إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. سلمان العودة
  5. شرح بلوغ المرام
  6. شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب الأذان - حديث 202

شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب الأذان - حديث 202للشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لم يخل باب من أبواب الفقه من أحاديث ضعيفة أو موضوعة يدعي بعضهم أنه افتراها حسبة وتحفيزاً للناس على فعل الحسنات! وباب الأذان لم يكن استثناءً، ولو رجعت إلى كتاب الفوائد المجموعة للشوكاني في أوائل كتاب الصلاة منه لوجدت الكثير، منها: حديث جلوس المؤذنين على كرسي من ذهب يوم القيامة، وفي صحيح السنة ما يغني.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    سنتحدث -إن شاء الله- عن بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي وردت في فضل الأذان، وبعضها مشهور عند بعض الكتاب والمصنفين وغيرهم.

    وأود أن أقول في البداية: إن فضل الأذان ورد فيه نصوص كثيرة في الكتاب والسنة، فهو لا يحتاج إلى أن توضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث في فضلة، فقد سبق معنا حديث أبي سعيد الخدري : ( لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة )، وسبق حديث معاوية في صحيح مسلم : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( المؤذنون أطول أعناقاً يوم القيامة )، وكذلك جاء في حديث أبي هريرة : ( ويغفر له مدى صوته ).

    وفى كتاب الله تعالى قول الله عز وجل: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33]، جاء عن جماعة من السلف أن هذه الآية نزلت في المؤذنين؛ روى ذلك عبد بن حميد وابن مردويه وابن أبي حاتم عن عائشة رضي الله عنها: (أنها قالت في قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ [فصلت:33] قالت: المؤذن، وَعَمِلَ صَالِحًا [فصلت:33] قالت: صلى ركعتين)، وهذا من باب التفسير بالمثال، كما هو المشهور عند السلف؛ يفسرون الآية بالمثال، وليس المقصود حصر الآية في المؤذنين، ولا حصر العمل الصالح في صلاة ركعتين، بل الآية عامة في كل دعوة وفي كل عمل صالح، لكن عائشة رضي الله عنها فسرتها بمثال وهو المؤذن.

    ومثل ذلك أيضاً جاء عن قيس بن أبي حازم -رواه الخطيب البغدادي في تاريخه - أنه قال: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا [فصلت:33] (دعا إلى الله) قال: الأذان أو المؤذن.

    وجاء عن جماعة من الصحابة الإشادة بفضل الأذان ومكانته: أذكر منها -بل من أعظمها وأجملها- الكلمة التي سبقت عن عمر رضي الله عنه، والتي رواها سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبيهقي -وسندها صحيح- عن عمر رضي الله عنه أنه قال: (والله لو كنت أطيق الأذان مع الخُليِّفى لأذنت)، ويقصد بالخِلِّيفة الخلافة التي وليها، وفي لفظ: (لو كنت أطيق الأذان مع الخلافة لأذنت)، ومثله جاء عن عمر رضي الله عنه أنه قال لرجل: (ما علمك؟ قال: الأذان، قال: نعم ما تعمل، يشهد لك كل شيء)، والأثر هذا رواه ابن أبي شيبة في مصنفه .

    وروى ابن أبي شيبة أيضاً عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال: (لأن أقوى على الأذان أحب إلي من أن أحج وأعتمر وأجاهد في سبيل الله).

    وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (لوددت أني أؤذن وأن لا أحج ولا أعتمر).

    فدل على أن الأذان عندهم من أفضل الأعمال، حتى إنهم قد يفضلونه على نوافل العبادات من الحج والعمرة ونحوها.

    فالأذان له فضل كبير في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي آثار الصحابة والتابعين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن أول من أذن في هذه الأمة هو بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه، وهو من أفاضل الصحابة وأكابرهم، حتى إن عمر رضي الله عنه كان يقول: (أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا)، يعني: بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه، ويكفى في فضل هذا الرجل الصابر المجاهد ما ورد في الصحيح أنه (كان أحد سبعة هم أول من أظهروا الإسلام، فضايقتهم قريش حتى لم يكن منهم أحد إلا وقد جاراهم في بعض ما يريدون إلا بلال رضي الله عنه، فإنه هانت عليه نفسه في الله عز وجل، فكانوا يجرونه في صحراء مكة ورمضائها ويضعون الحصى على صدره، ويقولون: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد، فيقول: أحد أحد)، وقد ورد في رواية أنه كان يقول: (والله لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم من هذه الكلمة لقلتها) هكذا روى ابن إسحاق في السيرة، وصبر رضي الله عنه وأرضاه، ويكفي في فضل هذا العبد الصابر أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشره بالجنة، كما في حديث أبي هريرة في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ( يا بلال ! حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام؛ فإني سمعت دف نعليك أمامي في الجنة؟ فقال: يا رسول الله ما تطهرت طهوراً في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بهذا الطهور ما كتب الله لي ).

    فكفاه فضلاً وفخراً أن يكون من الثابتين الصابرين على الإسلام، ثم أن يشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بحسن الختام، وبجنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فليس الصحابي الجليل بلال بن رباح بحاجة أيضاً إلى أن توضع أحاديث في فضله ومكانته وحسن أدائه وما أشبه ذلك، ولكن أعداء الله يفترون على الله وعلى رسله، ويضعون الأحاديث التي فيها السخرية والتي تثير الاشمئزاز، وربما لتنفير الناس أحياناً من بعض الأعمال وبعض الشرائع وبعض الأحكام.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088968244

    عدد مرات الحفظ

    780223002