أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [الجمعة:9-11].
معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [الجمعة:9]! أي: يا من آمنتم بالله رباً، وبمحمد رسولاً، وبالإسلام ديناً، ويا من آمنتم بلقاء الله، وما يجري بين يدي الله من حساب وجزاء، ويا أيها المؤمنون الصادقون في إيمانهم، المصدقون الله ورسوله! إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الجمعة:9]. فهو قد ناداهم ليقول لهم: إِذَا نُودِيَ [الجمعة:9]، أي: نادى المنادي، وهو أذان المؤذن بعد زوال الشمس من كبد السماء، ودخول وقت الظهر. فإذا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ [الجمعة:9]، أي: لصلاة يوم الجمعة.
والجمعة كما علمتم يوم مبارك، آثرنا الله تعالى به، وهدانا إليه، وفقد فضله اليهود والنصارى، فاليهود أسبتوا، والنصارى اتخذوا الأحد، والجمعة أول الأيام. وهي يوم -كما علمتم- خلق الله فيه آدم، وفيه أخرجه من الجنة، وفيه أنزله إلى الأرض، وفيه تقوم الساعة، ولا تقوم القيامة إلا يوم الجمعة. وهذا اليوم يقول تعالى فيه: إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الجمعة:9].
ولنعلم أن الأنصار صلوا الجمعة قبل وفود الرسول إلى المدينة، وهو ما زال في مكة، وأن أول جمعة صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم لما نزل ببني سالم بن عوف في الطريق من قباء إلى المدينة، فحضرت الصلاة فصلى بهم الجمعة، والمسجد موجود إلى الآن الذي صلى فيه الجمعة، وهو مسجد بني سالم بن عوف.
ولنعلم أن الجمعة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان لها أذان واحد، فقد كان إذا صعد على المنبر الرسول صلى الله عليه وسلم أذن المؤذن أذاناً واحداً، وكذا على عهد أبي بكر وعهد عمر ، ثم زاد عثمان أذاناً ثانياً؛ لاتساع المدينة، وكثرة السكان فيها.
فالأذان الأول لا حرج إن بعت أو اشتريت فيه، ولكن الأذان الذي يكون فيه الإمام على المنبر يحرم البيع والشراء وكل العقود، حتى عقد النكاح لا يجوز، فضلاً عن عقد البيع والشراء. فقد قال تعالى: إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ [الجمعة:9]. بمعنى: اتركوا البيع، والشراء لازم له. فمن باع فقد اشترى، ومن اشترى فقد باع.
ثم يقول تعالى: ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [الجمعة:9]. فما دام الله قد دعانا إليه فهو والله لخير، وكله خير، ومن عرف أن الله ما يدعونا إلا إلى الخير ولا يطلب منا إلا ما هو خيراً عمل به. وقد علمنا ربنا هنا قائلاً: ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [الجمعة:9].
فقوله: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ [الجمعة:10]، أي: أتمها الإمام والمأمومون وانتهوا منها فلا مانع أن تذهب إلى تجارتك أو إلى مزرعتك أو إلى عملك؛ لقوله: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ [الجمعة:10]. والانتشار: التفرق فيها، هذا هنا، وهذا هنا، وهذا هنا. وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ [الجمعة:10]، أي: اطلبوا الرزق من الله عز وجل. فينتشرون في البلاد يطلبون الرزق من الله، ولا يعولون على التجارة، ولا على الزراعة، بل لا بد وأن يطلبوا الرزق الذي خرجوا من المسجد لأجله من الله. وكم من تاجر خسر، وكم من مزارع هبط، وهكذا. فلا بد إذاً من طلب الرزق من الله عز وجل.
فقوله تعالى: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ [الجمعة:10]، أي: صلاة الجمعة وتمت فَانتَشِرُوا [الجمعة:10]. والأمر هنا للإباحة والإذن فقط، لا للوجوب. فتستطيع أن تصلي الجمعة وتبقى في المسجد إلى العصر أو إلى المغرب، ولكنه لما منعهم من البيع والشراء أذن لهم الآن، فقال: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا [الجمعة:10]، أي: اطلبوا الرزق من الله ومن فضل الله. هذا أولاً. وثانياً: وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا [الجمعة:10]. فلا تشتغل بالتجارة وقلبك ميت ولسانك معقود، بل لابد أن تذكر الله وأنت تبيع .. وأنت تشتري .. وأنت تحصد .. وأنت تزرع دائماً وأبداً.
فلا تفهم أنك لما كنت في المسجد كنت تذكر الله، ثم لما أذن لك الله بالخروج أن تنسى الله عز وجل، فهذا لا يقوله ذو عقل، فنحن مع الله حيثما كنا، فنذكره بقلوبنا وألسنتنا، وهذا أمره، فقد قال: وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا [الجمعة:10]. وحد الكثرة ثلاثمائة. وقال علماء السلف في حديث: ( أكثروا من الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلتها ): حد الكثرة ثلاثمائة. ونحن نذكر الله بالآلاف، والحمد لله، وليس بالمئات. فدائماً نذكر الله ولا نسكت، إلا إذا تشاغلنا بالحديث، كأن نقول: أعطني .. خذ .. قل كذا. فإذا سكتنا فعلينا أن نذكر الله. فنذكر الله على السيارة .. على الدابة، واذكره وأنت ماشٍ، وأنت جالس. وليكن دائماً لسانك ناطقاً بذكر الله، وقلبك مع الله.
إذاً: انتشروا في الأرض للبيع والشراء والعمل، وابتغوا ذلك من الله، لا من عملكم، فالرزق من الله، وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الجمعة:10]، أي: رجاء أن تفلحوا، أي: تفوزوا. والفلاح الحق هو: النجاة من النار ودخول الجنة دار الأبرار، والفوز هو النجاح. وأما من لم يدخل الجنة ودخل النار فلا فلاح ولا نجاح ولا فوز، بل هو في الخسران الأبدي.
فهم هربوا وتسللوا، ما بقي منهم إلا اثنا عشر رجلاً، ويمكن أنه خرج المئات وما بقي إلا اثنا عشر رجلاً، فعابهم الله وعتب عليهم وأدبهم بقوله: وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا [الجمعة:11]. لأنهم ليسوا كلهم خرجوا ليشتروا الزيت أو الطعام، بل منهم من خرج للهو، والمزامير والطبول والصياح كلها لهو وباطل، وليست من شأن المسلمين لا في الجمعة ولا في غير الجمعة، فاللهو ممنوع، فلا نلهو أبداً؛ لأننا عبيد الله، فعلينا أن نذكره وأن نكون معه في كل أوقاتنا، وألا يكون عندنا وقت نلهو فيه ونلعب، بل اللهو واللعب للأطفال الصغار في الرابعة والخامسة والسادسة، فلا بأس، وأما السابعة فما بقي لهو، بل يعبد الله ويتعلم القرآن. فليس عندنا في الإسلام لهو.
وقد عاتب الله المسلمين على عهد الحبيب صلى الله عليه وسلم بقوله: وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا [الجمعة:11] تخطب. ومن هنا أصبحت الخطبة قبل صلاة الجمعة، وفي العيدين تكون بعد الصلاة كما كانت أول مرة.
ثم أن الجمعة تقام باثني عشر رجلاً، وهذا ما عليه مالك ، وهو الصحيح، ومن أهل العلم من يقول: أربعون رجلاً، ومنهم من يقول: خمسون، يعني: إذا كان في القرية خمسون رجلاً تقام الجمعة فيهم، أو إذا كان في القرية أربعون رجلاً دون النساء تقام الجمعة فيهم، وأما أقل من أربعين وخمسين ما تقام، والصحيح كما هو هنا، فهم لما خرجوا بقي اثنا عشر رجلاً، وصحت الصلاة. وعلى كل حال فالأمر واسع، ولكن الأحوط أن لا يقل العدد على اثني عشر رجلاً، والمسافر والمريض والمرأة لا جمعة عليهم، ومن حضرها صحت منه، وقبلها الله، ولكن لا تلزمه.
وهو تعالى هنا يقول عاتباً على أصحاب رسول الله: وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا [الجمعة:11]، أي: ذهبوا إليها، وَتَرَكُوكَ قَائِمًا [الجمعة:11].
ثم أمره أن يقول لهم: قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ [الجمعة:11]، أي: قل: يا عباد الله! إن ما عند الله من رضاه والجنة دار النعيم خير من دنياكم وما فيها، فضلاً عن الزيت والطعام. فقال له: قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ [الجمعة:11] والله. فما عند الله من النعيم المقيم في دار السلام والله لخير من اللهو والتجارة، فلا تلهوا ولا تلعبوا أبداً، ولا تخرجوا قبل الصلاة أو بعدها إلا بعد سماع الخطبة.
وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [الجمعة:11]. فلا يرزقنا إلا الله. فلا نعصيه وهو رازقنا، ولا رازق لنا إلا هو. فعلينا في الحال أن نطرح بين يديه، وأن نطيعه، وأن نجتهد ألا نعصيه أبداً؛ لأن رزقنا بيده، وهو الذي يرزقنا، فلو عرف العاقل هذا ما عصى الله عز وجل، ولو علمت أن رزقك بيد الله وأن الله هو رازقك وليس غيره فحينئذ لن تعصيه، ولن تخرج عن طاعته، بل تستجيب لندائه، ولكن الجهل هو الظلمة التي تغطي الإنسان وتهلكه.
وما دام الله خير الرازقين فلا نعصه، ولا نطلب الرزق من غيره أبداً، ولهذا يجب أن نطيع الله، وأن نعبده، وأن نستقيم على عبادته، ونعلم أن أرزاقنا بيده، وهو رازقنا. فإذا استقمنا على منهج الحق رزقنا، ووفر لنا طعامنا وشرابنا، وإن فسقنا وفجرنا فقد يسلب ذلك منا، والعياذ بالله.
[ من هداية هذه الآيات ] التي تدارسناها:
أولاً: وجوب صلاة الجمعة، ووجوب المضي إليها عند النداء الثاني الذي يكون والإمام على المنبر ] والنداء الأول على عهد الرسول هو النداء الذي يكون فيه على المنبر، والآن لما أضيف أذان أول فقد يكون بين الأذان الأول والثاني أحياناً ساعة أو ساعتين فلا يحرم البيع ولا الشراء إلا عند الأذان الثاني، فإذا أذن الأذان الثاني فلا بيع ولا شراء، ولا عقد نكاح ولا غيره أبداً، وكل عمل بطل، بل امضوا إلى صلاة الجمعة.
قال الشيخ في النهر: [ ورد في فضل الجمعة والغسل لها قوله صلى الله عليه وسلم ( فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه ). وقوله: ( الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما ما لم تغش الكبائر ). وقوله: ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم ). وأما الأطفال فلا يجب عليهم، والذين ما يشهدون الجمعة لا يجب عليهم غسل كالنساء والمرضى والمسافرون، فلا يجب الغسل على من يحضر صلاة الجمعة، ولا على الأطفال، بل لا بد وأن يكون بالغاً محتلماً.
[ ثانياً: حرمة البيع والشراء وسائر العقود إذا شرع المؤذن يؤذن الأذان الثاني ] يوم الجمعة.
[ ثالثاً: الترغيب في ذكر الله ] تعالى [ والإكثار منه، والمرء يبيع ويشتري ويعمل ويصنع ولسانه ذاكر ] فإذا كنت تصنع أو تتاجر أو تعمل فدائماً ما يفتر لسانك عن ذكر الله أبداً، ولهذا خلقنا. وقد قلت لكم: لا تسكت أبداً، بل اذكر الله، وإذا كنت تتحدث أو تقرأ فنعم، وأما ساكت فاذكر الله، سواء وأنت ماشٍ أو راكب أو جالس فاذكر الله عز وجل، وذكر الله يكون بـ: سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم .. أستغفر الله .. لا إله إلا الله .. سبحان الله .. الحمد لله .. الله أكبر. وكل أنواع الذكر موجودة في الكتاب والسنة. وأما السكوت والإعراض والصمت عند البيع والشراء وبالخصوص كما بين تعالى وعند التجارة فهذا مذموم أشد الذم.
[ رابعاً ] وأخيراً: [ ينبغي ألا يقل المصلون الذين تصح صلاة الجمعة بهم عن اثني عشر رجلاً، أخذاً من حادثة انفضاض الناس عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يخطب إلى القافلة، حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلاً ] وقد قلت لكم: إن هذا القول أصح الأقوال، ودليله: أنهم بقوا فقط اثني عشر رجلاً، والباقون خرجوا، فعاتبهم الله ولامهم. فإذا كانوا أقل من اثني عشر فلا تصح الجمعة، فثمانية رجال أو سبعة أو تسعة لا تصح بهم، بل يصلون الظهر، وإن ازدادوا إلى الخمسين أو الأربعين فذلك المطلوب.
الآن نرجع نستمع إلى الآيات مجودة أيضاً، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ * مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [الجمعة:1-11]. وهنا فضيلة عظيمة في دولتنا في المملكة، فعلى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر إذا أذن المؤذن لأي صلاة يجب ألا تبقى تجارة، كما تشاهدون هذا. وهذه من أكبر الكرامات وأفضلها، ولا يوجد هذا إلا في هذه الديار، فأذن المؤذن تغلق أبواب الدكاكين. وهذا الواجب. اللهم احفظ هذه البلاد وأهلها.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر