إسلام ويب

شرح العمدة (الأمالي) - كتاب البيوع - باب السبقللشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • جاء الشرع بجواز السبق بغير عوض بلا خلاف بين أهل العلم، أما ما كان بعوض فجماهير العلماء على جواز ذلك في أمور ثلاثة: النصل والخف والحافر، وأضاف بعض العلماء كل ما يتحقق به القوة والاستعداد على الجهاد، ومنهم من أدخل المسابقات العلمية، وللعلماء تفصيل في حكم أخذ الجوائز على المسابقات التي تقوم بها المؤسسات التجارية والصحف والقنوات الفضائية.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    الباب الذي عندنا اليوم هو باب السَبَق.

    والسبَق، يقال: السَبق، ويقال: السبْق، وبينهما فرق، فإذا قلنا: السبْق فهو حينئذ مصدر، فنقول مثلاً: السبق يكون في كذا، فلان سبق فلاناً سبقاً، فهو مصدر للفعل الذي هو أن يتبارى اثنين في شيء ويتغلب أحدهما على الآخر فيه، سواءً كان مسابقة على الأقدام، أو في دراسة، أو في دنيا، أو في تجارة، أو في تدريب على رمي.. أو ما أشبه ذلك، هذا السبق.

    أما السبَق -بفتح الباء- فله معنى ثان ما هو؟

    المقصود بالسبق بفتح الباء: هو الجُعل الذي يوضع للمتسابقين، هذا هو السبق، مثلاً لو أنا وإياك سوف نتسابق على خيل، وأنا قلت: هذه ألف ريال، وأنت قلت: هذه ألف ريال، وتسابقنا، فالألفان تسمى سبقاً، لكن كوني أنا وصلت قبلك هذا يسمى سبْقاً.

    إذاً: السبَق هو الجُعل الذي يُعطى، ونحن نسميه الرهان أو المراهنة، وحتى كلمة الرهان كلمة صحيحة عربية.

    إذاً هذا هو معنى السبق كما ذكره المصنف.

    وهذا البحث على أنه موجز ومختصر إلا أنه مهم جداً تطور في العصر الحاضر، فنحن نجد الآن المسابقات في الحياة في كل مكان، في وسائل الإعلام، ما من جريدة إلا وفيها مسابقة ثقافية، وفي التلفزيون، وفي القنوات الفضائية، وفي مواقع الإنترنت، وحتى الهاتف، مسابقات حدِّث ولا حرج، وتفنن فيها، بل تفنن في أخذ المال من الناس.

    مثلاً تأتيك رسالة بالجوال أحياناً: مبروك حصلت على جائزة، ما عليك إلا أن تتصل بالرقم الفلاني.

    فبعض السذَّج يظن أن المسألة فعلاً أنه حصل على جائزة فيتصل، الاتصال هذا محسوب عليك، هم أخذوا من جيبك، فإذا اتصلت قالوا لك: اضغط على رقم اثنين، إذا ضغطت على رقم اثنين، قال لك: أجب على الأسئلة التالية، فإذا أجبت وكانت إجابتك صحيحة تأهلت، وأصبحت واحداً من مليون شخص دخلوا في المسابقة، هم حصلوا من خلال مليون شخص على مبالغ طائلة؛ لأن في الحالة هذه رسوم الاتصال الهاتفية تكون مرتفعة مثل سبعمائة، رقم السبعمائة، رسوم الاتصال غير الرسوم العادية، فيكونون أخذوا منك ومن آلاف بل مئات بل ملايين الناس، وأعطوا أفراداً قلائل، والباقي ادخروه لأنفسهم وفازوا به، فلذلك أصبحت المسابقات اليوم جزءاً ملحاً جداً في حياة الناس وواقعهم.

    هذا فضلاً عن الجوائز التي توضع في البقالات.. في محطات الوقود مثلاً.. على شراب علب البيبسي، على أشياء كثيرة جداً، كل هذا يدخل في باب السبق. ‏

    ذكر أسماء بعض الكتب في المسابقات

    هناك كتب أعدت ورسائل علمية في هذا الموضوع، منها على سبيل المثال: كتاب الميسر حقيقته وحكمه وتطوراته، وهو رسالة علمية رسالة دكتوراه لباحث اسمه فارس القدومي .

    وهناك أيضاً رسالة أخرى هي عبارة عن بحث للدكتور رفيق المصري، وهو اقتصادي شهير، عنوانها: الميسر والقمار المسابقات والجوائز .

    وهناك المسابقات وأحكامها للدكتور سعد الشثري .

    وهناك رسالة لدكتور اسمه زكريا الطحان ربما كانت من أفضل ما كتب في هذا الباب عنوانها المسابقات والجوائز وحكمها في الشريعة الإسلامية.

    أمور ينبغي مراعاتها في المسابقات

    فيما يتعلق بالسَبَق والمسابقات يراعى فيها ثلاثة أشياء:

    الأمر الأول: أن من مقاصدها أحياناً الترفيه البريء أو غير البريء، فالترفيه مقصد في المسابقات، أي: أن الإنسان يتسلى أو يرفِّه عن نفسه، وهذا المعنى مأذون به شرعاً، بل مطلوب أحياناً؛ لئلا يمل الإنسان، مطلوب للصغار، ولو توسعوا فيه لطبيعة سنهم، ومطلوب للكبار أحياناً ليدفعوا عنهم الملل.

    المعنى الثاني: المال، وهو أيضاً وارد في هذه المسابقات، أي: أن يحصل الإنسان على المزيد من المال، ولا شك أن الحصول على المال هنا يتطلب معرفة الحكم الشرعي في العوض على المسابقات.

    المعنى الثالث المطلوب والموجود في المسابقات هو: الوقت، فإن بعض المسابقات تعتمد على التسلية بإضاعة الوقت أو قتل الوقت كما يسمونه، ولا شك أن هذا المعنى من المعاني التي جاءت الشريعة بضبطها، بمعنى: أن لا يضيع الإنسان وقته في غير طائل وفيما لا يرضي الله تبارك وتعالى.

    ولذلك يتكلم العلماء عن هذه المعاني تبعاً للحديث عن موضوع السبق.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088959156

    عدد مرات الحفظ

    780162282