إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. سلمان العودة
  5. شرح العمدة (الأمالي)
  6. شرح العمدة (الأمالي) - كتاب البيوع - البيوع المنهي عنها-1

شرح العمدة (الأمالي) - كتاب البيوع - البيوع المنهي عنها-1للشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الأصل في البيوع الإذن الشرعي والإباحة، إلا أن الفقهاء عقدوا فصولاً للبيوع المنهي عنها، ونصوا على ذلك في قواعد عامة للتيسير والتسهيل، ومن ذلك أنهم وصفوا تلك البيوع بقيود إذا وجدت كانت تلك البيوع منهي عنها في الشرع، ومن ذلك: الغرر، الجهالة، الربا، الضرر، وجود شرط فاسد.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ونصلي ونسلم على عبده ورسوله وخيرته من خلقه محمد بن عبد الله عليه صلوات الله وسلامه، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.

    اليوم الأربعاء ليلة الخميس الثاني عشر من شهر صفر من سنة (1423) للهجرة، والدرس هو في فصل في البيوع، وقد خصص المؤلف رحمه الله تعالى هذا الفصل للبيوع المنهي عنها.

    قبل أن ندخل فيما ذكر المصنف رحمه الله تعالى، أولاً: أشير إلى أنه سبق أن ذكر في المقدمات أن البيوع الأصل فيها الإذن الشرعي والإباحة، ولهذا ترون الفقهاء الآن يعقدون فصولاً للبيوع المنهي عنها، وتجدها في أول الباب، إشارة إلى أن المقصود هو ذكر ما يستثنى، وما ينص على منعه، وما سوى ذلك فهو جائز ومباح، وهذا من التوسعة كما ذكرنا.

    وقد ذكر العلماء والمحدثون والفقهاء أنواع البيوع المنهي عنها، وحاولت أن أقسم هذه الأنواع إلى خمس زمر أو خمسة أصناف، يدخل تحت كل صنف منها مجموعة من الأحاديث الواردة في النهي عن بعض البيوع.

    فالقسم أو الزمرة الأولى: ما نهي عنه بسبب وجود الغرر فيه:

    تعريف الغرر

    وما هو الغرر؟

    ألفاظ الفقهاء تفاوتت في تعريف الغرر وتحديد الغرر.

    منهم من يقول: الغرر هو الذي لا يدرى هل يحصل أم لا، هذا حال الغرر.

    ومنهم من يقول: الغرر هو ما تردد بين السلامة والعطب. كما سوف يظهر من الأمثلة.

    ومنهم من يقول: الغرر ما كان مستور العاقبة.

    ومنهم من يقول: الغرر ما خفي عنك علمه. ألفاظ متقاربة، يمكن أن أفضلها هو الأول الذي يقول: لا يدرى أيحصل أم لا.

    مثال الغرر: شراء العبد الآبق. طبعاً الآن لا يوجد عبيد، لكن هذا مثال يتردد في كتب الفقه، شراء العبد الآبق، الآن العبد الآبق معروف أو غير معروف؟

    معروف، يعني يقول لك سيده: العبد هذا طوله كذا، وعرضه كذا، وعنده خبرات معينة، وعمره.. يعني: عنده معلومات دقيقة، عنده أرشيف كامل عن المعلومات.

    المشكلة أين هي إذاً؟ في إمكانية الحصول عليه، في إمكانية تسليمه أو عدم إمكانية التسليم.

    إذاً: هذا يعتبرونه نوعاً من الغرر؛ لأنه من الممكن أن يحصل على العبد، ويكون هذا الشراء جيداً، وممكن أن تضيع عليه القيمة ولا يحصل على العبد.

    كذلك الطائر في الهواء إذا كان لا يرجع إلى وكره أو عشه.

    أيضاً: مثل السمك في البحر. ويسميه الفقهاء: بيعة الغواص أو صفقة الغواص أو الغائص، تقول مثلاً للغواص الذي يغوص في البحر: أنه ما جاءت به هذه المرة غيبتك أشتريه منك مثلاً بمائة ألف دولار، هنا من الممكن أن يأتي بأشياء ثمينة تعادل مليون دولار، ومن الممكن أن يخرج صفر اليدين، بل من الممكن أن يتعرض له سمك قرش يأكله ولا يخرج بالمرة، فهذا نوع من الغرر.

    الفرق بين الغرر والخطر

    هناك لفظ آخر يستخدمه الفقهاء ويسمونه: الخطر، فما هو الفرق بين الغرر والخطر؟

    اللفظان متقاربان، ربما أكثر الكتاب يخلطون بينهما أو يجمعون بينهما، أو يعتبرونهما لفظين مترادفين، أي: يعتبرون الخطر والغرر بمعنى واحد، لكن بعض العلماء يقولون: إن هناك فرقاً لطيفاً أو دقيقاً بين الغرر والخطر، فالغرر هو بيع أشياء موجودة، لكن يشك في تمامها، مثلما ذكرنا في بيع العبد الآبق، أو الطير في الهواء، أو السمك في الماء، أو الحيوان الشارد، لو كان هناك حيوان شارد لا يسهل الحصول عليه، هذه الأشياء هي موجودة، لكن الإشكالية في إمكانية تحصيلها أو عدم تحصيلها، تسليمها أو عدم تسليمها.

    ومثله قالوا أيضاً: بيع الثمر قبل أن يبدو صلاحه، هذا يعتبرونه غرراً؛ لأنه قد يهلك، قد تأتيه آفة، ربما أصابه شيء فهلك وتضرر به المشتري، فهذا يعتبرونه من الغرر، أنها أشياء موجودة لكن يشك في تمامها وتحصيلها وتسليمها.

    بينما الخطر يقولون: شيء غير متيقن الوجود أصلاً، مثل أن أقول: بعني سيارتك أو بعني منزلك بما سوف أربحه غداً، أنا تاجر وأضارب بالأسواق، فأقول: بعني هذا الشيء بما سوف أربحه غداً. ربحي غداً هل هو مؤكد ومحصل ومحقق أم هو مجرد احتمال؟

    هو مجرد احتمال، يعني: قد لا تربح أصلاً، طبعاً! الفرق لطيف، ولذلك لا نقف عند النقطة هذه لأنها ليست مشكلة، الغرر والخطر معناهما متقارب كما ذكرنا.

    مثله أيضاً عندما أقول: بعني ناقتك على أن هذه الناقة حامل، ولم تظهر علامة الحمل، ولا يوجد دليل على الحمل، فأنا أشترط شيئاً يعني قد لا يكون محققاً ولا موجوداً، وليس بيدك أن تكون هذه الناقة حاملاً أو غير حامل.

    على كل حال هذا هو الغرر، سوف أشير بعد قليل إلى الفرق بين الغرر وبين الجهالة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088933151

    عدد مرات الحفظ

    779988647