إسلام ويب

شرح العمدة (الأمالي) - كتاب البيوع - باب الشركة -1للشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الشركة من حاجة الناس الضرورية؛ لأن كثيراً من الناس قد لا يستطيع الاستقلال بتجارة ما نظراً لقلة ماله فيستعين بغيره ليكونوا شركاء، والشركات أنواع هي: شركة العنان، وشركة الوجوه، وشركة الأعمال، وشركة المفاوضة، واختلفوا في جعل المضاربة نوعاً من الشركات؛ فذهب الحنابلة إلى ذلك، وذهب الجمهور إلى جعلها نوعاً من الوكالة أو نوعاً خاصاً برأسها.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    عندنا اليوم حقيقة باب مهم جداً وهو باب الشركة، وحقيقة هذا الباب باب كبير وذو أهمية في الفقه الإسلامي، وفي الواقع أيضاً اليوم بسبب تداخل الأعمال التجارية وغيرها، ولذلك أقول أولاً: طبعاً سوف نحاول أن نقدم ببعض المقدمات المهمة في هذا، ثم ننتقل إلى نص المؤلف إذا وجدنا في الوقت ما يسع لذلك.

    فيتعلق بالشركة من حيث الضبط: يطلق عليها هكذا الشركة، وهو غالب الاستعمال اليوم -بفتح الشين وكسر الراء- مثل: سرقة أو نحوها. ويجوز أن تقول: شركة -بكسر الشين وسكون الراء- ولعل الشِركة هي أفصح كما يقال.

    والمقصود بالشركة في الأصل هي: الاختلاط، سواءً كان الاختلاط في المال، أو كان الاختلاط في العقد، فإذا كانوا -مثلاً- مشتركين في أرض، سواءً كان هذا الاشتراك إجبارياً أو اختيارياً، فإن هذه تسمى شركة، وهم الخلطاء: وإن كثيرًا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض [ص:24]، وكذلك قول الله تعالى: فهم شركاء في الثلث [النساء:12].

    إذاً: لو فرض أن مجموعة أولاد عشرة مات أبوهم وله مزرعة أو أرض، أليسوا يصبحون شركاء في هذه الأرض بالميراث؟ هذه شركة بمال أو بملك، يسمونها شركة ملك أو شركة أملاك، وهل هي شركة اختيارية هنا أو إجبارية؟ إجبارية.

    ومثل ذلك: لو أن إنساناً تبرع للإخوة الحضور بشيء من غير تعيين، فهذا التبرع جعلهم شركاء في هذا الجعل أو في هذا العطاء الذي قدمه لهم. فهذا نوع من الشركة.

    وقد تكون الشركة اختيارية، كأن أتفق أنا وأنت على شراء سيارة معينة أو سلعة معينة، فنكون شركاء بالاختيار في هذا الملك، وهذا يسمى شركة ملك أو شركة أملاك.

    وقد تكون الشركة بغير المال أيضاً، قد تكون شراكة بعلم، وقد تكون شراكة بدعوة، وهذا جاء في القرآن الكريم في قول موسى عليه الصلاة والسلام: هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وأشركه في أمري [طه:30-32]، هذه شراكة في الدعوة إلى الله تعالى، وشفاعة هي أعظم شفاعة أن موسى عليه السلام شفع إلى ربه تعالى بالنبوة لهارون عليه الصلاة والسلام، فهذه أيضاً شَركة أو شِركة.

    وأما الشركة في اصطلاح الفقهاء فهي: الاجتماع في استحقاق أو تصرف. وتلاحظون أن هذا التعريف يشمل نوعين من الشركة:

    النوع الأول: هو شركة الأملاك.

    والنوع الثاني: هو شركة العقود.

    فالاستحقاق المقصود به: شركة الأملاك، أن نكون شركاء في ملكية شيء معين، ملكية أرض أو سيارة أو كتاب أو بيت أو مصنع أو أي شيء، فهذه تسمى شركة أملاك.

    وأما القسم الثاني: فهو شركة التصرف، والمقصود بها ما يسميه الفقهاء: شركة عقود، يعني أن أجعل عقداً بيني وبينك على أننا شركاء في عمل معين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088972467

    عدد مرات الحفظ

    780270524