إن هذه المضغة الصغيرة ذات أهمية بالغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله.
وكما أن لموت القلوب أسباباً فكذلك لحياتها أسباباً، وإن من أعظم أسباب حياتها ذكر الله.
أما بعد:
فيا أيها الناس! اتقوا الله عز وجل, وراقبوه في السر والعلانية, كما هي وصية الله للأولين وللآخرين, ورسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي -أيضاً- بعض الصحابة ويقول: (اتق الله حيثما كنت).
أيها الإخوة في الله: من تقوى الله عز وجل إحاطة القلب ونصحه وإدخال كل شيء يرضي الله إليه, وإبعاد كل شيء يغضب الله سبحانه وتعالى عنه, وهذه القطعة الصغيرة التي لا يراها أحد إلا الله سبحانه وتعالى أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي: القلب) اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.. رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران:8].
أيها الإخوة في الله: إن القلب هو المسيطر وهو الملك على الأعضاء كلها, لذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا التوجيه ليحث الأمة الإسلامية على حفظ هذا الوعاء المهم, ألا وهو القلب, كذلك حث على حماية هذا القلب, وعلى وقايته من الأخطار.
عباد الله: القلب مصدر سعادة الإنسان أو شقاوته, ومن القلب تنبعث حياة الإنسان الروحية أو ينبعث موته المعنوي.
يا أمة الإسلام: القلب يحتاج إلى عناية, وإلى صيانة, ويحتاج إلى عطف منك أيها الإنسان حتى يقوم بواجبه, والقلب يحتاج منك أن تتقرب إلى الله عز وجل, فإذا صلح قلبك صلحت الجوارح كلها.
إن معظم الناس بل الأكثر فرط في هذه الناحية الحساسة, وتركها حتى دخل عليها ذئب الإنسان وهو الشيطان, فجعل يخطط للأعداء, ويأمرها وهي تنفذ تلك الأمور الخطيرة, حتى أصبح الأكثر من الناس في أسر الشيطان وقيوده, ووقعوا في أعظم داهية, وأصيبوا بأعظم الأدواء ألا وهو فقدان الإحساس الروحي, وابتلوا بموت الضمائر, حتى ران على القلوب الران, وأعمتها الذنوب والمعاصي، وفقدوا الغيرة والمروءة والحياء, والحياء شعبة من الإيمان, فقده الذين ماتت قلوبهم.
أيها الإخوة في الله: إن موت القلوب طغى عليها فأصبحت كالحجارة, لا تتأثر بآية ولا وعظ, ولا تستجيب لنداء الإسلام, ولا تستفزها نذر القرآن, ولم يؤثر بتلك القلوب التي عميت عن الحق ما يطرق أسماعها من الآيات الكونية والعبر, وصدق رب العالمين قال تعالى: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج:46] تعمى عن النظر إلى الحق, وتصم عن سماع الحق, لو كانت القلوب واعية وصحيحة لكفى بها ما تسمع من العبر, وما تشاهده من الحوادث المفزعة, والكوارث المدمرة التي جعلت أهل تلك البلدان المجاورة شذر مذر, وفرقتهم في كل ناحية, فأصبحوا بعد الغنى فقراء, وبعد الشبع جياعاً, وأصبحوا بعد الجماعة فرقة, فإنها عبرة لمن يعتبر.
أيها الإخوة في الله: عباد الله! إن موت القلوب أغفل الكثير عن الاهتمام بدين الإسلام, حتى أصبح الكثير من المسلمين لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً, فما بقي إلا أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم |
يا علماء الإسلام: ما هذا التغافل عن الدعوة إلى الله؟ وما هذا البعد عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
كل ذلك نشأ عن موت القلوب, وعدم الشعور والتطلع بمسئولياتها حتى إن بعض الناس لموت قلبه وبعده عن الله أتى بالخادمة وجعلها له ولأهله متعة يتمتع بها، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن موت القلوب: أنه سمح للفتاة التي امتنعت عن الزواج أن تستقدم لها سائقاً يذهب بها ويرجع, فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن موت القلوب: ما يتبادله بعض النساء من أفلام خبيثة تعكس الفطر وتنكس أخلاقها، وتجعل تلك المرأة بعد أن كانت أمينة حصينة عفيفة، تكون داعرة خبيثة, مجرمة, تنشر الشر والفساد، وذلك بسبب الأشرطة التي تتبادلها هي وزميلاتها.
أيها الإخوة في الله: ألا نحيط قلوبنا بالنصيحة؟ ألا نتفقد قلوبنا؟ ولو صح القلب ووعى, لتفقدنا الأهل والأولاد, ولقمنا بالواجب, ولعلمنا أن علينا مسئولية عظيمة, والله لو وعى القلب لما تركنا المرأة تخرج مع السائق يجوب بها الأسواق وتذهب لتشجع اللاعبين, ولتشاركهم في أفراحهم ولعبهم, أين هذا من المسلمين؟ هذا لم يوجد حتى في مجالس الجاهلية، ولم يذكر في مجالس الجاهلية أن أمرأة جلست معهم في مجالسهم, فأين الغيرة يا أمة الإسلام؟ وأين الحياء يا أمة الإسلام؟! أين الغيرة يا عباد الله؟! كيف يترك الرجل أهله وبناته مع السائق يجوب بهن الأسواق؟ فقولوا: إنا لله وإنا إليه راجعون, وحسبنا الله ونعم الوكيل.
إن استقدام السائق والخادم والمربية فتنة فتحت على المسلمين, والله إنها فتنة فتحت على المسلمين, والله إنه شر مستطير, ملأ البيوت بالفتن والشر والفساد, ولعلكم تسمعون وتقرءون ما يحصل في بعض البيوت من الشر والفساد, فإلى متى هذا السكوت على هذه المنكرات؟ قال تعالى: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99].
كم نسمع في البيوت من رجال تعدت أعمارهم الأربعين ماذا ينتظرون إلا هادم اللذات أن يأخذهم على غرة وهم لا يعرفون المساجد, فإنا لله وإنا إليه راجعون, وكثير من النساء لا يعرفن الصلاة, فعلى من تقع هذه المسئولية؟ على ولي أمرها {كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته}.
أيها الإخوة في الله: إن أسباب موت القلوب, جرأت الكثير من الناس على أكل الحرام, وعلى أكل الربا, وعلى أكل الرشوة, وعلى الغش, وعلى الخداع, وعلى بيع المحرمات: كالدخان والمخدرات والمسكرات بأنواعها, وجرأهم على أنهم جلبوا إلى بلاد الإسلام والمسلمين آلات اللهو واستحلوها, وأكلوا أثمانها وهي حرام, والقاعدة الفقهية تقول: "ما حرم استعماله فحرام ثمنه", لو كانت القلوب حية, لو كانت القلوب واعية لعرفنا أن أمامنا يوم عظيم, وأن أمامنا قيام بين يديّ رب العالمين.
أيها الإخوة في الله: يوم الجزاء الثاني يوم القيامة, يوم عظيم تبرز فيه الكائنات، وتظهر فيه الحقائق، وتنكشف فيه النيات, وتنشر فيه الدواوين.
أيها الرجل: إذا قيل لك يوم القيامة: ما السبب الذي جعلك تأتي بالخادمة والمربية وتتمتع بها وتجعلها بين أولادك وأهلك؟! ما هو الجواب بين يدي الله عز وجل؟ أما سمعت قول الرسول صلى الله عليه وسلم، أما سمعت المبلغ عن رب العالمين وهو يقول: {لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم} أما سمعت قول الرسول صلى الله عليه وسلم: {ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما} أعدّ لهذا جواباً بين يدي الله رب العالمين, ثم أعدّ للجواب صواباً.
أيها الإخوة في الله: إن موت القلوب أبعد الناس عن ذكر الله عز وجل, حتى غطى الغبار على كتاب الله عز وجلَّ, فإنا لله وإنا إليه راجعون, واستُحلت قراءة كتب أهل البدع والمحدثات, واستُحلت كتب الخلاعة والمجلات الهابطة والجرائد الساقطة وغيرها، وأعرضت القلوب عن ذكر الله قال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124].
أيها الإخوة في الله: اعلموا يا من تريدون النجاة يوم القيامة, أنه لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله بقلب سليم, وما هو القلب السليم؟! القلب السليم هو: الصحيح الممتلئ بمحبة الله وإجلاله وتعظيمه, القلب السليم هو: المتحلي بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه, القلب السليم هو: الخالي من كل شبهة تعارض خبر الله, القلب السليم هو: الخالي من كل شهوة تميل إلى ما حرم الله, فاتقوا الله أيها المسلمون! وتجنبوا كل ما يمرض القلوب أو يميتها.
وإن أكثر ممرض وأعظم مميت للقلوب هو: الصدود عن ذكر الله, والصدود عن تلاوة كتاب الله, والإعراض عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأكبر مميت للقلوب استماع الأغاني, والسهر, وقضاء الأوقات مع الأفلام والتمثيليات والمسلسلات التي جلبها أعداء الإسلام والمسلمين، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
الوصف الأول: قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ [الأنفال:2] اسمع هذا وصف واحد يا عبد الله, إن كنت من المؤمنين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وخافت.
الوصف الثاني: وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً [الأنفال:2].
الوصف الثالث: وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2].
الوصف الرابع: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ [الأنفال:3].
الوصف الخامس: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [الأنفال:3].
ولما استكملوا تلك الصفات الخمسة ماذا وصفهم الله؟ قال الله جلَّ وعلا: أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً [الأنفال:4] لا إله إلا الله! اللهم اجعلنا ممن يحوز على هذا الوصف, وبماذا وعدهم الله؟ لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:4].
اسمع يا عبد الله! أكرر عليك لعلك تنهج نهجهم: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:2-4].
اللهم اجعلنا منهم, اللهم أحينا مسلمين, وتوفنا مسلمين, وألحقنا بالصالحين, اللهم أجرنا من مضلات الفتن, اللهم أجرنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله عز وجل.
عباد الله: إن كتاب ربنا جلَّ وعلا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيهما الحث على ما يحمي القلوب ويوقظها ويقربها من حضرة علام الغيوب, وفيهما النهي العظيم عن مجالسة الأشرار, فإن مجالسة الأشرار تعمي القلوب، وتصد عن ذكر الله، وتبعد عن الله عز وجل, لذلك فإن رب العزة والجلال نهى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم عن مجالسة الظالمين, فقال وقوله الحق: فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام:68] لماذا؟! لأنهم سمٌ يدخل في الأبدان, فالكتاب والسنة يأمران بأن نبتعد عن كل خلق ذميم خشية أن يقودنا إلى الهاوية, فالشرير لا يهمه إلا أن يكون جليسه مثله شريراً.
إن القرآن والسنة يأمران أن نبتعد عمن انغمس في العصيان وولّى وجهه نحو الشيطان, ويأمران أن نبتعد عمن غلب عليهم الجهل وتسلطت عليهم الأهواء, وإن أعظم مثال يصور لنا خطر جليس السوء ما حصل لـأبي طالب عمّ الرسول صلى الله عليه وسلم, الذي كان يحميه من أذى المشركين، لما حضرته الوفاة وجعل يعاني من سكرات الموت, ويلفظ آخر أنفاس الحياة, قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عم قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله) فماذا قال جلساؤه الأشرار؟ قالوا له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فعاد عليه الناصح الأمين محمد صلى الله عليه وسلم: (يا عمِّ قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله) فأعادوا عليه الكرة, وكرروا عليه التلقين وقالوا: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فماذا قال في النهاية؟ قال: هو على ملة عبد المطلب ، فخرجت روحه على ملة الكفر والشرك والأوثان.
أيها الإخوة في الله: إنه لا أخطر على الإنسان من جلساء السوء, فاحذروا جلساء السوء, فكم من شاب تقي صالح أصبح الآن رهينة في السجون؛ بسبب جلساء السوء! وكم من شاب عفيف طاهر أصبح يبيع عرضه بقطعة حشيش، بسبب مجالسة جلساء السوء! كم من شاب كان صحيح العقل مستوي القامة ولكن بصحبة الأشرار وبما قدموا له من الحبوب والمخدرات أصبح الآن بصفة المجانين وفي غرفة يعيش وحده لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً, إنهم جلساء السوء, احذور منهم, احذروا -أيها المسلمون رحمكم الله- أن تجالسوا من ساءت أخلاقهم وفعالهم.
ولعل رجلاً يقول: أنا كبير السن ولا يؤثر فيّ جليس السوء, بلى، فقد أثروا على من هو في السبعين سنة، فجالسوه في بيته وحده وقالوا: لعلنا نأتي بالمخدرات ونبيعها نحن وأنت فإن فيها مكاسب, ولما قبض عليهم وأودعوا في السجن خرج يتوكأ على العصا بعد مدة طويلة قضاها في السجن, كل ذلك بمجالسة قرناء السوء, ومات في علته, نسأل الله العفو والعافية، ونسأل الله حسن الخاتمة.
أيها الإخوة في الله: احذروا جلساء السوء، وحذِّروا أولادكم, وحذِّروا نساءكم, فكم من فتاة عفيفة شريفة أهدت إليها جليسة السوء شريط الفيديو؛ فأصبحت خبيثة داعرة, وأصبحت عاهرة شريرة, وأصبحت عاراً على أهلها وأقاربها, بسبب جليسة السوء التي أهدت إليها شريط الفيديو, فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكم من فتيان أرواحهم طيبة, وأجسامهم مستقيمة, وهم على طاعة الله يدأبون, ولكن سرعان ما تحولت نفوسهم الروحانية إلى نفوس شيطانية, بسبب مخالطة بعض المفتونين, ورموا بأنفسهم بين الموبوئين, وكم انحلت من أخلاق، وكم ملئت السجون بأناس لا يعرفون الشر ولكن بسبب مقارنة أهل السوء صاروا أهلاً لذلك, فاتقوا الله يا عباد الله! واحذروا جلساء السوء فإنهم شياطين وما أقبحهم من شياطين، يصدون عن الصراط القويم, ويدعون إلى سواء الجحيم.
اللهم أصلحنا وأصلح لنا وأصلح بنا, واجعلنا هداة مهتدين, اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، اللهم اكفنا وإياهم جلساء السوء, اللهم أبعد عنا وعنهم جلساء السوء, اللهم أصلح ولاة أمورنا, اللهم ارزقهم البطانة الصالحة, اللهم أبعد عن ولاة أمورنا بطانة السوء, واجعلنا وإياهم هداة مهتدين.
أيها الإخوة في الله: صلوا على الناصح الأمين, صلوا على من أرسله الله رحمة للعالمين, صلوا على محمد بن عبد الله الذي أمركم الله أن تصلوا عليه، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56], صلوا على من قال: (من صلّى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً) اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد, وأكثروا من الصلاة على رسول الله, فإنه قال: (إن صلاتكم معروضة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة) فأكثروا من الصلاة والسلام عليه, اللهم صلِّ على نبينا محمد, وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم, اللهم بارك على نبينا محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي , وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين, وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين, لا إله إلا أنت ولا رب لنا سواك.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا [النحل:90-91] واذكروا الله العظيم الجليل؛ يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر