أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي -أي: الجامع- للشريعة الإسلامية بكاملها: عقيدة وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً.
وقد انتهى بنا الدرس [ المادة السابعة: في أحوال الجد ] ونحن الآن مع المواريث والتركات، وانتهى بنا الدرس إلى أحوال الجد، فهيا بنا نتدارس هذه القضية مع صعوبتها وغموضها.
[أولاً: الجد وأولاد الابن والأعمام وأبناء الأعمام وكذا أبناء الإخوة، فإنه وإن لم يرد نص صريح من الكتاب في توريثهم، فإن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ألحقوا الفرائض بأهلها ) يقرر إرثهم ويثبته. كما أن ابن الابن وبنته يشملهم لفظ الولد في قوله تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ [النساء:11] ] الآية، فهو يشمل الابن وابن الابن [ ولذا فالإجماع ] إجماع الأمة النبوية المسلمة [ على توريث من ذُكر ] الجد وأولاد الابن والأعمام وأبناء الأعمام وأبناء الإخوة [ غير أن الجد ] وهذه خصوصية [ لما كان يشمله قول الله تعالى: وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ [النساء:11] ] فالجد أب [ وقوله تعالى: وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ [النساء:11] كان كالأب في كونه يرث السدس عند وجود الولد أو ولد الولد، ويحوز كل المال إذا انفرد ] كالأب [ وما أبقت الفرائض ] كذلك يحوزها [ إن كانت ] فرائض [ ولا يخالف الأب إلا في مسألة الإخوة، فإن الأب يسقطهم جميعاً ] فلا يرثون معه [ والجد يرث معهم، لكونه مساوياً لهم في القرب من الهالك؛ إذ الإخوة أدلوا إلى الهالك بأبيهم، والجد أدلى إليه كذلك بالأب الذي هو ابنه. ومن هنا كان للجد خمسة أحوال ] في الإرث [ وهي: ]
نكتفي بهذا القدر، وصلى الله على نبينا محمد.
الجواب: أهل العلم وأهل الحديث حملوا الحديث على من هو على سرير الموت، ينازع سكرات الموت، ما خرجت روحه، نتوسل إلى الله بقراءة يس حتى تطير روحه، وذلك عند الاحتضار.. عند معاينة الوفاة، أما قراءة القرآن على الأموات:
أولاً: ما أوصانا رسول الله بقراءته على الموتى ولا حثنا ولا رغبنا ولا فعل ذلك.
ثانياً: الميت لما تقرأ القرآن يقوم يتوضأ ويصلي؟! يتوب من ذنوبه؟! يرجع إلى ربه؟! قولوا ماذا يفعل؟ ما يفعل شيئاً أبداً، أما الحي لما تقرأ عليه القرآن يتعظ، يتوب إلى الله إن أذنب، يؤدي واجباً إن تركه، ينتفع بسماع القرآن، أما الميت فلا يقرأ عليه القرآن.
فقوله صلى الله عليه وسلم: ( اقرءوا على موتاكم يس ) قال أهل العلم: الموتى هنا هم الذين في سكرات الموت، حضرهم ملك الموت، والنفوس ما طلعت، والأرواح مشتدة، فيقرأ عليها القرآن تبركاً عسى الله أن يخفف سكرات الموت، وسورة يس فيها تذكير بالآخرة، وفيها تذكير بالجنة والنار، فلعله من هذا الباب.
ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءة القرآن على الموتى كما يفعلها الجهال اليوم، القرآن يقرأ على الأحياء لينتفعوا به، ليذكروا ويتعظوا ويؤدوا واجباتهم وينتهوا عن محرماتهم، أما الميت فماذا ينتفع؟! فقط لو أنك تقرأ القرآن سورة سورتين، حزب حزبين وترفع يديك وتسأل الله للميت خيراً فلا بأس، توسلت إلى الله بقراءة القرآن، ودعوت للميت بأن يغفر الله له ويرحمه.
الجواب: يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، لما صلوا على الخادمة في المسجد وما حضر قام وصلى عليها في البقيع، لأن الصلاة على الميت الدعاء له، ليدعو لأبيه.
الجواب: هؤلاء الذين يريدون أن يصلوا فيه يردون قيمة هذه الأرض لصاحبها، المسلمون أمة واحدة، فما دام هذه الأرض اغتصبت فأهل القرية يعوضون أصحابها، وحرام عليهم أن يتركوهم يأكلون أموال غيرهم، والصلاة صحيحة في المسجد ولا حرج.
الجواب: إذا كنت مع أسرتك، مع أفراد عائلتك فهي جماعة، وإذا كنت وحدك إذا كنت قادراً على أن تصلي في الجماعة تخرج وتصلي في الجماعة، وإن كنت عاجزاً مريضاً خائفاً تصلي في مسجدك ولا حرج.
إذا كان يصلي بابنه وأمه وأولاده وإخوانه جماعة نعمة ولا حرج، وإن كان لا يصلي إلا وحده، فلئن يصلي في المسجد الجامع مع المؤمنين أفضل، لكن إذا كان مريضاً أو خائفاً لا بأس أن يصلي في مسجده.
مداخلة: لكنه غير مرض، والرسول يقول: (من سمع النداء فليجب)؟
الشيخ: هذا بنى مسجداً وإلا لا؟ وإن كان يصلي فيه في جماعة فهي كافية مجزية لكثرة المساجد في القرية والمدينة، وإذا كان يصلي فيه وحده ما ينبغي إلا إذا كان مريضاً أو خائفاً، المريض والخائف يصلي في بيته طول العام.
الجواب: تصدق واعتمر والأجر لك وله بإذن الله، تصدق بالصدقة وانو وقل: اللهم اغفر لأبي وارحمه بهذه الصدقة، واعتمر عنه وحج وكله جائز.
الجواب: لا خلاف بين أهل العلم في بطلانها، إذا أردنا أن نذكر الله تعالى كل مؤمن يذكر الله في قلبه في نفسه وحده، أما بصوت واحد: الله، الله، الله، أو لا إله إلا الله هذه بدعة منكرة، ما حملكم على هذا؟ آلله أمر به أم رسوله صلى الله عليه وسلم؟ هذه بدعة مبتدعة.
أو يجتمعون على الدفوف والطبول ويغنون ويزغردون ويقولون: نذكر الله عز وجل أو ندعو للميت، هذه كلها بدع محرمة، والرسول الكريم يقول: (إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ) لو أن الرسول فعل هذا لوصى أصحابه، ولفعله أزواجه، ولفعله أحفاد الصحابة لقلنا: إنه سنة، ما فعل الرسول هذا أبداً، وها نحن في هذا البرد فينا جماعة يجتمعون على الذكر، والله لنذكر في اليوم آلاف المرات، لكن هل نجتمع مع الناس ونذكر، كلام باطل هذا.
الجواب: إذا كان ذبحها أولاً يجوز له أن يشرحها كما شاء، لكن وهي حية ما يجوز، أولاً: يذبحها وبعد ذلك يشرحها كما شاء ولا حرج.
أما أن يخدرها أولاً، فلم لا يذبحها هذا جاهل من الجهال أو كافر من الكفار، ما أقول: طبيب مؤمن، لم يخدرها؟ يذبحها ويجزئها ويعلم تلامذته كيف يفعلون.
الجواب: دائماً وأبداً أقول: صلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بألف صلاة، صلاة في الجماعة بخمس وعشرين صلاة، ولكن الصفوف الأولى أفضل، والصفوف المتصلة أفضل، أما الصلاة فصحيحة، حيثما صليت في المسجد فصلاتك صحيحة، لكن لا بد من تسوية الصفوف ولا بد من اتصالها، فإذا اتصلت واستوت نعمة، وإن حصل خلاف ذلك لا حرج.
الجواب: نعم! ورد في السنة النبوية: من مات يوم الجمعة أو ليلتها يعفى ولا يطالب ولا يسأل في قبره، ولهذا نسأل الله أن يتوفانا ليلة الجمعة أو يومها.
الجواب: لا يجوز، لا يجوز، لا يجوز، اسكن معه في الشقة، لكن امرأتك في غرفة وامرأته في أخرى، ولا تر امرأته ولا ير امرأتك أبداً إلا متحجبة.
الجواب: للشقيقتان الثلث، والجد له السدس، ولكن يتحول وتعول إلى تسعة. على كل حال! موجودة في الكتاب.
الجواب: إذا أمكنك ذلك فاجمع، إذا كان المجاهدون علماء وأنت معهم وتتعلم تعلمت، وإذا ذهبت يوماً للجهاد ويوماً للعلماء فتعلم ولا حرج.
الجواب: إذا كان أبوك وأمك صالحين مؤمنين أتقياء، وطلبا منك أن تطلق هذه المرأة طلقها، لأنهما رأيا فيها ما لا يصلح، ما لا يحسن، ما لا ينبغي لك، فأنت ابنهما، وإن كانا هابطين لا علم ولا تقوى، إنما شهوة فقط، فلا تطلق امرأتك.
وأخذنا هذه القضية من حادثة إبراهيم عليه السلام مع إسماعيل، لما زاره ما وجده فسأل امرأته: أين زوجكِ؟ قالت:يصطاد لنا. فسألها: كيف حالكما؟ قالت: نحن في أسوأ حال. قال: إذا جاء زوجكِ فأقرئيه السلام، وقولي له: يغير عتبة بابه، لأنها ما تصلح.
وجاء إسماعيل فقالت له: زارنا كذا وقال لك: غير عتبة بابك، قال: ذاك أبي وقد أمرني بطلاقكِ، فالتحقي بأهلك.
وتزوج أخرى وجاء إبراهيم فسألها: أين زوجكِ؟ قالت: يصيد لنا، إذ العيش صيد فقط فلا توجد زراعة في مكة، فقال: كيف حالكم؟ قالت: إنا بخير وعافية والحمد لله. قال: إذا جاء زوجكِ قولي له: يثبت عتبة بابه.
فلهذا نفتي بهذه القضية، إذا كانت أمك صالحة وأمرتك بالطلاق فطلق؛ لأنها رأت في المرأة ما لا يجوز ولا ينبغي، والأب كذلك. وإذا كانا غير صالحين ما هم أهل لذلك فلا تقبل كلامهما، وأبق على امرأتك.
الجواب: من علق الطلاق كقوله: إن دخلتِ الدار أو خرجتِ فأنتِ طالق، أو إن دخل فلان أو كذا فعلي الطلاق، فالذي عليه كثير من أهل العلم: إن نوى الطلاق وعزم عليه فالطلاق يقع ولا بد، وإن لم ينو الطلاق أراد أن يمنعها فقط أو يمنع غيرها فيكفر كفارة يمين إذا حنث، هذه المسألة من خيرة المسائل الفقهية.
إذا علق الإنسان الطلاق بكلمة: إن فعلتِ كذا أنتِ طالق، أو علي الطلاق إذا جئتك يوماً كذا كذا، فإذا كان ناوياً له وعازماً عليه يريد أن يفعله، فإذا حنث طلقت طلقة واحدة، وإن كان ما يريد الطلاق بل يريد أن يمنع فقط القول أو الدخول أو الخروج فعلق الطلاق عليه ليخوفهم يكفر كفارة يمين إذا حنث.
الجواب: الصحيح أنه يصلي العشاء وحده، ثم يدخل معهم في التراويح، أو يصلي التراويح معهم بعد أن يصلي العشاء ولا حرج؛ لأن الوقت واسع، لكن الأولى أن يصلي العشاء وحده، ثم يصلي معهم صلاة التراويح.
الجواب: البرقع عندنا هو الذي تستر به المرأة وجهها، فإذا وجدت المرأة برقعاً خفيفاً تسدله على وجهها وترى الطريق فهذا أفضل لها، وإذا ما وجدت شيئاً خفيفاً بل كله ثقيل تخلي عيناً من عينيها أو العينين وتمشي في الشارع، هكذا فعل أصحاب رسول الله مع نسائهم.
النقاب هو أن تستر به المرأة خديها وفمها وأنفها، فلا تبقى إلا عين أو عينان فقط، ولهذا فإن المحرمة بالحج أو العمرة لا تنتقب ولا تلبس الخفين في يديها إعلاناً عن أنها محرمة بعمرة أو حج.
وإذا كان البرقع يحدث فتنة فلا يجوز.. لا يجوز، الشائع فقط تترك عيناً أو عينين لترى الطريق منهما، فلا تكشف غير عينيها.
الجواب: إن كنت جاهلاً أو كافراً لا تصلي عامين، ثلاثة، أربعة، خمسة، وتبت وتاب الله عليك لا تقض، ويكفيك النوافل، تعوض ذلك بالنوافل، وإن تركت يوماً معيناً أو صلاة معينة تقضيها كما فاتت، من ترك يوماً في هذا الأسبوع يقضيه كما فاته.
الجواب: إن كنت مكياً من سكان مكة فلا شيء عليك، وإن كنت غير مكي وأحرمت من مكة فعليك هدي.. ذبح شاة ثمينة صالحة، فإن عجزت تصوم عشرة أيام.
الجواب: لا تصل تحية المسجد إلا عند طلوع الشمس وعند غروبها فقط، وما عدا الوقتين صلها إذا دخلت المسجد، تصلي بعد العصر أو بعد الصبح إلا عند الطلوع وعند الغروب فلا صلاة؛ لأن عباد الشمس قائمون يعبدونها، فلا تتشبه بهم، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تتحروا طلوع الشمس ولا غروبها بصلاة ) وهذا أجمع الأقوال. صليت العصر ثم دخلت المسجد فصل تحية المسجد، أو صل بعد صلاة الصبح.
الجواب: هناك أسئلة كثيرة أهلها يطلبون الدعاء، فهيا ندعو ربنا، والدعاء عبادة بل هو مخ العبادة.
فيا ربنا يا ربنا يا ربنا! انصر دينك وكتابك وعبادك المؤمنين، وأعل كلمتك يا رب العالمين، اللهم يا ربنا يا ربنا يا ربنا انصر دينك وكتابك وعبادك المؤمنين وأعل كلمتك يا رب العالمين.
اللهم اكشف ضر المرضى، اللهم اكشف ضر المرضى، وأغن الفقراء، وأعز الأذلاء، وارحم الأشقياء، يا حي يا قيوم، انصر دينك وكتابك وعبادك المؤمنين.
اللهم اجمع كلمة المؤمنين على الحق، اللهم اجمع كلمتهم ووحد صفوفهم، واجعلهم يقيمون دينك يا رب العالمين، كما كان سلف هذه الأمة ليدخلوا البشرية كلها في الإسلام، وها نحن في انتظار ذلك يا رب العالمين، فاجمع كلمتهم، ووحد صفوفهم وحكومتهم، واجعلهم يقيمون دينك وشرعك ويجاهدون في سبيلك حتى لا يبقى من يعبد غيرك يا رب العالمين، وتوفنا اللهم وأنت راض عنا، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر