إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. سلمان العودة
  5. شرح بلوغ المرام
  6. شرح بلوغ المرام - كتاب الزكاة - باب صدقة الفطر - حديث 647-650

شرح بلوغ المرام - كتاب الزكاة - باب صدقة الفطر - حديث 647-650للشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • شرعت صدقة الفطر لمقاصد عظيمة، ومن جملتها تطهير الصائم والتوسعة على المحتاجين يوم العيد، وتتعلق بها مسائل شرعية مهمة: منها حكمها، وأصناف ما تخرج منه، ووقت أدائها، وحكم إخراج القيمة فيها، ونحو ذلك من مسائل هذا الباب المظهر لجانب من جوانب عظمة التشريع الإسلامي والرسالة المحمدية.
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، وأصلي وأسلم على خاتم رسله وأفضل أنبيائه، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:

    فاليوم عندنا ضمن دروس الزكاة باب: صدقة الفطر، قال المصنف رحمه الله: [ باب: صدقة الفطر ].

    أسماء صدقة الفطر ومعانيها

    فيما يتعلق بصدقة الفطر، فلها أسماء كثيرة جداً، منها: صدقة الفطر، أو زكاة الفطر، أو صدقة رمضان، أو زكاة رمضان، وقد تسمى صدقة الرءوس؛ لأنها لا تتعلق بالأموال، وإنما تتعلق بالأشخاص، والإمام مالك رحمه الله كان يسميها: صدقة الأبدان؛ لأن الصدقة على البدن وليست على المال، ولها أسماء كثيرة جداً.

    ومعناها: الصدقة التي تبذل عند الإفطار من رمضان، فهي زكاة الفطر، أو صدقة الفطر، وقد يسميها بعضهم: الفطرة كما ذكر ذلك الإمام النووي وغيره.

    والمقصود هنا بالفطرة: إما لأنها مأخوذة من الفطر أو لأنها تتعلق بالفطرة، فطرة الإنسان التي فطر الله الناس عليها، وهي كلمة مولدة يعني: ليست موجودة في لسان الشرع بهذه الصيغة، وإنما هذا من استعمال الفقهاء، وبكل حال فالمقصود بصدقة الفطر: الزكاة الواجبة على الإنسان بعد الفطر من رمضان.

    وقت تشريع صدقة الفطر

    ومتى شرعت هذه الصدقة أو الزكاة؟

    الجمهور على أنها شرعت في السنة الثانية من الهجرة، وقد جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنها شرعت بعد تحويل القبلة، ومع فرض الصيام بعد ثمانية عشر شهراً من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام، يعني: تقريباً في آخر السنة الثانية من الهجرة قبل تمام الحولين، فهي إذاً متصلة بالصوم ومشروعة مع الصوم، وهذا الذي عليه جمهور أهل العلم.

    ومما يؤكد على هذا المعنى قول قيس بن سعد الأنصاري رضي الله عنه: (أن صدقة الفطر وجبت عليهم قبل فرض الزكاة، فلما فرضت الزكاة سكت عنهم وتركوا، فهم يزكون).

    فهذا دليل على أن صدقة الفطر كانت شرعيتها متصلة بالصيام، يعني: فرضت مع رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وبعض أهل العلم يرون أنها فرضت مع الزكاة، وقد سبق معنا الكلام عن فرضية الزكاة وأنها كانت متأخرة قبل السنة الخامسة، ولكنها ليست مع الصوم، وبعضهم يقول: إن الزكاة فرضت بعد ذلك بكثير.

    أهم مقاصد وحكم مشروعية صدقة الفطر

    أما الحكمة من هذه الصدقة أو الزكاة، فهي حكم كثيرة من أهمها:

    شكر نعمة الله تبارك وتعالى على ما أنعم به على المسلم من صيام رمضان وقيامه وبلوغ الشهر، فهي فيها معنى الشكر لله عز وجل على الصوم، ولهذا سميت صدقة الفطر.

    ومن حكمها ومقاصدها: أنها شرعت تطهيراً للصائم مما قد يكون خدش به صومه من اللغو والرفث، كما في حديث: ( طهرة للصائم من اللغو والرفث ) وسوف يأتي.

    فهي تطهير ورتق ورقع لما قد يكون في الصوم من نقص، كأن يكون الإنسان مثلاً أخل ببعض الأشياء، أو قال كلمة لا تحسن، أو نظر نظرة لا تحسن، فشرعت صدقة الفطر لتعزز ذلك وتزيله.

    والمقصد الثالث من مقاصدها: هي التوسعة على الفقراء والمحاويج والمساكين في يوم العيد؛ وذلك أن يوم العيد يوم فرح وسرور، فشرع الله تعالى للمسلمين فيه الفطر وحرم عليهم الصيام كما هو معروف، وسماه: (يوم أكل وشكر وذكر لله تعالى) كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فشرعت صدقة الفطر حتى يكون المسلمون شركاء في ذلك كله، ويساعد القوي منهم الضعيف ويرعى الغني منهم على الفقير، فيكون الناس كلهم يذوقون طعم السعادة ويستمتعون بالمأكل والمشرب وضروريات الحياة في مثل هذا اليوم.

    هذه أهم مقاصدها وأسرارها، وإن كان الأمر يتسع لأكثر من ذلك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088934878

    عدد مرات الحفظ

    780002140