إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب [21]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • السؤال: لدينا مقابر يوضع عليها كثير من القاذورات والقمائم التي لا تتصور, وهذا لا يرضى به الله ولا رسوله, وهذا مما يؤثر في النفس عند المؤمنين, فأرجو من سماحتكم إرشادنا والنصح لمثل من يضع هذه القاذورات على المقابر؟

    الجواب: لا شك أن مقابر المسلمين يجب احترامها وصيانتها عن الأذى, وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه نهى أن يجصص القبر وأن يجلس عليه) وقال: ( لئن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتمضي إلى جلده خيرٌ له من أن يجلس على القبر) وذلك لما فيه من إهانة صاحب القبر.

    وهذا الحديث يؤخذ منه أن كل ما يكون فيه إهانة لأهل القبور فإنه مما أتى الشرع بالتحذير منه والتخويف.

    والواجب في مثل هذا الحال أن من شاهد هذا في مقابر المسلمين أن يتصل بالمسئولين عن صيانة المقابر ويخبرهم بهذا حتى يقوموا بصيانتها وحمايتها عن هذه المؤذيات.

    كما أنه أيضاً يجب عليه أن ينصح من يشاهده يلقي القمائم فيها, ويبين له أن هذه دار إخوانه المؤمنين, وأنه لا ينبغي بل ولا يجوز أن يلقي فيها ما يكون فيه إهانةٌ لهم وعدم قيامٍ بحقهم.

    والشارع كما نهى عن إهانة القبور كذلك أيضاً نهى عن تعظيمها كما في التجصيص والبناء، فلا يجوز أيضاً تعظيم القبور بالبناء عليها وتجصيصها وإشادتها بالعلامات الكثيرة البارزة الظاهرة, فإن علي بن أبي طالب قال لـ أبي الهياج : ( ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لا تدع صورةً إلا طمستها, ولا قبراً مشرفاً إلا سويته) وكثير هي القبور نرى أن بعض الناس يضعون عليها علامات كبار، حصى كبار طويلة مشرفة, فمثل هذا أيضاً لا ينبغي، فإنما تكون العلامات في المقبرة بما يحصل به الكفاية في الدلالة على صاحب القبر فقط, وأما أنها تكبر وتبيض أو تحمر بالبوية أو ما أشبه ذلك فهذا مما لا ينبغي, فالدين وسط بين هذا وهذا.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088968175

    عدد مرات الحفظ

    780220978