إسلام ويب

احذروا الفتنللشيخ : عبد الله حماد الرسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما سيقع في آخر الزمان من الفتن والمحن، وهاهو عصرنا يشهد بعضاً منها؛ كقلة العلماء وكثرة أهل الضلال، والشح والطمع وإضاعة الأمانة، والحرص على اكتساب المال من حلال أو حرام ... وهذا هو ما تحدث عنه الشيخ، وبين أهمية محاربة الفتن والحذر منها، وترك الشبهات، واكتساب المال الحلال.
    الحمد لله عالم السر والنجوى، أحاط علماً بجميع الكائنات فلا تخفى عليه خافية، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى، المبين عن ربه شرعه المنتقى، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ومن لنهجهم اقتفى وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعد:

    فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى، واحذروا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

    أمة الإسلام: تمسكوا بدينكم، واحذروا مما يصدكم عنه من مال وأهل وولد: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [الأنفال:28].

    أمة الإسلام: احذروا فتنة القول وفتنة العمل، وفتنة العقيدة والآراء الهدامة والمشاهدات السيئة؛ فإن ذلك كله يصدكم عن دينكم، ويوجب هلاككم والعياذ بالله.

    أمة الإسلام: انظروا إلى سلفكم الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، واسلكوا طريقهم؛ فإنكم بذلك أمرتم، وبذلك تفلحون، إن شاء الله.

    ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بما سيكون إلى قيام الساعة، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بفتن في آخر الزمن، أخبرهم لعلهم يحذرون ويتقون ويرجعون إلى ما كان أسلافهم عليه ويتمسكون به، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن فتنة الدين بما يحدث من المغريات المادية والفكرية، فقال صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا).

    وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن فتنة الجهل والطمع والفوضى، فقال صلى الله عليه وسلم: (يتقارب الزمان، ويقبض العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرجْ قالوا: يا رسول الله! وما الهرج؟ قال: القتل) متفق عليه.

    قلة العلماء وكثرة أهل الضلال

    أمة الإسلام! لقد كاد أو قرب قبض العلم، وقل العلماء؛ قل العلماء الربانيون، قلّ أهل الخشية لله تعالى، وأهل الهداية، إن العلم حقيقة هو العلم النافع؛ الذي يكون صاحبه قدوة في الخير والصلاح والزهد والروع، واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين.

    لقد ظهرت الفتن شتى من كل نوع ومن كل جهة.. ظهر الطعن في الإسلام، والتشكيك في الدين، وتزييف الناس فيه، وسلب محبته من قلوب الناشئين، ومحاولة إبعادهم عن هذا الدين الحنيف بكل المحاولات والمغريات المعروفة والتي انتشرت بين الخافقين بكثرة.

    أيها المسلمون: لقد تصاعدت الفتنة من جزئيات الدين وفروعه إلى أصوله وأركانه، وتطورت الفتنة من الأفراد والأقليات، وتلك طامة كبرى، ومصيبة عظمى، أن تتدرج الفتن هذا التدرج، وتتوسع هذا التوسع في حجمها وشكلها.. اللهم إنا نسألك الثبات على الإسلام، اللهم إن نسألك الثبات على الإسلام، اللهم إن نسألك الثبات على الإسلام.

    أيها الإخوة في الله: شيوعية ، ويهودية ، وماسونية ، ونصرانية ، وإلحادية ، ومجوسية ، ووثنية؛ كل هؤلاء يحاولون الوثب على الإسلام، ولكن نسأل الله الحي القيوم أن يجعل شرورهم في نحورهم، وأن يردهم خائبين إنه على كل شيء قدير.

    أمة الإسلام: كونوا على يقظة مما يدبره لكم الأعداء، ومما يجتمعون من أجله ليصدوكم عن دينكم، فهذا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: {قلت: يا رسول الله! هل بعد هذا الخير الذي جئت به من شر؟ قال: نعم. قلت: وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر. قلت: وهل بعد ذلك من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله! صفهم لنا؟ قال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا} فقد ظهر هذا -يا عباد الله!- ولكن خذوا حذركم، وتمسكوا بكتاب الله وبهدي رسوله صلى الله عليه وسلم.

    الشح والطمع وإضاعة الأمانة

    عباد الله: لقد ألقي الشح والطمع في قلوب بعض العباد؛ حتى منعوا الزكاة المفروضة، والنفقات الواجبة، وطمع البعض من الناس فيما ليس لهم به حق، وكثرت الفوضى والقتل، ولقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فتنة الأمانة، وأنها سترفع في آخر الزمان حتى لا تكاد ترى أميناً.

    ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلقد قبضت الأمانة إلا ما شاء الله، ولقد صار الأمناء يعدون بالأصابع، فترى القبيلة ليس فيها إلا أمين واحد، والرجل يعجبك في عقله وظرفه وجلده، لكن ليس في قلبه إيمان؛ لأن الأمانة نزعت منه، ومن أراد أن ينظر إلى هذا ويتحقق منه؛ فليدخل إلى أسواق المسلمين، ويرى ما فيها.

    ولقد جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: {متى الساعة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة} رواه البخاري.

    الحرص على المال وكسب الحرام

    عباد الله: ألا وإن من الفتن الكبيرة العظيمة: فتنة المال، وقلَّ من يسلم منها، قلَّ من يأخذ المال من وجهه ويصرفه في وجهه المشروع، فكان عند الكثير من الناس الحلال ما حل في يده بأي طريق كان، والمصروف منه ما صرفه في هواه ولو في الحرام، نستجير بالله من مضلات الفتن.

    قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى: {ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن الحلال أم من الحرام} رواه البخاري.

    ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن الكثير من الناس لا يبالون بالمال من أي وجه اكتسبوه، وكأنما خلقوا للمال وللدنيا، ولا حساب عليهم في ذلك ولا عقاب، يكسبون المال بالغش وبالكذب وبالرشوة وبالربا صريحاً أو خداعاً أو حيلة، ويكتسبون المال بالدعاوى الباطلة، وما أكثرها، ولا حول ولا قوة إلا بالله! بالمحاماة وبغيرها، فيدَّعون ما ليس لهم، ويجحدون ما كان عليهم، ولا يؤدون أعمالهم الوظيفية، ويأخذون المرتبات كاملة من غير نقص، كل هذه الطرق التي دخل معها المال فإنه حرام لا خير فيه، وعاقبته العذاب والنكال: {وأيما جسم نبت من السحت فالنار أولى به}.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088991141

    عدد مرات الحفظ

    780421915