وقد تطرق شيخنا في هذه الرسالة إلى وصف ماذا سيكون بعد الموت من حشر وأهوال عظام، وجنة ونار تلظى وغير ذلك من الأوصاف.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران:131-132] اتقوا النار بطاعة الله، وبامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه؛ فإنه لا نجاة لكم من النار إلا بامتثال أوامر الله واتباع أوامره واجتناب نواهيه.
عباد الله: اتقوا النار فإنها دار البوار، والبؤس والشقاء والخزي والعار، دار من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، دارٌ ساكنها شرار خلق الله تعالى من الشياطين وأتباعهم.
لعل البعض يقول: لماذا هذا المسكين يكرر ذكر الجنة والنار؟ فأقول: يا عبد الله: إن النار هي سجن لمن عصى الله، والجنة رحمة لمن أطاع الله، فلننظر في أعمالنا يا عبد الله، هل تتجدد أعمالنا باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه؟! لا، والله. بل نحن في انحطاط وابتعاد عن أوامر الله واجتناب نواهيه، لماذا؟ لأننا لا نزداد طاعة بعد طاعة على تجدد نعم الله علينا، نعم الله تدر علينا ليل نهار ولكن مع الأسف الشديد نقابلها بالمعاصي والنكران للجميل.
أين هم في الفجر يا عباد الله؟! أين هم في الفجر يا عباد الله؟! أكرر ذلك؛ لأني أخاف أن تزول عنا هذه النعم؛ ولأن ترك الصلاة كفر والعياذ بالله، وتارك الصلاة توعده الله بسقر، وما أدراك ما سقر! طبقة من طباق جهنم.
أما المتخلف عن الصلاة والذي يعتذر بالوظيفة يقول: إذا أتيت من العمل متأخراً وأذان العصر قد حان فأنا أريد أن آكل وأشرب، والصلاة سأقضيها بعد الفراغ، هذا إذا كان حريصاً أما الذي لم يكن حريصاً فإنه إذا أكل وشرب نام وترك صلاة العصر والمغرب حتى العشاء.
فيا عباد الله! إن هذه النعم سوف نحاسب عليها، ونخشى أن ينزل علينا من الله غضب ونحن غافلون، يقول بعض السلف: إذا رأيت الله يدر على عبده النعم وهو يعصيه فاعلم أن ذلك استدراج. نعم -يا عباد الله- والعقاب لا يخص بل يعم، يقول صلى الله عليه وسلم لما سألته إحدى زوجاته قالت: {يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: نعم. إذا كثر الخبث}
إذاً الخبث بأي شيء يغير يا عباد الله؟! يغير بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا لم نغير ولم نأمر بالمعروف ولم ننه عن المنكر فلا نأمن عقاب الله.
وسمع الصحابة رضي الله عنهم صوت وجبة - أي: شيء سقط- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: حجر أرسله الله في جهنم منذ سبعين خريفاً -سبعين سنة- فالآن حين انتهى إلى قعرها} رواه مسلم.
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {يقال لليهود والنصارى: ماذا تبغون؟ فيقولون: عطشنا ربنا فاسقنا. فيشار إليهم: ألا تردون، فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضاً؛ فيتساقطون في النار} قال الله تعالى: وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً [مريم:86].
هذه نار جهنم، إذا أقبلوا بالعصاة إليها يسحبونهم الزبانية إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ [الملك:7] تفور فوراناً تقلبهم كما تقلب الحبة في المقلى، نار قد ملأها الله غيظاً وحنقاً عليهم تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ [الملك:8] انظروا يا عباد الله! جهنم غاضبة لغضب الله عز وجل، تكاد تميز من الغيظ على عصاة الله، يلقون فيها أفواجاً أفواجاً، يقابلون بالتقريع والتوبيخ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ [الملك:8] هل ينكرون؟! لا. قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِير [الملك:9] فماذا عملتم؟ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ [الملك:9] يقولون ذلك لأنبياء الله ورسله، ثم يعودون باللوم على أنفسهم وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ [الملك:10-11] يعترفون في جهنم، ولكن هل يفيدهم هذا الاعتراف؟! لا والله لا يفيدهم فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ [الملك:11] هذا ما يقابلون به عند دخولهم النار، توبيخ وتقريع وإهانة وتنديم فتنقطع قلوبهم أسفاً، وتذوب أكبادهم كمداً وحزناً، ولكن لا ينفعهم ذلك.
فإذا دخلوها فما أعظم عذابهم، وما أشد عقابهم، يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم، يقول الله جل وعلا: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ [الزمر:16] ولئن سألتم عن طعام أهل النار وشرابهم ما هو؟ فهو الزقوم.
وما هو الزقوم؟ الزقوم: شجر خبيث، مر الطعم، نتن الريح، كريه المنظر، يتزقمونه تزقماً لكراهته وقبحه، ولكن يلجئون إلى ذلك لشدة جوعهم فلا يسمنهم ولا يغني من جوع، في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {اتقوا الله حق تقاته، فلو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معيشتهم} قطرة من قطرة الزقوم الذي يشربونه في نار جهنم..!
فإذا ملئوا بطونهم من هذا الطعام الخبيث الذي لا يسمن ولا يغني من جوع التهبت أكبادهم عطشاً، فلا يهيئ لهم الشراب وإنهم ليستغيثون ولكن بماذا يغاثون؟ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ [الكهف:29].
ما هو المهل يا عباد الله؟ المهل: هو الرصاص المذاب يشوي الوجوه من شدة حره وبئس الشراب كما قال الله جل وعلا بِئْسَ الشَّرَابُ [الكهف:29] يشربونها على كره واضطرار شرب الهيم وهي: الإبل العطاش التي لا تروى من الماء.
فإذا سقط في أجوافهم ماذا يعمل؟! يقطع أمعاءهم فهو كالمهل في حرارته وكالصديد في نتنه وخبثه! قال الله تعالى: وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ [إبراهيم:15] أسأل الله العافية في الدنيا والآخرة!
يا عباد الله! ما هذه المواعظ التي تتلى علينا ولكن أين القلوب؟ هل ماتت القلوب يا عباد الله؟! لا نرانا نزداد في طاعة الله أبداً ولا حول ولا قوة إلا بالله! وكالعادة نأتي إلى المساجد ونخرج، ولا حول ولا قوة إلا بالله! اسمعوا يا عباد الله: وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ [إبراهيم:15-17].. لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى [طه:74] إنا لله وإنا إليه راجعون! ويل لمن كانت جهنم مسكنه يا عباد الله!
ثم إن سألتم عن لباسهم؛ فهو لباس الشر والعار قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ [الحج:19] ما بالكم بجسم مسيرته ثلاثة أيام، وضرسه مثل جبل أحد!! هذه أجسام أهل النار، ثم تقطع لهم هذه الثياب قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ [الحج:19] على قدر أبدانهم، ولا تقيهم حر جهنم بل تزيدها حرارة واشتعالاً، ولئن سألتم عن المدة فعذابهم مستمر دائم يقول الله: لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ [الزخرف:75] أبلسوا من رحمة الله، نسأل الله العفو والعافية!
ثم تلك الجلود كلما نضجت جلودهم بدلهم الله جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب الأليم، وكل ما خبت تلك النار زادها الله سعيراً، يرتفع بهم اللهب إلى أعلى جهنم ثم يعودون إلى قعرها كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ [السجدة:20] ثم يطلبون الراحة من جهنم، ثم يقولون لخزنة جهنم: ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ [غافر:49] فلا تجيبهم الملائكة إلا بالتوبيخ، ثم تقول لهم الملائكة: أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ [غافر:50] هل يكذبون؟ لا. ويقولون: بلى. قد جاءتنا رسل ربنا، والقرآن، والسنة، والمرشدون والواعظون؛ ولكن ما لقلب بميت إيلام قال تعالى: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج:46] جاءت الرسل بالأدلة الواضحات فيقولون: بلى. فتقول لهم الملائكة: فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ [غافر:50] فلا يستجاب لهم، ولا يسمع لهم دعاء لأنهم لم يستجيبوا للرُسل حين دعوهم إلى الله وإلى عبادته في الدنيا، فإذا لم يجابوا وهم يتعاوون ويصطرخون ويدعون بالويل والثبور تمنوا الموت حينئذٍ فقالوا: يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ [الزخرف:77] يطلبون الموت راحة لهم مما هم فيه من العذاب، فيرد عليهم خازن النار: إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ [الزخرف:77].
ثم يتوجهون إلى رب العالمين ذي العظمة والجلال والعدل في الحكم والفعال فيقولون: قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ [المؤمنون:106-107] فيقول لهم أحكم الحاكمين: اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون:108].
لقد أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {أن أهون النار عذاباً من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل -أي القدر- ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً وإنه لأهونهم عذاباً}.
ويقول صلى الله عليه وسلم: {يؤتى بأنعم أهل الدنيا -الذي كان يأكل ويشرب وينام مثل البهائم- من أهل النار فيصبغ في النار صبغة -أي: يغمس فيها- ثم يقال: يا ابن آدم! هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب} الله أكبر! نسي المأكل والمشرب والمنام والغفلة، أجل -يا عباد الله- إنه نسي كل نعيم مر به في الدنيا وقد غمس في النار غمسة واحدة فكيف به وهو مخلد فيها أبداً.
يقول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً [النساء:168-169] ويقول ربنا جل وعلا: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً [الجن:23] متى هذه الأخبار؟ هل تقال لنا يوم القيامة؟ لا. هذه موجودة في القرآن الآن، في رمضان نقرأ القرآن من أوله إلى آخره، ونسمع هذه الإنذارات، وتقرأ في فرائض الصلوات هذه الإنذارات وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً [الجن:23].
وأيضاً يقول رب العالمين: إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً [الأحزاب:64-65] لا يجدون واسطة يخلصهم من الحجرة أو من السجن، يدخل في الليل ويخرج في النهار.. لا. لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً [الأحزاب:65] متى ذلك؟ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ [الأحزاب:66] يا رب! يا رحمن! رحمتك يا كريم! النار يا عباد الله! اهربوا من النار، اهربوا من النار إن كانت لكم قلوب واعية يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ [الأحزاب:66] ماذا يقولون؟ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا [الأحزاب:66] ثم قالوا: وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً [الأحزاب:67-68].
اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام نجنا من النار، اللهم أيقظنا من غفلاتنا، اللهم أيقظنا من رقداتنا، اللهم صحنا من سكراتنا سكرات الدنيا حتى نستيقظ لما أمامنا يا رب العلمين.
اللهم إنا نسألك أن ترزقنا صالح الأعمال التي ترضيك يا رب العالمين وتخلصنا بها من النار إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
اللهم ارحمنا، فإنه لا طاقة لنا بجهنم يا رب العالمين، اللهم لا تجعل إلى النار مصيرنا، اللهم إنا نعوذ بك من نار جهنم فإنه لا طاقة لنا بنار جهنم يا رب العالمين، يا أرحم الراحمين، يا أكرم الأكرمين، يا من هو أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، يا من هو أرحم بنا من أنفسنا، لا تجعل إلى النار مصيرنا، اللهم لا تجعل إلى النار مصيرنا، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله عز وجل واحذروا من أسباب سخطه وعقابه، واعلموا أنكم لم تخلقوا عبثاً ولم تتركوا سدىً، وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للفصل بين العباد ويميز فيه بين المطيعين والعصاة، فالمطيعين سوف يساقون إلى جنة عرضها السماوات والأرض، والعصاة سوف يسحبون إلى النار وبئس المصير، فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء الآجال، ثم تندمون حينئذٍ ولات حين مندم، فبادروا بالتوبة النصوح.
عباد الله: تزودوا من الأعمال الصالحات فإنكم غداً يوم القيامة سوف توقفون بين يدي الله ثم تسألون عن أعمالكم وتحاسبون عليها، ثم تجزون عليها الجزاء الأوفى مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [فصلت:46] وصلوا على رسول الله، صلوا على الناصح الأمين الذي ترككم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، صلوا عليه امتثالاً لأمر رب العالمين يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين عاجلاً غير آجل، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم اشف أمراض قلوبنا، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
اللهم أصلحنا وأصلح ولاة أمورنا واجعلنا وإياهم هداة مهتدين، نأمر بالمعروف ونفعله وننهى عن المنكر ونجتنبه، اللهم أصلحنا وأصلح بنا، اللهم أصلح أولاد المسلمين أجمعين ذكورهم وإناثهم يا رب العالمين، اللهم أقر عيون والديهم بصلاحهم يا رب العالمين، اللهم رد شاردهم، وثبت مهتديهم، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا واللواط والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عنا وعن جميع المسلمين عامة يا رب العالمين، وأستغفر الله العلي العظيم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر