أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات!
إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة.. ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب: منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي -أي: الجامع- للشريعة الإسلامية كاملة: عقائد، وآداباً، وأخلاقاً، وعبادات، وأحكاماً، وهو يجمع أهل السنة والجماعة، لا مذهبية ولا طائفية، وإنما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وها نحن قد انتهى بنا الدرس إلى [ المادة الثامنة: في تصحيح الفرائض ]وقد تقدم لنا في الفرائض:
أولاً: في حكم التوارث ما هو.
ثانياً: أسباب الإرث وموانعه وشروطه.
ثالثاً: في بيان من يرث من الرجال والنساء.
رابعاً: في بيان الفروض وهي ستة، ومن هم الورثة؟
خامساً: التعصيب.
سادساً: في الحجب.
سابعاً: في أحوال الجد.
والآن: [ المادة الثامنة: في تصحيح الفرائض ] فكيف نصحح الفرائض؟
أولاً: [ فالنصف يكون من الاثنين ] هلك هالك وترك ولدين، فالتركة تكون بينهم بالسوية، فالأول له نصف التركة والثاني له النصف الآخر [ والثلث يكون من الثلاثة ] هلك هالك وترك أمه فلها الثلث [ والربع يكون من الأربعة، والسدس يكون من الستة، والثمن يكون من الثمانية، وإذا اجتمع في الفريضة الربع والسدس فمن الاثني عشر، وإن اجتمع الثمن والسدس أو الثلث فمن الأربعة والعشرين.
نكتفي بهذا القدر، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله.
الجواب: ليست بسنة، ولكن مستحب، إن استطعت أن تصلي أربعين صلاة في مسجد الرسول فذلك خير لك، وإن ما صليت لا حرج عليك، مع العلم أن هذا الحديث فيه ضعف، وحسنه بعض أهل الحديث، لكن الحديث الصحيح: ( من صلى في جماعة أربعين يوماً ) في قريته، في بلده، في أي مكان، ( من صلى في جماعة أربعين يوماً لا تفوته صلاة، كتب الله له براءة من النفاق وبراءة من العذاب )، وأهل المدينة وأهل القرى قد يصلونها، يمضي عشرين.. أربعين يوماً فلا يخرج ولا يسافر ولا يمرض ولا يتعثر.
الجواب: أولاً: الجهاد فريضة الله على المؤمنين القادرين على حمل السلاح والجهاد، ويكون فرض عين، ويكون فرض كفاية، فيكون فرض عين إذا هاجم العدو المسلمين فيجب أن يقاتلوا ويدفعوا هذا الظالم.
ثانياً: أن يعين إمام المسلمين أفراداً، من كان عمره كذا فليخرج، فإذا تعين أصبح فرض عين، فإذا لم يكن هذا ولا ذاك فهو فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين ولا يخاطبون.
يجب أن يجتمع المسلمون -والاجتماع الآن أسهل- من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب يجتمعون في مكان واحد وفي يوم واحد، وقد كان هذا مستحيلاً أن يأتي المسلمون من الأندلس إلى المدينة إلا بعد شهرين أو ثلاثة، أو من الهند إلى المدينة بعد أربعة أشهر، أما الآن فبحمد الله وفضله فهم يستطيعون أن يجتمعوا في الروضة في يوم واحد، من موريتانيا غرباً إلى إندونيسيا شرقاً.
إذاً: يجب على المسلمين أن يجتمعوا، وأن يبايعوا إماماً للمسلمين في الروضة الشريفة، ويعطوا دستوراً إسلامياً كمنهاج المسلم، ليطبق في كل العالم الإسلامي، لا مذهبية ولا طائفية ولا خلاف، هذا هو الدستور الإسلامي، وفيه الأحكام الشرعية بالتفصيل، ثم يطبقون ذاك الدستور في قراهم ومدنهم أصبحوا أمة واحدة، أمة الإسلام.
هنا يجب أن يجاهدوا، فيرى الإمام أن الدولة الفلانية مجاورة لنا لابد وأن نعرض عليها الإسلام، وجيوشنا تحوط بهم وفي حدودهم، ثم نقول لهم: تدخلون في الإسلام أم لا؟ فإن قالوا: لا ندخل، ثم نقول: أما تسمحون أن ندخل لنعلم الناس دين الله؟ فإن قالوا: نعم، دخلنا وعلمنا البشرية بالكامل، وإن قالوا: لا نسمح، لا نقبل دينكم، ولا نرى وجوهكم في ديارنا حينئذٍ وجب القتال، ووجب الجهاد، وينصرون الله لا محالة، وهكذا فتح العالم الإسلامي على أيدي الصحابة بهذه الطريقة.
أما جماعات تنتفض في الجزائر وأخرى في لندن وأخرى في كذا والجهاد والجهاد، هذا كله خرافات وضلال وباطل، ووضعوا قاعدة، فقالوا: الحكام الذين لا يطبقون الشريعة كفار، إذا حاكمكم يا أهل البلاد ما يطبق الشريعة فهو كافر، فلا يقولون: فاسق أو ظالم بل كافر، والذين يوافقونهم من العلماء والأغنياء ويرضون كفاراً، والذين يكونون معنا مكفرين الحاكم والساكتين هم المؤمنون معنا، ومن ثم يقتل بعضهم بعضاً، أهذا هو الجهاد؟!
أف لكم أيها العاملون! هذا أفحش خطأ، الآن -والله- في الجزائر عشر سنوات مائة ألف ومائتين ألف هل فعلوا شيئاً؟ ما قدروا عليهم مستحيل، فكان المفروض أن يجمع هؤلاء العالمون والعارفون أمة الإسلام في بيوت ربها، ويعلموها كتاب الله وسنة رسوله، فتنتصر العقيدة السلفية السليمة والعبادة والطاعة، ويقل الفجور والفسق والباطل شيئاً فشيئاً تصبح الأمة أمة سعيدة، حاكمها يصبح يطبق الشرع، هذه الكلمة سياسية أو لا؟ ومن أفضل وأحق الكلمات تقال، وسنلقى جزاءنا يوم القيامة.
الخطوة الأولى: على المسلمين أن يجتمعوا ويبايعوا إماماً لهم، بيضاً كانوا أو حمراً أو سوداً، ونطبق شرع الله، وحتى لا يتعبون ويضيق بهم الوقت يقدم لهم دستوراً كمنهاج المسلم يطبق في الشرق والغرب، هكذا في بلاد العجم والعرب، وينتظم أمرهم ويصبحون أمة واحدة، وحينئذٍ يأتي الجهاد، إن اعتدت عليهم دولة دخلوها وحطموها، ما اعتدى عليهم أحد يطلبونهم الدخول في الإسلام؛ لأنهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإن استجابت لهم الدولة قبلوا ودخلوا فيها ونصروا الإسلام، وإن قالت: ما نقبل دينكم ولا أنتم يجب أن نقاتلهم؛ حتى ننتصر عليهم.
الجواب: إن كن فقيرات محتاجات فأعطيهن ولا حرج، وإن كن غنيات فلا تعط لأخواتك الزكاة وهن غنيات.
الجواب: الحل عند أهل الفقه والعلم أنها تكفر كفارة يمين، تطعم عشرة مساكين، ويسقط عنها هذا النذر لعجزها عنه، أو تطعم إن كان عندها طعام عشرة مساكين أولاً، ما استطاعت تصوم ثلاثة أيام، وهكذا كل من نذر نذراً لا يستطيع القيام به يكفر كفارة يمين.
الجواب: الكفان لا بأس أن تظهرهما ولا حرج، وإنما تغطي رأسها وجسمها إلا وجهها وكفيها فلا حرج أن لا تغطيهما.
الجواب: الكيفية يا بني! أو يا أخي! كأن الرسول بين يديك في روضته، كيف تزوره؟ ماذا تقول؟
السلام عليك رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك نبي الله ورحمة الله وبركاته، فلا يوجد شيء غير هذا، أما الدعاء فقال أهل العلم: إذا أردت أن تتوسل إلى الله بهذه الزيارة وتدعو الله يستجيب لك فاذهب إلى القبلة واستقبلها وادع الله بما شئت، لكن لا تقل: أدعوا الله برسول الله وبشفاعته، تدعو الله ليستجيب لك؛ لأنك أديت أشرف عبادة وأفضلها، سلمت على رسوله، وصليت عليه، إذاً: فاستقبل قبلتك وادع الله بما شئت.
الجواب: صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أن أموات المسلمين من سلم عليهم تعود الروح إلى أجسادهم ويردون السلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل البقيع: ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين! أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون، وإنا لله وإنا إليه راجعون، أسأل الله لنا ولكم العافية في الدنيا والآخرة، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد وارحمهم، اللهم اغفر لأهل البقيع )، وهكذا، يأتي الزائر المقبرة ويسلم، والصيغة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وندعو لهم.
الجواب: والله ما تعطى، الرسول حدد قال: ( صلاة في مسجدي هذا )، وأشار إليه، فلو قال: صلاة في مسجد بالمدينة فنعم، ( صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة فيما عداه )، والنافلة والفريضة على حد سواء؛ لأن كلمة صلاة نكرة تدخل فيها الفريضة أو النافلة.
أما الصلاة في مسجد قباء فلها أجر، فمن تطهر في بيته أو فندقه أو منزله وذهب متوضئاً وصلى ركعتين في مسجد قباء كتب له أجر عمرة، ولا حرج في ذلك، فيعتبر كأنما اعتمر.
الجواب: أعوذ بالله، وهل يجوز أن ندعو له أن يدخله الجنة؟ أعوذ بالله، فليس مشروعاً في حق الرسول إلا أن نصلي عليه ونسلم، فليس في حاجة إلى عباداتكم هذه فتقرءون عليه القرآن، كل عمل الأمة له مثله للرسول، صلاتك وصيامك أنت وأمك الكل للرسول مثله، فكيف تتصدق عليه أنت بصلاة أو بصدقة؟!
الجواب: ما ورد في هذا شيء.
ومن أراد أن يصوم ويضع لله الأجر فلا بأس، يصوم ويقول: اللهم اغفر لأبي وارحمه.
الجواب: تقف في وسط الصف، عن يمينها النساء وعن شمالها ووراءها الصف والصفان والثلاثة، لا تكن أمامهن، هكذا علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
الجواب: الذي يسهل عليك إن شاء الله أن تغتسلي وتلبي وتحرمي وإذا وصلت مكة وما بقي لك وقت أن تنتظري الطهر ادخلي فطوفي واسعي وقصري شعرك واذبحي شاة وتمت عمرتك إن شاء الله.
الجواب: الأولى والأفضل لك أن تصلي ركعتين؛ لأن زيارتك للمسجد النبوي فيها صلاة الركعتين، لو جئت إلى المسجد ولم تصل لم تؤجر، لابد أن تدخل المسجد وتصلي ركعتين، وبعد ذلك تذهب إلى قبره الشريف وتسلم على رسول الله وصاحبيه.
الجواب: احتفظ بهذا المال، وأعلن في المساجد في قريتك: من كان له على والدي دين فليأتني، والذي يأتيك بشهادة أو بصك أو بورقة أو بكذا أو يحلف لك بالله فإن ثبت أن له ديناً فأعطه، وسدد الديون على أبيك، وإن ما ثبت فلا شيء عليه.
الجواب: إن كنت تقوم بإصلاح حالهم فكل واشرب ولا حرج، من كفل يتامى يقوم عليهم ويحفظهم ويعمل بمالهم فإنه يجوز له أن يأكل معهم فقط.
الجواب: أنا أقول: ما دام خاصاً باليهود والنصارى فلا يجوز، وإذا عم بين المسلمين وشاع وأصبح جائزاً فلا حرج.
نكتفي بهذا القدر، وصلى الله على نبينا ومحمد وآله وصحبه وسلم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر