إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب [438]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • السؤال: ما حكم الدعاء على النفس بالموت؟ وما جزاء ذلك؟ وماذا يفعل الإنسان إذا أحس بضيق في نفسه وهم ينتابه؟

    الجواب: لا يحل لأحد أن يدعو على نفسه بالموت؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يتمنينّ أحدكم الموت لضر نزل به؛ فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي )، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتمنى الإنسان الموت فكيف بالذي يدعو على نفسه بالموت؟! والواجب على من أصيب بأمر يضيق به صدره، ويتكاتف عليه غمه، الواجب عليه أن يصبر ويحتسب الأجر من الله عز وجل، وينتظر الفرج، فهذه ثلاثة أمور: الصبر واحتساب الأجر وانتظار الفرج من الله عز وجل، وذلك أن الإنسان إذا أصيب بمصيبة من غم أو غيره فإنه يكفر الله بها عنه سيئاته وخطيئاته، وما أكثر السيئات والخطيئات من بني آدم، ( فكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون )، وإذا صبر واحتسب الأجر من الله أثيب على ذلك، أي: حصل له أمران: التكفير والثواب، وإذا انتظر الفرج من الله عز وجل أثيب على ذلك مرة ثالثة، لأنه -أعني انتظار الفرج -حسن ظنٍ بالله عز وجل، وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى عمل صالح يثاب عليه الإنسان.

    وإذا استعمل الإنسان في حال الغم والهم ما يزيل ذلك من الأذكار، مثل قوله تعالى: لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87]، فإنه ينتفع بذلك، كما قال الله تبارك وتعالى في ذي النون: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ [الأنبياء:87-88]، أي: مثل هذا الإنجاء بهذا السبب ننجي المؤمنين، ثم ليعلم أن من أصيب بمثل هذا أنه كلما أكثر من ذكر الله بلسانه وقلبه، فإنه لا بد أن تتغير حاله ويطمئن قلبه؛ لقول الله تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28]، ولم تكثر الإصابة بهذه الأمور في العصر الحاضر إلا بسبب تكالب الناس على الدنيا، والتماسهم ترفيه أبدانهم دون تنقية قلوبهم، ولهذا تجد عند كثير من الناس غفلة عن ذكر الله عز وجل وإعراضاً عنه وتكالباً على الدنيا وزهرتها، فلهذا كثرت الإصابات جداً في هذا العصر في هذه الأمور -أعني: الأمراض النفسية والهموم والغموم- ولو أن الناس كثر تعلقهم بالله سبحانه وتعالى وبذكره لزالت عنهم هذه الأمور، قال الله عز وجل: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف:28]، وهذا هو حال كثير من الناس اليوم مع الأسف، أن الله أغفل قلوبهم عن ذكره، واتبعوا أهواءهم، وكانت أمورهم فرطاً تمضي عليهم الساعات بل الأيام وهم لم ينتجوا شيئاً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088949023

    عدد مرات الحفظ

    780067017