أما بعد:
فقد انتهى بنا الدرس إلى ثالث أحداث السنة التاسعة، ولكن أعتذر إذ أقدم بين يدي الدرس كلمة تتعلق بالمولد النبوي الشريف، تعليماً لغير العالمين، وتذكيراً للناسين.
بسم الله تعالى أقول، وأقسم بالله أني لا أقول إلا على علم، ولا يخطر ببال أحد السامعين أو السامعات أني أقول شيئاً خائفاً أو طامعاً، فوالله لا وجود لهذا عندي قط.
اعلموا أن الموالد التي تعارف عليها المسلمون في قرون الجهل وظلمته لا وجود لها في دين الإسلام، فالموالد وذكرياتها موروثة منقولة إلينا من طريق اليهود والنصارى والمجوس، ولنفرض جدلاً أن غداً الميلاد، فماذا نصنع؟ وماذا نفعل؟ كم ركعة نصلي؟ ما مقدار الصدقة التي نتصدق بها؟ ما هو الذكر الذي سنكرره؟
ومن هنا يتبين يقيناً أن لا مولد في الإسلام، هذا أولاً.
ثانياً: لقد عاشت أمة الإسلام قرونها الذهبية الثلاثة ولم تعرف كلمة مولد لا لرسول الله، ولا لـفاطمة ، ولا للحسين ولا للبدوي ولا للعيدروس ولا لـإدريس .. أبداً.
فهل بعد مضي ثلاثة قرون يشرع لنا عبادة نعبد الله بها؟ أليس معنى هذا أننا ارتددنا، كيف يعقل أن نخترع عبادة نعبد الله بها لم يشرعها الله تعالى، ولا بينها رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا فعلها سلف الأمة الصالح، وعلى رأسهم أصحاب رسول الله وأحفادهم وأئمة الإسلام الأربعة، كيف يصح هذا؟! وكأننا نتهم الله عز وجل بأنه قصّر، فلم يشرع لنا هذه العبادة، أو كأننا نتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه خان أمانته، فأبى أن يبين لأمته مثل هذه البدعة.
أما بطلانها فحسبنا أن نسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أي: مردود على صاحبه، ولا يستطيع أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا من بعدهم أن يشرع كلمة تقال يعبد الله بها؛ إذ الدين تولى الله شرعه، فقال: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ [الشورى:13].
الله شرع لنا إذا ولد لأحدنا مولوداً أن يختار له اسماً طيباً يتفق معه في اليوم السابع، ويعق عنه بشاة أو شاتين إن كان ذكراً؛ شكراً لله على هذه النعمة، ثم يحلق شعر رأسه، ويتصدق بوزنه ذهباً أو فضة، وقد يكون ذلك الشعر جراماً أو أكثر أو أقل.
والذي شرع لنا إذا تزوج أحدنا أن يولم وليمة أقل ما يكون فيها ذبح شاة.
والذي شرع لنا عيدي الأضحى والفطر، وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم في عيد الفطر ماذا نصنع؛ فنغتسل ونتطيب ونتطهر، ونلبس أحسن ثيابنا، ونأتي إلى ساحة عظمى نجتمع فيها مع كل أهل القرية أو البلد، ونقول ونحن ذاهبين: الله أكبر.. الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، حتى نصل إلى المصلى، ونجلس ونحن نهلل ونكبر، ثم يأتي إمامنا فيصلي بنا ركعتين على هيئة خاصة حددها رسول الله وبينها، ثم يقوم خطيباً، فيخطب فينا.
وشُرع لنا زكاة الفطر قبل الخروج إلى المصلى؛ صاعاً من تمر أو شعير أو بر أو ما يطعمه الناس.
أما عيد الأضحى فهو عيد عظيم، وفي هذا العيد نخرج إلى المصلى كما خرجنا في عيد الفطر، ثم بعد ذلك نأتي فننحر ونذبح، ونقسم اللحم ثلاثة أقسام: قسم لأهل البيت، وقسم صدقة على الفقراء، والقسم الثالث: للأصدقاء والأقارب.
الذي شرع لنا هذا كله هل ينسى الموالد؟! أعوذ بالله أعوذ بالله! أنتهم رسول الله ولا نشعر؟!
وأيضاً: هل عرفتم يا معاشر المؤمنين والمؤمنات! أن العبادة تزكي النفس وتطهرها لتؤهلها لرضوان الله ومحبته وجواره؛ ولذلك لابد أن تكون العبادة قد شرعها الله وبينها رسوله صلى الله عليه وسلم، فنفعلها كما هي بلا زيادة ولا نقصان، فلا نقدمها عن وقتها ولا نؤخرها، ولا نوقعها في غير مكانها، وإلا فهي باطلة باطلة باطلة!
لا توجب الزكاة للنفس ولا الطهر ولا الصفاء.
بالله الذي لا إله غيره -ومن باب تقريب المعاني- لو أن أحدنا قام وصلى الصبح بعد العشاء وقال: أخاف أن أموت فلا أستيقظ، هل يجد تحت أديم السماء فقيهاً يقول له: لا بأس بصلاتك وهي صحيحة؟ لا، لماذا؟ رغم أنه صلاها على طهر، رغبة فيما عند الله ليزكي نفسه؛ لأن الصلاة حُدد لها الله وقت معين، فإيقاعها في غيره لا ينتج ولا يولد المادة التي نعبد الله من أجلها؛ لتزكو نفوسنا، وتطهر قلوبنا وتطيب.
ولو أن امرأً جاهلاً أتى البقيع وقام يصلي المغرب أو العشاء في المقبرة، وسأل فقيهاً أصلاتي صحيحة؟
يقول له: لا. باطلة. لم صلاتي باطلة يا فقيه؟ لأنك صليت في مكان نهى الشارع عن الصلاة فيه، فصلاتك باطلة. هذا رغم أدائها في الزمان الصحيح على الصفة والهيئة المطلوبة.
ولو أن امرأً صلى العشاء فجهر بالركعتين الأخيرتين تحدياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم لكانت صلاته باطلة! وهكذا ..
ولا نلوم المسلمين على ما يفعلون؛ لأنهم أُبعدوا عن الصراط المستقيم، صرفوهم -والله- عن الإسلام، ولا عجب فهذه المسيحية دين عيسى -روح الله وكلمته- ما عبد أصحابه الله بها أكثر من سبعين سنة، وإذا بهم يتحولون إلى الشرك والوثنيات والأباطيل، ونحن الحمد لله مكثنا ثلاثمائة سنة بلا باطل ولا بدع، وبعد الثلاثمائة، وقع ما وقع ..
إذاً: لنعلم معاشر المستمعين والمستمعات! أن المولد سواء كان للنبي صلى الله عليه وسلم أو لولي أو لشخص من الأشخاص أنه ليس من دين الله، ولا في شريعة الله، فهو بدعة محضة، يجب أن تعرف هذا عبد الله، وإن قلت: أنا أعرف أنه بدعة ولكن أعملها، فهنا نقول: أما تستحي من الله عز وجل؟ أما تخجل أن رسوله لم يبين لك هذا وأنت تعبده به وتريد أن تتقرب به إليه؟ كيف يصح هذا؟!
ثم إذا كان النصارى لهم ذكريات في العام مرة، فنحن ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفارقنا، فالرسول صلى الله عليه وسلم لا نصلي صلاة إلا ونسلم عليه مواجهة، نقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وهذا في كل ركعتين وطول العام، وكذلك ذكراه على المنارات والمآذن نكررها خمس مرات كل يوم: أشهد أن محمداً رسول الله، فهل هذا يحتاج إلى ذكرى سنوية لو كان هناك عقول واعية فاهمة!!
إن سبب هذه الفتنة -أولاً- الطمع والمادة -وأقسم بالله-.
ثانياً: الجهل.
ثالثاً: أصابع الثالوث الأسود: المجوس واليهود والنصارى، فهم الذين ما إن رأوا أنوار الإسلام تلوح في الآفاق والبشرية تدخل في رحمة الله، حتى اغتاظوا وأصابهم الكرب العظيم، واتفقوا على إطفاء هذا النور، وكادوا ما شاء الله أن يكيدوا، ونجحوا.
وخلاصة القول: اعلموا أن العيد المعروف بعيد الميلاد بدعة منكرة محرمة، وقد يقع بين القائمين بتلك البدعة أشياء تتنافى مع لا إله إلا الله، أي: مع التوحيد، ومن مظاهر ذلك أن يدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينادوه ويستغيثوا به، ومن أدلة ذلك أنهم إذا قرءوا سيرة الميلاد ووصلوا إلى (ثم وضعته آمنة ) يقومون قيام إكبار وإجلال لروح الرسول صلى الله عليه وسلم، فهم يعتقدون أن روح الرسول معهم، فأي كذب أفظع من هذا الكذب؟! وكيف يكذبون على رسول الله؟!
وما علينا إلا أن نبين لمن أراد أن يتعلم، وأن ننصح من استنصحنا وطلب الهداية منا، وأن نقول كلمة الحق: إن هذه المواليد كلها بدع وضلالات!
ونكتفي بهذا، ونعود إلى درسنا، لنقضي هذه الساعة مع الحبيب صلى الله عليه وسلم.
[وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً ] هذا ابن أبي طالب صهر الحبيب وابن عمه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن أصحابه أجمعين [في مائة وخمسين رجلاً] بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ ليس هناك جماعة من المجاهدين المتعنترين، الذين لا يبالون بإمام المسلمين يبعث أو لا يبعث، فهم يبعثون أنفسهم.
إن كل العصابات التي تتواجد هنا وهناك تكفر الناس، تريد أن تُقيم بذلك دولة الإسلام، وتغتال وتقتل وتثير الفتن والمحن، كل هؤلاء هالكون إلا من شاء الله أن يتوب عليه، وكلمة الجهاد عندهم باطلة باطلة باطلة! ولعل هناك من يقول: يا شيخ! تتبجح بهذا الكلام، ما أدلتك من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
فأقول: إليك الجواب يا طالبه:
الجهاد هو قتال الكافرين ليدخلوا في رحمة الله والإسلام، فيطهروا ويكملوا في الدنيا ويسعدوا بالجنة يوم القيامة، الجهاد هو قتال المشركين والكافرين من أجل أن يعبدوا الله عز وجل؛ إذ خلقهم لعبادته وربط سعادتهم بها في الدنيا والأخرى، ونحن هدانا الله وأعطانا هذا النور لكي ننشره، فكيف ننشره؟
هل تخرج جماعة من القرية الفلانية لتقاتل بدون إذن إمام المسلمين؟! والله ما جاز هذا ولا صح، فلابد من إمام يُبايع على إقامة دين الله، ثم بعد ذلك ينظر ذلك الإمام إذا كانت له قدرة وهو ينظر إلى رجاله وأسلحتهم وعتادهم، وينظر إلى الدولة التي يريد أن يغزوها إذا كانت أقل منه عدداً وأقل عتاداً وعرف أنه سينتصر، حينئذ يعين قائداً وتمشي أمته وراءه، فترسو سفنهم على سواحل البحر إن كانت سفناً، أو خيلاً على حدود البلاد، ويراسلون أهل تلك البلاد -أي: حاكمهم ملكاً أو سلطاناً- وهذه سفارة تتم قبل إعلان الحرب.
فيقولون لهم أولاً: هل تقبلون دين الله، جئنا به إليكم لتسعدوا وتكلموا في الدنيا والآخرة، فإن قالوا: لا نرضى استبدال ديننا بدين آخر وحسبنا دين آبائنا وأجدادنا ما نريد غير ديننا يقولون لهم:
إذاً: هل تسمحون لنا أن ندخل البلاد فنعلم الناس ليهتدوا وينجوا ويسعدوا، ونتولى حمايتكم وتصبحون في ذمتنا، لا يغزوكم غازٍ إلا ونحن نرده عنكم؟ فإن قالوا: تفضلوا، دخلت خيل الله، وعندها يشاهدون طهرنا وصفاءنا وصدقنا وكمالنا، فينجذبون إلى الإسلام لمجرد المرائي والمناظر.
وإن رفضوا فلم يبق إلا القتال، يقول القائد: اسمعوا يا خيل الله! لا تقتلوا امرأة، ولا طفلاً، ولا شيخاً كبّاراً، ولا من اعتصم بمعبد أو صومعة وغيرهما .. وإنما القتال للذين يقاتلونكم ألا وهم الرجال الحاملون للسلاح.
والذين يقاتلون الآن في بلادنا؛ يقتلون النساء والأطفال والعميان والعجزة ومن هب ودب، آلله أذن بهذا؟ هذا لا يصح ولو غزونا روسيا، والله ما صح ولو غزونا تل أبيب، لا يصح هذا التفجير ليأتي على الكبير والصغير، والمقاتل وعدم المقاتل.
إن قتالاً بدون إمام عاقبته السوأى، وأليكم البرهنة العقلية التي لا يردها إلا أعمى لا بصيرة له.
بسم الله، قاتلنا هولندا في إندونيسيا وانهزمت وتحررنا، لِم لَم تقم دولة الإسلام يوم الاستقلال؟ فأقيمت الصلاة إجبارياً، وجبيت الزكاة، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وطبقت شرائع الله؛ لأنهم ما قاتلوا وراء إمام بايعوه فلما انتصر أقام دين الله بينهم، وكذلك ممالك الهند التي كانت تحت بريطانيا لما استقلت لِم لَم تقم دولة إسلامية؟ لأنهم لم يبايعوا إماماً ولا قاتلوا وراءه، فكيف تقام الدولة بين الأحزاب وأصحاب الأطماع والشهوات.
دعنا من بلاد العجم .. بلاد العرب ألم تكن مستعمرات كلها؟ لما استقلت المغرب، لِم لَم تقم دولة الإسلام؛ لأنهم لم يبايعوا إماماً بيعة حقيقية على أن يعبد الله وحده ويقام شرعه ودينه، ولكن قاوموا للاستقلال، ومن المغرب إلى الجزائر وإلى تونس وليبيا وسوريا والعراق وغيرهم .. لِم لَم تقم دولة إسلامية؟!
وها هي أفغانستان، كم سنة ونحن نبكي هنا ونجمع المال من أجلها؟ عشر سنين. لِم لَم تقم دولة الإسلام؟ لأنهم رفضوا أن يبايعوا إماماً ربانياً يقاتلون وراءه، من أجل أن يعبد الله ويقام دينه، والآن تتعنتر جماعة كالمتلصصة هنا وهناك ويطالبون بإقامة الدولة الإسلامية!
أهذا فهم؟! أهذا ذوق؟ أهذا علم؟ أهذه بصيرة؟ لم لا نسأل أهل العلم؟
وقد قلت لإخواننا في الجزائر بعدما راسلتهم عدة مرات -ورسائل مطبوعة- قلت لهم: إن أمركم بين ثلاثة أمور:
إما أن تتفقوا مع الحكومة وتتصالحوا، ويبقى لكم وجودكم ودعوتكم الإسلامية؛ إذ بلادكم ما مُنع فيها أحد أن يعبد الله قط، فإن رفضتم فلا يخلو أمركم من أمرين:
إما أن تنتصر الحكومة وتفقدون هذه الدعوة نهائياً؛ لأن الشعب المهزوم يتملق للحاكمين بالفسق والفجور، وقد عرفنا هذا في الدنيا، وتنتهي هذه الدعوة الربانية التي أردتم إطفاءها باسم الإسلام والجهاد.
أو تنتصرون أنتم وتنكسر الحكومة، وهذا أبعد البعيد، ثم يأكل بعضكم بعضاً إلى ما لا نهاية، ولا تقوم دولة إسلامية، ومن يعش سوف يرى، فمن أراد أن يقيم دولة إسلامية فليجتمع على بيعة مؤمن رباني شريف عال، يبايعه على إقامة دولة الإسلام ليعبد الله وحده، ثم الجهاد، ولن يرمي به أيضاً في مقاتل، فلابد وأن يعرف كيف يتصرف بحكمة الله وعونه.
والآن نواصل حديثنا مع حبيبنا صلى الله عليه وسلم.
أما عدي أخوها، فقد فر إلى الشام بمجرد أن سمع بعث السرية إلى دياره، وكان على الصنم سيفان يقال لأحدهما: مخذم، وللآخر: رسوب، فأخذهما علي رضي الله عنه كما وجد في خزانة عدي ثلاثة أسياف] جمع سيف [وثلاثة أدراع] جمع درع وهو ما يلبسه المحارب [واستعمل على السبي أبا قتادة ، وعلى الأموال عبد الله بن عتيك ، وقسم الغنائم في الطريق، وعزل الصفي] والصفي ما يؤخذ من الغنيمة [لرسول الله صلى الله عليه وسلم] الله اصطفاه له، قال تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ [الأنفال:41].
قال: [ووصل ببنت حاتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة النبوية] فاطمة جاءت إلى المدينة [وكان من أمرها ما حدَّث به أخوها عدي فلنستمع إليه] نترك أخاها يكلمنا ويحدثنا.
[قال عدي -وهو يقص قصة إسلامه-: ( جاء خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني سرية
[( فقال: ومن وافدك؟ )] ومن وافدك الذي غاب؟ [( قالت:
قال: [( قال
عجيبة هذه فاطمة ! هل تخرجت من أي جامعة؟ هل تحمل شهادة جامعية؟ والله لو تجمع الجامعيات كلهن ما استطعن أن يفقهن هذا ويقلنه، ومعنى هذا: يا نساء المؤمنين! يكفيكن أن تعلمن بناتكن الابتدائي فقط، فلا متوسط ولا ثانوي ولا جامعي ولا كليات، فإنها طريق إلى الهاوية والدمار، وأتكلم والله على علم، ولن تكون العواقب إلا الخزي والعار والذل والهون والدون.
[( قال: فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وعرفته نفسي، فانطلق بي إلى بيته، فلقيته امرأة ضعيفة في الطريق فاستوقفته، فوقف لها طويلاً، فكلمته في حاجتها )] وهذا مظهر عجيب، فالملك أو السلطان -الحاكم العام- يمشي في الطريق فتستوقفه عجوز، وتبدأ تنثر عليه كلامها وهو واقف يستمع لها! هذا هو رسول الله، وأتباعه ويجب أن يكونوا مثله.
قال: [( فقلت: ما هذا بملك، فقال لي: يا
[قال عدي بن حاتم : ( ودخلت عليه صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية من سورة التوبة: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ [التوبة:31] فقلت: إنهم لم يعبدوهم يا رسول الله! قال: بلى. إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم في ذلك، فتلك عبادتهم إياهم )] فإذا أحلت الحكومة حراماً فحللته أنت تكون بذلك اتخذتها إلهاً، وإذا حرمت حلالاً فحرمته أنت تكون بذلك اتخذتها إلهاً، فهل عرف هذا المسلمون؟!
إن لهذه المقطوعة من السيرة العطرة نتائج وعبراً تذكر إزاء الأرقام الآتية:
أولاً: مشروعية هدم الأصنام وغزو أهلها ليدخلوا في الإسلام ليكملوا ويسعدوا] ولكن كيف نغزوهم ونهدم أصنامهم؟ هل نغزوهم بالجماعات والتلصص؟! لا، لا يجوز، فالجهاد لا يكون إلا تحت راية لا إله إلا الله، يقودك بها إمام المسلمين، فـعلي رضي الله عنه كسر الأصنام بإذن الرسول، هو الذي بعثه.
[ثانياً: بيان جهل المشركين وضلالهم في تعليقهم السلاح على أصنامهم لتدفع به عن نفسها] ووالله فعلوا هذا بأولياء الله في بلاد العرب، فوضعوا تمثالاً على قبر سيدي فلان وعلقوا به ما علقوا؛ لظلمة الجهل، فقد أبعدوهم عن القرآن وأهله.
[ثالثاً: بيان الكرم المحمدي، وتقرير مبدأ: (أكرموا عزيز قوم ذل)] أي: إذا جاءكم عزيز في بلاده وذل فأكرموه، وأخذنا هذا من إكرام النبي صلى الله عليه وسلم عدي وأخته فاطمة ؟
[رابعاً: آية النبوة المحمدية المتجلية الظاهرة في تحقيق ما أخبر به من الغيب.
خامساً: بيان أن طاعة العلماء والحكام في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم هي عبادة لهم، إن كان ذلك بغير إكراه] أما إذا كان بالعصا فلا إكراه في الدين، أما باختيارك وتطيع الحاكم ويُحل لك الحرام فلا يحل؛ لأنك تعبده بذلك.
وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ..
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر