الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَاً [الكهف:1] .
اللهم لك الحمد بما خلقتنا، ولك الحمد بما رزقتنا، ولك الحمد بما هديتنا، ولك الحمد بما فرجت عنا، لك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالمال والأهل والمعافاة. اللهم لك الحمد كالذي نقول، وخيراً مما نقول، ولك الحمد كالذي تقول، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا. اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، والملائكة حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق.
صدق الله العظيم الذي لا إله إلا هو، المتوحد في الجلال.. بكمال الجمال.. تعظيماً وتكبيراً، المتفرد بتصريف الأمور على التفصيل والإجمال تقديراً وتدبيراً، المتعالي بعظمته ومجده، الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان:1] .
صدق الله العزيز الوهاب، الكريم التواب، رب الأرباب، ومسبِّب الأسباب، وخالق خلقه من تراب، غافرُ الذنب وقابلُ التوب شديدُ العقاب، ذو الطول، لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ [الرعد:30] .صدق من لم يزل جليلاً، صدق من اتخذناه وكيلاً، صدق من حَسْبُنا به كفيلاً، صدق الهادي إليه سبيلاً، صدق الله، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً [النساء:122] ، وصدق رسوله النبي الكريم، الذي أرسله إلى جميع الثقلين بشيراً ونذيراً، وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً [الأحزاب:46] ، ونحن على ما قال ربنا وخالقنا من الشاهدين، ولِمَا أوجب وألزم غير جاحدين، والحمد لله رب العالمين.
وصلِّى الله وسلَّم وبارك على نبينا محمد سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين.
اللهم لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، أو خاصة أو عامة، أو سر أو علانية، لك الحمد على كل حال، لك الحمد بجميع المحامد، لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك. اللهم لك الحمد على نعمك العظيمة، وآلائك الجسيمة، حيث أنزلتَ إلينا خير كتبك، وأرسلت إلينا أفضل رسلك، وشرعت لنا أعظم شرائع دينك، وهديتنا لمعالم دينك الذي ليس به التباس، وجعلتنا من خير أمة أخرجت للناس.
اللهم لك الحمد على ما يسرت لنا من صيام رمضان وقيامه، ولك الحمد على ما وفقتنا لإتمام القرآن، وتلاوة كتابك العظيم، الذي لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42] .
اللهم إنا عبيدك، بنو عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا. اللهم اجعله شافعاً لنا وحجة لنا لا علينا، يا حي يا قيوم! اللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه ويضيع حدوده.
اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياءً، ولأبصارنا جلاءً، ولأسقامنا دواءً، ولذنوبنا ممحِّصاً، وعن النار مخلِّصاً. اللهم وألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، وادفع عنا به النقم، وأسبغ علينا به النعم. اللهم اجعلنا ممن يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويعمل بمحكمه، ويؤمن بمتشابهه، ويتلوه حق تلاوته.
اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم، الذي رفعت مكانه، وأيدت سلطانه، وقُلْتَ يا أعز من قائل سبحانه: فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ [القيامة:18-19] أحسن كتبك نظاماً، وأفصحها كلاماً، وأبينها حلالاً وحراماً، محكم البيان، ظاهر البرهان، محروس من الزيادة والنقصان، فيه وعد ووعيد، وتخويف وتهديد.
اللهم اجعلنا ممن اتبع القرآن فقاده إلى رضوانك والجنة، ولا تجعلنا ممن اتبعه القرآن فزُجَّ في قفاه إلى النار، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اجعلنا ممن يقال له في الآخرة: (اقرأ وارقَ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا) ، اللهم اجعلنا عند ختم القرآن من الفائزين، وعند البلاء من الصابرين، وعند النعماء من الشاكرين، وإلى لذيذ خطابه مستمعين.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقواتنا أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الفردوس هي دارنا. اللهم اجعل الفردوس الأعلى هي دارنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، برحمتك يا أرحم الراحمين!
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا. اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا. اللهم إنا نسألك العفو العافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.
اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الفقر والغنى، ونسألك اللهم نعيماً لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، ونسألك اللهم لذة النظر إلى وجهك الكريم. اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، برحمتك يا أرحم الراحمين!
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك، يا حي يا قيوم!
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
اللهم إنا نعوذ بك من الكبر والغرور، ومن العجب وحب الظهور. اللهم طهر قلوبنا من النفاق. اللهم طهرها من الحسد والبغضاء، والحقد، والشحناء، وطهر أعمالنا من السمعة والرياء، واجعلها خالصة لوجهك، يا سميع الدعاء! وطهر ألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. اللهم يا مصرف الأبصار صرف قلوبنا على طاعتك.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، ودمر أعداء الدين على اختلاف مللهم ونحلهم يا قوي يا عزيز! واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح حكامنا. اللهم وفقهم لهداك واجعل عملهم في رضاك، وهيئ لهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه. اللهم اجعلهم هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، سلماً لأوليائك، حرباً على أعدائك. اللهم وفقهم لما تحب وترضى، ووفقهم للحكم بكتابك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم ووفق جميع ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين، يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم وأنزل على قبورهم الضياء والنور، والفسحة والسرور، حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين، وعند قيام الأشهاد آمنين. اللهم وانقلهم جميعاً من ضيق اللحود، ومراتع الدود إلى جنات الخلود، فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ [الواقعة:28-30] ، يا رحيم يا ودود! اللهم ولا تعاملهم بما هم أهله، وعاملهم بما أنت أهله، فإنك يا مولانا أهل التقوى وأهل المغفرة.
اللهم واغفر لنا وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه. اللهم اغفر لنا وارحمنا إذا صرنا إلى القبور، إذا وارانا التراب، وتركنا الأهل والأحباب، والإخوة والأصحاب. اللهم اجعل قبورنا لنا بعد فراق هذه الدنيا خير منازلنا، وأفسح فيها ضيق ملاحدنا. اللهم اجعل قبورنا رياضاً من رياض الجنة، ولا تجعلها حفراً من حفر النار، برحمتك يا عزيز يا غفار! اللهم ارحمنا عند الموت، وهون علينا سكرات الموت. اللهم هون علينا سكرات الموت، اللهم ارحمنا عند سؤال منكر ونكير. اللهم ارحمنا يوم الفزع الأكبر، واجعلنا من الآمنين. اللهم ارحمنا عند تطاير الصحف، وارحمنا عند نصب الصراط، وارحمنا إذا دنت الشمس من رءوس العباد، يا حي يا قيوم! اللهم أظلنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.
اللهم يا منقذ الغرقى.. ويا منجي الهلكى.. ويا سامع كل نجوى.. ويا منتهى كل شكوى.. نسألك ألا تشوي خلقنا بالنار. اللهم لا تشو خلقنا بالنار. اللهم حرم وجوهنا على النار. اللهم حرم أجسادنا على النار، برحمتك يا عزيز يا غفار!
اللهم يا من يعلم عدد مثاقيل الجبال، وعدد مكاييل البحار، يا من يعلم عدد قطر الأمطار، وعدد ورق الأشجار، ويعلم ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار، يا من لا تواري سماء منه سماءً، ولا أرض أرضاً، ولا بحر ما في قعره، ولا جبل ما في وعره، تم نورك فهديت فلك الحمد، وعظم حلمك فعفوت فلك الحمد، وبسطت يدك فأعطيت فلك الحمد، تُطاع فتشكُر، وتُعصى فتغفِر، وتشفي السقيم، وتغفر الذنب العظيم.
اللهم يا من أظهر الجميل، وستر القبيح! اللهم يا دائم الإحسان! يا واسع العطاء! يا من سبقت رحمته غضبه! يا من هو أرحم بالعباد من الوالدة بولدها!
يا إلهنا! ويا ربنا! ويا خالقنا! ويا رازقنا! ويا مولانا! قد حضرنا ختم كتابك، وأنخنا مطايانا ببابك، فلا تطردنا عن جنابك، فإن طردتنا فإنه لا حول لنا ولا قوة لنا إلا بك، يا ذا الجلال والإكرام!
لا إله إلا الله، عدد ما مشى فوق السماوات والأرضين ودرج، والحمد لله الذي بيده مفاتيح الفَرَج، يا فرجنا إذا أغلقت الأبواب، ويا رجاءنا إذا انقطعت الأسباب، وحيل بيننا وبين الأهل والأصحاب والإخوة والأحباب. اللهم اجعل هذه الختمة ختمة مقبولة مباركة، على من حضرها، وقرأها، وسمعها، وأمَّن على دعائها، يا حي يا قيوم. اللهم اغفر لنا عند ختم القرآن، وتجاوز عما حصل من خطأ أو نسيان، أو زيادة أو نقصان، يا رحيم يا رحمان! يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان. اللهم انصر إخواننا في فلسطين على اليهود الغاصبين. اللهم أعِد المسجد الأقصى إلى حوزة المسلمين. اللهم أخرج اليهود منه أذلة صاغرين. اللهم واجعله شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم انصر إخواننا في كشمير، وفي الهند على الهندوس الوثنين. اللهم انصر إخواننا في الفلبين، وفي بورما، وإريتريا، والصومال، وفي كل مكان يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم!
اللهم يا قاهر القياصرة! ويا كاسر الأكاسرة! ويا مذل الجبابرة! أذل الظالمين المتسلطين على رقاب المسلمين، الذين يحاربون دينك، ويعادون أولياءك. اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً، يا حي يا قيوم! اللهم اشدد عليهم وطأتك، وارفع عنهم عافيتك. اللهم صدع بنيانهم، وشلَّ أركانهم، وجمد الدماء في عروقهم، وأرنا بهم يوماً أسود كيوم فرعون وهامان وأبي بن خلف، يا قوي يا عزيز!
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان. اللهم أصلح أحوال المسلمين في السودان، وفي الشيشان. اللهم أصلح أحوال المسلمين في أفغانستان، وفي كل مكان، يا رب العالمين! اللهم أصلح أحوال المسلمين في العراق. اللهم إنهم حفاة فاحملهم، وجياع فأطعمهم، وعراة فاكسهم، ومظلومون فانصرهم. اللهم ارحم أطفالهم، وأيتامهم، وأراملهم، ومساكينهم، يا حي يا قيوم! اللهم ارفع عنهم البلاء. اللهم عجل لهم بالفرج والعافية، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان. اللهم احقن دماء المسلمين في الجزائر. اللهم رد عنهم كيد الكائدين، وعدوان المعتدين، وظلم الظالمين، وعجل لهم بالفرج والعافية، يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام!
سبحانك ربنا ما أعظمك! سبحانك ربنا ما أكرمك! سبحانك ربنا ما أعدلك! سبحانك ربنا ما أرحمك! سبحانك ربنا ما أعطفك! سبحانك وبحمدك! سبحان الله العظيم! لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين! سبحانك ما قدرناك حق قدرك! سبحانك ما عبدناك حق عبادتك!
اللهم إنك تتفضل على عبادك في هذه الساعة المباركة بالنزول على ما يليق بجلالك وعظمتك إلى السماء الدنيا، فتقول: (هل من سائل فأعطيه سُؤْله؟! هل من مستغفر فأغفر له؟! هل من داع فأجيب دعاءه؟!) ، اللهم إنا نسألك فأعطنا، ونستغفرك فاغفر لنا، وندعوك فاستجب دعاءنا، يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام!
لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف:149] .
عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا [الأعراف:89] .
رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [يونس:85-86] . اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، والعتق من نيرانك، واجعل مآلنا إلى عالي جناتك، وأعذنا من عقوبتك ونيرانك.
اللهم اجعلنا ممن وفق لقيام ليلة القدر. اللهم إنا نسألك خير هذه الليلة، نسألك خيرها، ونورها، وفتحها، وبركتها، وهداها، يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامه وقيامه، وأسعدته بطاعتك فاستعد لما أمامه، وغفرت زلَلَه وإجرامه، يا حي يا قيوم!
اللهم اعتق رقابنا من النار. اللهم اعتق رقابنا، ورقاب آبائنا، وأمهاتنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وإخواننا، وأخواتنا، وذوي أرحامنا، وأقاربنا، ومن لنا حق عليه، ومن له حق علينا، ومن أحبنا فيك، ومن أحببناه فيك، ومشايخنا، وعلمائنا، وحكامنا. اللهم اعتقنا جميعاً من النار. اللهم اعتقنا جميعاً من النيران، واجعلنا ممن يورثون الجنان، وممن يبشَّرون برَوح وريحان، ورب راض غير غضبان، يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وكن لنا ولا تكن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم لا تفرق جمعنا إلا بذنب مغفور، وسعي مشكور، وعمل صالح متقبل مبرور، يا عزيز يا غفور! اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا معنا شقياً ولا محروماً. اللهم وكما جمعتنا في هذا المكان المبارك، فاجمعنا في مستقر رحمتك، وفي دار كرامتك، إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ [الحجر:47-48].
اللهم هؤلاء عبادك، اجتمعوا في هذه الليلة المباركة، وفي هذه الساعة المباركة، يرجون رحمتك، ويخشون عذابك. اللهم فلا تردهم خائبين. اللهم فلا تردنا خائبين، ولا عن رحمتك مطرودين، ولا من عطاياك محرومين، يا ذا الجلال والإكرام! يا حي يا قيوم! اللهم اجعلنا من الوجوه الناضرة التي إلى ربها ناظرة. اللهم بيِّض وجوهنا يوم تبيضُّ وجوه وتسودُّ وجوه، يا حي يا قيوم!
اللهم احشرنا في زمرة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، يا حي يا قيوم!
اللهم ارزقنا محبته، واتباع سنته. اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبداً، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم أعد علينا شهر رمضان أعواماً عديدة، وأزمنة مديدة، وقد تحقق لنا ما نصبو إليه ونرجوه من النصر والقوة والعزة للأمة الإسلامية، يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم أصلح نساء المسلمين. اللهم أصلح نساءنا خاصة، ونساء المسلمين عامة، يا حي يا قيوم! اللهم ارزقهن الحجاب، والحشمة، والحياء، وأعذهن من التبرج والسفور.
اللهم أصلح شباب المسلمين. اللهم أصلحهم وأصلح بهم، واهدهم واهد بهم. اللهم واجعلهم هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين. اللهم اشغلهم بمعالي الأمور، واصرف عنهم سفاسفها، يا حي يا قيوم! واجعلهم قرة أعين لوالديهم ولأمتهم، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم من كان في سابق علمك أن يعود عليه رمضان، اللهم فوفقه وثبته، يا ذا الجلال والإكرام! ومن كان في سابق علمك ألا يعود إليه رمضان، اللهم فأحسن له الختام، يا ذا الجلال والإكرام! اللهم واغفر له، وارحمه، يا حي يا قيوم!
اللهم إنك قلت وقولك الحق: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] وقلتَ يا أعز من قائل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186] ، اللهم فهذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التكلان. اللهم إنا دعوناك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم ما قَصُر عنه رأيُنا، وضعُف عنه عِلْمنا وعَمَلنا، ولم تبلغه مسألتنا من خير أنزلته على عبادك، فإنا نرغب إليك فيه، ونسألك إياه. اللهم لا تحرمنا فضلك بذنوبنا. اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بسوء ما عندنا، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام!
رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [الممتحنة:4] .
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف:23] .
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ [آل عمران:8-9] .
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً [الفرقان:74] .
رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً [الفرقان:65-66] .
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةَ وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةَ وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201] .
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
اللهم صلِّ على محمد ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلِّ على محمد ما تعاقب الليل والنهار، وصلِّ على محمد، وعلى المهاجرين والأنصار.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامُ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات:180-182] .
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر