إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب [344]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • السؤال: بعض الناس يلزمون الضيف بوجه الله مثل: عليك وجه الله أن تأخذ واجبك عندي إلى غير ذلك, ما حكم الشرع في نظركم؟

    الجواب: الذي ينبغي للإنسان في معاملته لإخوانه أن لا يحرجهم فيما يريد أن يكرمهم به, فإن إكرام المرء حقيقة أن تيسر له الأمر وأن تمهله وأن لا تثقل عليه بالتلزيم أو بالإلزام, والمبالغة في الإكرام إهانة, وكم من إنسان ألزم عليه في الشيء يفعله أو يدعه فيقع في حرج, وربما تضرر بموافقة صاحبه الذي ألزمه أو لزم عليه, ولهذا لا ينبغي للإنسان أن يحرج أخاه فيوقعه في الحرج في مثل هذه الأمور, بل يعرض عليه الأمر عرضاً, فإن وافق فذاك, وإن لم يوافق فهو أدرى بنفسه وأعلم.

    وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله أن الرجل إذا علم أن المُهدي أو الواهب له قد أهداه أو وهبه شيئاً حياء وخجلاً لا مروءة وطوعاً فإنه يحرم عليه قبول هديته أو هبته, فكذلك هذا الرجل الذي ألزم صاحبه أو لزم عليه قد يكون آثماً بإحراج أخيه, وشر من ذلك ما يقع من بعض الناس بطريقة التلزيم أو الإلزام حيث يحلف بالطلاق، فيقول: علي الطلاق أن تفعل كذا أو ألا تفعل كذا أو ما أشبه ذلك, وحينئذ يقع في حرج في نفسه وإحراج لغيره, فقد يمتنع صاحبه عن موافقته, فيقع هذا الذي حلف بالطلاق في حرج, وربما يفتى بما عليه جمهور أهل العلم من أن زوجته تطلق إذا تخلف الشرط, وربما تكون هذه الطلقة هي آخر ثلاث تطليقات فتبين بها المرأة.

    والمهم أن الذي أنصح به إخواني المسلمين ألا يشقوا على غيرهم ويوقعوهم في الحرج, بل يعرضوا الإكرام عرضاً، فإن وافقوا فذاك وإن لا فليدع الإنسان في سعة.

    أما بالنسبة للسؤال بوجه الله عز وجل فإن وجه الله تعالى أعظم من أن يسأل به الإنسان شيئاً من الدنيا ويجعل سؤاله بوجه الله عز وجل كالوسيلة التي يتسول بها إلى حصول مقصوده من هذا الرجل الذي توسل إليه بذلك, فلا يقدمنّ أحد على مثل هذا السؤال, أي: لا يقول وجه الله عليك أو أسألك بوجه الله أو ما أشبه ذلك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088952335

    عدد مرات الحفظ

    780101101