إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. سلمان العودة
  5. شرح بلوغ المرام
  6. شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب الأذان - حديث 199-202

شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب الأذان - حديث 199-202للشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يستحب اختيار المؤذن حسن الصوت ورفيعه، يدل على هذا اختبار النبي صلى الله عليه وسلم لمجموعة من الصحابة فاختار أبا محذورة ليكون مؤذنه في مكة، واستمر الأذان في عقبه، والأذان مشروع في الصلوات المكتوبة سواء كانت مؤداة أو مقضية، أما غيرها فلا يشرع فيها الأذان، ولا يُنادى للعيد بنحو: (الصلاة جامعة) لعدم ثبوته.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين.

    أما اليوم فعندنا أربعة أحاديث ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أعجبه صوته فعلمه الأذان ) . ‏

    تخريج الحديث

    الحديث نسبه المصنف رحمه الله لـابن خزيمة، وقد رواه ابن خزيمة في صحيحه، وكذلك رواه الدارمي، ورواه النسائي والترمذي والبيهقي والطيالسي وغيرهم مطولاً، وفيه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر نحواً من عشرين رجلاً فأذنوا، فأعجبه صوت أبي محذورة

    فعلمه الأذان: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله
    )، قال: ( وعلمه الإقامة مثنى ) هذا لفظ الحديث عند ابن خزيمة وغيره ممن ذكرت.

    ومما يلاحظ أن هذا الحديث هو طرف من الحديث السابق الذي رواه مسلم عن أبي محذورة رضي الله عنه، وهو على شرط مسلم من حيث الإسناد، فهو صحيح على شرط مسلم، وقد صححه ابن دقيق العيد وغيره، لكن لم يذكر في هذا الحديث الترجيع، هو كالحديث الأول إلا أنه لم يذكر فيه الترجيع، ولعل هذا سقط من بعض الرواة، أو أنهم تركوه على سبيل الاختصار.

    فوائد الحديث

    وفي هذا الحديث فوائد كثيرة نذكر بعضاً منها: فمن فوائد الحديث: اختيار المؤذن حسن الصوت رفيع الصوت؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أعجبه صوت أبي محذورة

    فعلمه الأذان وألقاه عليه، ثم عهد إليه أن يكون مؤذناً بـمكة، فظل الأذان بـمكة فيه، ثم في بنيه من بعده، وقد ورد ما يدل على فضيلة اختيار المؤذن رفيع الصوت حسن الصوت، وردت نصوص كثيرة: منها حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه

    ، وهو أول أحاديث الباب؛ فإن فيه: ( أنه لما جاء بالرؤيا قال النبي صلى الله عليه وسلم لـعبد الله بن زيد

    : اذهب فألقه على بلال

    فإنه أندى منك صوتاً ) يعني: أرفع وأجهر منك صوتاً، هذا المعنى، ففيه دليل على فضيلة اختيار المؤذن حسن الصوت. ومما يدل أيضاً على اختيار المؤذن حسن الصوت رفيع الصوت ما رواه البخاري

    عن أبي سعيد الخدري

    أنه قال له: ( إذا كنت في غنمك فارفع صوتك بالأذان؛ فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة )، وقد جاء عن عمر بن عبد العزيز

    رحمه الله ما قد يفهم منه أنه يخالف هذا، وهو ما ذكره ابن أبي شيبة

    وغيره: (أن عمر بن عبد العزيز

    كان له مؤذن يطرِّب في الأذان -بتشديد الراء، وقال أهل العلم: التطريب: هو مد الصوت وتحسينه- فقال له عمر بن عبد العزيز

    : إما أن تؤذن أذاناً سمحاً سهلاً وإلا فاعتزلنا)، والحديث رواه -كما ذكرت- ابن أبي شيبة

    عن عمر بن عبد العزيز

    وسنده صحيح، وقد ذكره البخاري

    رحمه الله تعليقاً في صحيحه : (باب: رفع الصوت بالنداء)، فقال: وقال عمر بن عبد العزيز

    : (أذن أذاناً سمحاً)، فذكره البخاري تعليقاً في هذا الباب، ثم ساق بعده حديث أبي سعيد الخدري

    السابق. وقد ورد الأثر هذا المأثور عن ابن عبد العزيز

    ورد عند الدارقطني

    مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن سنده ضعيف جداً، فيه إسحاق بن يحيى الكعبي

    ، وهو ضعيف جداً لا يحتج به، فلا يصح مرفوعاً، إنما الصحيح أنه من قول عمر بن عبد العزيز

    ، ويحمل هذا القول من عمر بن عبد العزيز

    رضي الله عنه على أن هذا المؤذن بالغ في مد صوته وتحسينه حتى خرج عن الاعتدال، وغلا في ذلك فنهره عمر بن عبد العزيز

    ، أما رفع الصوت وتحسينه بالأذان فالأصل أنه مشروع للأدلة السابقة. ومن فوائد الحديث: استحباب رفع الصوت بالأذان، فيستحب للمؤذن أن يرفع صوته بالأذان؛ للأدلة السابقة، فرفع الصوت بالأذان أفضل؛ لأن حديث أبي سعيد

    يقول: ( لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس )، وفى حديث أبي هريرة

    : ( إن المؤذن يغفر له مدى صوته )، فدل على أنه كلما رفع المؤذن صوته كان ذلك أفضل، ما لم يكن في ذلك جهد أو مشقة أو كلفة عليه. ومنها أيضاً: أنه لا بأس باختبار المؤذنين لاختيار أكفئهم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر هؤلاء العشرين من أصحاب أبي محذورة

    أن يؤذنوا كلهم، حتى يختار الرسول صلى الله عليه وسلم من بينهم من يكون أجدر بالأذان وأحسن صوتاً وأندى صوتاً. ومن فوائد الحديث أيضاً: جواز أذان من ليس له فقه ولا فضل ولا علم ما دام مسلماً عدلاً، وإنما تؤخذ هذه الفائدة من رواية الحديث عند النسائي

    وغيره، فإن فيها: ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما انصرف من حنين كان أبو محذورة

    في نفر من أصحابه فسمعوا الأذان، فطفقوا يقلدون صوته يهزءون به -يسخرون به- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألم أسمع هنا صوت إنسان حسن الصوت؟ فأتوا بهم فأذنوا بين يديه، فعرف الرسول عليه السلام صوت أبي محذورة

    فدعاه، ووضع يده -كما في بعض الروايات- على رأسه، ثم على صدره وثندونه، ثم على بطنه إلى سرته ودعا له عليه الصلاة والسلام حتى ذهب ما يجد من بغض النبي صلى الله عليه وسلم، فألقى عليه الأذان فأذن به )، ولم يكن لـأبي محذورة

    آنذاك -حيث كان حديث العهد بالإسلام، هو من مسلمة الفتح، يعني: أسلم بعد فتح مكة - فلم يكن له كبير فقه أو فضل أو علم، ومع ذلك اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم للأذان. وفي الحديث جواز اتخاذ أكثر من مؤذن في المسجد الواحد، وهذا قد يؤخذ من كون الرسول عليه الصلاة والسلام أمر العشرين كلهم أن يؤذنوا، وأصرح من هذا الحديث بالدلالة على هذه الفائدة حديث ابن عمر

    المتفق عليه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( إن بلالاً

    يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم

    . قال الراوي: وكان رجلاً أعمى لا يؤذن حتى يقال: أصبحت أصبحت )، فكان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذن بلال

    ويؤذن بعده ابن أم مكتوم

    ، فدل على جواز اتخاذ أكثر من مؤذن في المسجد الواحد. وهذه بعض فوائد الحديث.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088935568

    عدد مرات الحفظ

    780005978