إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. سلمان العودة
  5. شرح بلوغ المرام
  6. شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 290-293

شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 290-293للشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بينت السنة جملة مكروهات ومندوبات ينبغي مراعاتها عند أداء الصلاة، فمن المكروهات تشخيص الرأس وتصويبه في الركوع، وجاء النهي عن عقبة الشيطان واختلف في تفسيرها على ثلاثة أقوال، ومن المندوبات: الاستفتاح، والافتراش عند الجلوس، ورفع اليدين حذو المنكبين عند تكبيرة الإحرام وأوجبه ابن حزم، ورفع اليدين عند الركوع والرفع منه وكرهه أهل الكوفة لكنه قد ثبت في السنة.
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعد:

    ففي هذه الليلة عندنا درس لا يخلو من تداخل, أو وجود مسائل كثيرة ومتنوعة فيه, ولذلك أستميحكم العذر أن نتجاوز درس الأسبوع الماضي, فلا نتناقش فيه الآن، على أمل أنه إن بقي وقت في آخر الدرس ممكن أن نعود إليه, وإذا وجدنا ما يدعو إلى تغيير روتين الدرس لإزالة الملل عن الإخوة فعلنا إن شاء الله تعالى، لكنني أذكر بعض الفوائد التي خطرت لي خلال هذا الأسبوع, وهي تتعلق بدرس الأسبوع الماضي، وربما لم أكن اطلعت عليها، والفضل بعد الله عز وجل يعود لبعض الإخوة في تذكيري بها، أو ببعضها على الأقل.

    فمن الفوائد التي تقيد: أنني ذكرت في الأسبوع الماضي: أن جهر عمر رضي الله عنه بدعاء الاستفتاح: ( سبحانك اللهم وبحمدك, وتبارك اسمك, وتعالى جدك, ولا إله غيرك ) أنه جاء عند الطحاوي بسند صحيح, عن عمرو بن ميمون، قال: [ صلى بنا عمر بـذي الحليفة ]. ووجدت بعد ذلك أنه قد رواه أيضاً ابن أبي شيبة والدارقطني والحاكم والبيهقي من طرق متعددة عن الأسود بن يزيد عن عمر رضي الله عنه، وإسناده صحيح, صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه أيضاً الدارقطني، فهذا يضاف .

    الفائدة الثانية: أن ابن منده في كتاب التوحيد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أحب الكلام إلى الله: سبحانك اللهم وبحمدك, وتبارك اسمك, وتعالى جدك, ولا إله غيرك ). قال الشيخ الألباني في إرواء الغليل : وإسناده صحيح.

    الفائدة الثالثة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى في الجزء الثاني والعشرين، والصفحة تقريباً ثلاثمائة وخمسة وتسعين بعد كلام طويل، قال: (أفضل أنواع الاستفتاح ما كان ثناءً محضاً, مثل: ( سبحانك اللهم وبحمدك, وتبارك اسمك, وتعالى جدك ). قال: ولهذا كان أكثر السلف يستفتحون به، وكان عمر رضي الله عنه يجهر به يعلمه الناس, ثم قال: وبعده النوع الثاني, وهو الخبر عن عبادة العبد، كقوله: ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين )، إلى آخره. ثم قال - وهذا موضوع الفائدة-: وإن استفتح العبد بهذا بعد ذلك) يعني: جمع بينهما، فبدأ بقوله: ( سبحانك اللهم وبحمدك )، وثنى بقوله: ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين ).

    قال: (وإن استفتح العبد بهذا بعد ذلك فقد جمع بين الأنواع الثلاثة، وهو أفضل الاستفتاحات)، وكأنه يعني رحمه الله بالأنواع الثلاثة فيما ظهر لي: أنه جمع بين الثناء والدعاء والإخبار عن عبادته لله عز وجل، جمع بين الثناء والدعاء والإخبار عن العبادة؛ لأن فيه ثناء بقوله: ( سبحاك اللهم وبحمدك ).. إلى آخره، وفيه إخبار عن عبادته بقوله: ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض ), وفيه دعاء بقوله: ( اللهم اهدني لأحسن الأخلاق ).. إلى آخره. فكأنه يعني هذا، والله أعلم.

    يقول: فقد جمع بين الأنواع الثلاثة، وهو أفضل الاستفتاحات, كما جاء ذلك في حديث مصرح به, قال: وهو اختيار أبي يوسف وابن هبيرة الوزير صاحب الإفصاح من أصحاب الإمام أحمد، قال: [ وهكذا أستفتح أنا ]. فكأنه رحمه الله كان يجمع بين هذين الاستفتاحين، وإن كان الأصل في الاستفاحات كما أسلفت أنها من العبادات المتنوعة, التي يناسب العبد أن يقول هذا تارة وهذا تارة, لكن لو جمع العبد بين نوعين منها، لا نقول: إن هذا بدعة، وإنه مخالف للشرع، أو إنه لا يجوز.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088933074

    عدد مرات الحفظ

    779988323