إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب [400]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • السؤال: شاب قد تجاوز العشرين من العمر, وقبل مدة أي: وأنا في الخامسة عشرة من عمري, أردت أن أصوم ولكن والدي قال لي: بأنك لا تزال صغيراً على الصيام, أطعته في ذلك ولم أصم تلك السنة, هل علي إثم في هذا, وهل يلزمني القضاء, أم أن علي كفارة، ونفس الشيء حصل مع قريب لي عمره الآن في حوالي الأربعين وسأل عن نفس الأسئلة؟

    الجواب: الذي يظهر من السؤال: أن هذا السائل لم يبلغ خمس عشرة سنة, أي: لم يتمها, والبلوغ لا يحصل إلا في واحد من أمور ثلاثة: بالنسبة للرجل فالأول: تمام خمس عشرة سنة, والثاني: إنبات العانة, وهو الشعر الخشن ينبت حول القبل, والثالث: إنزال المني بشهوة, يقظةً أو مناماً, لكن من المعلوم أن النائم قد لا يشعر بالشهوة واللذة, إنما يجد أثره بعد يقظته, فهذا السائل إذا لم يكن بلغ بإنبات العانة, أو بإنزال المني بشهوة, فإنه لا يلزمه صيام رمضان وهو لم يتم له خمس عشرة سنة, وبناء على ذلك فإنه لا يلزمه شيء, أما إن كان بالغاً بالإنبات أو إنزال المني أو تمام خمس عشرة سنة, فإن الواجب عليه قضاء صوم رمضان الذي ذكره, وليس منع أبيه من الصيام حجة له ولا عذراً.

    وإنني بهذه المناسبة أود أن أوجه كلمة قصيرة لبعض الأولياء الذين يمنعون أولادهم من الصيام من ذكور أو إناث، ويزعمون أن هذا شفقة عليهم ورحمة بهم, وهم في ذلك مخطئون, ظالمون لأنفسهم, وظالمون لأولادهم الذين منعوهم من الصيام, أما ظلمهم لأنفسهم فإن هذا ليس من الرعاية الحسنة, بل الرعاية الحسنة أن يأمروا أولادهم بطاعة الله، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر )، وليس من الرعاية أن يمنعوهم من طاعة الله عز وجل, وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصومون أولادهم وهم صغار, حتى أن الواحد منهم -أي: من الأولاد- ليبكي فيعطونه لعبة يتلهى بها إلى الغروب, بل إن بعض الآباء يمنع أيضاً ولده من الصلاة مدعياً أنه صغير، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن نأمر أولادنا أو أبناءنا بالصلاة لسبع وأن نضربهم عليها لعشر, وإني أقول لهؤلاء الأولياء: إن رحمتكم لأولادكم ومقتضى الشفقة الحقيقية أن تأمروهم بطاعة الله, وأن ترغبوهم فيها, وأن تعودوهم عليها, حتى يكونوا من الصالحين الذين تنتفعون بهم في حياتكم وبعد مماتكم, كما جاء في الحديث الصحيح: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية, أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعو له ). والله الموفق.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088965780

    عدد مرات الحفظ

    780202501