إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. سلمان العودة
  5. شرح بلوغ المرام
  6. شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب المياه - مقدمة

شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب المياه - مقدمةللشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن دراسة السنة النبوية خير ما بذلت فيه الأوقات وأفنيت فيه الساعات، وذلك لما للسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام من أهمية عظمى، فهي مصدر من مصادر التشريع مستقل بذاته، إذ إن كثيراً من الأحكام الشرعية لا يمكن معرفتها إلا عن طريق السنة النبوية، كما أنها شارحة للقرآن وموضحة له ومبينة لمجملة، وإن من أهم كتب السنة النبوية الكتب التي تعنى بأحاديث الأحكام ومنها كتاب (بلوغ المرام في شرح أحاديث الأحكام) فقد رتب الحافظ رحمه الله كتابه هذا حسب أبواب الفقه.
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [الحشر:18-19].

    أما بعد:

    فإن دراسة علم الحديث النبوي من خير ما بُذلت فيه الأوقات, وأفنيت فيه الساعات؛ وذلك لما للسنة النبوية من أهمية عظمى في بناء الإسلام, فهي مصدر من مصادر التشريع, مستقل بذاته؛ إذ إن كثيراً من الأحكام الشرعية، سواءً الأحكام المتعلقة بالعقائد، أو المتعلقة بالأمور العملية، لا يمكن معرفتها إلا عن طريق السنة النبوية . فهي مصدر للتشريع مستقل بذاته, وهي أيضاً شارحة للقرآن, وموضحة له, ومبينة لمجمله، ولذلك لما جاء بعض الذين ينكرون سنة النبي صلى الله عليه وسلم من بعض الخوارج إلى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وسألوه عن السنة, وكيف نقول بأن السنة حجة ودليل قائم بنفسه؟ قال لهذا السائل: [ أرأيت قول الله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ [البقرة:43] هل تجد في القرآن أن صلاة الظهر أربع، وأن صلاة العصر أربع, وأن صلاة المغرب ثلاث, وأن صلاة العشاء أربع, وأن صلاة الفجر ركعتان؟ قال: لا. قال: أرأيت قول الله عز وجل: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة:43] هل تجد في القرآن الكريم أنصباء الزكاة ومقدار ما يؤخذ من الزكاة؟ قال: لا. قال: إنك لم تكن لتعرف ذلك إلا عن طريق سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فقال له: شفيتني شفاك الله ]. وقد أشار الإمام أحمد رحمه الله فيما ينسب إليه من أهمية السنة النبوية في الشريعة, فكان رحمة الله عليه كثيراً ما يتمثل بهذه الأبيات, يقول:

    دين النبي محمد أخبار نعم المطية للفتى الآثار

    لا ترغبن عن الحديث وآلـه فالرأي ليل والحديث نهار

    يشبه رحمه الله الذي يعبد ربه بناءً على الرأي والعقل المجرد كأنه في ظلمة, وأن الحديث المعزو إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو النهار أو الشمس التي تزيل هذه الظلمة.

    ولربما جهل الفتى أثر الهدى والشمس طالعة لها أنوار

    فالإنسان قد يضيع طريقه في وضح النهار، فالشمس إذا طلعت لا يضيرها ألا يراها الأعمى أو الأعشى, وهكذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما دامت محفوظة مضبوطة، لا يضيرها أن يترك بعض الناس العمل بها, أو يهملوها أو يقدموا عليها أقوال الرجال وآرائهم.

    وكان الإمام أحمد رحمه الله يمشي يوماً من الأيام في طريق فرأى مجموعة من الطلاب يتدارسون حديث النبي صلى الله عليه وسلم, فقال عليه رحمة الله: إني لأحسب هؤلاء من الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين, لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله ). فجعل الإمام أحمد رحمه الله الذي يشتغل بطلب الحديث والسنة ويتعلمها، لا ليفاخر بها وإنما ليعمل بها ويدعو إليها ويجتهد في الصبر عليها، جعل هؤلاء من الطائفة المنصورة التي بشر النبي صلى الله عليه وسلم بأنها لا تزال باقية في هذه الأمة إلى قيام الساعة, وأقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأكثر الناس معرفة بحياته صلى الله عليه وسلم وبأقواله وأفعاله وأخلاقه هم أهل الحديث المشتغلون به؛ وذلك لأنهم وإن لم يصحبوه في حياته عليه الصلاة والسلام, إلا أنهم صحبوا سنته بعد وفاته, ولذلك يقول القائل:

    أهل الحديث هم أهل النبي وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا

    فهم وإن لم يصاحبوه في حياته عليه الصلاة والسلام إلا أنهم صاحبوا سنته بعد وفاته.

    ومعرفة السنة هي التي تجعل الإنسان يرد الأمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم, ويأتمر بقوله تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59]. فإن الرد إلى الله تبارك وتعالى هو الرد إلى القرآن، أما الرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فهو في حياته الرد إلى شخصه عليه الصلاة والسلام، أما بعد وفاته فهو الرد إلى سنته المحفوظة .

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089439996

    عدد مرات الحفظ

    785061672