إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. سلمان العودة
  5. شرح بلوغ المرام
  6. شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة التطوع - حديث 378-382

شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة التطوع - حديث 378-382للشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهداً من ركعتي الفجر كما حكته عنه عائشة رضي الله عنها، كما أن ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدعها حضراً ولا سفراً وهي أعظم نوافل الصلوات الراتبة، ومن فاتته قضاها كما جاءت بذلك الأخبار والآثار.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.

    وعندنا في هذا اليوم أولاً: حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر )، والحديث متفق عليه كما ذكر المصنف.

    تخريج الحديث

    فقد رواه البخاري في صحيحه في كتاب التهجد، وهو كتاب التطوع أيضاً، فقد يسمى التهجد أو التطوع، باب تعاهد ركعتي الفجر، ومن سماهما: تطوعاً؛ لأنه جاء في بعض الروايات عن عائشة أو عن غيرها أنهم سموا ذلك: تطوعاً، فترجم البخاري رحمه الله تعالى: باب تعاهد ركعتي الفجر ومن سماهما أو سماها: تطوعاً، ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي سنة الفجر، والمصنف اقتصر على عزوه إلى الصحيحين، ولكن الحديث في الواقع موجود في أبي داود، والترمذي، والنسائي، فضلاً عن أبي عوانة في صحيحه، والبيهقي، والبغوي، وابن خزيمة، وابن حبان .. وغيرهم.

    فوائد الحديث

    والحديث فيه فوائد:

    منها: تأكيد استحباب ركعتي الفجر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعاهدها أشد مما يتعاهد غيرها من النوافل، فهذا يدل على آكديتها وأفضليتها.

    وفيه أيضاً: مشروعية صلاة ركعتي سنة الفجر في الحضر والسفر؛ لأن هذا من التعاهد الذي كان يتعاهده النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت هذا عنه عليه الصلاة والسلام من غير هذا الوجه، ولكن هذا الحديث يدل ضمناً على أنه كان يصليهما عليه الصلاة والسلام في الحضر وفي السفر.

    ومن فوائد هذا الحديث: أن ركعتي سنة الفجر، يعني: الركعتين قبل صلاة الفجر، أنهما سنة وليستا بفريضة، والدليل على ذلك قولها: ( لم يكن على شيء من النوافل )، فدل على أن ركعتي الفجر -ركعتي السنة- أنهما من النوافل أيضاً وليستا بواجب، وهذا مذهب جمهور أهل العلم، كما ذكره النووي في شرح صحيح مسلم .. وغيره من العلماء، فهو مذهب الجماهير من أهل العلم من السلف والخلف، وهل هناك قائل بوجوب ركعتي الفجر؟ نقل القول بوجوب الركعتين، نقله بعض المصنفين عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى، كما نقله المرغيناني عنه، وكذلك نقل كما في مصنف ابن أبي شيبة عن الحسن البصري رحمه الله تعالى من التابعين: (أنه كان يرى الركعتين قبل الفجر واجبتين).

    ولا شك أن هذا القول قول ضعيف لا يسنده دليل.

    واستدل بالحديث بعض الشافعية على أن ركعتي الفجر أفضل وآكد من الوتر، وهذا هو المذهب القديم للشافعي، وأما مذهبه الجديد فهو أن الوتر آكد من ركعتي الفجر.

    والواقع أن هذا الحديث ليس فيه دليل على هذا ولا على ذاك، فليس دليلاً على أن ركعتي الفجر آكد من الوتر، لماذا؟ ليس دليلاً على أن ركعتي الفجر آكد من الوتر، مع أنها تقول: ( لم يكن على شيء من النوافل ).

    لأن الوتر كان واجباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، إما مطلقاً، أو في بعض الوقت في بعض عمره عليه الصلاة والسلام، وبعضهم يرى وجوبه على النبي عليه الصلاة والسلام على الدوام، أن الوتر كان واجباً، وقد جاء فيه حديث: ( ثلاث هن علي فرض، وهن لكم تطوع -وذكر فيها-: الوتر ).

    فلذلك لا نقول: بأن الحديث يدل على أن الركعتين أفضل من الوتر، ولا أنه يدل على ضد ذلك أيضاً، ولكن الحديث يدل على شدة تعاهد النبي صلى الله عليه وسلم للركعتين.

    ومن فوائد الحديث: أن السنة صلاة هاتين الركعتين في البيت، بدليل أن كون عائشة رضي الله عنها تعلم ذلك، وتدرك تعاهد النبي صلى الله عليه وسلم لهاتين الركعتين غالباً، لا ينطلق إلا من أنه كان يصليهما في البيت، وهذا هو الواقع كما دلت عليه أحاديث أخرى، هي نص في هذا الموضع.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089959673

    عدد مرات الحفظ

    788497474