إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب [415]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • السؤال: في رمضان القطرة والحقنة ما حكمهما؟

    الجواب: إن شهر رمضان المبارك شهر الصوم والقيام وقراءة القرآن، وأوجه النصيحة إلى إخواني المسلمين أن ينتهزوا فرصة هذا الشهر بكثرة الأعمال الصالحة المبنية على الإخلاص لله تعالى، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، من الصلاة والصدقة، وحفظ الصوم بأن لا ينقضه أو ينقصه، والإحسان إلى الخلق، فإن الله سبحانه وتعالى يحب المحسنين.

    وأحثهم على البعد عن معاصي الله سبحانه وتعالى؛ من القول المحرم أو الفعل المحرم، ولا سيما في أيام الصوم، لأن الحكمة من ترقية الصيام هي تقوى الله عز وجل، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )، وأحثهم على تجنب ما يفعله كثير من الناس في هذا الشهر المبارك حيث يجعلون لياليه ظرفاً لّلهو وإضاعة الوقت، ويجعلون أيامه ظرفاً للنوم والكسل عن الخيرات وفعل الطاعات، لا سيما وأنه في هذا العام: عام (1411هـ) سيكون الجو مناسباً جداً، حيث أنه في مقتبل أصل الربيع، سيكون الصوم سهلاً من أجل لطف الجو، والنهار قصيراً وهذا يعين المرء على إتقان الصوم وعلى الجد في فعل الخيرات وترك المنكرات.

    أما بالنسبة للجواب على سؤال السائل فإن السائل يسأل عن الإبر والحقن والقطرات، وما أشبهها، وهل هي تفسد الصوم أو لا؟!

    فنقول: إن هذه القطرات التي تقطر في العين أو الأذن وكذلك الإبر وكذلك الحقن كلها لا تفطر؛ وذلك لأن الأصل بقاء الصوم وصحته حتى يقوم دليل من الشرع من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو إجماع المسلمين أو القياس الصحيح على ما ثبت بذلك على أن هذا الشيء مفسد للصوم، وهذه الأشياء التي ذكرها السائل لا دليل على أنها تفسد الصوم لا من الكتاب ولا السنة ولا الاجماع ولا قياس صحيح، فهي ليست أكلاً ولا شرباً ولا بمعنى الأكل والشرب، وإذا لم تكن أكلاً ولا شرباً ولا بمعنى الأكل والشرب فإنها لا تفسد الصوم؛ لأن الذي يفسد الصوم هو الأكل والشرب وما دل الدليل على أنه يفسده مما سوى ذلك، وليست هذه الأشياء أكلاً ولا شرباً، وهي أيضاً ليست بمعنى الأكل والشرب فهي لا تقوم مقامه، وإذا لم يتناولها اللفظ؛ أعني: لفظ النص بالدلالة اللفظية ولا بالدلالة القياسية فإنها لا تدخل في ما جاء به النص.

    وعلى هذا يجوز للصائم سواء كان صومه فرضاً أم نفلاً أن يقطر في عينيه وأن يقطر في أذنيه وأن يستعمل الإبر، لكن إذا كانت الإبر مغذية بحيث يستغنى بها عن الأكل والشرب فإنها تفطر لأنها بمعنى الأكل والشرب، وما كان بمعنى المنصوص عليه فله حكمه لأن الشارع لا يفرق بين متماثلين، كما لا يجمع بين متفرقين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088962841

    عدد مرات الحفظ

    780191155