إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. سلمان العودة
  5. شرح بلوغ المرام
  6. شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة الجمعة - حديث 470-471

شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة الجمعة - حديث 470-471للشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الجمعة اسم للصلاة بخطبتيها، وهي ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، ولها خصائص وفضائل منها أنه يوجد فيها ساعة إجابة، وفيها خلق آدم، وفيها مات، وفيها أخرج من الجنة، وفيها تقوم الساعة، كما أن يوم الجمعة خير يوم طلعت فيه الشمس، إضافة إلى جملة خصائص وأحكام وموجودة في هذه المادة.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    نحمد الله تعالى ونستعينه ونستغفره ونثني عليه الخير كله، ونشكره ولا نكفره، ونصلي ونسلم على خاتم أنبيائه وأفضل رسله وخيرته من خلقه، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.

    رقم هذا الدرس (171) من أمالي شرح بلوغ المرام، وهذا يوم الأربعاء (28) من ربيع الثاني من سنة (1425هـ)، وهذا جامع الراجحي بـبريدة.

    الجمعة في اللغة

    باب صلاة الجمعة:

    الجمعة فيها ثلاثة أوجه:

    الوجه الأول: بضم الجيم والميم (الجُمُعة)، وهذه قراءة الجمهور في القرآن الكريم، ومذهب الحجازيين.

    الوجه الثاني: بسكون الميم (الجمْعة)، وهذا مستخدم عندنا وهو الرائج عندنا، يقول: ذهبت لصلاة الجمعة، وكذلك عندنا عائلة يسمونها بهذا الاسم، فهذه لغة عقيل، وهي أيضاً قراءة.

    الوجه الثالث: (الجُمَعة) بضم الجيم وفتح الميم، وهذه لغة تميم، ولغة تميم هذه (الجُمَعة) مثل: همزة ولمزة وضحكة، على سبيل المبالغة لكثرة الاجتماع، فنحن نقول: لمزة، يعني: كثير اللمز، همزة: كثير الهمز، وكذلك ضحكة إما أنه كثير الضحك أو أنه يضحك عليه، فجُمَعة للمبالغة في كثرة ما يجتمعون فيها.

    وكانت الجُمُعة في الجاهلية تسمى: يوم العروبة باتفاقهم، وقد ذكر الأئمة مثل ابن كثير في التفسير وغيره، ذكروا أسماء الأيام والشهور عند أهل الجاهلية، فمن المتفق عليه أن الجمعة كانت تسمى العروبة، وفي الإسلام سميت الجُمُعة، ونزل بها القرآن الكريم.

    التسمية بالجمعة

    سبب تسميتها بالجمعة، طبعاً يوم الجمعة الشافعي رحمه الله قال: الجمعة هو اليوم الذي بعد الخميس وقبل السبت، وبعضهم قالوا: هذا تحصيل حاصل.

    وأنا أقول: وإن كان تحصيل حاصل إلا أنه من ضبط العلم؛ لأن اللبس قد يقع، ونحن نجد في هذا العصر أن بعض المسلمين الذين يعيشون في ديار الغرب وغيرهم، والإجازة عندهم في بلادهم تكون يوم السبت أو تكون يوم الأحد، بعضهم بسبب غلبة الجهل ظنوا أن من الممكن أن يصلوا الجمعة -بدلاً من يوم الجمعة- يوم السبت أو يوم الأحد، ومن الطريف أن أحد العلماء قال: إذا كنتم مصرين على ذلك لابد أن تغيروا المصحف! طبعاً: يقول ذلك على سبيل التحدي والتعجيز لهم، لتجعلوه: (إذا نودي للصلاة من يوم الأحد) مثلاً، طبعاً هو يشير بهذا إلى أنكم تتصرفون في مسائل قطعية لا مجال للتصرف فيها، يعني: الجمعة ليس الأمر فيها مبنياً على ظروف الإنسان أو فراغه أو شيء من هذا القبيل.

    فهذا يوم الجمعة سمِّي بهذا الاسم لأحد احتمالات:

    إما أنه سمي يوم الجمعة لأن الله تعالى جمع فيه خلق آدم، وهذا جاء في حديث مرفوع عند البيهقي وعبد الرزاق وغيرهم، وسنده لا بأس به.

    وإما أن يكون سمي الجمعة لاجتماع الناس فيه، وهذا أيضاً مذهب قوي.

    وقيل: سمي يوم الجمعة؛ لأن أسعد بن زرارة جمع الناس في المدينة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا المذهب الثالث يرجع إلى الثاني.

    فنقول: إنه سمي يوم الجمعة لجمع خلق آدم فيه، أو لاجتماع الناس فيه، ولعل الثاني أوجه وأقوى، وإن كان لا يعارض الأول.

    ويوم الجمعة سمي يوم الجمعة لأن فيه صلاة الجمعة، إذاً الجمعة اسم للصلاة، ولأن الصلاة توقع في هذا اليوم فقد سمي اليوم كله باسم الصلاة إشادة بها، وبياناً لفضلها وعظمتها.

    فإذاً الجمعة اسم للصلاة بخطبتيها، وسمي اليوم وكذلك الليلة يوم الجمعة وليلة الجمعة نظراً لإيقاع الصلاة فيها.

    حكم صلاة الجمعة

    وهذه الصلاة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع: فأما الكتاب فقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ [الجمعة:9]، وهذا فيه أمر ونهي.

    الأمر: فَاسْعَوْا ، وليس المقصود السعي الذي هو الإسراع في المشي، وإنما المقصود المضي، ولذلك في قراءة: (فامضوا) وهي قراءة تفسيرية وليست توقيفية، (فامضوا إلى ذكر الله) يعني: فامشوا إلى ذكر الله، فاسعوا، والمقصود بذكر الله الخطبة والصلاة.

    وفيه نهي: وهو قوله: وَذَرُوا الْبَيْعَ [الجمعة:9]، وعاتب في الآية التي بعدها من لم يفعل، وقال: وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا [الجمعة:11]، فهذا دليل على وجوب صلاة الجمعة.

    وأما السنة: فما لا يحصى من الأحاديث، ومنها: حديث الباب الذي ذكره المصنف عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين ) والحديث رواه مسلم وسيأتي تخريجه بعد قليل، والأحاديث في الجمعة كثيرة جداً.

    وأما الإجماع: فقد أجمع العلماء أيضاً على وجوب صلاة الجمعة على الحر البالغ القادر المستطيع، وممن حكى الإجماع على ذلك ابن المنذر وابن حزم وابن العربي وجمع من الفقهاء.

    وقد نقل عن الشافعي رحمه الله أنه قال: تجب الجمعة على من تجب عليه العيد، فظن بعض الفقهاء أن الشافعي يرى أن الجمعة فرض كفاية مثل العيد عنده، وهذا غلط على الشافعي كما صرح به كبار فقهاء الشافعية، وإنما مقصود الإمام الشافعي بهذه الكلمة: أن الإنسان الذي هو أهل لمخاطبته بصلاة العيد على سبيل الكفاية هو أهل أيضاً لأن يخاطب بصلاة الجمعة على سبيل التعيين والفرض العيني.

    يعني: أن شروط من يخاطب بصلاة الجمعة هي شروط من يخاطب بصلاة العيد، وليس المقصود أن حكم الجمعة كحكم العيد، ولذلك حكم فقهاء الشافعية بأن من نسب إلى الشافعي أنه يقول: إنها فرض كفاية فهو غلط غلط!

    وهكذا نقل ابن وهب عن مالك أنه قال: إن الجمعة سنة، وهذا نقل شاذ، فإن ابن وهب نفسه نقل عن مالك أن الجمعة حق على كل مسلم، وكذلك الجماهير نقلوا عن مالك القول بوجوب صلاة الجمعة على الأعيان، وما نقل عن مالك فهو شاذ كما صرح به فقهاء المالكية، وعلى فرض ثبوته فإنه يحمل على وجه من وجوه التأويل المعروفة، مثل: أن يكون مقصوده بالسنة أن لها الحكم الخاص المروي بالسنة من جهة إقامة الخطبتين وصلاة الجمعة وما يتعلق بها، وأنها لا تقاس على غيرها، فهذا من الوجوب.

    الخلاصة: أن صلاة الجمعة فرض على الأعيان عند الكافة من أهل العلم، وحكى الإجماع عليه من ذكرنا كـابن المنذر وابن العربي، وفقهاء المذاهب كلهم نقلوا الإجماع على وجوب صلاة الجمعة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089475837

    عدد مرات الحفظ

    785491387