إسلام ويب

تفسير سورة القلم (5)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لما ثقل على النبي صلى الله عليه وسلم تكذيب قومه له، واستعصت عليه هدايتهم، أتاه الأمر من ربه أن يستمر في دعوتهم، ويصبر عليهم الصبر الجميل، حتى لا يكون مثله كمثل يونس عليه السلام الذي خرج من عند قومه مغاضباً، فالتقمه حوت البحر ولبث في بطنه إلى أجل كتبه الله عليه ليبتليه، كما أمره أن يصبر على حسدهم له واتهامهم له بالجنون، مبيناً له سبحانه أن أمرهم إليه عز وجل، يملي لهم طويلاً، ثم يأخذهم أخذاً وبيلاً.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون)

    الحمد لله, نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه, ولا يضر الله شيئاً.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ * أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ * أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ * فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ * فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ [القلم:44-52].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ [القلم:44], أي: دعني واتركني أنا مع هؤلاء الذين يكذبون بالقرآن أتولاهم، فاسترح يا رسولنا! ولا تكرب ولا تحزن، ودعني معهم. فهم بعد ما بين لهم الطريق أبوا إلا أن يضلوا، وبعد ما بين لهم الشريعة رفضوا أن يقولوا ويعملوا، وبعد أن بين لهم توحيد الله أبوا إلا الشرك، فإذاً: دعني معهم, ولذلك قال: فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ [القلم:44] أي: بالقرآن الكريم، والقرآن حديث الله وكلامه.

    ثم قال تعالى له: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ [القلم:44] درجة بعد درجة؛ حتى يقعوا في جهنم. فنحن سَنَسْتَدْرِجُهُمْ [القلم:44] درجة بعد درجة؛ حتى يقعوا في جهنم مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ [القلم:44].

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وأملي لهم إن كيدي متين)

    قال تعالى: وَأُمْلِي لَهُمْ [القلم:45] أيضاً وأمهلهم العام والعامين والشهر والأشهر، وقد أملى لهم كذا سنة, ثم بعد ذلك أصابهم الجدب والقحط، ثم أخذ رجالهم في بدر وهلكوا. وهذا مصداقاً لقوله: وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم:45]. فكيد الله ومكره بأعدائه عظيم، وما يخيب أبداً، فلا بد وأن ينتقم منهم، وأن ينزل بهم العذاب.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون)

    قال تعالى: أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ [القلم:46]؟ ولا والله, فهو ما كان يقول لهم: اسمعوا! الذي يدخل الإسلام لا بد وأن يعطينا ألف ريال، وما كان يقول: من أراد أن يصلي فلا بد وأن يعطينا عشرة ريالات، ولا يقول: من أراد أن يسلم فليدفع لنا المبلغ الفلاني. ووالله ما كان هذا. فهو والله ما سألهم ولا حتى الماء, ولا كأس لبن. ولو كان يسألهم لكانوا اعتذروا بأنهم ليس عندهم أموال، وهو لن يقبلنا في الإسلام إلا إذا دفع أحدهم مليون ريال، وهم ليس عندهم المليون. ولكنه والله ما سألهم, ولا طلب ذلك منهم.

    وهنا لطيفة, وهي: أن على الدعاة الذين يدعون إلى الله أن لا يأخذوا أجوراً على دعوتهم؛ لأن الرسول أمره الله بأن يبلغ, وما أذن له أن يأخذ من المبلغين أجراً, فقال له تعالى: أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ [القلم:46]. والجواب: لا.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (أم لهم الغيب فهم يكتبون)

    قال تعالى: أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ [القلم:47]؟ فهل عندهم علم الغيب فهم يكتبون من اللوح المحفوظ, ويتكلمون بما فيه؟ ومن أين هذا الباطل الذي يقولونه؟ فهل استطاعوا أن يعرفوا اللوح المحفوظ وما كتب فيه؟ أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ [القلم:47].

    وقوله: عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ [القلم:47], يعني: اللوح المحفوظ الغائب عنهم. وهو ليس عندهم, وما استطاعوا أن يعرفوا ما فيه, ولا أن يتكلمون بما في الغيب. فهذا والله ليس عندهم.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم)

    قال تعالى: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ [القلم:48]. فاصبر يا رسولنا! على ما يقولون، ولا تجزع ولا تغضب, ولا تسخط ولا تتخل عن دعوتك, ولا تتركها أبداً, حتى ينصرك الله عز وجل.

    ثم قال تعالى: وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ [القلم:48]. وهو يونس بن متى في مدينة نينوى، فهو عليه السلام بعثه الله نبياً ورسولاً، فعجز وضعف، وما أطاق وما صبر، بل هرب وتركهم وهم فيما هم فيه. ولما هرب وصل إلى البحر التقمه الحوت، فقد ركب السفينة, ثم قال صاحب السفينة: يا جماعة! السفينة مثقلة، اقترعوا على واحد وارموه في البحر؛ حتى تمشي السفينة ولا تهلكوا كلكم، فاقترعوا, فوقعت القرعة على يونس، فرموه, وقبل أن يصل الماء فتح الحوت فاه -وكان كالجبل لا كالجمل فقط- فابتلعه، وبقي في بطنه، وثَمَّ تاب وأصبح يقول: لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87]. وكما قال تعالى: فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الصافات:143-144]. وهذه فائدة التسبيح وثمرته والعودة إلى الله والرجوع إليه بذكره ودعائه والاطراح بين يديه. فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ [الصافات:143] للبث في بطن الحوت إلى يوم القيامة, ولما خرج.

    فلما تعب رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء المبطلين المشركين الكافرين قال تعالى له: اصبر, وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ [القلم:48]، أي: يونس بن متى. إِذْ نَادَى [القلم:48] ربه وَهُوَ مَكْظُومٌ [القلم:48] في غم وهم وكرب, فقد نادى ربه: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم)

    قال تعالى: لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ [القلم:49]. فلما سبح يونس وتاب الله عليه وسمع أهل السماء تسبيحه أمر الله الحوت أن يقذفه إلى البر خارج البحر في الساحل، فقذفه وهو تائب نادم عن ذنبه الذي فعله بترك قومه، كما قال تعالى: فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الصافات:143-144]. وهنا قال: لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ [القلم:49]. ولكنه الآن ليس بمذموم. وما إن خرج نبتت شجرة على الفور, وأظلته بظلها، وجاءت النعجة أو الغزالة تقدم ضرعها له, فرضع منها، ثم بعد ذلك لما استقام حاله عاد إلى بلده, فوجدهم يستقبلونه نساءً ورجالاً وأطفالاً, وآمنوا كلهم ودخلوا في الإسلام، وكانوا مائة ألف أو زيادة، فقد ذكرت أنهم مائة ألف أو يزيدون, وأسلموا كلهم.

    إذاً: يا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم! لا تكن كصاحب الحوت يونس بن متى، إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ [القلم:48] في غم وهم وكرب، وفي بطن الحوت. و لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ [القلم:49]. والعراء: الصحراء، وليس فيها شجر ولا جبل ولا شيء. هذه العراء. وَهُوَ مَذْمُومٌ [القلم:49], أي: والحال أنه مذموم، ولكنه لما كان من المسبحين نبذ بالعراء وهو محمود غير مذموم، بل مشكور.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فاجتباه ربه فجعله من الصالحين)

    قال تعالى: فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ [القلم:50]. اجتباه: اختاره واصطفاه, وجعله من صالحي عباده بهذه التوبة، مع أنه أثم وتهرب من البلاد, وعجز عن الدعوة, ولم يصبر ولم يستطع ذلك، بل عجز، وخرج شارداً، فوجد البحر وإذا سفينة تريد أن تقلع, فركب معهم؛ ليبعد من البلاد، فلما ركب في السفينة قال ربانها: يا معشر الركاب! السفينة حملها ثقيل، فخففوه أو تغرقون كلكم, فلم يستطع أحد أن يلقي نفسه, فقال: بالقرعة، فمن خرجت قرعته يلقى في البحر، فجاءت القرعة على يونس بتدبير الرب تعالى، فألقوه في البحر، وما إن وصل إلى الماء حتى كان الحوت قد فتح فاه, وأدخله في بطنه, فأصبح يسبح: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

    فيا من يدخلون السجون بالباطل! ويا من يؤذون بالباطل! سبحوا هذا التسبيح؛ ينجيكم الله عز وجل ويخرجكم، وقولوا: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. ويا من أذنب ذنباً وتاب! أكثر من هذا الدعاء؛ فيتوب الله عليك. فائتس بيونس بن متى، والرسول يقول له ربه: ائتس بيونس، وكن كيونس بن متى، فاصبر كما صبر، فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ [القلم:50].

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون)

    قال تعالى: وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ [القلم:51]. فإذا قرأ الرسول في مكة القرآن وسمعوه ينظرون إليه, ويكادون يصيبونه, والعياذ بالله، أي: نظرة عدو حسد؛ لأنه يعلو عليهم, وينزل عليه الوحي, ويصبح رسولاً, ولم يصبح فلاناً ولا فلاناً. فكانوا ينظرون إليه بالحسد والبغض, وينظرون إليه النظرة الشديدة, ويكادون أن يسقطوا الرسول صلى الله عليه وسلم, كما قال تعالى: وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ [القلم:51], أي: يهلكونك لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ [القلم:51]. فإذا قرأ القرآن وسمعوه ما يلهون، بل يتأملونه حسداً له وبغضاً له لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ [القلم:51], أي: القرآن. وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ [القلم:51], حتى يصرفوا النساء والأطفال, والعوام والخدم عنه، ويبقون على كفرهم وشركهم.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وما هو إلا ذكر للعالمين)

    قال تعالى: وَمَا هُوَ [القلم:52] صلى الله عليه وسلم إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ [القلم:52], أي: للإنس والجن، أي: وما أنت يا رسولنا! وما أنت يا محمد صلى الله عليه وسلم! إلا ذكر للعالمين، وليس بيدك هدايتهم ولا إضلالهم، بل اصبر على دعوتك بينهم, حتى ينصرك الله. فأنت ذكر للعالمين.

    فقوله: وَمَا هُوَ [القلم:52], أي: محمد صلى الله عليه وسلم إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ [القلم:52], أي: للإنس والجن, به يذكرون الله، ويعرفون الله، ويعبدون الله، ويستقيمون على دين الله؛ فيكملون ويسعدون في الحياتين الدنيا والأخرى. فرسول الله ذكر للإنس والجن وللعالمين. فاصبر يا رسول! ولا تحزن. وقد صبر صبراً جميلاً, حتى فتح الله عليه ونصره، وامتلأت هذه الديار بالإيمان من أقصى الجزيرة إلى أقصاها.

    وصلِ اللهم عليه وسلم تسليماً كثيراً.

    1.   

    قراءة في كتاب أيسر التفاسير

    هداية الآيات

    قال: [ هداية الآيات ] الآن مع هداية الآيات:

    [ من هداية ] هذه [ الآيات:

    أولاً: رد الأمور إلى الله إذا استعصى حلها, فالله كفيل بذلك ] فإذا استعصى الأمر عليك يا عبد الله! فرد الأمر إلى الله واصبر، فقد استعصى على رسول الله هداية قريش والمشركين فأمره الله تعالى بالصبر والثبات, حتى نصره. فأيما مؤمن يصاب بمحنة أو بشدة فليصبر وليفوض أمره إلى الله, والله يفرج ما به، ولا يسخط ولا يجزع ولا يقول الباطل.

    [ ثانياً: لا يصح أخذ أجرة على تبليغ الدعوة ] فعندما يسألك أحد سؤالاً لا يقول له: هات ريالاً أجيبك، ولا إذا قال له: علمني كيف نتوضأ يقول له: هات عشرة ريالات أعلمك، ولا يقول: يا أهل القرية! اجمعوا لي من كل واحد عشرة ريالات؛ حتى أذكركم وأعلمكم. فهذا لا يجوز. وإن كانت هناك أوقاف موقفة على الدعاة أو على كذا فهذا ما فيه بأس، ولكن مطالبة السامعين بالأجر هذا لا يجوز أبداً، ولا يحل أن تطلب أجرة على دعوتك التي تبلغها لله.

    [ ثالثاً: وجوب الصبر على الدعوة ] إلى الحق [ مهما كانت الصعاب, فلا تترك لأذىً يصيب الداعي ] فمهما كانت حالك وظروفك اصبر كما صبر النبي صلى الله عليه وسلم، أي: لا تفرط ولا تتركها، ولا تقول: ما استجابوا لي، وما سمعوا مني، وما قبلوا دعوتي، ولا نهرب وتصبح كيونس بن متى، بل اصبر كما صبر الرسول وأولوا العزم، وحتى لو لم يستجب لك ولا واحد فلا تترك دعوتك أنت. وسوف تنتصر لا محالة.

    [ رابعاً ] وأخيراً: [ بيان حال المشركين مع الرسول صلى الله عليه وسلم ] في مكة [ وما كانوا يضمرونه له من البغض والحسد، وما يرمونه به من الاتهامات الباطلة؛ كالجنون والسحر والكذب ] وبغضهم رسول الله وحسده، وقد كانوا ينظرون إليه نظرة -والعياذ بالله- يكادون يسقطونه بها، أي: نظرة حسد وبغض.

    وهنا لطيفة: فإذا شعرت بحسد فاقرأ هذه الآية: وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ [القلم:51-52]. مرتين .. ثلاثاً, ويدفعه الله عنك إن شاء الله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718712

    عدد مرات الحفظ

    765798949