إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأصلي وأسلم على خاتم رسله وأفضل أنبيائه, وعلى آله وأصحابه أجمعين.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [كتاب الجنائز]، ونسأل الله تعالى أن يحسن لنا ولكم وللمسلمين جميعاً الختام.
رقم هذا الدرس (194) من أمالي شرح بلوغ المرام .
وهذا يوم الأربعاء، 22 من شهر جمادي الأولى من سنة 1426ه.
وقد شرحنا أمس عدداً من الأحاديث المتعلقة بالجنائز والموت، ووصلنا بذلك إلى الحديث رقم (546)، وهو حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( كفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية, ليس فيها قميص ولا عمامة ).
فأولاً: رواه البخاري في صحيحه في كتاب الجنائز، باب: الثياب البيض للكفن، وباب: الكفن بغير قميص، وباب الكفن بغير عمامة, إلى غير ذلك، كما هي عادة البخاري في سياق الحديث في عدة أبواب بحسب دلالاته وفوائده الفقهية.
ورواه مسلم أيضاً في كتاب الجنائز، باب كفن الميت، وأبو داود في الكفن، والترمذي أيضاً في الكفن، والنسائي وابن ماجه ومالك أيضاً في الموطأ كلهم في باب الكفن.
إذاً: هذا الحديث يصلح أن نقول: رواه السبعة، فقد رواه مع الشيخين أصحاب السنن وأحمد ومالك وغيرهم، ورواه أيضاً ابن حبان وعبد الرزاق وابن أبي شيبة والبيهقي وسواهم.
قولها رضي الله عنها: ( كفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ). الكفن: هو الثوب الذي يدرج فيه الميت، والكفْن بسكون الفاء: هو فعل التكفين، الكفْن: هو التكفين، وأما الكفَن بفتح الفاء فهو الثوب الذي يدرج فيه الميت ويلف به، فهو يطلق على مجموع الأثواب التي يلف بها الميت .
وقولها: ( كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية ) فالأثواب: جمع ثوب، وهو يطلق على البردة وعلى غيرها.
وقولها هنا: ( بيض سحولية ) سَحولية بفتح السين, إشارة إلى مدينة سحول بـاليمن، حيث تصنع تلك الثياب، جهة نجران , ولذلك في بعض الأحاديث: ( نجرانية ). فالسحولية: هي منسوبة إلى سحول , وهي قرية في اليمن تصنع فيها تلك الثياب البيض.
وأما سُحولية بضم السين فقيل: إن المقصود بالسحولية هي: الثياب البيض. وقيل: السحولية هي: الثياب النظيفة، فيكون ذلك وصفاً للثياب.
وعلى الوجه الأول: فهو نسبة إلى البلد التي تصنع فيها تلك الثياب.
وقولها في بعض الروايات: ( ثياب سحولية بيض )، قد يرجح أن المقصود بالسَحولية بفتح السين يعني: الثياب التي جيء بها من مدينة سحول باليمن.
وفي بعض الروايات قالت: ( ثياب سحولية من كرسف ). والكرسف هو القطن.
وقولها رضي الله عنها: ( ليس فيها قميص ولا عمامة ) معناه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكفن في قميص، ولم يكفن في عمامة، وإنما كان مجموع الثياب التي كفن بها ثلاثة فقط، قد يكون واحد منها لأعلى البدن، والثاني لأسفل البدن، والثالث لفافة على البدن كله، وليس في هذه الثياب التي كفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم قميص، القميص الذي كان يلبسه، وليس فيه العمامة التي كان يلفها على رأسه.
وقولها: ( ليس فيها قميص ولا عمامة ) قد يكون نفياً لما يتوهمه بعض الناس، فإنه جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم: ( كفن أول الأمر في قميص لـ عبد الله بن أبي بكر
وذهب بعضهم إلى أن قولها: ( ليس فيها قميص ولا عمامة ) معناه: غير القميص والعمامة. وهذا وجه, ولكنه مرجوح، يعني: أن يكون قولها: ( ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف, ليس فيها قميص ولا عمامة ) يعني: من غير ما أعد القميص والعمامة.
والراجح عن جمهور الأئمة والرواة هو الأول، أن يكون المقصود أنه لم يكن في كفنه لا قميص ولا عمامة. هذا معنى قولها رضي الله عنها.
على سبيل المثال: حديث علي رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في سبعة أثواب ). فهذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وفي سنده عبد الله بن محمد بن عقيل وهو ضعيف، ومع ضعفه فهو مخالف للأحاديث الصحيحة؛ ولهذا حكم عليه جماعة من أهل العلم بأنه حديث منكر؛ لأنه من رواية راو ضعيف, ومع ضعفه فإنه مخالف، وقد سبق معنا مراراً أن الضعيف إذا خالف يكون الحديث منكراً، فهذا حديث علي عند أحمد في الكفن بسبعة أثواب.
وأيضاً: هناك حديث آخر يعارض حديث عائشة رضي الله عنها عند أبي داود عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم: ( كفن في ثياب بينها قميص ). وهذا أيضاً ضعيف، ويمكن أن نقول: إنه منكر؛ لأنه من رواية يزيد بن أبي زياد , وهو وإن كان حديثه لا بأس به، إلا أن فيه ضعفاً يسيراً ولا يحتمل تفرده.
ولذلك نقول: إن حديث عائشة رضي الله عنها في الكفن هو أصح ما ورد، وهذا ما نص عليه الإمام الترمذي في صحيحه، قال: حديث عائشة رضي الله عنها هو أصح ما ورد في كفن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أخذ به أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم, رأوا أن يكفن المرء في ثلاثة أثواب، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب.
وهكذا أيضاً ابن عبد البر قال في التمهيد نحو هذا، قال: إن حديث عائشة هو أصح ما ورد في الكفن، وأنه يكفن في ثلاثة أثواب، وأن ما عارضه فهو ضعيف.
واحتج هؤلاء بحديث عائشة وما يشهد له من الأحاديث في هذا الباب, وهي أصح ما ورد.
وذهب طائفة من أهل العلم: إلى أنه يكفن في ثلاثة أثواب وفي قميص أيضاً ورداء، فقد تكون خمسة أثواب، وهذا ما يختاره المالكية، وهو أيضاً حاصل قول الأحناف، أنه يكفن في خمسة أثواب، وكأنهم أولاً: تأولوا الحديث، أن قولها: ( ليس فيها قميص ولا عمامة )، يعني: غير معدودة فيها، فإذا عددنا القميص والعمامة، يكون الحاصل خمسة أثواب.
وقد يستدلون ببعض الآثار الواردة، وهي كما قلنا ضعيفة, في أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في قميص، وبناءً عليه تكون عائشة رضي الله عنها عدت ثلاثة أثواب فقط وتركت عد الباقي.
ولا شك أن القول الأول هو الراجح, أن السنة أن يكفن الإنسان في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص وليس فيها عمامة.
أولاً: مشروعية أن يكفن الميت في ثلاثة أثواب، وهذا كما قلنا هو السنة للذكر، أما الأنثى: فقد قال أكثر الفقهاء: إنها تكفن في خمسة أثواب؛ لأنها أحوج إلى كمال الستر بعد الممات كما هي في الحياة أحوج إلى ذلك من الرجل .
كذلك من فوائد الحديث: أنه لا يكفن الميت في قميص, وهو الثوب المخيط كما قلنا, الذي يكون من أعلى البدن، وقد يكون إلى أسفله، ويكون مما يلي جسد الإنسان.
ومن فوائده: أنه لا يشرع للميت أن يكفن في عمامة أيضاً، وإنما يكون رأسه مدرجاً في اللفائف تبعاً لبدنه، ولا يمنع أن يلف على رأسه.
كذلك من الفوائد: أن الواجب في الكفن هو ما ستر بدن الميت، ولو أنه كفن في ثوب واحد أجزأه ذلك. ولذلك البخاري رحمه الله بوب في صحيحه: باب من كفن في ثوبين، وخرج حديث ابن عباس الذي جاء معنا أمس في قصة المحرم الذي وقصته راحلته فمات, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين )، وفي رواية: ( في ثوبيه ). فدل على أنه يمكن أن يكفن الميت في ثوبين أيضاً, ويمكن أن يكفن في ثوب واحد، وقد ورد عن عبد الله بن المبارك رضي الله عنه: أنه أوصى أن يكفن في ثياب كان يصلي فيها.
وهكذا سعد بن أبي وقاص لما حضرته الوفاة: أمر ببردة كان حضر بها معركة بدر أن توضع في كفنه.
أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أمر ابنته الصديقة عائشة أن تكفنه في ثوب خلق. فقالت له عائشة: يا أبتاه! إنا موسرون. قال: يا ابنتي! إن الحي أولى بالجديد من الميت، وإنما هو للمهلة -وفي رواية- والصديد، يعني: لا يحتاج إلى ثوب جديد, وإنما هو خلق، لكنه أمر أن يغسل رضي الله عنه وأرضاه.
من فوائد الحديث أيضاً: جواز الزيادة على ثلاثة في الكفن، فلو أنه كفن في خمسة أثواب كما يقوله المالكية وبعض الأحناف وبعض الفقهاء جاز ذلك، ولو كفن في أكثر منها جاز ذلك، بشرط: ألا يكون إسرافاً؛ لأن هذه الثياب سوف تودع في التراب .
أيضاً من فوائد الحديث: أن الكفن -وهذا سوف يأتي إشارة إليه- يراعى فيه أن يكون حسناً نظيفاً؛ ولهذا قالت هنا: ( ثلاثة أثواب بيض سحولية ). فيراعى أن يكون الكفن حسناً نظيفاً.
وأخذ بعضهم من الحديث: أنه يستحب أن يكون الكفن من القطن؛ لأنها قالت: ( من كرسف ). وهذا ليس بلازم؛ لأن هذا قد يكون أمراً اتفاقياً، والقطن ليس له خاصية في الكفن، لكن المهم أن يكون الكفن - كما قلنا- أن يكون أبيض, وأن يكون نظيفاً .
أيضاً: ما حكم الكفن في الحرير؟ لا يجوز، نأخذ من الفوائد: أنه لا يجوز الكفن في الحرير؛ لأنه كما يحرم على المسلم لبسه حياً كذلك يحرم كفنه به ميتاً .
فيه: نزع القميص عن الميت كما ذكرنا بالأمس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم غسل في ثيابه ثم ألبس قميصاً أو جبة لـعبد الله بن أبي بكر ثم نزعت منه، ففيه نزع القميص عن الميت.
أما عن حكم كفن المرأة بالحرير فإنه يجوز، كفن المرأة بالحرير جائز؛ لأنه يجوز لها أن تلبسه في الدنيا، وقد لا يكون فيه إسراف، قد يكون ثوب حرير قيمته عادية, وقد يكون مستعملاً لها.
ومن جانب آخر النبي صلى الله عليه وسلم مات يوم الإثنين الثاني من ربيع الأول في أول الصباح، سنة إحدى عشرة، بعد استكمال عشر سنوات من هجرته عليه الصلاة والسلام، ولذلك أخذ بعض الفقهاء فضيلة أن يموت الإنسان يوم الإثنين، وقد ورد عن أبي بكر الصديق أنه كان يتمنى أن يموت يوم الإثنين، ولكن نقول: هذا مما لا مدخل فيه للفضيلة؛ لأنه أمر قدري من الله تعالى وإليه، وكون أبي بكر رضي الله عنه يتمنى بأن يموت في اليوم الذي مات فيه النبي صلى الله عليه وسلم فهذا من باب التفاؤل وشدة محبته للنبي صلى الله عليه وسلم، ورغبته في موافقته حتى في هذا الأمر.
يعني: النبي صلى الله عليه وسلم أعطى قميصه عبد الله بن أبي شيخ النفاق في المدينة، رأس المنافقين، وأعطاه قميصه يكفن فيه، شيء عظيم يا إخواني!
إذاً: هو حديث متفق على صحته. وقد رواه الترمذي في كتاب التفسير, باب تفسير سورة التوبة، ورواه النسائي في الجنائز, باب القميص في الكفن، ورواه ابن ماجه أيضاً في الجنائز, باب الصلاة على أهل القبلة، ورواه الإمام ابن حبان في صحيحه والبيهقي وغيرهم.
( لما توفي عبد الله بن أبي
وهو الذي عاد بثلث الجيش في أحد.
وهو الذي: ( جاء النبي صلى الله عليه وسلم - كما في البخاري
متى توفي عبد الله بن أبي ابن سلول؟
توفي بعد رجوع الجيش من تبوك سنة تسع، يعني: في أوج عز الإسلام والمسلمين، توفي سنة تسع من الهجرة، ربما قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنة أو سنة ونصف، هذا عبد الله بن أبي ابن سلول، وهذا لا يحتاج إلى تعليق، هذا الكلام يغني عن كلام كثير في النفس.
أيضاً: جاء ابنه، وابنه هو عبد الله بن عبد الله, وقيل: إن اسمه كان الحباب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما اسمك؟ قال: الحباب عبد الله
ومن بره أنه أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعدما مات أبوه، وقد جاء في روايات لا بأس بها: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى عبد الله بن أبي
فهذا هو عبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول , وهو مسلم كما قلنا حسن الإسلام.
ابن حجر
والإسماعيلي
وأنهم قالوا: التبرك بالصالحين، وهذا قاله الحافظابن حجر
والإسماعيلي
وكثير من الشراح، فهذا قال: من قال بهذا فإنه يكون ترك قضية الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، ويكون ويكون, وهذا مدخل للبدعة من أوسع أبوابها، وكلام طويل أرى أنه على الأقل ليس له مناسبة. والحق: أنه آلمني، لماذا؟ لأننا الآن في حديث فيه النبي صلى الله عليه وسلم يعطي كفنه لمنافق يكفن فيه، والقصة ما انتهت عند هذا الحد، ونحن عندنا ضراوة, وقلوبنا ملأى على إخواننا المسلمين, وعلى أحبابنا, وعلى زملائنا في الدعوة، وعلى زملائنا في العلم، وروح متفاعلة غاضبة حادة, لا أدري من أين أخذنا هذا الهدي؟ هدي النبي صلى الله عليه وسلم الآن أنه أعطاه قميصه يكفن فيه، وكما قلت لك: القصة ما انتهت عند هذا الحد، قرر العلم يا أخي! لكن لا تقرر العلم بالسيف والساطور والعصا والمطرقة، قرره بالهدوء والحكمة, والرغبة في هداية الناس, وتأليف قلوبهم على الخير، واحترام أهل الفضل والقدر من الأكابر والعلماء, ولو خالفتهم, ولو صححت بعض ما اجتهدوا فيه وخالفهم الصواب, كل هذا لا بأس به، لكن احفظ مقامات الناس . من فوائد الحديث: إخراج الميت من قبره، فإن القصة عجيبة! أهلعبد الله بن أبي ابن سلول
طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم قميصه؛ ليكفنه فيه، فأعطاهم قميصه وجهزوه, ولما كان في آخر الأمر جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبر الرجل وحضر جنازته وذهب معهم إلى المقبرة، ونزل في قبره, وأخرج الرجل من قبره, يقال: إنه ألبسه قميصه في تلك اللحظة, وضعه على رجليه وألبسه قميصه ونفث فيه من ريقه عليه الصلاة والسلام، ثم جعله في قبره. وصلى عليه أو ما صلى عليه؟ صلى عليه، وحصلت قصة عند الصلاة،عبد الله بن أبي ابن سلول
سيرته معروفة, وتاريخه مكشوف, ما هو بأمر خفي,عمر
رضي الله عنه ما أطاق الموقف، وأمسك بالنبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: يا رسول الله! تصلي عليه وقد نهاك الله؟ هذا منافق، طبعاً ما كانت نزلت الآية: (( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ))[التوبة:84]. وقد يكون هذا من الموافقات التي وافق فيهاعمر
الوحي، أو يكونعمر
استنبط هذا من قوله تعالى: (( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ))[التوبة:80]. فماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: (عبد العزيز بن باز
رحمه الله كان هناك رجل من أهل الإسلام في الجملة، وقد يكون له وجهة نظر، وقد يكون له أخطاء وعليه مآخذ، وأنا وأنت لنا أخطاء وعلينا مآخذ. من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط وكان هذا الرجل يتكلم فيه، وأنا كنت ممن يسمع الكلام فيه، أن هذا فيه, وهذا فيه، وأنه ناصري, أو اشتراكي, أو ما أشبه ذلك من الأقوال التي تنسب إليه، وربما كان ينال من بعض أهل العلم أو يتكلم فيهم بسبب أو بآخر، فمرض ودخل المستشفى، والشيخعبد العزيز بن باز
رحمه الله على جلالة قدره ومكانته ذهب إليه يعوده في المستشفى، وكثير من الأخيار الذين لا يعدون في تلاميذ الشيخ لو رأوا هذا الإنسان في الشارع ما صافحوه ولا سلموا عليه، ولو اجتمعوا به في مناسبة لتجاوزوه ربما ليقولوا له: إنك إنسان مقبوح غير مرغوب فيك، هذه النعرة الأعرابية المسيطرة على النفوس. فذهب الشيخ يعوده وجلس معه، ورقاه أيضاً، نفث في جيبه، قرأ بعض الآيات ودعا له، والأقرب أن الشيخ في ذلك الموقف موقف العيادة والزيارة لا يكون قال له شيئاً آخر، يعني: لا تقول: هذا مشروط أنه يذهب لينصحه؛ لأن الأمور فيها مروآت, وفيها أخلاقيات, وفيها قيم, أنا أتيت لأعود المريض, وقد تكون العيادة هذه فيها دلالات كثيرة جداً تغني عن تطويل الكلام، أو نقد أو ملاحظة أو ما أشبه ذلك, فنحتاج إلى أن نأتي البيوت من أبوابها, ونتعلم هذه الدروس من مدرسة النبوة واضحة ليس فيها لبس. من فوائد الحديث أيضاً: خلق النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرت، فإنه صلى الله عليه وسلم أعطاه قميصه, ولماذا أعطاه قميصه؟ أعطاه قميصه؛ لأن ابنه طلبه، أو هو طلبه, (عبد الله بن أبي ابن سلول
كساالعباس
قميصاً, فرد النبي صلى الله عليه وسلم له الفضل والجميل بقميصه، ولا يمنع أن يكون أعطاه قميصه لعله يخفف عنه، كما قاله غير واحد، إلى غير ذلك من الأسباب. فيه أيضاً: فضيلة ظاهرة لـعمر
رضي الله عنه في قوته في الحق، وفي موافقته للقرآن . ومع ذلك فيه فضيلة أخرى لـعمر
: في أنه يقهر نفسه وينصاع، فإنه لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (وسند الحديث: ( البسوا من ثيابكم البياض ) سنده حسن، وإن كان الترمذي صححه كما قال المصنف، إلا أن سنده حسن؛ لأن فيه عبد الله بن عثمان بن خثيم , وهو صدوق حسن الحديث، وقد صحح الحديث جماعة, منهم - كما قلنا- الترمذي والحاكم وابن حبان وابن القطان والنووي وغيرهم.
وللحديث شاهد عن سمرة بن جندب عند الحاكم والنسائي , وقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : إسناده حسن.
إذاً: حديث: ( البسوا من ثيابكم البياض ) حديث حسن.
قوله: ( البسوا من ثيابكم البياض ) معناها: ذوات البياض، يعني: الثياب البيض ذات اللون الأبيض؛ وذلك لأن البياض - والله أعلم- أبعد عن التكبر، وأقرب إلى البساطة، وأقرب إلى النظافة أيضاً، فإن الأبيض يبين فيه الوسخ فيغسل؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: ( اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ). فالثوب الأبيض يبين فيه الدنس فينقى وينظف.
ومنها: مشروعية الكفن في الثياب البيض، وهكذا كفن النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة رضي الله عنها .
وفيها: مشروعية الكفن للميت، بل وجوب الكفن للميت، وهذا بإجماع العلماء, كما هو معروف.
ومن فوائد الحديث: أن لبس الثياب البيض سنة وليس بواجب، وكذلك الكفن فيها؛ فإنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس عمامة سوداء، وهكذا يوم الفتح.
إذاً: البياض أفضل، ولكن يجوز أن يلبس الإنسان ما ليس بأبيض، وهكذا القميص, وسبق معنا حديث البراء : ( أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء, فما رأيت أحداً أحسن منه ). فجميع الألوان الأصل فيها الجواز، وقد ذكرنا القول بالكراهية فيما يتعلق بالمعصفر في حينه.
نبقى في قاعدة أن بعض الناس يظنون أن البياض للرجل وغير البياض للمرأة، فأقول: هذا قد يكون كثيراً، ولكنه ليس بمطرد, فإنه قد يحرم على الرجل لبس الأبيض إذا كان من ثياب النساء خاصة؛ لأن ثوب المرأة له في الصياغة والخياطة والتطريز صفة مختلفة عن ثوب الرجل، فلو أن رجلاً لبس ثوب امرأة أبيض لحرم عليه ذلك ولو كان أبيض؛ لأنه تشبه بالنساء، ويجوز للمرأة أن تلبس الثوب الأبيض إذا كان من ثياب النساء.
رواه مسلم , أولاً: الحديث في مسلم في كتاب الجنائز, باب تحسين كفن الميت، وهو أيضاً عند أبي داود في الكفن، وعند النسائي في تحسين الكفن، وعند ابن ماجه فيما يستحب من الكفن، وقد رواه أحمد والبيهقي والحاكم وعبد الرزاق وغيرهم.
طبعاً الحديث في صحيح مسلم في أوله قصة: ( أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم توفي بليل, فصلي عليه وكفن في كفن غير طائل، فوعظهم النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه ).
فقوله: ( كفن في كفن غير طائل ) يعني: أن كفنه كان رديئاً، إما أنه ناقص لا يغطي البدن كله، أو أنه من رديء الثياب، فوعظهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وقال: ( إذا كفن أحدكم أخاه فليحسِن كفنه ), أو فليحسِّن.
وقوله: ( فليحسِن كفنه ) كما قلت: إما أن تكون كفَنه بفتح الفاء، فيكون المقصود الثوب الذي يكفن فيه، وإما أن تكون ( فليحسِّن كفْنه )، بسكون الفاء, فيكون المقصود التكفين، يعني: فعل التكفين، ويحسِن أو يحسِّن بمعنى واحد، فيكون الحديث أمراً باثنتين:
أولاً: باختيار الثياب الحسنة للكفن.
وثانياً: بجودة التكفين، بحيث لا يسقط الكفن أو ينحل أو يبين منه بعض أعضاء الميت إلى غير ذلك.
أولاً: تكفين الميت, وأنه يليه أهله، أخاه، كما قال: ( إذا كفن أحدكم أخاه ) . ففي ذلك تكفين الميت, وهو واجب بإجماع أهل العلم، كما ذكره النووي والعراقي في طرح التثريب وغيرهم، وأجمع عليه العلماء, أنه يجب كفن الميت إلا إذا لم يستطيعوا، إذا عجزوا أو لم يوجد أكفان أو ما أشبه ذلك، وهذا قد يقع في حال الموت العام الذي يصيب الناس في الحروب أو في الأوبئة ونحوها.
ومن فوائد الحديث: إحسان الكفن في ذاته باختيار الثياب الحسنة، وقد قال بعض الشافعية: إن الكفن يكون للإنسان بحسبه، فإذا كان الإنسان غنياً كان كفنه حسناً، وإذا كان ضعيفاً كان كفنه وسطاً بحسب حاله، وحتى لو كان الكفن وسطاً فإنه ينظف ويغسل ويكون مناسباً.
ومن فوائد الحديث: تحسين الكفن، بمعنى أنه ينبغي لمن ولي الميت أن يقوم بتكفينه بطريقة حسنة، لا يظهر منها شيء من جسد الميت، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ). كما ذكره البيهقي في شعب الإيمان عن عائشة وسنده صحيح .
وفيه: النهي عن المغالاة في الكفن، فإن قوله صلى الله عليه وسلم: ( فليحسن كفنه) لا يعني المغالاة فيه، بل المغالاة من البدع ومن إضاعة المال، وأنت تجد اليوم مثلاً في بعض ما يسمى بالأضرحة والمقامات الموجودة في عدد من البلاد الإسلامية تجد أن ليس فقط كفن الميت، بل الحجارة والرخام الذي يوضع عليه والأبنية قد تقدر بملايين بل مئات الملايين أحياناً من الدولارات، بينما الأحياء يعيشون في المقابر أحياناً، الأحياء يسكنون داخل المقابر, والأموات خصوصاً عندما يكونون مثلاً من ذوي السلطان أو المال أو الجاه قد يوضع قطع من الرخام تقدر بالأموال الطائلة على قبورهم.
أولاً: الحديث رواه البخاري في صحيحه في باب الصلاة على الشهيد، والنسائي أيضاً في ترك الصلاة على الشهيد، وأبو داود في الشهيد يغسل، والترمذي في ترك الصلاة على الشهيد، وابن ماجه في الصلاة على الشهداء، وابن حبان والبيهقي وابن المنذر .
قوله رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد )، المقصود بالقتلى هنا: شهداء أحد رضي الله عنهم وأرضاهم؛ وذلك لأن معركة أحد استشهد فيها الجمع الكثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, مع ضيق ذات اليد فاحتاجوا بسبب قلة الأكفان إلى أن يجمعوا الاثنين من الشهداء في كفن واحد، وهذا لا يعني أن تكون أجسادهم يباشر بعضها بعضاً، بل يفصل بين الجسدين بما تيسر، كأن يفصل بينهما بالإذخر أو غيره من المواد.
وقوله أيضاً: ( يقول: أيهم أكثر أخذاً للقرآن? )، في بعض الألفاظ يقول: ( أيهم أكثر حفظاً للقرآن? ). ومعنى ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقدم منهم من هو أحفظ للقرآن .
( فيقدمه في اللحد ). واللحد: هو حفر القبر إلى جهة القبلة، وهو من سنة المسلمين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللحد لنا والشق لغيرنا ). فالشق لأهل الكتاب، يعني: أن يحفروا القبر هكذا عمودياً، أما اللحد فهو أنه بعدما يحفر القبر عمودياً فإنه يحفر أيضاً داخلاً إلى جهة القبلة, فهذا هو اللحد, وهو مأخوذ من معنى لحد, أي: مال، أي: يميل بحفر القبر.
قال: ( ولم يغسلوا, ولم يصل عليهم ). لم يصلَ بفتح اللام، والمعنى: أي: لم يصل عليهم المسلمون؛ لأنه أنسب مع قوله: ( ولم يغسلوا ). وفي بعض الروايات: ( ولم يغسلهم، ولم يصل عليهم ). فيكون مرجع الضمير إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
المسألة الأولى: مسألة غسل الشهيد، هل يغسل الشهيد أم لا يغسل؟
هذه المسألة فيها قولان مشهوران:
القول الأول: وهو قول جمهور أهل العلم، أن الشهيد لا يغسل، وهذا مذهب الحنابلة والشافعية والظاهرية والحنفية والمالكية وغيرهم، أن الشهيد لا يغسل، واستدلوا بحديث الباب، وهو نص في المسألة قال: ( ولم يغسلوا, ولم يصل عليهم ). وفي لفظ: ( ولم يغسلهم، ولم يصل عليهم ).
والحكمة والله أعلم في عدم غسل الشهيد: أنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنه يبعث يوم القيامة وجرحه يدمي، اللون لون الدم، والريح ريح المسك ). فيدفن على هيئته التي قتل واستشهد عليها . وهذا هو القول الراجح الصحيح؛ لقوة أدلته.
قيل: إن الشهيد يغسل، وهذا قول لـسعيد بن المسيب والحسن البصري ولم يوافقهم أحد من الأئمة المتبوعين على ذلك.
وربما احتجوا في التغسيل ببعض الأحاديث الواردة في شأن الصحابة, أو قالوا: بأن الميت لابد أن يغسل؛ لأنه إذا مات كأنه يحتاج إلى غسل، وقد يقولون: إنه يكون جنباً، وهذا لا أصل له، بل نقول: إن الشهيد لا يغسل.
هذه المسألة مختلفة بعض الشيء، فالخلاف أقوى وأذكر وأشهر, ولذلك نقول:
في الصلاة على الشهيد أيضاً قولان:
القول الأول: مذهب الجمهور، أن الشهيد لا يصلى عليه، وهو مذهب الشافعي وأحمد ومالك والظاهرية، أن الشهيد لا يصلى عليه.
واحتجوا بحديث الباب، حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم: (لم يصل عليهم ). وهو نص في المسألة.
وقد ورد مثل ذلك أحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم: ( لم يصل على شهداء أحد ).
والقول الثاني: أنه يصلى عليهم، وهذا مذهب الكوفيين، من هم الكوفيون؟
مداخلة: الأحناف.
الشيخ: الأحناف، نعم. الكوفيون هم الأحناف، والثوري وإسحاق بن راهويه .
احتج هؤلاء القائلون بأنه يصلى على الشهيد بأحاديث كثيرة, مثل حديث: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البقيع فصلى على شهداء أحد صلاته على الميت ).
وهذا وإن كان صحيحاً إلا أننا نقول: إن صلاته صلى الله عليه وسلم كانت بعد ثمان سنوات من معركة أحد؛ ولذلك نجزم بأنها لم تكن صلاة الجنازة، وإنما كانت ماذا؟
مداخلة: دعاء.
الشيخ: دعاء، والصلاة دعاء، وصلاة الميت هي في أصلها دعاء, ولهذا نقول: الشهيد يدعى له، لكن لا يصلى عليه صلاة الجنازة.
كذلك احتجوا ببعض الأحاديث أيضاً, ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على
طيب. من هو الشهيد؟ هو شهيد المعركة الذي قتل فيها.
إذاً: الغريق، والحريق، والمطعون، والمبطون، والذي وقع عليه الهدم, والمرأة تموت في نفاسها، هؤلاء شهداء، يصلى عليهم أو لا يصلى عليهم؟
مداخلة: يصلى عليهم.
الشيخ: يصلى عليهم.
طيب. الذي يتعرض مثلاً لاغتيال في غير المعركة، مثل ما يقع من الصهاينة الآن في حق المؤمنين والمجاهدين في فلسطين من اغتيالهم, يصلى عليهم أو لا يصلى عليهم؟ يصلى عليهم أيضاً.
وأيضاً الإنسان الذي يجرح في المعركة ولا يموت، ثم يذهب به إلى أهله ويمرض ويمكث أسبوعاً أو شهراً أو أقل أو أكثر ثم يموت من أثر تلك الجراحة، يصلى عليه أو لا يصلى عليه؟ يصلى عليه، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم على سعد بن معاذ , وقصته في الصحيحين, وهي معروفة.
منها: دفن الاثنين في قبر واحد؛ لأن الاثنين الذين كفنوا في كفن واحد دفنوا في قبر واحد.
ومنها أيضاً: تكفين الاثنين في كفن واحد, ويجوز الثلاثة والأربعة بحسب الحاجة، يعني: أكثر من واحد.
وفيه: فضل القرآن، وأن صاحب القرآن يقدم , ( فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقدم صاحب القرآن في الصلاة، وكان يقدمه في الإمارة، وكان يقدمه حتى في الموت ). فهذا دليل على فضل القرآن وحفظه وفضل أهله.
فيه أيضاً: فضل الشهيد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ترك غسلهم والصلاة عليهم؛ إشادة بفضلهم، وأن الشيء الذي قاموا به جعلهم هم يشفعون في غيرهم, كما ورد: ( أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته ) .
وفيه أيضاً: سنة اللحد في القبور، وهي حفر القبر من أسفله إلى جهة القبلة .
وفيه: أن الشهيد لا يغسل, وهو مذهب الجمهور بما فيهم الأئمة الأربعة كما ذكرنا .
وفيه: أن الشهيد لا يصلى عليه، وهو أيضاً القول الراجح خلافاً لـأبي حنيفة .
وفيه: مشروعية الدعاء للشهداء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لشهداء أحد, لكن لم يصل عليهم .
والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الجواب: المعاملات، كأنه يقصد المعاملات الاقتصادية، طبعاً ليس هناك قاعدة إلا أن تكون المعاملة موافقة للشريعة، والأصل في المعاملات الحل إلا ما دل الدليل على تحريمه، كأن تكون من الربا، أو يكون فيها غرر, أو يكون فيها غش.
الجواب: أبشر ممكن، نشوف أسماء الجنة, نذكر بعضها: الجنة، الفردوس، دار الخلد، جنة عدن، دار السلام. هذه بعض أسمائها، وابن القيم رحمه الله ذكرها في كتاب له اسمه: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.
الجواب: نعم, الصحيح أنه يجوز للإنسان أن يصوم يوم السبت، يصومه قضاءً، يصومه لأنه وافق صيامه، يصومه لأنه وافق أيام البيض، كل ذلك لا بأس به، أما الحديث الذي فيه: ( أنه نهى عن صيام يوم السبت, وقال: ولو لم يجد أحدكم إلا لحي شجرة فليفطر عليه )، فهو حديث منكر, وإن بالغ بعض أهل العلم في تصحيحه .
الجواب: طبعاً أهل المغرب مذهبهم في الغالب مالكية، وعندهم عمل أهل المدينة أصل، والإمام ابن تيمية رحمه الله له كتاب جليل اسمه: عمل أهل المدينة، يمكن للأخ مراجعته.
الجواب: أوصيه أن يحفظ من كتاب الله ما قدر عليه، ولو أن يحفظ جزئين أو ثلاثة من الكتاب الكريم، ويهتم بتفسيره ومعانيه.
الجواب: نعم. يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف وجهها وشعرها أمام الكافرة.
الجواب: أما إن كانت زوجته فيجوز أن يغسل الزوجان أحدهما الآخر، ولعل هذا يأتي إن شاء الله في ما بعد، أما لو كان امرأة أجنبية فإن المرأة يجب أن تغسلها امرأة، فإذا لم يكن ذلك ممكناً فيمكن أن تغسل بدون أن يباشرها الرجال.
الجواب: يمكن للإنسان أن ينوي نيتين في وقت واحد، مثل أن ينوي ركعتين تكون تحية المسجد وتكون راتبة الظهر مثلاً.
الجواب: إذا كان قصد الأخ بخصال النفاق أنه: ( إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر ) فإن اجتماع هذه الخصال لا يعني أنه كافر خارج من الملة، لكن يعني: أنه على خطر عظيم.
الجواب: ما دمت أتيت والإمام يصلي فتدخل معه وليس عليك تحية المسجد، ولو نسيت وقعدت ثم قمت للصلاة فإن تحية المسجد يكون فات محلها وقد أديت الفريضة، وتحية المسجد سنة على القول المختار من أقوال أهل العلم.
الجواب: يصلي ما كتب له كما في الصحيح.
الجواب: هذا السؤال لابد من التفصيل فيه يا أخ! من مصر , يمكن أن تراسلنا على الإيميل.
الجواب: نعم, هذه الدورة هي مادة جديدة، وسوف تكون إن شاء الله في ألبوم ثالث في قصار السور إشراقات قرآنية.
الجواب: أحسنت.
الجواب: يجوز تبادل القمح بالقمح متساوياً.
الجواب: نعم. هو صلى الله عليه وسلم يدعو للمسلمين جميعاً، لكن الذي عليه دين كما قلنا: إن هناك ذمة مشغولة بحقوق الناس، وهذا دليل على عظمة حق العباد، فكلما قلبت كما يقولون: كل الطرق تؤدي إلى مكة، كلما قلبت تجد عناية شديدة من هذا الدين بأمر حقوق الناس، فصلاته على المنافقين صلى الله عليه وسلم تدل على الاهتمام بحقوق الناس وأخذهم بالظاهر, وأنه لا تنقب عن قلوبهم ولا تشق بطونهم. وأيضاً: ترك الصلاة على صاحب الدين تدل على العناية بحقوق الناس؛ لأن ذمة هذا مشغولة بدين لأحد الناس، وكان هذا - كما قلت- قبل أن يفتح الله على نبيه عليه الصلاة والسلام، فلما فتح الله عليه كان يسدد الدين.
الجواب: هذا ليس بصحيح، فهذا قد يقوله بعض أهل العلم، ولكن لم يرد لا في القرآن ولا في السنة ولا في كلام السلف رضي الله عنهم.
وإنما نقول: إن كل من كان ظاهره الإسلام فإنه تجرى عليه الأحكام، ويغسل ويكفن ويصلى عليه، ويدفن في مقابر المسلمين، إلا إذا صدر في حقه حكم شرعي بأنه كافر فهذا له حال أخرى، أما الأصل في المسلم فبقاؤه، وحتى لو كان هذا الإنسان مثلاً مقصراً في الصلاة، قد يكون لا يصلي في المسجد ويصلي في البيت، قد يكون يصلي ويترك، قد يكون صلى حيناً وترك حيناً، ولذلك مسألة تكفير الإنسان بترك الصلاة ليست على إطلاقها، بل ابن قدامة رضي الله عنه في المغني يشير إلى أنه حتى على القول بكفر تارك الصلاة فهو كفر نفاق, وليس كفر ردة، وبناءً عليه، فإن أسوأ ما نقول في حقه: أن يعامل معاملة المنافقين؛ ولهذا لم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بين عبد الله بن أبي ابن سلول وبين زوجته، وهكذا بقية المنافقين، مع أنه عنده نص من الله في حق بعضهم بأنهم من أهل النار.
الجواب: يعني: إذا كانوا في حالة جوع ومسغبة والناس في شح، فيأخذ الإنسان تمرة تمرة.
الجواب: لا تحتاج إليها كثيراً.
الجواب: كل هذه فوائد جليلة تضاف إلى الحديث الذي ذكرناه.
الجواب: لا, لا أجيدها ولا أعرفها.
الجواب: لا, ليست منسوخة، الله نهى نبيه صلى الله عليه وسلم فقط عن الصلاة، ونعم نقول: إذا علم، لكن هذا ابن أبي ابن سلول عنده صلى الله عليه وسلم خبر بأنه منافق، إنما نحن نتكلم الآن عن أناس، يعني: هل تستطيع تقول: هذا عند الله منافق؟ ما تستطيع، بل الآن المصيبة أنهم مسلمون من أهل الصلوات، وقد يتجرأ كثير من الناس، أنا رأيت من يكفر العلماء، رأيت من يكفر علماء وفقهاء ومفتين وهو لا يصلح أن يكون واحداً من تلاميذهم، فالأمر عظيم، ويتطلب أن نعيد النظر في علاقتنا بهذا القرآن وبالسنة النبوية.
الجواب: هذا مما استدل به القائلون بأن الشهيد يغسل، ولكن نقول: إن حنظلة من الذي غسله؟ الملائكة، وهذا أمر غيبي، وأيضاً: حنظلة كان جنباً؛ لأنه لما سمع الهيعة قام عن زوجته.
الجواب: لا حرج في ذلك.
الجواب: كلا، فهو من المنافقين كما ذكرنا.
الجواب: نرجو له، ولو أطلق له شهيد من باب التيمن، من غير أن نجزم بذلك فلا بأس بهذا، والبخاري رحمه الله وضع في صحيحه باباً: هل يقال: فلان شهيد.
الجواب: لا. ليس منقوضاً, يعني: الله سبحانه وتعالى نهاه عن أن يصلي على المنافقين، هذا لا خلاف فيه؛ لأنه فيه آية كريمة: وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ [التوبة:84]. نحن نعفيك من الصلاة، هل نهى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة أن يصلوا عليه؟ لا, أبداً، هل نهى أهله من الصلاة عليه .. من تكفينه .. إلى آخره؟ لا, إنما نهاه ربه هو فقط عن ذلك.
الجواب: هذا ذكرناه، وهو أحد الأوجه احتمالاً.
والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
سبحانك اللهم وبحمدك, نشهد أن لا إله إلا أنت, نستغفرك ونتوب إليك.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر