إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأصلي وأسلم على خاتم رسله، وأفضل أنبيائه، وخيرته من خلقه، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
ثم السلام عليكم ورحمة الله!
رقم هذا الدرس: (187) من شرح بلوغ المرام، وهذا يوم الثلاثاء الرابع عشر من جمادى الثانية من سنة (1426هـ).
وإن شاء الله تعالى في هذا اليوم سوف نأتي على البقية الباقية من باب: صلاة الكسوف؛ لأننا بالأمس أتينا على معظم المسائل الكبار والمهمة في الباب، مثل: حكم صلاة الكسوف، وذكرنا أن الخلاصة في الحكم أنه فرض كفاية.
ومثل: صفة صلاة الكسوف، وسبب الكسوف، والجهر بصلاة الكسوف، والاجتماع لها، وكسوف الشمس، وخسوف القمر، وما يتعلق بذلك من الأحكام.
فبقي عندنا أحاديث في الغالب ليست إلا استكمالاً أو تأكيداً لما مضى.
الأول منها: ورقمه (505)، حديث ابن عباس رضي الله عنه، قال: ( انخسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فصلى فقام قياماً طويلاً بقدر قراءة سورة البقرة، ثم ركع ركوعاً طويلاً، ثم قام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم قام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم قام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم سلم، وقد تجلت الشمس، فخطب الناس ).
[والمصنف رحمه الله يقول: [متفق عليه، واللفظ للبخاري]. ]
فـمسلم رحمه الله خرج هذا الحديث في باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف.
وكذلك رواه أبو داود في الصلاة، باب القراءة في صلاة الكسوف، لقوله: ( بقدر قراءة سورة البقرة )، والنسائي أيضاً في قدر القراءة في صلاة الكسوف، ومالك في الموطأ وأحمد في المسند، والشافعي وابن حبان وابن المنذر وابن خزيمة والبيهقي وغيرهم .
قول المصنف رحمه الله في آخر الحديث: (فخطب الناس)، والمصنف يقول: وهذا لفظ البخاري، وهذا مما يستغرب من المصنف، فإن ابن حجر رضي الله عنه كان في غاية الدقة في الرواية والضبط والإتقان، بينما: (فخطب الناس) هذه ليست في رواية البخاري ولا في رواية مسلم، وإنما هي صياغة المؤلف لقول النبي صلى الله عليه وسلم، يعني: حكاية المؤلف لما وقع من النبي صلى الله عليه وسلم من الكلام، وإلا الحديث فيه أنه: (فقام وقال كذا وقال الناس كذا)، وليس فيها أنه خطب الناس، وإنما المضمون، فهي من باب الرواية بالمعنى.
والمصنف رحمه الله في هذا الكتاب بالذات: البلوغ تساهل في هذا الموضوع في غير ما موضع، سبق معنا الإشارة إليها، وذلك لأنه كتب الكتاب للطلاب، فأحياناً يعتمد على الاختصار ليسهل على الطالب فهم المراد، مثل حديث عمران : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من مزادة امرأة مشركة )، وهذا الحديث هو حديث طويل في البخاري اختصره المؤلف في هذا السطر القليل.
إذاً: (انصرف فخطب الناس) ليست من رواية ابن عباس وإنما هي حكاية فعل.
قوله: (على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، يعني: في زمنه وحياته، وهذه من الألفاظ التي إذا قيلت علم أن الحديث له حكم المرفوع، حتى ولو لم يكن مرفوعاً، يعني: الحديث الذي نحن بصدده أن النبي صلى الله عليه وسلم قام وصلى هذا لا إشكال فيه، لكن لو قال الصحابي: كنا نفعل كذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اعتبر أن هذا له حكم الرفع؛ لأن فيه إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الفعل.
وقوله: (قام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول)، ما معنى: دونه؟ يعني: أقصر منه، أي: أقل منه طولاً.
وكذلك قوله: (ثم انصرف) ما معنى الانصراف؟ الانصراف يطلق على أحد معنيين: يطلق على السلام من الصلاة. ويطلق على الالتفات إلى المأمومين.
واللفظ محتمل هنا، فيحتمل أن يكون المعنى، (انصرف) يعني: سلم من صلاته، أو التفت إلى الناس، والفرق بينهما يسير.
وفي الحديث في رواية مسلم قولهم له صلى الله عليه وسلم: (رأيناك كعكعت يا رسول الله!)، ومعنى (كعكعت) يعني: أنه رجع إلى الوراء بسرعة، كعكع أو تكعكع يعني: رجع، وهذا مستخدم عندنا في العامية أم لا؟ لا يزال من فصيح العامة، أنه يقال: فلان كع أو كعكع، يعني: رجع إلى الوراء.
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم قوله للنساء: ( إني رأيتكن -في نفس السياق- أكثر أهل النار، قيل: يكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئاً، قالت: ما رأيت منك خيراً قط )، فقوله: (يكفرن العشير) معناه: أن المرأة تنسى جميل زوجها، فإذا أخطأ عليها نسيت ما سبقه منه من الخير .
أولاً: استحباب طول القيام في صلاة الكسوف، وذلك بما لا يشق على الناس، فـابن عباس رضي الله عنه هنا ذكر أن القيام الأول بقدر سورة البقرة، وفي حديث أسماء وهو في البخاري أيضاً: أنه قام حتى كان الناس بعضهم يتغشاه الغشي، وقد يخر من هول الموقف وأيضاً من طول القراءة، ومع ذلك يراعى في ذلك ألا يكون فيه مشقة على الناس.
من فوائد الحديث: أن السنة في الصلوات أن يكون أولها أطول من آخرها، وهذا كما نجده في صلاة الكسوف هنا في القيام والركوع، كذلك هو في صلاة الفريضة، فإن الركعة الأولى أطول من الثانية، ولماذا يستحب هذا؟
أولاً: للنشاط؛ لأن الإنسان أول ما يقبل على العبادة يكون نشطاً، فما دام نشطاً تطول العبادة، فإذا فتر نشاطه خففت.
وثانياً: من أجل أن يدرك الناس الصلاة، يدركون الركعة الأولى؛ لأن كثيراً من الناس يأتون مع الإقامة أو مع تكبيرة الإحرام، فيكون في ذلك نوع من الاستئناء بهم حتى يدركوا الصلاة.
كذلك من فوائد الحديث: بيان صفة صلاة الكسوف بالنص الصريح، كما في حديث ابن عباس هنا، وهو في الصحيحين كما ذكرنا.
وفيه: أن صلاة الكسوف ركعتان، وكل ركعة فيها ركوعان، وسجودان.
إذاً: فالزيادة في صلاة الكسوف هي زيادة ركوع واحد فقط على الصلاة المعتادة، مع تطويل القراءة، ومع القراءة بعد الركوع الأول، أعني: مع قراءة الفاتحة وسورة بعد الركوع الأول.
كذلك من فوائد الحديث: استحباب الجماعة لصلاة الكسوف، كما ذكرنا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم جمع الناس وصلى بهم وامتلأ المسجد، بل ونودي للصلاة بـ(الصلاة جامعة)، فهذا من أقوى الأدلة على استحباب صلاة الجماعة للكسوف، وأيضاً للخسوف خلافاً لمن قال بأنها تصلى فرادى.
كذلك من الفوائد: مشروعية الخطبة لصلاة الكسوف، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس كما في الحديث، والخطبة هنا ما حكمها واجب أو سنة؟ سنة؛ لأن الصلاة سنة والخطبة أولى بالسنية.
ومن الفوائد: أن الخطبة إذا كانت سنة فإنها تكون بعد الصلاة، بحيث إن الإنسان يريد أن يصلي ويخرج يسعه ذلك، مثل ماذا؟ مثل العيدين، ومثل الكسوف كما هاهنا.
أما إذا كانت الخطبة واجبة فإنها تكون قبل الصلاة مثل خطبة الجمعة، فهاتان فائدتان.
وقد يقال: إن الخطبة المذكورة في صلاة الكسوف هنا ليست خطبة، وإنما هي موعظة لها مناسبة، وما مناسبتها؟ قول الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصحح ما عندهم، وهذا مأخذ جيد، ولكن نقول: يستحب أن يعظ الإمام الناس في الكسوف وغيره إذا وجدت مناسبات، والكسوف بحد ذاته مناسبة لتحريك القلوب وتذكيرها بالله عز وجل .
لاحظ هنا بدأنا في عرض الأحاديث التي تخالف ما ذكرناه وقررناه عن جمهور أهل العلم، وهذا أول واحد منها، فهذا حديث مسلم .
إذا قلنا: (ذكرها)، فمعناه أنه ذكرها بغير إسناد، أو معلقة، والواقع أنه رواها كغيرها من الأحاديث رواها مسلم بالإسناد، حدثنا فلان، قال: حدثنا فلان، فنقول: هذه الرواية رواها مسلم في الكسوف، ذكر من قال: يصلي في كل ركعة أربع ركوعات.
وكذلك رواها النسائي في ذكر الاختلاف على ابن عباس في صلاة الكسوف، ورواها أبو داود في ذكر من قال: يصلي أربع ركوعات، والترمذي والدارمي وأحمد وابن أبي شيبة والبيهقي وابن حبان وابن خزيمة وغيرهم.
يعني: تعرفون معنى التدليس، أن الراوي أحياناً يقول: عن فلان، مثلاً: ممكن أنا أقول: عن أبي عمر أنه قال كذا وكذا، فيأتي واحد يسألني يقول: أنت سمعته من أبي عمر؟ أقول له: لا. أنا ما سمعته من أبي عمر، سمعته من مثلاً: أبي صالح عن أبي عمر، فأطوي وألغي واحداً من الرواة وأسند الحديث لمن فوقه، ولا أقول حدثني؛ لأنه هذا يكون كذباً، وإنما أقول عن فلان، هذا أحد أنواع التدليس.
فـالبيهقي رحمه الله وغيره أعلوا الحديث أنه من رواية حبيب بن أبي ثابت وهو مدلس، وهو لم يصرح بالتحديث عن طاوس بحيث نعرف أنه أخذ عنه مباشرة، وبناءً عليه يحتمل أن يكون بينه وبين طاوس راو أو أكثر، وقد يكون هذا الراوي ضعيفاً، ولذلك ذكر البيهقي رحمه الله أن البخاري تجنب إخراج هذه الأحاديث؛ لأنها ليست على شرطه، ولذلك كان صحيح البخاري أقوى في الصحة من صحيح مسلم، ومسلم أحسن في الصناعة وسياق الأحاديث في موضع واحد.
وكذلك ابن حبان كما ذكرنا بالأمس فإنه ذكر هذه الرواية, وقال: هذا الحديث ليس بصحيح، وقال: إن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من طاوس هذا الخبر، وسوف نأتي -على كل حال- على زيادة في هذا الموضوع.
الخلاصة: أن هذا الحديث الذي بين أيدينا الآن عن ابن عباس وإن كان في صحيح مسلم إلا أنه معلول، وعلته:
أولاً: من حيث المتن، أنه مخالف للأحاديث الصحيحة المتفق عليها، التي اتفق البخاري ومسلم على إخراجها عن جماعة من الصحابة.
وثانياً: أن في سنده مأخذاً، وهو أن حبيب بن أبي ثابت مدلس، وهو لم يصرح بالأخذ عن طاوس، وبناءً عليه أعله ابن حبان، وأعله البيهقي، وغيرهم من أهل العلم، وقد روي هذا الحديث عن طاوس عن ابن عباس : أن ابن عباس صلى صلاة الكسوف بثلاث ركوعات، فخولف حبيب بن أبي ثابت :
أولاً: بعدد الركوعات، هو يقول أربعة، وورد ثلاثة، وخولف أيضاً في الرفع، أنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، بينما الرواية الأخرى أنه من فعل ابن عباس نفسه وليس من فعل النبي عليه الصلاة والسلام.
ولذلك ممكن أن نقول في مثل هذا الحديث: ذكره مسلم ؛ لأنه ما رواه، فإن (رواه) معناه: رواه بإسناده وعلى شرطه، أما إذا ساقه هكذا قال: وعن علي مثل ذلك، يعني: ولم يقل مسلم : حدثنا فلان عن فلان فهذا يسمى معلقاً، يعني: ذكره مسلم أو أشار إليه أو علقه دون إسناد، ولم يذكر المتن أيضاً.
ولهذا وقع صاحب سبل السلام وهو الصنعاني تبعاً لشيخه صاحب البدر التمام في وهم أن يكون حديث علي عند مسلم، والواقع أنه ليس عند مسلم، وإنما مسلم فقط أشار إليه كما ذكرنا.
ولفظ حديث علي : ( أن
قال: وله -يعني: لـمسلم - عن جابر : ( صلى ست ركعات بأربع سجدات ).
ست ركعات، يعني: في كل ركعة ثلاثة ركوعات، يعني: فالجميع ستة ركوعات، في كل ركعة ثلاثة ركوعات .
ورواه أيضاً أبو داود في الصلاة، باب من قال: يصلي أربع ركعات، يعني: أربعة ركوعات، والنسائي أيضاً رواه في الكسوف، ورواه أحمد وابن أبي شيبة وابن حبان وابن خزيمة وعبد بن حميد والبيهقي وابن المنذر وغيرهم.
وهذا الحديث أيضاً وإن كان في مسلم عن جابر، إلا أنه أيضاً حديث معلول سنداً ومتناً.
نبدأ في المتن: لماذا معلول في المتن؟ لأنه مخالف لرواية الجماعة، مخالف لروايات الأكثرين الذين رووا في صلاة الكسوف أنه صلى في كل ركعة ركوعين.
إذاً: هذا الحديث لو صح لكان شاذاً، ولكن نقول: إن مسلماً رحمه الله رواه من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر، وقد روى مسلم صلاة الكسوف نفسها عن هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر على الجادة، يعني: مسلم روى نفس الحديث عن جابر بإسناد آخر على الجادة، يعني: مثل رواية الجماعة؛ ركوعين في كل ركعة، هذا معنى على الجادة، يعني: على الطريق.
فـمسلم روى الحديث على الجادة عن هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر .
فنقول: نرجح رواية هشام الدستوائي على رواية عبد الملك بن أبي سليمان، وإن كان كلتا الروايتين في مسلم لكن هذه موافقة لرواية الجماعة، وكذلك أن عبد الملك بن أبي سليمان ذكر مترجموه عنه أنه يغلط، وإن كان من رجال مسلم إلا أن له أخطاء أو أغلاطاً وهذا منها.
ويمكن أن يقال: إنه منكر، أو يقال: إنه شاذ، والأولى أن يقال: إنه شاذ؛ لأن رواته ليس فيهم ضعف بين.
إذاً الخلاصة: أن كبار الأئمة يصححون رواية الجماعة بركوعين في كل ركعة، وهذا مذهب الشافعي يعني: طريقة الإمام الشافعي وأحمد بن حنبل والبخاري والبيهقي وابن حجر، وابن تيمية، وابن القيم، وغيرهم من الأئمة الكبار الذين اعتبروا أن كل رواية في الكسوف خلاف رواية ركوعين تعتبر رواية لا تثبت، إما أن تكون منكرة أو تكون شاذة أو ضعيفة، فلا يأخذون بها.
وأيضاً سوف نأتي إلى مزيد من الإيضاح؛ لأنه بقي عندنا حديث في هذا الباب.
الآن عندنا: (ثلاثة ركوعات)، وعندنا (أربعة ركوعات)، أعلى ما انتهت إليه الروايات خمسة ركوعات في كل ركعة، يعني: كم يصير المجموع؟ عشرة ركوعات في صلاة الكسوف، يركع ثم يرفع ثم يركع ثم يرفع، يعني: في الركعة الواحدة خمس مرات، هذا مقتضى حديث أبي بن كعب .
قال: ( وسجد سجدتين، وفعل في الركعة الثانية مثل ذلك ).
وفي إسناده عبد الله بن أبي جعفر الرازي :
أبو جعفر الرازي هذا ضعيف ولا يحتمل تفرده، ومخالفته للجمهور، وقد ضعفه جمع من أهل العلم، أما ابنه عبد الله فهو ليس بشيء أصلاً، ولذلك قال الذهبي رحمه الله عن هذا الحديث: إنه حديث منكر، وقال النووي أيضاً: ضعيف.
إذاً: حديث أبي بن كعب ضعيف أيضاً.
والفقهاء لهم في هذه المسألة ربما ما يزيد على عشرة أقوال، نذكر منها ما تيسر وحضر الآن، وأمس أشرنا إلى هذه النقطة.
أهل العراق -أهل الكوفة - أبو حنيفة ماذا يقول في صلاة الكسوف؟ يقول: هي ركعتان مثل الصلاة المعتادة، هذا هو القول الأول: أنه يصلي في الكسوف ركعتين مثل الصلاة المعتادة بركوع واحد.
أبو حنيفة من أين جاء بهذا القول، هل تتوقعون أنه جاء به من الشارع؟! لا.
أبو حنيفة رضي الله عنه أكثر توقيراً لله ورسوله من أن يقول بغير علم، ولكنه أخذ ببعض الروايات والنصوص التي وردت ونقلت.
من ذلك مثلاً: ما في صحيح مسلم، عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الكسوف، قال: ( صلى بنا صلاة الكسوف فصلى ركعتين وقرأ سورتين )، فقال: هذا دليل على أنهما ركعتان كالمعتاد.
وهناك رواية أخرى ربما تكون أكثر قوة، وهي رواية عن أبي بكرة رضي الله عنه عند أهل السنن وأصلها في صحيح البخاري أنه قال: ( كسفت الشمس فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ركعتين مثل صلاتكم ).
ماذا تقولون؟ ( ركعتين مثل صلاتكم )، أليس في هذا دليل على أنها ركعتان مثل الصلاة العادية؟
طبعاً أبو حنيفة ومن وافقه، وابن الزبير أيضاً نقل عنه أنه صلى ركعتين كالصلاة العادية. قالوا: إنها مثل صلاتكم، يعني: مثل الصلاة المعتادة، لكن الجمهور قالوا: إن أبا بكرة كان يخاطب أهل الكوفة، ويقول: مثل صلاتكم، يعني: مثل صلاتكم للكسوف، يعني: مثل صلاة الكسوف الذي أنتم تعهدونها، كما لو قلت لكم الآن: إن صلاة الكسوف الثابتة في السنة مثل الصلاة التي تعرفونها، يعني: صلاة الكسوف التي سبق أن صليتموها، فهذا هو الراجح في قول أبي بكرة رضي الله عنه.
القول الثاني في المسألة: إن صلاة الكسوف فيها ركعتان، في كل ركعة ركوعان، وهذا قول أحمد، ومالك، والشافعي، وجمهور الصحابة رضي الله عنهم، ممكن تنسبه إلى جمع من الصحابة، والأئمة، وكثير من التابعين وأتباعهم وأصحاب المذاهب الفقهية، وأهل الحديث، والمتأخرين أيضاً يرون أنها ركوعان فقط، وأن ما زاد عليها فهو شاذ كما ذكرنا أو منكر، وهذا هو القول المختار.
وأما أدلة هذا القول فهي النصوص التي سقناها بالأمس وسقنا طرفاً منها اليوم مثلما ذكرنا: حديث ابن عباس، وأحاديث ابن عمر وعبد الله بن عمرو وجابر وعائشة وأسماء وأبي موسى وغيرهم.
وقيل: ثلاثة ركوعات مثلما مر معنا الآن.
وقيل: أربعة ركوعات.
وقيل: خمسة ركوعات، وهذا نقل كما ذكرنا عن جابر، ونقل عن علي، كم صارت الأقوال الآن؟
يعني: قيل: كالصلاة المعتادة. وقيل: ركوعان. وقيل: ثلاثة. وقيل: أربعة. وقيل: خمسة.
وقيل: بالتخيير وهذا مذهب إسحاق بن راهويه، أنه يختار منها.
وقيل: بأن قيام الإمام من الركوع هو من أجل أن ينظر هل تجلت الشمس؟ فإذا لم تتجل رجع وركع مرة أخرى، وهذا ضعيف، هذا القول ضعيف على كل حال.
المهم: أن الأقوال في هذه المسألة كثيرة، وأصحها: أن في كل ركعة ركوعين.
وأيضاً المصنف نسب الحديث للطبراني، والطبراني رواه في مسند عكرمة عن ابن عباس، وفي سنده الحسين بن قيس الرحبي، وهو منكر الحديث أيضاً، ورواه أيضاً ابن أبي شيبة والبيهقي وأبو يعلى .
لكن يغني عنه أحاديث صحيحة، مثل أحاديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا هبت الريح دخل وخرج، وقال: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها وشر ما أرسلت به، فإذا مطرت سري عنه)، صلى الله عليه وآله وسلم.
ما معنى سري عنه؟
يعني: زال عنه الخوف والهم واطمأن؛ لأنه عرف أنها ريح رحمة تأتي بالخير والمطر، وليست ريح عذاب، فهذا الحديث في صحيح مسلم في مشروعية ما يقال عند الريح.
وهكذا أيضاً حديث آخر عند أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( الريح من روح الله، تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فاسألوا الله خيرها )، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، ورواية أبي داود طبعاً إسنادها حسن.
فيها: الريح، والمقصود بالريح هو هبوب الهواء الشديد، وهو معروف، والغالب في لغة القرآن أن الريح تأتي في الشر، في العذاب، وأن الرياح تأتي في الخير .
مثاله: وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ [الحاقة:6]، وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ [الذاريات:41-42]، فالريح إذا أفردت فالغالب أنها الريح العاصف.
وأما إذا جمعت: (الرياح)، فالغالب أنها الرياح التي تأتي بالخير والمطر، وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ [الأعراف:57]، وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ [الحجر:22]، فالرياح التي تلقح المطر تكون مجموعة، والريح الواحدة غالباً أنها ريح عقيم تأتي بالعذاب.
وقوله تعالى: بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا [يونس:22]، هنا ذكرها (ريح) مفردة، جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ [يونس:22].
أيضاً قوله: (جثا) في الحديث: (أن النبي صلى الله عليه وسلم جثا على ركبتيه) أي: برك على ركبتيه، وهذا دليل على الخوف والفزع.
وفي الحديث أيضاً قوله رضي الله عنه: (ما هبت ريح قط)، وقط: ظرف للماضي تدل على الاستغراق، يعني: لتوكيد العموم والاستغراق، فإذا قال: (ما هبت ريح إلا جثا النبي صلى الله عليه وسلم)، هذا إثبات أنه كلما هبت ريح جثا على ركبتيه، لكن إذا قال: (قط)، دل على التوكيد، مثلما تقول: رأيت فلاناً؟ تقول: ما رأيته، فأقول: تأكد! تقول: ما رأيته قط، يعني: أبداً أو مطلقاً.
طبعاً الحديث فيه مسألة الريح وما يستحب أن يقال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به -وهذا في الصحيح- وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ).
(وعنه) من هو؟
أي ابن عباس رضي الله عنه: ( أنه صلى في زلزلة ست ركعات وأربع سجدات ).
فـالبيهقي رواه في السنن الكبرى في كتاب الخسوف، باب من صلى في الزلزلة، ورواه عبد الرزاق في مصنفه وابن أبي شيبة وابن المنذر وغيرهم.
ورجال البيهقي فيهم راو ضعيف، لكن البيهقي روى هذا الحديث عن عبد الرزاق، وكما تعلم فـعبد الرزاق متقدم وإسناد عبد الرزاق صحيح، ولذلك قال البيهقي : هو ثابت عن ابن عباس، يعني: الحديث صحيح عن ابن عباس فيما يتعلق بصلاة الزلزلة أو صلاة الآيات.
الزلزلة هي: اضطراب الأرض وتحركها.
وقوله: (عنه) يعني: عن ابن عباس رضي الله عنه، هو الذي كان يصلي ويقول: (هكذا صلاة الآيات).
وقول ابن عباس رضي الله عنه: (هكذا صلاة الآيات) دليل على أن هذا من المأثور عنده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن العبادة والصلاة لا مدخل للاجتهاد فيها.
وقوله: (صلى ست ركعات) يعني: ستة ركوعات، أي: في كل ركعة ثلاثة ركوعات.
وقال: (هكذا صلاة الآيات) الآيات: جمع آية، والمقصود هنا: إذا حدث خلل في النظام الجاري على بعض الآيات، مثل الكسوف، مثل الخسوف، مثل الزلزال، مثل أي أمر عارض عام غير مألوف ولا جار على السنة المعروفة عند الناس في الليل والنهار، وحركة الأفلاك والأجرام وغيرها .
في المسألة قولان مشهوران:
القول الأول: أنه يستحب للناس أن يصلوا، مثلما لو حصل مد، المد الذي حصل كما ذكرنا (تسونامي) أو غيره مما يقع فيه مد البحر ويغرق خلق من الناس، أو زلزال هائل يضرب جزءاً من الأرض، أو ما أشبه ذلك من الآيات التي يمضيها الله تعالى على عباده، فعلى هذا القول يستحب أن يصلي الناس إذا حصل مثل ذلك، وهذا قول: أبي حنيفة، وهو رواية عند الحنابلة.
ودليلهم:
أولاً: حديث الباب، قول ابن عباس : (هكذا صلاة الآيات)، وقد بينا أن الحديث إسناده جيد، كما قال البيهقي وغيره.
الدليل الثاني عندهم: صلاة الكسوف وصلاة الخسوف, وقالوا: إنه إذا شرعت الصلاة للخسوف والكسوف وأنه يخوف الله بها عباده، فكذلك تشرع الصلاة لغيرها من الآيات التي قد تكون مثلها أو حتى قد تكون أعظم منها، ولهذا قال ابن رشد في بداية المجتهد: إن هذا من أحسن وأجلى ما يكون من القياس؛ لأن علة الصلاة منصوصة حيث قال: ( آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فصلوا )، فعلة الصلاة منصوصة في كسوف الشمس وخسوف القمر، فدل ذلك على أن الأمر يطرد في غيرهما.
والقول الثاني: أنها لا تشرع صلاة الآيات، وإنما يصلي الناس لوحدهم أو يستغفرون أو يدعون أو ما شاء الله لهم، وهذا هو قول الشافعي ومالك .
وأول أدلتهم: أنه لم يثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ وذلك لأنه أصلاً لم يحدث في حياة النبي عليه الصلاة والسلام زلزال، وإنما يروى أن أول زلزال وقع في المدينة وهو في عهد عمر رضي الله عنه، وأن عمر كره ذلك واغتم له، وقال: (إن زلزلت مرة أخرى لا أساكنكم فيها)، فهذا أول زلزال وقع في الإسلام، والله أعلم، فمن أدلتهم: عدم ثبوت ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قالوا: ولأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يصل لغير الكسوف والخسوف، فقد هبت الرياح كما هو معروف، وحصلت صواعق، وحصل مطر شديد حتى غرق الناس وانقطعت السبل، ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى لذلك، ولكن هؤلاء يرون: أن يصلي الناس فرادى، وأن يدعوا ربهم ويستغفروه.
وأرى أن القول الأول أحسن، وأقرب إلى ظاهر النص في صلاة الكسوف والخسوف، مع أن القمر لم يخسف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصل، لكن ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله، ونقول: إنه قد يكون من الآيات ما هو أعظم من كسوف الشمس وأعظم من خسوف القمر، والناس أحوج ما يكونون فيه إلى الاجتماع والصلاة والتضرع، وإن كان صلاة الأفراد تكفي، إلا أن اجتماع الناس غالباً مدعاة لحصول الرحمة بإذن الله عز وجل، فعند اجتماع الناس على خير وذكر يرجى نزول الرحمة وإجابة الدعاء.
فلذلك نقول: إن الصلاة عند الآيات العظام -ولكن الآيات العظيمة وليس الآيات الفردية أو الخاصة- يعني: مثلاً ابن عباس رضي الله عنه نقل عنه: [ أنه قيل له بعد صلاة الفجر إن أم المؤمنين فلانة ماتت، فسجد. فقالوا له: سجدت في وقت لا يصلى فيه؟! فقال: إنا أمرنا بالصلاة عند الآيات، وأي آية أعظم من موت أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ]، فهذا أمر خاص، لكن المقصود الآيات العامة العظيمة.
وبذلك نكون انتهينا من باب صلاة الكسوف ومن أحاديثه.
فيها: ثلاثة أحاديث في المتفق عليه، يعني: مما خرجه البخاري ومسلم، وهي الأحاديث رقم: (502) الذي هو حديث المغيرة بن شعبة أول حديث في الباب، وكذلك (504)؛ حديث عائشة رضي الله عنها في الجهر في صلاة الكسوف، وأيضاً (505)، وهو حديث ابن عباس الذي شرحناه قبل قليل، فهذه الأحاديث متفق عليها.
وفيه حديث واحد عند البخاري وهو الحديث رقم: (503)، حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
وفيه حديثان عند مسلم، وهما الحديث رقم: (506)، ( صلى حين كسفت الشمس )، رواية أخرى عن ابن عباس، و(508) أيضاً وهو حديث جابر، وهما مما استدرك على مسلم، وقلنا: إنهما خلاف رواية الجماعة، ولم يخرجهما البخاري، وأعلهما ابن حبان والبيهقي وغيرهم من أهل العلم.
فيه: حديثان ليس عند مسلم ولا عند أهل السنن وإنما عند البيهقي وغيره، وهما الحديث رقم: (511) و (512).
فيه: مجموعة أحاديث تعتبر ضعيفة في الباب، وهي تقريباً إذا أضفنا إليها أحاديث مسلم تعد ستة أحاديث، يعني: أكثر من نصف أحاديث الباب، منها حديث مسلم رقم: (506)، حديث ابن عباس الذي أعللناه.
ومنها الحديث الآخر: (507) الذي هو عن علي وإن كان مسلم قد ذكره في الصحيح ذكراً.
والحديث الآخر حديث جابر عند مسلم أيضاً رقم: (508).
حديث أبي داود رقم: (509).
حديث الشافعي : (510).
والحديث الآخر عند الشافعي، وهو آخر الأحاديث (512).
فهذه تقريباً ستة أحاديث ضعيفة من أحاديث الباب .
الجواب: لا بأس بذلك، ليستعد الناس له .
الجواب: الأولى أن تصلى في كل مسجد، ولا يلزم أن تكون في المساجد الجامعة فقط.
الجواب: موضوعها: كيف تزكي نفسك؟ وبالمناسبة نحن محتاجون لكم يا إخوان! سبق أن كتبنا خطاب نداء موجه للقنوات الفضائية وملاكها ومديريها، وجعلناه خطاباً راقياً لبقاً، اعتقدنا إن شاء الله أن يكون له أثر طيب وطلبنا التوقيع عليه، وهو موجود في الإنترنت على موقع (أول اثنين)، نريد توقيعات كثيرة عليه، حتى الآن التوقيعات بحدود ألف وأربعمائة توقيع فقط، نحن نريد أضعاف أضعاف هذا العدد، فاجعلوا من همكم وشأنكم أن تحرصوا، أول شيء أنه لا يوجد واحد منكم إلا لازم يوقع إن شاء الله، حتى لو تدخل على موقع إلكتروني أو على مقهى وتسجل أو توقع أو على أحد أصدقائك إذا لم يكن لديك إنترنت .
الجواب: هذا ليس بصحيح، ولا يعرف هذا القول عن أهل العلم .
من يزن يزن به ولو بجداره
الجواب: هذا الكلام لا أظنه يصح عن الشافعي، ولو صح لم يكن مسلماً به: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164]، وبسبب هذا الكلام صار بعض الشباب يقعون في الذنوب والمعاصي ويفجرون أول عمرهم، ثم يمتحنون زوجاتهم بقية أعمارهم في اعتقاد أن الفجور الذي حصل منه سوف يقع من زوجته، فيكون ظلم زوجته مرتين:
أولاً: بالوقوع في الفجور.
وثانياً: بالشك بها والاتهام .
الجواب: والله هذه الأشياء ليست صحيحة، ولا ينبغي التصديق بها بسرعة، وسبق أن كتبت قبل أسبوعين مقالاً عنوانه: سرعة البرق، أو سرعة الخرافة، وأرجو أن ترجعوا إلى هذا المقال وتقرءوه، أن تدركوا أنه فعلاً عيب علينا نحن المسلمين أن تكون بيئاتنا ومجتمعاتنا قابلة لسرعة تصديق الحكايات والروايات والأقوال التي هي خلاف المألوف، وخلاف السنة الجارية، اللهم لو وقع من ذلك شيء يراه الناس، صحيح، أما كون الإنسان كلما قيل له شيء صدقه، هذا معناه أن يكون قلبه وعقله مستودعاً للروايات والقصص والأوهام، مع أننا نعلم ونقطع أن الله تعالى على كل شيء قدير .
الجواب: هذا يعني: قصد الأخ المزاح معكم، فأرد على الأخ أني أقول له: لا. أنا لست بمدلس؛ لأني سقت هذا على سبيل المثال فقط.
وبالمناسبة فإن التدليس بعض الناس يظنونه شيئاً عظيماً يعني، لا. كثير من الأئمة يحكى عنهم أنهم مدلسون، فإذا روى حدثنا فلان قبل منه، وإذا قال: عن فلان لم يقبل منه حتى يتأكد منه: هل رويت عنه مباشرة؟ لأن طالب العلم أحياناً لا يريد أن يروي عمن هو أقل منه، أو لا يريد أن يروي عن شخص ضعيف، أو لغير ذلك من الأسباب فيدرج الحديث.
الجواب: هذا يمكن أن تعرفه عن طريق الأوراق المصاحبة لهذه الزينة .
الجواب: إن شاء الله ما فيه سخرية، وأنا أمس ذكرت هذا أنه قريب، ولكن ذكرنا أمس أن بعضهم حدد الساعة؛ أنه الساعة الثامنة والنصف صباحاً، فقلنا: إن هذا التحديد فيه نظر، والله أعلم.
أما بالنسبة لليوم فهو قريب، ويمكن معرفته من خلال التاريخ.
الجواب: صحيح مسلم من الكتب التي تلقاها الناس بالقبول، ولكن هذا لا يمنع أن يستدرك أمثال الدارقطني على مسلم كما في كتاب الإلزامات والتتبع، وقد يوجد في الكتب الصحاح أحاديث يحكم عليها بالنكارة، بمعنى: أن سندها صحيح ولكن متنها مخالف لغيره .
الجواب: طبعاً: التاريخ الإسلامي ليس هو الإسلام، وغالب التاريخ الإسلامي الذي كتب هو تاريخ الحكام، وتاريخ الحكام شيء وتاريخ العلماء والزهاد والدعاة والمجاهدين بل والعامة هو نطاق أوسع .
وكثير من حكام المسلمين عندهم فضائل في الجهاد والعدل والحفاظ على الشريعة، وعندهم ألوان من الاختلالات بعد عهد الخلفاء الراشدين معروفة ومكتوبة، ينبغي أن تعالج باعتدال، بعض الطوائف خصوصاً الذين يكتبون بروح التشيع في الغالب عندهم نوع من النقد اللاذع للتاريخ الإسلامي ومحاولة الإطاحة بالتاريخ الإسلامي واعتبار أنه تاريخ البطش والظلم، حتى أن واحداً كتب عن التعذيب في عهد بني أمية، وذكر قائمة هائلة جداً، إذا قرأناها وصدقناها سوف نقول: ما نقل عن سجون الناصرية مثلاً، أو ما ينقل عن سجون أبو غريب، أو سجون جوانتنامو تعتبر رحمة عند ذلك التاريخ، فأعتقد أن هذه فيها مبالغات وفيها أوهام، وفيها منطلقات طائفية أحياناً غير منصفة، وهذا لا يعني أن نتعصب للتاريخ أيضاً، ينبغي أن يكون عندنا اعتدال ونظر متوازن.
الجواب: لا. لم يصل عند انشقاق القمر، وإنما صلى عند كسوف الشمس كما ذكرنا .
الجواب: قد يكون هذا بسبب انشغال الناس بعد صلاة القيام، وانشغالهم بالسحور .
الجواب: الأقرب أنه سنة، يعني: الركوع الثاني ليس بواجب في صلاة الكسوف، وإنما هو سنة، ولو صلى الكسوف بركوع واحد أجزأه ذلك .
الجوب: يقول: سمع الله لمن حمده .
الجواب: المصنف رحمه الله ساق الأحاديث، ونحن التزمنا بشرح الكتاب بما فيه، وغالباً الحديث الضعيف لا نشرحه بذاته، وإنما إذا وجد حديث آخر يقوم مقامه بينا ما يتعلق به .
الجواب: الأولى أن الطالب ينوع مشايخه، وهذا مما كان يوصي به السلف، ولذلك يقولون: لا يعرف الطالب خطأ شيخه حتى يأخذ عن غيره، وليس المقصود: أن تبحث عن عيوب، لكن حتى تأخذ حسنات كل واحد منهم .
الجواب: كثيرة جداً جداً كتب السيرة النبوية، ابن كثير له كتاب في السيرة النبوية أربعة مجلدات، ابن هشام مثل ذلك .
الجواب: هذا الصندوق عليه رقابة شرعية، ولذلك لا بأس بالمضاربة فيه إن شاء الله تعالى .
الجواب: نعم. فتح الله عليك! يعني: هذا سؤال عن وقت صلاة الكسوف، وهذا فيه خلاف مشهور، منهم من يرى أن صلاة الكسوف تصلى حتى في وقت النهي؛ لأنها ذات سبب.
والقول الثاني: أنها لا تصلى في وقت النهي ويحتجون بالأحاديث الواردة: ( لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس )، والذي اخترناه كما ذكرنا مراراً: أنها تصلى؛ لأنها من ذوات الأسباب .
الجواب: بلى. أبو الزبير عن جابر يعني: لا يؤخذ منه إلا ما انتقاه الليث، ولكن نحن اخترنا رواية أبي الزبير عن جابر لموافقتها لمذهب ورواية الجمهور .
الجواب: لا. ما دام المسألة فيها أصل في الشرع فلا حرج، ولا تثريب، ولذلك الذي اختار عدمها ليس عليه تثريب، والذي يختار الصلاة؛ لأن أصل المسألة ثابت، وصلاة الآيات فيها دليل؛ لأنه حديث ابن عباس رضي الله عنه وعلي وحذيفة هي في صلاة الآيات، وحديث ابن عباس لا بأس به كما ذكرنا، زد على ذلك أن صلاة الكسوف والخسوف هي صلاة آيات، ولا يلزم أن يكون المقصود النص على الشمس والقمر، وإنما نص عليها للمناسبة.
والله تعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر