أما بعد:
فيا عباد الله: اتقوا الله عز وجل، ولازموا طاعة مولاكم في السر والعلانية.
أمة الإسلام: يا أمة التوحيد! يا أمة القرآن! هاأنتم تودِّعون شهر رمضان المبارك الذي كان ميدان تنافسٍ للصالحين بأعمالهم، ومجال تسابق للمحسنين بإحسانهم، وعامل تهذيب النفوس المؤمنة، روضها على الفضيلة، وارتفع بها عن الرذيلة، وأخذت فيه دروساً للسمو الروحي، والتكامل النفسي، فجانبت كل قبيح، واكتسبت فيه كل هدى ورشاد، فيجب على تلك النفوس المؤمنة أن تستمر على نهج الهدى والرشاد، والاستقامة على طاعة المولى جلَّ وعلا كما كانت في رمضان، فإن في دوامها على ذلك الهدى والرشاد والاستقامة نعيم الصالحين، وإرضاء رب العالمين.
أمة الإسلام: ليس للطاعة زمنٌ محدودٌ تنتهي بانتهائه، ولا للعبادة أجلٌ معينٌ، بل العبادة هي حق الله على العباد وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات:56-58] نعم يا عباد الله! الله جلَّ وعلا لم يخلقنا ليستكثر بنا من قلة، ولا ليستقوي بنا من ضعف، بل خلقنا لطاعته، خلقنا لابتلاءٍ وامتحان، خلقنا للعبادة.
والعبادة: هي حقٌ لله يقوم بها العباد في جميع الأوقات، ويشغلون بها فرص الحياة، ويقطعون بها سويعات العمر، فالعبد الذي يقطع مرحلة الحياة في طاعة الله، وفي مرضاة الله، هو من أوليائه المتقين الذين وعدهم الله بعظيم الأجر، وسابغ الفضل، حيث يقول وهو أصدق القائلين: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ * وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [المرسلات:41-44] هكذا يجزيهم المولى جلَّ وعلا، هكذا يجزيهم رب العالمين أحكم الحاكمين وأعدل العادلين؛ لأنهم عاملوه معاملة العارفين الذين عرفوه حق المعرفة، فقدروه حق قدره، وقاموا بحقه حق القيام، فجازاهم بما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، جازاهم في دار الكرامة، في دار النعيم، في جنةٍ عرضها السماوات والأرض، فهنيئاً لهم تلك الكرامة في جوار إله الأولين والآخرين.
فيا أرباب الهمم العالية: ويا مَنْ قد تفضل عليهم المولى جلَّ وعلا بإتمام صوم رمضان! وأسبغ عليهم العفو والغفران، وكتب لهم العتق من النيران، يا مَنْ تفضل عليهم المولى جلَّ وعلا بإتمام الصيام والقيام، وأسبغ عليهم العفو والغفران وكتب لهم العتق من النيران! واصلوا الإحسان بالإحسان، واصلوا الإحسان بالإحسان، واصلوا الإحسان بالإحسان، واتقوا ربكم، فإن من تقواه المداومة على عمل البر والإحسان، واعزموا عقد النية على التزام المسلك الراشد الذي التزمتموه في رمضان، فإنه من المؤسف جداً يا عباد الله انهزام تلك الصفوف، إنه من المحزن جداً أن البيوت مليئة بالناس، ولا يرون في المساجد إلا في رمضان، ثم بعد رمضان ينتكسون ويعودون من طاعة المولى جل وعلا إلى طاعة الشيطان، فإنهم في ذلك الفعل الوخيم قد عصوا جبار السماوات والأرض، قولوا لهم يا عباد الله! قولوا لهم يا من تجاورونهم! قولوا لهم يا من تجتمعون بهم! بلغوهم إن كانوا يقبلون المواعظ قبل أن ينزل بهم هادم اللذات، بلغوهم، قولوا لهم: إن كنتم تؤدون الصلاة في رمضان طاعةً لله، فداوموا على طاعة الله، أما إن تركتم الصلاة، ولم تؤدوها بالكلية، فقد كفرتم بالله العظيم.
