إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. سلمان العودة
  5. شرح العمدة (الأمالي)
  6. شرح العمدة (الأمالي) - كتاب البيوع - باب أحكام الدين -2

شرح العمدة (الأمالي) - كتاب البيوع - باب أحكام الدين -2للشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • نظم الإسلام الأحكام المتعلقة بالدين المؤجل، ومن ذلك عدم مشروعية المطالبة بالدين المؤجل قبل أجله، وأنه لا يحجر عليه ولا يحل تفليسه من أجل الدين المؤجل، وأنه لا يحل الدين المؤجل بموت المدين، ووجوب استئذان المدين من الدائن إذا أراد سفراً أو جهاداً، كما شرع إنظار المعسر، والحجر على الموسر، وبيّن كيفية تقسيم أمواله بين غرمائه، وما يحق للمفلس من ماله من حيث النفقة.
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    هذه ليلة الخميس الثاني والعشرين من شهر صفر من سنة 1424هـ، ودرس عمدة الفقه كالمعتاد، وعندنا اليوم الإجهاز إن شاء الله تعالى على باب أحكام الدين, حيث في الجلسة الماضية شرحنا عدداً من التقاسيم المتعلقة بأحكام الدين، وقبل أن نبدأ بهذا الباب عندنا موضوعان صغيران:

    الأول: موضوع هذا السؤال الذي كتبه أحد الإخوة، وكتبه بالقلم الأحمر؛ علامة على الخطورة طبعاً، فهو خلاصته يقول: كنا جالسين اليوم الصباح مع مجموعة من الإخوة وتكلموا عمن لم يكفر الكافر فهو كافر، فأبى بعضهم تكفير بعض العلمانيين الموجودين، ولهم آراء في تمجيد حزب البعث إلى آخره, وقال: من لم يكفر الكافر فهو كافر، يعني: رد عليه شخص آخر, وتراشقوا بألفاظ التكفير صباح هذا اليوم.

    حقيقة هذه فتنة قاتلة، قضية الولع بالتكفير, وكأننا إذا كفرنا صنعنا شيئاً، هب أنك كفرت الخلق كلهم، كان ماذا؟ المطلوب الدعوة .. المطلوب البيان .. البلاغ .. الحجة .. تطبيق الإسلام في الواقع .. مدافعة الأعداء, أما مجرد التراشق بألفاظ التكفير من أناس ربما ليسوا من أهل العلم، فهذا خطر كبير، وبعض الناس يظن أن هذه أمور لابد منها، وأنه لازم إما أن تكفر أو تصبح كافراً! هذا أيضاً نوع من الإرهاب الفكري، طيب أنا جاهل لازم أكفر؟ لا أعرف حال هذا الشخص، أنت تدعي أنه قال كذا وقال كذا وقال كذا، لكني لم أطلع على هذا، يلزمني أن أطلع وأحكم عليه؟ هل أنا قاض مثلاً حتى يلزمني أن أنظر في هذه القضية بخصوصها وعينها وذاتها؟

    والله قضية التكفير تترتب عليها نتائج وخيمة في الدنيا والآخرة على الشخص المكفِّر، وعلى الشخص المكفَّر، وليس من السهولة أن يقال: فلان كافر .

    وطبعاً الكلام هذا فيمن أصله الإسلام، يعني: واحد يشهد أن لا إله إلا الله ويشهد أن محمداً رسول الله، وقد يكون من المقيمين للصلاة، ولكن وقع له نوع كلام فيه شبهة وفيه ظن وفيه احتمال، أو كلام ضلال لكنه لا يصل إلى الكفر، أو كلام له أكثر من وجه، ففي مثل هذه الحالة لا ينطبق الكلام في قضية من لم يكفر الكافر، وإنما نقول: من لم يكفر الكافر الأصلي فهو كافر، أو من لم يكفر الكافر المرتد بالإجماع فهو كافر , يعني: واحد قال لك: اليهودي أو النصراني ليس بكافر، وإنما هم مسلمون مثل أتباع محمد صلى الله عليه وآله وسلم يدخلون الجنة، ولو أصروا على كفرهم! هذا لا شك أنه كفر؛ لأنه مناقضة لأصل رسالة الإسلام، ونسخ الأديان السابقة، كذلك لو أن إنساناً وقع في كفر بواح صراح بإجماع العلماء, ثم أصر أحد على عدم تكفيره مع وجود الحجة وقيامها، نقول هذا أيضاً يكفر؛ لأنه خالف أموراً قطعية ضرورية من الدين.

    أما القضية التي فيها احتمال وفيها لبس فهذا أمر ينبغي أن يكون فيه ورع, ما دام شخص أصله الإسلام، يكفيني أن أذكر لكم يا إخوة! ابن القيم رحمه الله، وهو من أئمة أهل السنة، في كتابه أحكام أهل الذمة تكلم حتى عن من لم يدخل في دين الإسلام ولم تقم عليه الحجة ولم تبلغه الرسالة، ونازع في كونه يطلق عليه لفظ الكافر، وقال: إنما الكافر من بلغته الحجة ثم أصر على تركها. وهذا كلام موجود, وأنا نقلته في بعض أجوبتي بالنص، طبعاً ذكر هذا ضمن جدل وضمن حوار.

    ونحن نرى ونقول: إن الناس في القرآن على ثلاثة أقسام: إما مسلم، أو كافر، أو منافق, والمنافق ظاهره مسلم، في الظاهر حكمه حكم المسلم، وباطنه في الدرك الأسفل من النار، فليس هناك شخص نقول: موقوف ليس بكافر ولا مسلم؛ لأنه لم تبلغه الحجة، حتى من لم تبلغه الحجة فالراجح عندنا أنه يطلق عليه الكفر في الدنيا وإن كان أمره في الآخرة إلى الله، لا يلزم أن يكون من أهل النار.

    فالمقصود أن هذه المسائل يقع فيها لبس، ويقع فيها غموض، وتوقع تورط بعض الشباب في الحكم والكلام خصوصاً في موضوع الأشخاص وهو لا يعرف، أحياناً ربما يبني على كلام سمعه من بعض من يثق به، وإذا حررت وحققت معه، قال: والله أنا لا أدري سمعت أحداً يقول كذا، أو وجدت ورقة فيها كذا وكذا. طيب, هل أنت ملزم بأن تتكلم في مثل هذه القضايا؟

    أو تقول: والله أنا ليس عندي خبر، لست متأكداً، يعني: مثلاً قد تنقل عن فلان من الناس أنه يقول كلمة كفرية، طيب، هل سمعته؟ قال لك: لا, والله ما سمعته، طيب, قرأت هذه الكلمة بخط يده؟ قال: لا، قرأتها منسوبة إليه في وسيلة إعلامية رسمية, وأنه أقر ذلك ولم ينفه؟ قال لك: لا، ولكني وجدتها في بعض المواقع في الإنترنت، أو وجدتها في مقال منسوب إلى شخص آخر ينسب إلى مثل هذا, مما قد يقع في شيء من اللبس، فهنا لا يضر الإنسان أبداً أن يقول: أنا لا أحكم على فلان، وإنما الفعل أقول: هذا الفعل كفر، أو أقول: هذا القول كفر. نعم. لكن أن أحكم على فلان بأنه كافر لأنه فعل كذا أو لأنه قال كذا، هذه مرحلة أخرى .. مرحلة متطورة تتطلب وعياً، وتتطلب يقظة، وتتطلب علماً, وزوال الموانع وتوفر الشروط والتأكد والتحقق، فإذا حصل للإنسان التأكد والتحقق فنعم. وإذا صار عنده أدنى التباس ولو بنسبة 1% فينبغي .. بل يجب عليه شرعاً أن يكف، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال لأخيه: يا كافر! فإن كان كذلك وإلا حار عليه ). معناه أنه إذا وجد أدنى أدنى أدنى مجال للاحتمال، فإن الواجب والحقيق والورع بالمسلم هو الكف عن التكفير فيمن هو مسلم أصلاً.

    أنا ذكرت لكم سابقاً, يعني: اقرءوا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم .. أبي بكر .. عمر .. عثمان .. علي , كم كفّروا ممن يدعي الإسلام؟ عندهم في عصرهم ما كان فيه منافقين؟ ما كان فيه كفار؟ ما كان فيه مرتدون؟ ما كان فيه مشركون؟ يعني: يتظاهرون بالإسلام وقد يبطنون غيره، أو يدخل في الإسلام وقد يخالف إلى غيره؟

    طيب. في عهد الشافعي ومالك وأبي حنيفة وأحمد ؟ في عهد ابن تيمية وابن القيم ؟ في عهد أئمة الإسلام؟ هات، أعطني قائمة بعدد الأشخاص الذين كفّروهم؟ فلان كافر، وفلان كافر، وفلان كافر. تجد هذا نادراً، حتى تجد مثل الإمام ابن تيمية رحمه الله عنده من هذه الكتب الكم الهائل من المؤلفات والمصنفات، اسحب وتابع واسرد أسماء الناس الذين كفرهم ابن تيمية قولاً واحداً؟ ربما لا تجد إلا واحداً أو اثنين، وحتى كلامه فيهم يكون فيه نوع من الاضطراب والاختلاف في موضع عن موضع آخر, مما يدل على أن القضية هذه ليست مما تطمح إليه أبصار العقلاء.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088934127

    عدد مرات الحفظ

    779996869