إسلام ويب

شرح العمدة (الأمالي) - كتاب الصيام - مقدمةللشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الصوم لغة: الإمساك، وشرعاً: الإمساك عن المفطرات في زمن مخصوص، وينقسم على قسمين: واجب كصوم رمضان والنذر، ومندوب كالست من شوال، والإثنين والخميس، وصوم رمضان فرض في السنة الثانية من الهجرة، وله حكم وآثار تربوية كثيرة منها: تحقيق العبودية لله تعالى، وتربية العبد على التقوى والصبر، والقدرة على قمع الشهوة، ويشترط في الصائم: الإسلام والبلوغ والعقل.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    هذا يوم الأربعاء ليلة الخميس السابع عشر من شهر رجب من سنة 1422للهجرة.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [كتاب الصيام].

    الصيام أو الصوم مصدران، وهما أصل في اللغة يدلان على الإمساك والركود أياً كان، فمنه مثلاً: الإمساك عن الكلام، كما في قوله تعالى: فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا [مريم:26]، فالمقصود بالصوم هنا: الإمساك عن الكلام.

    ومنه أيضاً الركود والثبات على حال واحدة، كما يقول النابغة :

    خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما

    فالمقصود بالخيل الصيام الثابتة أو الراكدة، ومنه أيضاً يقال: صامت الريح إذا ركدت، ومنه يقولون: صام النهار إذا كان وقت استواء الشمس وقت القيلولة وبقيت الشمس أو ثبتت للحظات قبل أن تجنح للغروب، فإنهم يقولون: صام النهار، لأنها تتوقف قليلاً عن الحركة في نظر الرائي، هذا من حيث اللغة.

    أما من حيث الشرع: فإن الشرع نقل الصيام إلى معنى شرعي خاص، لم يكن معروفاً -والله أعلم- وقد يكون معروفاً عند الأمم الكتابية السابقة؛ لأن الصيام ليس خاصاً بهذه الأمة، لقول الله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ [البقرة:183]، لكن من غير العرب، والآن مفهوم الكلمة بلغة العرب، فهذه الكلمة أصبحت في مصطلح الشرع دلالة على: الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية.

    الإمساك عن المفطرات بغض النظر عن الدخول في المفطرات؛ لأنه سوف يأتي تفصيلها، فمما أجمع عليه من المفطرات مثلاً: الأكل والشرب والجماع؛ لأنها مذكورة في قوله تعالى: فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا [البقرة:187]، فهذه المفطرات الثلاثة كمثال، فالمقصود الإمساك: التوقف عن المفطرات كالأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس كما في الآية الكريمة.

    ثم قلنا: بنية التقرب أو بنية التعبد؛ لأن هذا الإمساك قد يكون بغير نية فلا يكون صياماً شرعياً ولا أجر فيه، مثل من لم يجد طعاماً، أو من كان مثلاً نائماً بغير نية أو ما أشبه ذلك، فإنما يطلق الصيام على الإمساك بنية التعبد أو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

    وأقوال الفقهاء من المذاهب الأربعة وغيرهم كلها تدور حول هذا المعنى، وإن اختلفت عباراتهم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088942728

    عدد مرات الحفظ

    780032509