أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا ما زلنا مع نداءات الرحمن لأهل الإيمان، جعلنا الله وإياكم منهم، وحشرنا في زمرتهم، ورضي عنا كما رضي عنهم. آمين.
نداء أمس قد احتوى على أربع محرمات، وهذه المحرمات هي: الخمر، والميسر، والأنصاب، والأزلام. وقد وصفها الرحمن بأنها رجس، ومن عمل الشيطان.
وقد تورط إخوان لكم لجهلهم وظلمة نفوسهم فأصبحوا يتخذون هذه الأنصاب، وينصبونها حتى وراء السيارات، فاستعيذوا بالله من الجهل وظلمته.
ومن العجيب أننا أبطلنا الأزلام وجعلنا أزلاماً أخرى أسوأ منها، ومما ذكرت لكم من ذلك: ما يعرف بخط الرمل، وهذا أكثر ما يكون في ديار المغرب، ومن الجائز أن يكون في المشرق.
ومن ذلك: قرعة الأنبياء، وهي تباع وتشترى.
ومن ذلك: المسبحة، فقد كانوا يقبضون الحبات، فإن جاءت أزواجاً قال له: امض في أمرك؛ فأنت رابح، وإن كانت وتراً قعد.
ومن ذلك: الشوافات، وهذه موجودة في المشرق أكثر، وتسمى بالجزانات في الديار المغربية، وهذه تدعي علم الغيب، وتقول: افعل ولا تفعل مقابل دريهمات، ويأتي إليها الفحل من الرجال. وقال أحد الأبناء تسمى: قارئة الفنجان، وهذه متنبئة صغيرة، فهي تقرأ الغيب في الفنجان، ويأتيها الرجال والنساء ليكتشفوا أسرار الله التي أخفاها، ولو تتصورون جريمة من يريد أن يطلع على الغيب، وقد ضربنا لها مثلاً غير ما مرة، فإذا كان أخوك .. أبوك .. صديقك .. أميرك يخفي شيئاً عن أعين الناس لأهميته فلا يليق بك ولا يحسن بك ولا يصلح لك أن تأتي وتكشف عما يستره، فافهموا هذا. فلو علمت أن أخاك أو إنساناً آخر يستر شيئاً لما في معرفته من الأذى والضرر فلا تأتي أنت وتكشفه، وإلا لكان موقفك أسوأ موقف، ولو صفعك لما كان ظالماً لك. والله عز وجل يخفي الغيب لينتظم سير الحياة ولا تتعطل وتمشي إلى نهايتها، وأنت تريد أن تطلع على ذلك، وهذا لا يجوز أدباً وعقلاً وشرعاً، فلهذا الذي يدعي علم الغيب كافر وعدو الله وطاغوت، والله يقول: إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ [يونس:20]، أي: ما الغيب إلا لله.
والله عز وجل لما علل للتحريم، لم يعلله بالمال؛ لأنه لا قيمة للمال، وإنما قال: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ [المائدة:91]. لأن العداوة والبغضاء بين المسلمين حرام، فالمسلمون جماعة واحدة وحزب واحد والله، ومن عمل على تمزيقهم وتشتيتهم وتفرقتهم فعليه لعائن الله، فإنهم لا يستطيعون أن يحتفظوا براية لا إله إلا الله ويمشون في العالم إلا إذا كانوا على قلب رجل واحد، فأيما شيء يثير العداوة أو البغضاء أو الفرقة أو الانقسام أو التحيز فهو حرام من أشد المحرمات، ونحن ليس عندنا وعي وبصيرة، والله يقول: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ [المائدة:91] يا أمة الإسلام! الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ [المائدة:91]. ومعنى هذا: لا مذهبية ولا حزبية ولا قبلية والله العظيم، وإلا فلسنا مسلمين، فأنت مسلم، ولا تقل: عربي ولا عجمي، ولا أبيض ولا أسود، ولا مالكي ولا حنبلي، ولا شافعي ولا حنفي، ولا زيدي ولا غير ذلك، بل قل: أنا مسلم، آمنت بالله ورسوله، فعلموني ما يحب ربي حتى أفعله، وعلموني ما يكره ربي حتى أكرهه وأتركه، وهذا هو الطريق إلى باب دار السلام. وكل ما من شأنه أن يمزق وحدة المسلمين أو يفرق كلمتهم أو يباعد بين ديارهم أو يوجد عداوة وحزازة في نفوسهم فحرام. افهموا هذه، فهي غالية والله. ومن طلب البرهنة والأدلة الساطعة سطوع الشمس على ذلك فالقرون الذهبية الثلاثة كانوا أمة واحدة، وقد نشروا الإسلام وبلغوا به أقصى الشرق والغرب، وطأطأ العالم لهم رأسه، وارتفعت راية التوحيد في كل مكان، وعرف العدو الثالوث سر وحدتهم وبقائهم، ألا وهو الكتاب والحكمة، فجاء فعمل جهده حتى أبعدهم عن القرآن وعن السنة، وأوجد لهم فقهاً وأئمة، وهذا حنفي وهذا كذا، ثم مزقهم دويلات، ثم جثم على صدورهم، ولم يتركهم إلا كما هم عليه الآن، فالدماء تسيل الآن في الديار الجزائرية، وما وُجد مسلمون يجمعون كلمتهم، أو ينهون خلافهم وصراعهم، وغداً يحدث في البلد الفلاني مثل هذا، ولا يوجد من يجمعهم، وقد حدث في الصومال وحدث في الأفغان؛ لأنهم مزقوهم وشتتوهم وفرقوهم، بعد أن أبعدوهم عن القرآن الكريم.
وحجة من أفتى بجواز الكيرم والبلوت وأنهما ليس فيهما شيء: لأنه ليس فيها فلوس، وهذه فتوى باطلة؛ لأن الله لم يذكر المال في تعليل التحريم، وإنما قال: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ [المائدة:91]. وأعظم من هذا وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ [المائدة:91]. وهذا قد تحقق، فالصلاة تقام وهم يلعبون على الطاولة إلى أن تنتهي ويخرج وقتها، ولا لشيء إلا للتسلية فقط، ونضيع الوقت، والدقيقة منه لا يمكن أن نشتريها بمليار، ونحن خلقنا لذكر الله، لا للهو واللعب، ويكذب من يقول: إننا خلقنا لنلهو ونلعب، فنحن خلقنا فقط لنذكر الله بقلوبنا وألسنتنا ضمن تلك العبادات التي نقوم بها. هذه علة حياتنا وسر وجودنا. وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]. فلا تسمحوا الآن بالكيرم في بيوتكم، ولا تسمحوا لأولادكم أن يلعبوا به جماعات عند أبوابكم. ولا إله إلا الله! نريد أن نرى أطفالكم يتجمعون في بيوت الله من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء، ويشهدون الصلاتين، ويتعلمون الكتاب والحكمة، ويعودون راغبين في النوم، وينامون من صلاة العشاء، ثم يشهدون صلاة الصبح، وبعد صلاة الصبح يذهبون إلى المدارس، وإلى بعد الظهر وهم في طلب العلم، ولا تقولوا: تريد أن ترهقهم، دعهم يتنفسون، فهم من صلاة العصر وهم يسرحون ويقولون الباطل وينطقون بالسوء، ويلعبون الألاعيب الباطلة إلى أن يناموا، ولم يستفيدوا من المدرسة شيئاً. فافهموا هذا. فنحن مستدرجون درجة بعد أخرى في الهبوط.
ثم قال تعالى: وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ [المائدة:91]. فلنقل: انتهينا ربنا! وأي ما مؤمن تتلى عليه الآية ويفهمها ولا ينتهي فقد عصى الله رب العالمين، وأعلن عن حربه لله بعدم مبالاته، فكأنه يقول لله بعد أن قال له: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ [المائدة:91] لا ننتهي وافعل ما تشاء. هذا لسان الحال. ويبقى على اللعب والباطل بدلاً من أن يجلس يذكر الله مائة مرة، ويقرأ آية من كتاب الله، أو يومي ويشير إلى مؤمن يعلمه آية وحديثاً ويجلس يلهو ويلعب. وهذا هو صنيع الجهل والعياذ بالله وظلمته. ذكرتكم بهذا فاذكروه.
[ الآية (94) من سورة المائدة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ [المائدة:94] ] والله هو الذي يعذبه، وجنايته أنه صاد، كأن يكون وجد أرنباً تحت شجرة فصاده، فهذا له عذاب أليم موجع، وجماعتنا يستبيحون الخمر والزنا والربا والكذب والخيانة، ويقولون: إنهم مؤمنون، وسيدخلون الجنة، وأنهم لا خوف عليهم ولا حزن ولا كرب ولا هم ولا غشيان عذاب. وتفسير هذه الظاهرة: أنهم لم يعرفوا، ولم يعلموا، ولم يجلسوا في حجور الصالحين يتربون بين أيديهم عشرين سنة، وإنما كما علمتم يدرسون في المدرسة للريالات. أستغفر الله! فـ(99%) منهم يدرسون من أجل الوظيفة، وأما أن يقرأ ليصبح يعرف الله ويبكي بين يديه ويحبه حتى يحبه الله، فهذه والله ما قالها إلا من ندر؛ ولذلك لم نر نتائج هذا العلم، ولو جلسوا في حجور الصالحين أو كان لهم آباء صالحون وأمهات ينقلونهم إلى بيوت الرب التي فيها أولياؤه يتعلمون الكتاب والحكمة لما كانت هذه حالهم.
والآن مع [ الشرح ] وإن كان المعنى ظاهراً للأبناء والإخوان، ولكن نشرح ليشرح الله صدورنا. اللهم اشرح صدورنا، وطيب وطهر قلوبنا.
قال الشارح غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم: [ اعلم أيها القارئ الكريم! ] وهذا القارئ هو الذي بيده أو عند رأسه هذا الكتاب، فينبغي أن يقرأ هذا الكتاب كل مؤمن ومؤمنة، فهي نداءات ربك، فسأل عنها، ولو عدت الآن إلى البيت وقالت لك أمك: يا فلان! شخص ناداك بالتلفون يريدك فإنك تجيبه، ويناديك رب الأرض والسماء بعنوان الولاية والإيمان ولا تبالي ناداك أو لم ينادك! ولا تسأل ماذا يريد من ندائه، ولو يشرح الصدر وتطمئن النفس لأغمي علينا من موقفنا هذا، ولهذا يضحكون إذا قلنا: ينبغي أن يقرءوا هذا النداء، وخاصة طلبة العلم، فينبغي أن يوجد عند كل سرير في فنادق العالم الإسلامي، والنزيل قبل أن ينام يقرأ نداءات الرحمن، وينبغي أن يوجد في كل بيت فيها مؤمن ومؤمنة؛ حتى يسمعوا نداءات ربهم، ولا تقولوا بعد ذلك: هم أحرار يجيبون أو لا يجيبون، فهم ليسوا أحراراً، بل هم عبيد الله يجب أن يطيعوه إذا أمر أو نهى.
قال: [ وها هو ذا سبحانه وتعالى ينادي عباده المؤمنين ليخبرهم بأنه سيبتليهم بشيء من الصيد ] فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ [المائدة:94]. وهذا إخبار [ والصيد هو ] كل [ ما يصاد ] فيسمى صيداً [ من حمار الوحش إلى الغزال وما دون ذلك كالطير والأرانب] فهذا كله صيد [ أطلق المصدر وأريد به اسم المفعول، وهو المصيد ] فالصيد مصدر [ إذ الفعل صاد يصيد صيداً، كباع يبيع بيعاً ] فأطلق المصدر وأريد به اسم المفعول، مثل البيع اسم والمبيع اسم مفعول [ فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [المائدة:94]. يا من آمنتم بالله ولقائه وكتابه ورسوله، لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ [المائدة:94]، أي: ليختبرنكم الله ربكم ووليكم، بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ [المائدة:94]، أي: مما يصاد كالظباء والأرانب وغيرهما، وقد فعل ذلك بالمؤمنين أيام عمرة الحديبية ] سنة ستٍ من الهجرة النبوية [ فكانت الوحوش والطيور تغشاهم في رحالهم بصورة لم ير مثلها قط ] وهم ألف وأربعمائة شخص، وإذا بالأرانب والغزلان والطير يأتي عليهم ويقع فوقهم، وهم والله في حاجة إلى اللحم، وهذا امتحان عظيم. وأنتم قد امتحنتم بتطهير بيوتكم فلم تصبروا، وما زالت الدشوش مكانها، تتحدون الله والرسول وإمام المسلمين، ولا تزالون تستخدمونها، فهؤلاء أموات، والغافلون يجيبون ليس في الدش هذا شيء، فنحن مسلمون. وهذا هو جوابهم. وهل إذا رأيت رجلاً يعلو رجلاً أمامك في بيتك تبقى لك حياة أو روح؟ وهل إذا رأيت عاهرة يفعلوا فيها الفاحشة وأنت تنظر وتنظر أمك وامرأتك إليها تبقى لك كرامة أو وجود؟ سبحان الله! وهذا ليس في أمريكا، ولا في أوروبا، وإنما في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ذاك الذي يغضب من وجود صورة في الكتان، أو في خرقة من قماش، وأعوذ بالله من هذا المسخ. فهذا يتحداه لأنه ميت. ودعونا من البكاء، وهيا بنا نواصل هذا النداء.
قال: [ فنهاهم الله تبارك وتعالى عن صيده وقتله وهم محرمون بالعمرة قبل التحلل منها.
وقوله تعالى: تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ [المائدة:94]، أي: لكثرته وكثرة ما يغشاهم في رحالهم، فصغاره كبيضه، وفراخه تناله أيديهم، لو أرادوا أن يأخذوه، وكباره تناله رماحهم ] ونبالهم [ لو أرادوا صيده. ثم ذكر تعالى الحكمة من هذا الابتلاء العجيب، فقال عز وجل: لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ [المائدة:94] ] ممن لا يخافه [ وفعلاً قد خافوا ربهم، وما صادوا لا بأيديهم ولا برماحهم؛ فأصبحوا بذلك أهلاً للقيام بمهام الأمور وعظائمها؛ لأنهم عما قريب سيصبحون هداة البشرية وقادتها وقضاتها، فسيسوسون بالعقل والرشد، ويحكمون بالشرع، ويعاملون بالعرف ] ففازوا، ووالله لم تر الدنيا أفضل من الصحابة والتابعين.
قال: [ فمسخهم الله عز وجل ] حقيقة [ قردة وخنازير ] أي: هذه الفرقة التي أصرت على الباطل بعد أن صاح الموحدون وأهل الإيمان والآمرون بالمعروف: إن هذا منكر، فأبوا أن يسمعوهم، فأصبحوا والمدينة كلها على ساحل البحر الأبيض قردة وخنازير، وكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث رسوله إلى بني قريظة يناداهم: يا إخوان القردة والخنازير! فتمزقت قلوبهم؛ لأنهم لأول مرة يسمعون هذا، فقد كانوا جاحدين هذا، ففضحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: [ كما جاء ذلك في سورة الأعراف في قوله تعالى: وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ [الأعراف:163]... إلخ ] الآيات [ أما المؤمنون الصادقون ] في إيمانهم [ من تلك الزمرة المباركة الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد امتحنوا ونجحوا وفازوا، وجاء أناس غلب عليهم الجهل فأحلوا محارم الله بالحيل، كالربا بأنواع من الحيل ].
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ].
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر