إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. سلمان العودة
  5. شرح بلوغ المرام
  6. شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب سجود السهو وغيره - حديث 354-355

شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب سجود السهو وغيره - حديث 354-355للشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • جاء في سنن أبي داود عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسها فسجد سجدتين ثم تشهد ثم سلم، وقد اختلف في تصحيح هذا الحديث وتضعيفه، فمن صححه استحب التشهد بعد سجدتي السهو، من ضعفه لم يستحب التشهد بل إن بعضهم لم يستحب السلام في حالة الإتيان بسجدتي السهو بعد السلام، وقد نقل غير واحد الإجماع على عدم وجوب التشهد بعد سجدتي السهو.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.

    أما بعد.

    نبدأ بباب سجود السهو والأحاديث: حديث عمران، وحديث أبي سعيد .

    الحديث الأول: حديث عمران بن حصين رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسها، فسجد سجدتين، ثم تشهد ثم سلم ).

    تخريج الحديث

    والحديث كما قال المصنف رحمه الله تعالى: رواه أبو داود والترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، فقد رواه أبو داود في كتاب الصلاة، باب سجدتي السهو فيهما تشهد وتسليم، فجعل على الحديث ترجمة تدل على مضمونه. وكذلك رواه الترمذي في أبواب الصلاة، باب ما جاء في التشهد في سجدتي السهو .

    وقال الترمذي كما في النسخة المطبوعة بعناية الشيخ أحمد شاكر، قال: هذا حديث حسن صحيح غريب، أو قال: هذا حديث حسن غريب صحيح.

    فقول المصنف رحمه الله هنا: وحسنه يعني: الترمذي، هذا في نسخة، وفي نسخ أخرى أنه صححه، يعني: قال: حسن صحيح غريب، وكذلك أخرجه النسائي في كتاب السهو، والبغوي، والحاكم كما في المستدرك، وقال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وخرجه ابن حبان في صحيحه كما في الإحسان .. وغيره.

    فيتضح من هذا التخريج أمران:

    الأول: أن الحديث قد صححه الترمذي رحمه الله، والحاكم، والذهبي، وابن حبان .

    الأمر الثاني: أن التراجم التي وضعها الأئمة على هذا الحديث أبرزت الحكم الذي تميز به هذا الحديث عن غيره من أحاديث السهو، ما هو الحكم الذي برز في هذا الحديث؟ التشهد بعد سجود السهو؛ لقوله: ( ثم تشهد ) كما في تبويب الترمذي، وأبي داود، والبيهقي، والنسائي .. وغيرهم.

    وقد ضعف الحديث بالمقابل جماعة، منهم: الإمام البيهقي، وابن عبد البر .. وغيرهما، ولعل تضعيفهم لهذا الحديث من جهة شذوذه في متنه لا من جهة إسناده، فإن ظاهر إسناده الصحة والقوة، كما حكم عليه الأئمة السابقون، فالذين حكموا بشذوذه ربما حكموا بشذوذه لأنه من رواية أشعث بن عبد الملك الحمراني عن ابن سيرين، وقد خالف أشعث غيره من الحفاظ الذين رووه عن ابن سيرين ولم يذكروا فيه هذا الحرف: (ثم تشهد).

    بل أكثر من ذلك أن السراج روى في مسنده -وهو مخطوط فيما أعلم- السراج روى في مسنده هذا الحديث من طريق سلمة بن علقمة عن ابن سيرين وقال: (قلت لـابن سيرين : فالتشهد؟ -يعني: هل تشهد أو ما تشهد؟- فقال: -يعني: ابن سيرين - لم أسمعه ذكر في التشهد شيئاً)، فهذا الإسناد الآن من طريق ابن سيرين نفسه في مسند السراج، ونفى أن يكون سمع في التشهد شيئاً، فهذا يقوي أن يكون أشعث بن عبد الملك قد وهم في هذا الحرف: (ثم تشهد)، وفي نسبته إلى ابن سيرين، هذا وجه.

    وكذلك ابن سيرين نفسه روى الحديث عن خالد الحذاء، إذاً: فإسناد الحديث أشعث بن عبد الملك عن محمد بن سيرين عن خالد الحذاء، فـأشعث رواه عن ابن سيرين وتفرد فيه بحرف: (ثم تشهد) هذا أشعث، كذلك ابن سيرين روى الحديث عن خالد الحذاء، وقد روى هذا الحديث غير ابن سيرين عن خالد، فلم يذكروا هذا التشهد.

    إذاً: فالمحفوظ عن خالد الحذاء بهذا الإسناد من حديث عمران بن حصين ليس فيه ذكر التشهد، وهذا موجود حتى في صحيح مسلم رحمه الله، فإنه روى حديث عمران من طريق خالد الحذاء، ولم يذكر فيه لفظ: (ثم تشهد)؛ ولذلك قال ابن المنذر كما نقله جماعة -نقله في المغني، ونقله النووي .. وغيرهم- أن ابن المنذر قال: لا أحسب التشهد في سجود السهو ثابتاً. يعني: إنما ورد في الغالب من حديث عمران بن حصين، وجاء من حديث المغيرة حديث آخر ضعيف أيضاً، لكن المشهور حديث عمران.

    فالحديث إذاً قوي، ولكن هذا الحرف: (ثم تشهد) أشبه بأن يكون شاذاً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088961541

    عدد مرات الحفظ

    780187643