نعم يا عباد الله: من تهاون بالصلاة، توعده الله بـ(غي) وهو وادٍ في جهنم، من تهاون في الصلاة فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، من صلى في بيته فقد ترك سنة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ترك سنة محمد فقد ضل، نسأل الله العفو والعافية.
وقال بعض العلماء: [[سئل
هذا حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه، الصحابي الجليل، لما سئل عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل، ولكنه لا يشهد الجمعة ولا الجماعة، قال: هو في النار ثم عاد إليه السائل بعد شهر، فسأله، فقال: هو في النار.
وفي الحديث الذي يروى مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويروى موقوفاً على علي رضي الله عنه وأرضاه الذي قال فيه: (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد) وجار المسجد هو الذي يسمع النداء، ولقد همَّ النبي صلى الله عليه وسلم بإحراق البيوت على الناس الذين لا يشهدون الصلاة مع الجماعة، وفي رواية، قال: (لولا ما فيها من النساء والذرية، لأحرقتها عليهم بالنار)؛ لأن النساء ليس عليهنّ صلاة جماعة، وكذلك الذرية -الصغار- الذين لم يميزوا لا يجب عليهم حضور الجماعة، وهذا الذي منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من إحراق أولئك الذين لا يشهدون الصلاة مع الجماعة بالنار.
فلنتق الله عباد الله، ولنواصل أعمال الخير التي كنا نعملها في رمضان، حتى يتوفانا الله جلَّ وعلا وهو راضٍ عنا، قال الحسن البصري رحمه الله: [[إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت، ثم قرأ قول الحق جلَّ وعلا: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99]]].
وقيل لبعض العارفين -وهذه مسألة متقدمة-: إن قوماً يتعبدون ويتهجدون في رمضان، ثم إذا خرج رمضان ودعوا المساجد، وودعوا أعمال الخير، فقال: بئس القوم لا يعرفون الله حقاً إلا في رمضان.
هذه كل عاقل يقولها -يا إخوان- بئس القوم لا يعرفون الله حقاً إلا في رمضان، فإن رب رمضان رب العام كله جلَّ وعلا، فما الذي جعلك أيها الجاهل الذي لم تعرف حقوق الله عز وجل تعبد الله في رمضان، وإذا خرج رمضان انتهيت من العبادة؟ نسأل الله العفو والعافية.
إن هؤلاء ربما يكونوا عبدوا رمضان، ولم يعبدوا الله جلَّ وعلا، لأن الله قال: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99] ما قال اعبد ربك في رمضان، وإذا خرج رمضان فاطو السجادة وارفع المصحف، حتى يبني عليه الغبار إلى رمضان الثاني، ثم لا يعلم هل سيدرك رمضان الثاني أم لا؟ لا والله. كلنا لا يدري، وكلنا لا يدري هل يصلي العصر أم لا. وكلنا لا يدري هل نصلي هذه الفريضة أم لا.
فاتقوا الله عباد الله قبل أن ينزل بكم هادم اللذات، قبل أن يشخص البصر، وقبل أن تلتف الساق بالساق، وقبل أن توضعوا في تلك الحفر، ثم تخلوا بأعمالكم إن كانت صالحة أو سيئة، فالفرق بين ذلك عظيم.
ثم بعد ذلك يأتي يومٌ تتشقق فيه السماء بالغمام، وتشخص فيه الأبصار لله الحي القيوم، وتشيب فيه الصغار، وتزفر فيه جهنم إذا جيء بها تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك تحيط الأوزار، في ذلك اليوم العظيم ينصب الصراط، ويقرب العذاب، تشيب الصغار، ويشهد الكتاب، ويحضر الحساب، ويعظم العقاب، فيا له من يومٍ ما أطوله! ويا له من يومٍ ما أهوله! فكم من شيخٍ كبير فرط وأضاع عمره في غير طاعة الله، يصيح بأعلى صوته: واشيبتاه، واشيبتاه، واشيبتاه!
وكم من كهلٍ أو شاب اغتر في شبابه، فضيع أوامر الله ورسوله وارتكب المحرمات وترك الصلاة وبارز المولى بالمعاصي، حالقٌ للحيته، مسبلٌ لثيابه، متشبهٌ بأعداء الإسلام وأعداء المسلمين، حياته مع الديسكو، حياته مع الموسيقى، حياته مع الغناء، قضى حياته دائماً مع المخدارت والمسكرات، يؤذي المسلمين في مرافقهم العامة حتى إذا جاءه الأجل وهو على هذه الحالة، فهو ينادي: واشباباه! رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:99-100].. الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [يس:65].. وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [فصلت:21].
عباد الله: أعدوا العدة لذلك اليوم، وخذوا الأهبة وتزودوا لذلك اليوم، فإن خير الزاد ليوم القيامة تقوى الله عز وجل، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الحديد:28].
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا ودعاءنا وتضرعنا بين يديك، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار، اللهم اجعلنا ممن فازوا بجائزتك يا رب العالمين! اللهم لا تردنا خائبين، ولا من رحمتك يائسين، ولا من عطائك مفلسين، اللهم اجعلنا ممن يواصل العمل في حياته حتى ترضى عنه بعد وفاته يا رب العالمين! واجعل أعمالنا كلها صالحة، واجعلها خالصةً لوجهك الكريم، وتقبلها منا يا رب العالمين.
وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه، وصلوا على رسول الله.
أما بعد:
فيا عباد الله: اتقوا الله عز وجل القائل وقوله الحق: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99] فلئن انقضى صيام رمضان، فإن العام -يا عباد الله! يا أمة الإسلام- كل العام عبادة.
عباد الله: إن الناس قد يتحدثون كثيراً عن صيام ستٍ من شوال، فمنهم من يفتي بغير علمٍ -نسأل الله العفو والعافية- والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {من كذب عليَّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار} فما بال من يفتي بغير علم؟ منهم من يقول: من صام بعد العيد مباشرةً، فإنه لا يجوز له الصيام، من أين أتوا بهذه الفتوى؟ من أين أتوا بها يا عباد الله؟ من مجالس السمر، من مجالس قضاء الأحاديث المخزية المردية التي تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، أما لو كانت مجالس ذكر وحلق علمٍ لاستفادوا من ذلك، وعلموا أن الصيام بعد العيد مباشرةً -يعني: في اليوم الثاني- من الرغبة في الخير، ومن حب الخير؛ لأن هذا من المبادرة إلى الخير، وكذلك إذا بادر الإنسان في صيام هذه الستة الأيام، فإنها تخف عليه؛ لأنه لا زال في ميدان رمضان وعرف الصيام واعتاد على الصيام، فإنها عند ذلك لا تثقل عليه، وهو كذلك من المبادرة إلى طاعة الله جلًّ وعلا.
الفتوى الثانية: يقولون: إنه من صام ستاً من شوال فإنها تلزمه طول العمر، وهذا كذلك افتراء وكذب، فإن صيام ستٍ من شوال سنة إذا صمتها أثابك الله، وإن تركتها لم يعاقبك الله، فإن تيسر لك فصمها، وإن لم يتيسر فلا تصمْها ولا شيء عليك.
الثالثة: يقولون: لا يجوز تفريدها، إنما تجوز سرداً وإلا لا تصام، سبحان الله! الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {ستٍ من شوال } ولم يقل متتالية، قال العلماء رحمهم الله: يجوز أن يصومها متفرقة، وكذلك يجوز صيامها في أول الشهر، أو في وسط الشهر، أو في آخر الشهر، ويجوز صيامها مجتمعة أو متفرقة، ويجوز أن يصومها سنة أو يتركها سنة، فلا شيء عليه، فهذه سنة يا عباد الله! فهذا فضلٌ عظيم كصيام الدهر، لأن صيام رمضان بعشرة أشهر والأيام الستة بشهرين، فتكون كصيام الدهر يا عباد الله! فبادروا إلى هذا الفضل العظيم، واغتنموا أوقات العمر، وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
يا عباد الله: اجتهدوا في طاعة المولى جلَّ وعلا، فإنها خير عدةٍ تعتدونها للقائه، واحذروا من معصيته وغضبه، فإنه ينتقم ممن عصاه وتعدى حدوده بأليم عقابه، يقول عز وجل: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ [النساء:13-14] فاتقوا الله -عباد الله- وبادروا إلى طاعته.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد القائل: (لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً) متفق عليه، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد القائل: (ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار) رواه البخاري.
الشريعة الإسلامية واسعة، وليس لأحدٍ أن يروغ أو يزيغ إلا من أراد الله إزاغة قلبه -نسأل الله العفو والعافية- فالبعض من الناس يقول: أنا لا أجر الثوب، ولا أجر الإزار، ولا أجر البشت خيلاء، وإنما زينة، ثم يأتي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي في صحيح البخاري ويقول له: (ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار) شئت أم أبيت، رضيت أم سخطت، جررته زينة أو خيلاء أو بطراً، إن جررته خيلاء وبطراً فإن الله لا ينظر إليك يوم القيامة، وإن جررته -كما قلت زينة- والله أعلم بنيتك وسريرتك فإن ما أسفل من الكعبين ففي النار، وليست النار تأكل الخرق، ولكنها تأكل اللحم والعظم.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد القائل: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذابٌ أليم) قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، قال أبو ذر رضي الله عنه وأرضاه تلميذ الرسول، الصحابي الجليل الذي تربى في مدرسة رسول الله قال: (خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال: المسبل) المسبل الذي يقول للخياط: اجعل شبراً على الأرض، والمرأة تقول للخياطة: ارفعي شبراً عن الساق، أخرجي الساقين أخرجي القدمين، نحن في التطور! نحن في الانحطاط، نحن في اتباع الكفار والمشركين، ارفعي الثوب عن الساق، شقي الثوب من هنا ومن هنا حتى يخرج الساق، والله ثم والله أن بعض النساء إذا مررت بها ورفع الهواء عن ثوبها، فإنه يخرج إلى الفخذين، والله ثم والله لقد رأينا الفخذين من بعض النساء نعم، إن أراد الإنسان أن يغض بصره ويرمي به إلى الأرض، نظر الفخذين والساقين، وإن رفع، نظر الوجه والحمرة، فإنا لله وإنا إليه راجعون!
نعم يا عباد الله هذا زمن فتن كقطع الليل المظلم، نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الإسلام، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر من هذه الثلاث، ثم يقول أبو ذر: (خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) وكل هذه موجودة في المسلمين الآن، فإنا لله وإنا إليه راجعون!
أما بعد:
يا عباد الله: فلا أحب الإطالة عليكم، فسنة رسول الله موجودٌ فيها هذا، ولكن إنما أريد بذلك التحذير والبيان، وأسأل الله عز وجل أن يحيينا وإياكم على الإسلام، وأن يتوفانا على الإسلام، وأن يجعلنا ممن يتبع محمداً صلى الله عليه وسلم، ويقتدي به في الدقيق والجليل حتى يتوفاه الله وهو راضٍ عنه.
اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين عاجلاً غير آجل، اللهم رد المسلمين إلى دينهم الحق، اللهم ردهم إلى دينهم الصحيح، اللهم ردهم إلى تعاليم دينك يا رب العالمين، اللهم وفقنا جميعاً للاقتداء بسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، اللهم اشدد وطأتك عليهم وارفع عافيتك عنهم، ومزقهم كل ممزقٍ يا رب العالمين، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً يا رب العالمين.
اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأئمة وولاة أمور المسلمين أجمعين، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأئمة وولاة أمور المسلمين أجمعين، ووفقهم للحكم بكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ووفقهم لتطبيقهما على الوجه الذي يرضيك يا رب العالمين.
اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، اللهم أقر أعيننا بصلاح أولادنا ونسائنا، واجمعنا ووالدينا ووالد والدينا وإخواننا وأخواتنا وأحباءنا وجميع إخواننا المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات في جنات الفردوس الأعلى يا رب العالمين، اللهم اجمعنا جميعاً في جنات الفردوس الأعلى يا رب العالمين! اللهم اجمعنا جميعاً في جنات الفردوس الأعلى يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر