلق بالقراءة في الوتر، وهي: ذكر الاختلاف على مالك بن مغول في حديث القراءة في الوتر، أي: قراءة سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1]، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، وقد مرت طرق عديدة للحديث، وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقرأ هذه الثلاث السور: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] في وتره، أي: في الركعات الثلاث الأخيرة من صلاة الليل.
هو أحمد بن محمد بن عبيد الله الطرسوسي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا شعيب بن حرب].
ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.
[عن مالك].
هو مالك بن مغول، وهو ثقة ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن زبيد].
هو زبيد بن الحارث اليامي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن أبزى].
هو سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه]
وهو عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه وهو صحابي صغير، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
أورد النسائي رحمه الله هذا الحديث وأسنده إلى ابن أبزى وهو مرسل، والمقصود أنه مرسل من سعيد بن عبد الرحمن، وإلا فإن رواية عبد الرحمن بن أبزى قد مرت من طرق عديدة، وهو صحابي صغير، ولكن هذه الطريق قال: (عن ابن أبزى مرسل)، لأنه أضافه إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يذكر أباه، فيكون من قبيل المرسل أي: المنقطع، ولكن هذا الإرسال كما هو معلوم لا يؤثر؛ لأن الحديث ثابت من طرق كثيرة، ومعروف الواسطة وهو أبوه، وذلك بالطرق المتعددة الكثيرة التي مرت والتي ستأتي، فمثل هذا الإرسال لا يؤثر إلا لو كان الحديث ما جاء إلا من هذا الطريق، فإنه يؤثر، ويكون مرسلاً ولا يعول عليه، وهي التي يروي سعيد بن عبد الرحمن، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيكون منقطعاً، لكن الحديث جاء من طرق كثيرة عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، وفي بعضها (عن أبيه عن أبي بن كعب)، والحديث ثابت بالطرق الكثيرة المختلفة المتعددة المتنوعة.
قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان].
هو أحمد بن سليمان الرهاوي، وهو ثقة حافظ، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن يحيى بن آدم].
هو الكوفي، وهو ثقة حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا مالك].
هو مالك بن مغول، وقد مر ذكره.
[عن زبيد].
وقد مر ذكره.
[عن ذر].
هو ذر بن عبد الله المرهبي، وهو ثقة، عابد، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن أبزى مرسل].
هو سعيد بن عبد الرحمن، قوله: مرسل، أي: أنه أضافه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فهو من قبيل المرسل، لكن هذا الإرسال لا يؤثر؛ لأن الحديث ثابت بالطرق التي قبله والتي بعده.
أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله من حيث المتن، أي: النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1]، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[حدثنا الحسن بن حبيب].
لا بأس به، و(لا بأس به) تعادل صدوق، وحديثه أخرجه أبو داود في القدر، والنسائي.
[حدثنا روح بن القاسم].
ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.
[عن عطاء بن السائب].
صدوق اختلط، وحديثه أخرجه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة، ولا يؤثر اختلاطه؛ لأن الحديث ما جاء من طريقه فقط، بل جاء من طرق عديدة، فالحديث ثابت بالطرق التي قبله والتي بعده، وإلا لو كان ما جاء إلا من هذا الطريق، فإنه لا يعول عليه، إلا إذا كان قد سمع منه قبل الاختلاط، لكن الذين سمعوا منه قبل الاختلاط، ذكرهم الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب، وليس فيهم روح بن القاسم، ولكن لا يؤثر كون الذي روى عنه ليس معروفاً بالرواية عنه قبل الاختلاط؛ لأن الحديث ثابت من طرق متعددة قبل هذا الحديث وبعده.
[عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه].
وقد مر ذكرهما.
أخبرنا محمد بن بشار، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن قتادة قال: سمعت عزرة يحدث عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1]، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، فإذا فرغ قال: سبحان الملك القدوس ثلاثاً].
أورد النسائي ذكر الاختلاف على شعبة في هذا الحديث، أي: حديث القراءة في الوتر، قراءة: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1]، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، وأورد الطرق التي من طريق شعبة، وفيها الاختلاف من حيث الإسناد، ومن المعلوم أن مثل هذا الاختلاف لا يؤثر على الحديث شيئاً، فالحديث ثابت، وكونه جاء عن شعبة من طرق متعددة إلى عبد الرحمن بن أبزى لا يؤثر ذلك على الحديث شيئاً، فالحديث ثابت.
محمد بن بشار هو الملقب بندار البصري، ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، ومثل محمد بن بشار في كونه شيخاً لأصحاب الكتب الستة، وأيضاً كونه مات سنة مائتين واثنين وخمسين، شخصان آخران هما: محمد بن المثنى العنزي الملقب الزمن، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، فهؤلاء ثلاثة ماتوا في سنة واحدة، وهي: سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وكل واحد منهم شيخ لأصحاب الكتب الستة.
[عن أبي داود].
أبو داود، هو: سليمان بن داود الطيالسي، مشهور بكنيته، ويروي عنه النسائي بواسطة، وهو ممن تقدمت وفاته؛ لأنه ما أدركه النسائي، ولهذا يروي عنه النسائي بواسطة، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا شعبة].
شعبة، وهو: ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
وهو: قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، ومما يشار إليه هنا أن شعبة معروف أنه إذا روى عن شيوخه المدلسين، لا يروي عن شيوخه المدلسين إلا ما أمن تدليسهم فيه، وقتادة من المدلسين.
[سمعت عزرة يحدث].
وهنا قتادة صرح بالسماع، فتدليسه مأمون بتصريحه هو، لكن شعبة إذا روى عنه وقد روى بالعنعنة، فإن عنعنته لا تؤثر؛ لأن شعبة يروي عن شيوخ المدلسين الشيء الذي هو سماع لهم، ولا يروي عنهم الشيء الذي هو مدلس، فتدليسهم مأمون فيما إذا روى عنهم شعبة.
وعزرة هو عزرة بن عبد الرحمن الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
[عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه].
وقد مر ذكرهما.
أورد النسائي رحمه الله حديث ابن أبزى من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله أنه كان يوتر بالثلاث السور: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1]، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، وإذا فرغ قال: سبحان الملك القدوس، ويمد بالثالثة من هذه التسبيحات الثلاث صوته.
قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور].
هو إسحاق بن منصور المروزي الكوسج، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، إلا أبا داود.
[حدثنا أبو داود].
هو أبو داود الطيالسي الذي مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.
وقد مر ذكرهما.
[عن زرارة].
هو زرارة بن أوفى، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الرحمن بن أبزى].
يعني: هنا لا يروي عن سعيد، وإنما يروي عن عبد الرحمن الصحابي الصغير.
أورد النسائي حديث ابن أبزى من طريق أخرى، وفيه: أنه يوتر بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، وهذا فيه ذكر: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] وحدها ليس معها شيء، فيحتمل أن يكون مختصراً، ويحتمل أن يكون ذلك في الركعة الأخيرة مثلما جاء في حديث أبي موسى الأشعري الأول، الذي فيه أنه صلى العشاء ركعتين، ثم صلى الوتر ركعة واحدة، وقرأ بها بمائة آية من سورة النساء، فيحتمل أن يكون الحديث مختصراً، وأن الروايات السابقة فيها التفصيل والبيان، ويحتمل أن يكون قرأ في الركعة الأخيرة: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، كما أنه كان قد قرأ في ركعة الوتر مائة آية من سورة النساء.
هو الملقب الزمن، العنزي البصري، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، وهو أحد الثلاثة الذين ذكرت آنفاً: أنهم شيوخ لأصحاب الكتب الستة، وأنهم ماتوا في سنة واحدة، وهي سنة اثنتين وخمسين ومائتين، أي: قبل وفاة البخاري بأربع سنوات، وهم من صغار شيوخ البخاري.
[حدثنا محمد].
هو ابن جعفر الملقب غندر، وإذا جاء محمد يروي عن شعبة، ويروي عن محمد بن المثنى أو محمد بن بشار، ومحمد غير منسوب، فالمراد به غندر، الذي هو محمد بن جعفر البصري الملقب غندر، ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
وقد مر ذكره.
[سمعت قتادة يحدث عن زرارة عن عبد الرحمن بن أبزى].
وقد مر ذكرهم.
ذكر مخالفة شبابة بن سوار في هذا الحديث، وأنه رواه عن طريق عمران بن حصين، وأنه أوتر بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، يعني: فهو مثله من حيث المتن، وأنه أوتر بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، والكلام هو مثل الذي قبله، يعني: من حيث أنه يمكن أن يكون مختصراً، أو أنه غير مختصر، ولكنه قرأ في الركعة الأخيرة بهذه السورة.
ثقة يغرب، أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
[أخبرنا شبابة].
هو شبابة بن سوار، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة].
وقد مر ذكرهم.
[عن عمران بن حصين].
هو أبو نجيم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
أورد النسائي حديث عمران بن حصين المتعلق بصلاة الظهر، وقد ذكر النسائي أن شبابة لا يعلم أحداً تابعة على تلك الرواية، يعني: عن عمران بن حصين، وقال: إنه خالفه يحيى بن سعيد القطان فرواه، لكنه بلفظ آخر، وهو أنه صلى الظهر فقرأ رجل: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، يعني: ممن وراءه، فلما فرغ من صلاته قال: أيكم قرأ بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]؟ فقال رجل: أنا، فقال: قد علمت أن بعضهم خالجنيها. يعني: أنه قرأ وأنا أقرأ، فهذه المخالفة كما هو معلوم لا تؤثر؛ لأنهما حديثان، وليسا حديثاً واحداً؛ لأن ذاك الحديث الذي من طريق شبابة بن سوار يتعلق بالوتر، وهو قراءة: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، وأما هنا فيتعلق بالقراءة وراء الإمام في صلاة الظهر، فهو حديث غير الحديث الذي قبله، وليس هذا من قبيل الاختلاف المؤثر، بل هما حديثان، حديث يتعلق بالوتر، وحديث يتعلق بالقراءة في صلاة الظهر، وأحدهما من طريق شبابة بن سوار، والثاني من طريق يحيى بن سعيد القطان، فوجود رواية يحيى بن سعيد القطان، ليست مخالفة لرواية شبابة بن سوار؛ لأن تلك تتعلق بصلاة معينة التي هي الوتر، وأما هذه فتتعلق بصلاة أخرى، وهي صلاة الظهر خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن أحد المصلين وراءه كان يقرأ بهذه السورة، فلا إشكال ولا مخالفة مؤثرة بين الحديثين؛ لأنهما ليسا حديثاً واحداً، بل هما حديثان كل واحد منهما منفصل عن الآخر، وصحابيهما عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
هو الملقب الزمن، وقد مر ذكره.
[حدثنا يحيى بن سعيد].
هو يحيى بن سعيد القطان البصري، ثقة، ثبت، ناقد، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن شعبة عن قتادة عن زرارة عن عمران بن حصين].
وقد مر ذكرهم.
الجواب: يعني: ممن يكتب حديثه للاستئناس، يعني: يعتضد به، أي: حديثه للاعتضاد.
الجواب: جهالة العين أظنه: من روى عنه شخص واحد، وأما جهالة الحال: فهو من روى عنه شخصان أو أ كثر ولم يوثق، فهذا هو الذي يقال له: مجهول الحال، ومجهول الحال تنتفي جهالته، فيما إذا عرف توثيقه من جهة أخرى، أو من أناس معتمدين في التوثيق، فعند ذلك تنتفي، ولهذا يقولون في بعض الأشخاص: إنه مجهول الحال، قال: وثقه فلان، فلا يعتبر مجهول الحال؛ لأنه وثقه فلان، فزالت جهالته، وأما مجهول العين، فكذلك إذا وثق فإنها تنتفي الجهالة عنه.
الجواب: مكة أفضل من المدينة؛ لأنه أولاً الرسول صلى الله عليه وسلم بين أنها أحب بلاد الله إلى الله، وأيضاً بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف، وفي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بألف، وأيضاً الرسول صلى الله عليه وسلم قال كما في الحديث الصحيح: (إنك أحب بلاد الله إلى الله، ولولا أني أخرجت لما خرجت)، يعني: لولا أن الكفار اضطروه إلى أن يخرج، وأن يهاجر لما خرج منها، وبقي فيها، فهذا يدل على تفضيلها، وأما الحديث الذي يذكر، وهو (أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما خرج قال: إنك أحب بلاد الله إلى الله، ثم قال: اللهم إنك أخرجتني من أحب البلاد إلي، فأسكني أحب البلاد إليك)، فهذا حديث باطل موضوع، أولاً من جهة الإسناد، يعني: فيه من هو متهم، ولا أذكره الآن، وأيضاً من حيث المتن هو باطل؛ لأن فيه بيان أن الأحب إلى الله، غير الأحب إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأن الأحب إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام غير الأحب إلى الله، ومن المعلوم أن محبة الرسول عليه الصلاة والسلام تابعة لمحبة الله، لا يكون الأحب إلى الله شيئاً والأحب إلى رسوله شيئاً آخر، بل الأحب إلى الله هو الأحب إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، والحديث الصحيح الثابت عنه عليه الصلاة والسلام قوله: (إنك أحب البلاد إلى الله، ولولا أني أخرجت لما خرجت).
الجواب: كل ما عدا الفرائض فإنها في البيوت أفضل، إلا في الشيء الذي تشرع له الجماعة مثل التراويح، فإنها في المسجد أفضل؛ لأنها تشرع لها الجماعة، وإلا فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة)، كما سبق أن مر بنا الحديث في هذا، وهذا إنما يكون في حق من يصلي في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يرجع إلى بيته ويصلي فيه، مثل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، فإنه يصلي في بيته، ثم يخرج ويصلي بالناس، وإذا فرغ رجع إلى بيته وصلى النوافل في بيته، لكن من لم يصل في المسجد النبوي، ولكنه صلى في مسجد آخر، لا يقال: أن صلاته في بيته أفضل من صلاته في المسجد النبوي؛ لأن صلاته أفضل في المسجد الذي صلى فيه، وإنما تكون أفضل من المسجد النبوي لمن تمكن أن يصلي فيه؛ لأنه صلى الفرض، ولكنه من أجل قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل في بيته أفضل إلا المكتوبة)، لم يصل في المسجد النبوي وصلى في بيته، فعند ذلك تكون صلاته في بيته أفضل من صلاته في المسجد النبوي لهذا الحديث، ولفعله صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يصلي النافلة في بيته، ثم يخرج ويؤم الناس، ثم عندما يفرغ يرجع إلى بيته ويصلي النافلة في بيته.
الجواب: تضعيف الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يشمل الفرائض والنوافل؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة)، مطلق يشمل الفرض والنفل.
الجواب: كبار الصحابة هم المتقدمون الذين لم يلقهم صغار التابعين وأوساط التابعين، وإنما لقيهم كبار التابعين، كبار التابعين هم الذين لقوا كبار الصحابة، فهذا هو التمييز بين الكبار والمتوسطين والصغار؛ لأن هناك كباراً ومتوسطين وصغاراً، كبار الصحابة أو كبار التابعين، وأوساط التابعين وصغار التابعين، كبار التابعين هم الذين لقوا كبار الصحابة، وأوساط التابعين هم الذين لقوا الذين هم قبل صغار الصحابة الذين هم متوسطون، أوساط الصحابة، وصغار التابعين هم الذين أدركوا صغار الصحابة.
أما كبار شيوخ المصنف، فشيوخه الذين أدركهم في أواخر أعمارهم وأول حياته، هو في أول حياته، وأدركهم في أواخر حياتهم، وأما صغار شيوخه الذين أدركهم، ووفاتهم قريبة من وفاته، مثل الثلاثة الذين ذكرناهم وهم: محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، الذين ماتوا قبل البخاري بأربع سنوات، أما كبار شيوخ البخاري فهم الذين ما أدركهم النسائي؛ لأن البخاري أدركهم، والنسائي ما أدركهم، ولهذا يروي عنهم بواسطة، مثل أبي عاصم النبيل، فـالنسائي يروي عنه بواسطة، والبخاري يروي عنه مباشرة؛ لأنه من كبار شيوخه الذين لقيهم في أواخر أعمارهم، وهو في أول حياته، والنسائي ما أدركهم؛ لأن البخاري متقدم عليه فأدرك هؤلاء الكبار، والنسائي ما أدركهم، ولهذا يروي عنهم بواسطة، يأتي أبو عاصم النبيل فيروي عنه النسائي بواسطة، وأبو نعيم الفضل بن دكين، فيروي عنه النسائي بواسطة؛ لأنه من كبار شيوخ النسائي وهكذا.
الجواب: ترجمة معاني القرآن لعبد الله يوسف علي فيها أغلاط كثيرة، وقد ذكرها أهل الاختصاص، ولا أذكر شيئاً منها، لكن الذي أذكر أن هناك كتابة عن الأغلاط التي فيه، وأنها أخطاء، ومنها ما هو أخطاء فاحشة.
الجواب: لم يصح في ذلك حديث، يعني: كون المدينة غبارها شفاء، والذي ورد في ذلك هو ضعيف غير ثابت إن لم يكن موضوعاً، ولا أتذكر ما درجته، لكنه غير ثابت.
الجواب: الحد هذه من الألفاظ المحدثة التي لم ترد في نصوص الكتاب والسنة، ويحتاج الكلام فيها إلى معرفة المراد منها، فإن أريد بالحد أنه يكيف، وأنه يعرف كنهه، فالله عز وجل ليس كذلك، وإن أريد به أنه مباين للخلق، وأنه متميز عن الخلق، مباين لهم، فالله عز وجل كذلك؛ لأنه ليس حالاً في الخلق، ولا المخلوقات حالة فيه، فكلمة الحد هل تضاف إلى الله عز وجل أو لا تضاف؟ يستفسر فيها، إن أريد بها التحديد الذي هو التكييف، ومعرفة الكنه، فالله عز وجل لا يحد، ولا يحده أحد، وإنما يوصف بما وصف به نفسه، ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تكييف أو تشبيه، وإن أريد بالحد أنه مباين للخلق، وأن الله تعالى وجوده قائم بنفسه، والمخلوقات مباينة له، فليست المخلوقات حالة فيه، وليس حالاً في المخلوقات، فهذا المعنى حق، لكن اللفظ موهم، ومحتمل للحق والباطل.
الجواب: إذا كان لسبب وأمر يقتضي ذلك، فلا بأس به، وإلا فإنها تأثم.
مداخلة: ويلزمها شيء يا شيخ من ناحية المهر أو شيء من هذا؟
الشيخ: يعني هو إذا طلقها بناء على طلبها، ولم يطالبها بشيء، ولم يطالبها بأن تعيد إليه شيء، فإنه يعتبر طلاقاً، وأما إن طلب منها شيئاً، وافتدت نفسها، ودفعت شيئاً يطلقها، فهذا يقال له: خلع.
الجواب: مسح الوجه باليدين بعد الدعاء لم يثبت، فقد ورد فيه حديثان ضعيفان كما قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، والحافظ في بلوغ المرام قال: أن في مجموع طرقه يرتقي إلى الحسن، لكن شيخ الإسلام قال: إنه ضعيف، وإنه لا يثبت، وأنه ورد فيه حديثان ضعيفان. فلا تمسح الوجوه بالأيدي بعد الدعاء، وإنما تنزل بدون مسح، وكذلك كونه يمسح الجسد أيضاً من باب أولى، لكن مسح اليدين فيما إذا كان الإنسان يرقي نفسه، ينفث في يديه، ثم يمسح جسده، أو كذلك عند النوم كما جاء في الحديث: (ينفث في يديه ويقرآ آية الكرسي، ويمسح جسده)، هذا جاءت به السنة، وهذا ليس من قبيل رفع اليدين في الدعاء ثم يمسح بهما؛ لأن ذاك مسح رقية ينفث في يديه ويمسح بهما، وأما رفع اليدين فهو يدعو ثم ينزلهما.
الجواب: لا، ما يسجد إلى غير القبلة، لكن يجوز أن يكون على غير طهارة؛ لأن الإنسان يقرأ القرآن وهو على غير وضوء، فإذا مر بسجدة تلاوة يسجد وهو على غير وضوء، ويسجد إلى القبلة.
الجواب: زيادة الثقة المحفوظة هي التي بمثابة الحديث المستقل، وأما الشاذة فهي التي تقابل رواية من هو أوثق، فلابد من تقديم رواية على رواية، مثل حديث صلاة الكسوف بثلاث ركوعات، فإن المحفوظة صلاتها بركوعين، وكلها تتعلق بصلاة واحدة، وهي يوم مات ابنه إبراهيم، فلا شك أن صلاة الثلاث ركوعات بركعة واحدة شاذة؛ لأنها معارضة لرواية الركوعين، وأما زيادة الثقة، فهي بمثابة الحديث المستقل.
الجواب: إذا كان الانقطاع من أول الإسناد فيقال له: معلق، وأما إذا كان من وسطه، فإن كان اثنين فأكثر، فإنه يقال له: معضل، وإن كان واحداً أو أكثر من واحد، ولكن متفرقين في السند، فإنه يقال له: منقطع، وكلمة (منقطع) يعني أشمل؛ لأن المعلق منقطع، والمعضل منقطع، والمرسل منقطع، وهكذا كله يقال له: منقطع، لكن عندهم في الاصطلاح يطلقون ما كان الساقط واحداً أو اثنين فأكثر، بشرط عدم التوالي فيقولون: إنه منقطع، على المعضل وعلى المرسل.
الجواب: والله الذي يبدو أن مثل هذا العمل عمل منكر؛ لأنه الحبة السوداء التي يقال لها: حبة البركة، المقصود منها هو استعمالها وأكلها، أما قضية أن كون الإنسان يحملها لدفع العين أو لتمنع العين، فهذا مثل الجماعة الذين يضعون في السيارات شيئاً، إما مصحف أو شيء يتدلى أو ما إلى ذلك، كل هذا من الأمور المنكرة، واعتقاد أن هذه متصرفة، وهذا لا شك أنه شرك، وأما اعتقاد أن الإنسان إذا نظر إليها، فإنه ينشغل بها، وينشغل عما هو أهم منها، فهذا أمر منكر، واعتقاد فاسد، لكن لا يقال: إنه شرك.
الجواب: لا أدري.
الجواب: نعم، يعني: كون الإنسان يجعل كتاباً، لكنه يجعله على الأرض، ما يجعله منصوباً، وإنما يجعله على وضعه المعتاد، بحيث أن الإنسان إذا رآه يعرف أن هذا الذي يصلي فلا يمر بينه وبين الكتاب، وكذلك الإنسان إذا ما وجد شيئاً؛ لأنه كما جاء في الحديث يخط خطاً، وهذه أرفع من الخط، وأوضح من الخط إذا لم يكن هناك إلا هذا.
الجواب: قوله: (خالجنيها)، يعني: أنا كنت أقرأ وقد رفع صوته، يعني: حصل منه رفع صوت، ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أيكم قرأ بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1])، يعني: واحد منهم، طلع صوته في شيء من سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، فمعناه أنه شغله، مثل ما يكون الإنسان يقرأ وبعدين يسمع واحداً يقرأ، فيتنبه له ويشوش عليه.
الجواب: أنا قلت: إما أن يكون هذا مختصراً، وإما أن يكون المقصود أنه قرأ فيها في ركعة الوتر التي هي آخر الركعة من الركعات، يحتمل هذا ويحتمل هذا.
الجواب: لا، مراسيل الصحابة حجة عند العلماء؛ لأنهم في الغالب لا يروون إلا عن الصحابة.
الجواب: أي نعم يعني ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام صلاها أكثر من مرة، كل الصفات التي ثبتت عنه.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر