أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وقد انتهى بنا الدرس إلى الفصل الحادي عشر: في عذاب القبر ونعيمه.
أذكركم ونفسي بأن العقيدة الإسلامية بمثابة الروح للإنسان، من رزقها ووهبها وأعطيها وكان مؤمناً بها فهو حي يسمع ويبصر، يعطي ويمنع، يجيب ويرفض، وذلك لحياته، ومن فقدها فهو في عداد الموتى، يسمع النداء فلا يجيب، ويُحذر فلا يحذر، ويُبشر فلا يبشر؛ وذلك لموته.
ومن كانت عقيدته -أي: العقيدة الإسلامية- فيها خلل بالزيادة أو النقص فهذا بمثابة المريض، والمريض يقدر يوماً على أن يصوم ويوماً لا يقدر، يقدر على أن يقول كلمة الحق ويعجز عنها يوماً آخر، يقوى على أن يفعل خيراً ويعجز عن أن يفعل آخر؛ وذلك لمرضه.
ومن هنا: وجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يصحح عقيدته، فيعرضها على القرآن الكريم فإن وافق عليها القرآن فعقيدته صحيحة، ويعرضها على السنة النبوية فإن وافقت السنة فهي صحيحة، فإن لم يوافق القرآن عليها ولا السنة فهي ضعيفة، وهو مريض، شفانا الله وإياه.
وهذه العقيدة أركانها التي تنبني وتعتمد عليها ستة أركان، وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
وكل ركن متوقف على الأركان التي بعده، فمن آمن بالله ولم يؤمن بملائكته فما آمن، ومن آمن بالله وملائكته ولم يؤمن بكتبه فما آمن، ومن آمن بالرسل ولم يؤمن بواحد منهم فما آمن، ومن آمن بالقضاء والقدر ولم يؤمن بحادثة حدثت بقضاء الله فما آمن، فالإيمان بمثابة الروح، وقد درسنا الأركان الخمسة، وها نحن في الركن الخامس وهو: الإيمان بالبعث (الآخرة)، بالدار الآخرة، بيوم القيامة، بالساعة، فهذه كلمات معناها واحد.
من من الفلاسفة يجيبنا؟
الجواب زادكم الله علماً: أراد الله تعالى أن يُذكر ويُشكر فأوجد العوالم كلها من الإنس والجن والملائكة، وأوجد هذه الأكوان من أجل أن يُذكر ويُشكر، فعلة الحياة كلها أن يُذكر الله تعالى فيها ويُشكر.
فمن هنا: من ترك ذكر الله ونسيه ولم يشكره على آلائه وإحسانه فهو بمثابة من نسف الكون كاملاً وخربه، فالذي لا يذكر الله ولا يشكره بمعنى لا يعبده، فالعبادة تدور على الذكر والشكر ولا تخرج عنه أبداً، فمن ترك عبادة الله فكأنما نسف الأكوان كلها فتبخرت وصارت سداماً وبخاراً؛ لأن الله ما خلقها إلا للذكر والشكر، فعطل ذلك، فجريمته إذن كمن نسف الكون كله، ومن هنا: يعذب أبداً فلا ينتهي عذابه؛ لأن جريمته ليست نسف قرية أو مدينة وإنما العالم بأكمله؛ لأن الحياة إنما وجدت من أجل أن يعبد الله تعالى بها، فمن عطل هذه العبادة كان جزاؤه الخلود في النار.
قد يقول القائل: كيف يعصي الله ثمانين سنة أو مائة وعشرين سنة ثم يعذب آلاف السنين؟
والجواب: ما عصى الله فقط، وإنما عطَّل الحياة كلها، فنسف حتى الجنة والنار ودمرهما، إذ ما خلق الله ذلك إلا لعباده الذاكرين الشاكرين، فجريمة من ترك عبادة الله جريمة لا تقابل أبداً ولا يمكن أن تقدر، فلا تقل أنه ما صلى أو ما ذكر الله ثمانين سنة، وذلكم لأن علة هذه الحياة هي ذكر الله وشكره.
والجواب: للجزاء على الذكر والشكر بدار النعيم هناك، فأوجد الله الجنة وما فيها من حور وقصور وعيون وما فيها من نعيم أبدي؟
أوجدها للعابدين الذاكرين الشاكرين.
لم أوجد عالم الشقاء جهنم؟ وقد عرفنا أن ما بين كتفي صاحب النار مسيرة ثلاثة أيام، وأن ضرسه كجبل أحد، فهو خلق غير هذا الخلق، تأكله النار مليارات السنين بلا نهاية أبداً، فمن هنا لا ننسى إذا سئلنا عن علة هذه الحياة أن نقول: من أجل أن يعبد الله فيها فقط، وعلة الحياة الثانية بما فيها من نعيم أو عذاب أن يجزي الله الذاكرين الشاكرين والتاركين الناسين الكافرين.
فالحياة ثلاث: هذه الحياة الأولى. وحياة البرزخ الثانية. وحياة الدار الآخرة هي الثالثة. فما بين الحياة الأولى حياة العمل والحياة الثانية حياة الجزاء برزخ وحاجز بينهما، ألا وهو عذاب القبر ونعيمه.
معاشر المؤمنين والمؤمنات! هل هناك من يقول: أنا لن أموت؟ أو لن أقبر؟ إذاً: كيف تنفي عذاب القبر أو نعيمه وأنت والله لمقبل عليه طالت أيامك أو قصرت؛ لأن الله عز وجل جعل لهذه الحياة الدنيا أمداً محدوداً، فجعل الناس يولدون ويموتون ثم يحيون من جديد وهم في البرزخ؛ حتى تنتهي الدورة كاملة، فإذا ما بقي شيء بعثهم للجزاء الكامل في الدار الآخرة.
قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم وسائر المؤمنين: [يؤمن المسلم] والمسلم هو العبد الذي أسلم قلبه ووجهه لله: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ [النساء:125]، فالمسلم الحق هو من أعطى قلبه لله فلا يفكر إلا في مراد الله، وأعطى وجهه لله فلا يرى في الكائنات إلا الله يعبده بالذكر والشكر [بأن نعيم القبر وعذابه وسؤال الملكين فيه حق وصدق] ما نتلقى خبر عن الله أو الرسول في خصوص القبر إلا وهو حق وصدق [وذلك للأدلة النقلية والعقلية التالية:].
وَلَوْ تَرَى [الأنفال:50] يا عبد الله! الذي يسمع إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ [الأنفال:50] يميتونهم يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ [الأنفال:50-51] في هذه الدنيا، من الشر والفساد، والظلم والخبث، والشرك والكفر وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [الأنفال:51]؛ لأن الله ما ظلمهم أبداً، بل أمرهم ونهاهم وبين لهم نتائج النهي ونتائج الأمر، فرفضوا وتكبروا وأصروا على الذنوب والمعاصي؛ فتصفعهم الملائكة عند قبض الأرواح صفعاً في وجوههم ومن ورائهم، وتقول لهم: ذوقوا!
[وقوله: وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ [الأنعام:93]] والظالمون هم الذين ظلموا أنفسهم فأفرغوا عليها أطنان الذنوب وقناطير الآثام، فلطخوها وسودوها ونتنوها وعفنوها [ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ [الأنعام:93]] أي: أخرج نفسك يا عدو الله بنفسك [ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ [الأنعام:93]] فالذنوب هي أنهم كانوا يقولون على الله غير الحق، وكانوا عن آياته الحاملة لهدايته وشرعه وهداه يستكبرون [ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى [الأنعام:94]] أي: واحداً واحداً [ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ [الأنعام:94]] أي: ما أعطيناكم [ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ [الأنعام:94]] وإن كانت بنوكاً من الأموال.
هذا الكلام تقوله الملائكة لمن دخل القبر من أهل النار، ولكننا لا نستطيع أن نسمع، فلو سمعنا ما استطعنا أن نحيا [ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ [الأنعام:94]].
هات عبد القادر ! هات عيسى بن مريم، هاتوا شركاءكم الذين كنتم تزعمون أنهم يشفعون لكم ويخلصونكم من عذابي.
[وفي قوله تعالى: سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ [التوبة:101]] المرة الأولى: عذاب القتل بأيدي المؤمنين. والثانية: عذاب القبر. والثالثة: هي عذاب يوم القيامة سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ [التوبة:101] المجرمين الفسقة الظالمين ثم يردون إلى عذاب عظيم.
[وفي قوله: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا [غافر:46]] أرواح الكافرين المجرمين الظالمين المشركين الفاسقين تعرض على جهنم يومياً إلى يوم القيامة، فما تدخلها ولكن تعرض عليها، وينالها من لفحها وعذابها، لأنهم في المحبس؛ ولهذا سميناه البرزخ، غُدُوًّا وَعَشِيًّا [غافر:46]] أي: صباحاً ومساءً [ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]] أي يوم تقوم الساعة ويحيي الله الخلق من جديد حينئذٍ يدخل أهل النار النار أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]. وهذا دليل على عذاب البرزخ، ولكنهم لا يدخلونها وإنما يعرضون عليها عرضاً وينالهم من لفحها وحرها: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا [غافر:46] أي: صباحاً ومساءً.
[وفي قوله تعالى: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ [إبراهيم:27]] فسر النبي صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى: (وَفِي الآخِرَةِ) بعذاب القبر والسؤال فيه.
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [إبراهيم:27] أي: ما يرتدون ولا ينتكسون ولا يكفرون كيفما كانت الحياة، بل يثبتون على إيمانهم، ويثبتهم أيضاً في الآخرة. أي: في القبر.
فهذا النص دليل على أن عذاب القبر وفتنته موجودان: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم:27] وستأتي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم شارحة لهذه الآيات مبينة لها.
يا أهل الحلقة! فتح الله عليكم بعلوم، منها: أن الله عز وجل خلق في النار على عدد أفراد خلقه من الإنس والجن، لكل واحد مكان خاص به، وأوجد في الجنة على عدد خلقه من الإنس والجن، لكل واحد منهم داراً له في الجنة، سواء مساحتها كالشمس أو كالقمر، وهم يتوارثون، من دخل الجنة ورث مقعد من هو في النار، من دخل النار ورث مقعد من هو في الجنة، والله على كل شيء قدير. أليس الله عليماً حكيما؟!
فانظر كيف يرى مقعده في الجنة ومقعده في النار، يزاح الحجاب عنه فقط، ويشاهده كالتلفاز، والآن ما بقي من يشك في هذا، وإلا لا عقل له. ما كنت تقول في هذا الرجل؟ أي محمد صلى الله عليه وسلم. فيشاهده. ولا عجب [( فأما المؤمن )] المؤمن الكامل الإيمان دائماً كالمسلم الحسن الإسلام [(فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة، فيراهما جميعاً) ].
قال: [ (وأما المنافق أو الكافر )] وكل منافق كافر [(فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس. فيقال له: لا دريت ولا تليت )] دعوة عليه بالشر [( ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعه من يليه غير الثقلين )] أي: غير الإنس والجن، فكل الكائنات تسمع صيحته إلا الإنس والجن، والإنسان لا يسمع لأنهم لو سمعوا لتعطلت الحياة، فالإنس والجن هم الذين يعبدون الله، ولو سمعوا لسقطوا أمواتاً، أو أنهم سيعبدون الله كلهم وما يبقى من يدخل النار.. ولماذا أوجدها الله عزوجل؟
قال: [( ويضرب بمطارق من حديد )] والمطارق جمع مطراق [( ضربة فيصيح صيحة يسمعه من يليه غير الثقلين )]، والثقلان هما اللذان يثقلان الأرض من الإنس والجن.
[وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي )] أي: في الصباح والمساء، [( إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار. فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة)].
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي) في الصباح مرة وفي المساء مرة (فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال له: هذا مقعدك حتى يبعثك الله حياً يوم القيامة) ثم الحساب والجزاء.
[وفي قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال)] وهذا في كل صلاة يصليها عليه الصلاة والسلام بعد التحيات والتشهد يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال )، فلو لم يكن هناك عذاب في القبر لما استعاذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلم يقيناً أن هناك عذاب في القبر، فهو يستعيد بالله منه.
[وفي قوله صلى الله عليه وسلم لما مر بقبرين] مر النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه بقبرين مدفونين في الأرض [فقال: (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير)] أي: الذنب ما هو بذنب كبير، أو العذاب ما هو عذاب كبير. أي: وما يعذبان في كبير من العذاب [( ثم قال: بلى )] أي: يعذبان بعذاب كبير، ما كان يعلم ثم علم على الفور بالوحي[( فقال: بلى! أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة )] هذه مهمته!
يا أبا عبد العزيز فلان قال كذا وكذا! يا أخانا فلان أبو عبد العزيز سمعناه يقول كذا وكذا. يَنِمُّ الأخبار وينقلها من أجل إثارة الفتن والمتاعب بين المؤمنين والمؤمنات، هذا النمام، نقال الأخبار للإساءة والضرر بالمؤمنين والمؤمنات[( وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله )] أي: يبول ولا يتحفظ من بوله لا في ثوبه ولا فخذه ولا يستنجي ولا ولا، لا يبالي، فيصلي بثيابه، وصلاته باطلة؛ فلهذا ناله العذاب، وفي هذا الحديث دليل قاطع على عذاب القبر.
دائماً نقول: لو جاءكم خبر من طوكيو أن إنساناً يقول: أنا كنت في طوكيو وشاهدت فندق كذا، هل يصدق أم يكذب؟ يصدق، فإذا جاء مليون شخص كل شخص منهم يقول: أنا رأيت الفندق الفلاني، فهل يصدقون أم يكذبون؟ طبعاً يصدقون، فالكذب هنا مستحيل!
فهذه البلايين من علماء الأمة والمسلمين والصلحاء كلهم يشهدون بعذاب القبر ويؤمنون به، وأنت تقول: يمكن أن يكون هذا غير صحيح. تستطيع أن تقول هذا في أمور الدنيا؟ مستحيل.
فإيمان البلايين من علماء الأمة والمسلمين والصلحاء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أمم أخرى سبقت، إقرارهم كلهم بعذاب القبر ونعيمه وكل ما روي في شأنه دليل على وجوده.
اللهم قنا عذاب القبر وارزقنا نعيمه!
اللهم قنا عذاب القبر، اللهم قنا عذاب القبر وفتنته.
فالنائم يرى النعيم العجب في منامه، فإذا استيقظ أسف لانقطاع النعيم عنه، ويرى أيضاً العذاب والبلاء وهو نائم فإذا أيقظه أحد حمد الله على ذلك، فهذا العذاب والنعيم حق، يجري على الروح لا على البدن.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الجواب: العذاب له ثلاث دور: دار الدنيا: والعذاب يقع فيها على الجسد دون الروح. والحياة الثانية في القبر: والعذاب يقع فيها على الروح دون البدن. والحياة الثالثة هي الآخرة: والعذاب والنعيم يقعان فيها على الروح والبدن معاً.
فالعذاب أو النعيم الذي يجري في القبر، أي: في البرزخ، في هذه المئات من السنين أو الآلاف يجري على الروح فقط دون البدن، فالبدن مزق وشتت كله فلا قيمة له، والعذاب والنعيم يقع على الروح.
أما يوم القيامة فيخلق الله خلقاً جديداً ينعم فيه العبد بروحه وبدنه في الجنة، أو يشقى فيه بروحه وبدنه في جهنم.
الجواب: صاحب سلس البول والفساء والضراط والمذي معفو عنه، صاحب سلس البول فقط يتوضأ عندما يأتي وقت الصلاة وبعد ذلك لا يلتفت إلى ما يخرج منه؛ لأنه مريض.
الجواب: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ [السجدة:21] الظاهر عذاب الدنيا وعذاب القبر كلاهما أدنى، والعذاب الأكبر هو عذاب يوم القيامة؛ لأنه على الروح والبدن معاً.
الجواب: لا، ولكن يثاب في مساجد المدينة أفضل مما يثاب في مساجد دمشق أو القاهرة أو باكستان -قطعاً- أو حتى جدة والرياض، وكذلك مساجد مكة، فالذي يصلي في مساجدها ما صلى في المسجد الحرام، صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وإن قال من قال لا قيمة لكل من يقول، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( صلاة في مسجدي هذا )، يشير إليه، ما قال: صلاة في مسجد المدينة.
الجواب: الدعاء للطفل الميت هو: (اللهم إن هذا عبدك ابن عبدك ابن أمتك أنت خلقته وأنت رزقته، وأنت أمته وأنت تحييه، اللهم اجعله لوالديه سلفاً وذخراً، وفرطاً وأجراً، وثقِّل به موازينهما، وأعظهم به أجورهما، ولا تحرمنا وإياهما أجره، ولا تفتنا وإياهما بعده، اللهم ألحقه بالسلف الصالحين في كفالة أبيه إبراهيم، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وعافه من فتنة القبر ومن عذاب جهنم).
والدعاء للميت الكبير، لا تقل فيه للرجل: اللهم اغفر لها وارحمها، وللأنثى تقول: اللهم اغفر له وارحمه، فالذكر ذكر والأنثى أنثى، وإذا لم تحفظ الدعاء فقل: اللهم اغفر له وارحمه، اللهم اغفر له وارحمه، اللهم اغفر له وارحمه، وإن كانت امرأة فقل: اللهم اغفر لها وارحمها، اللهم اغفر لها وارحمها، وإن كانوا جماعة فقل: اللهم اغفر لهم وارحمهم، وإن كانوا إناثاً فقل: اللهم اغفر لهن وارحمهن .. وهكذا، وإذا كانوا خليطاً ذكرتهم، وإذا ما علمت -أي فاتك الإعلان- هل هو رجل أو امرأة فلا تسأل ولكن قل: (اللهم إنها نسمتك بنت نسمتك بنت عبدك فاغفر لها وارحمها وعافها واعف عنها وأكرم نزلها).
الجواب: ائتني به أصفعه على وجهه، غاش خداع هذا.
قال: ما حكم زواج خادع ماكر يريد أن يقضي حاجته في أسبوع أو أسبوعين ثم يطلق؟
هذا هو نكاح المتعة الحرام، والذي لا يعمل به إلا فاقد الدين والبعيد عن الإسلام: ( من غش فليس منا ).
أرأيتك لو أنك عرفت أن فلاناً من الناس يريد خطبة ابنتك البكر ليتزوج بها أسبوع ثم يطلقها هل ستنظر إليه في حياتك؟ هل ستدعو له بخير؟ فكيف يصح هذا إذاً؟
يجب أن يتزوج بنية البقاء إلى الموت، وإن حصل ما يمنع من البقاء فالأمر لله، أما الخداع والغش فليس من شأن المسلمين.
الجواب: أما المتكلم إذا قال: قال رسول الله كذا وكذا وما قال: صلى الله عليه وسلم معفو عنه؛ لأنه مشغول بالحديث، وأما السامع إذا سمع كلمة (رسول الله) فإنه يقول: صلى الله عليه وسلم.
فالمتكلم قد يسارع في كلامه لما يريد أن يقوله فيعفى عنه، أما السامع وهو الذي إذا سمع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يقول: صلى الله عليه وسلم وإلا أذله الله.
الجواب: إذا كان الإمام يخطب نصلي عليه في نفوسنا ما يسمع الناس أصواتنا.
وإذا ذكر الرسول في القرآن صلى الله عليه وسلم فصلِّ عليه، وأي مانع يمنعك؟!
الجواب: إذا كان في رمضان فإنه يجب عليه القضاء، يقضي هذا اليوم؛ لأن هذا الخارج مذي وليس بمني، فالمني هو الماء الأبيض الدافق وذاك يوجب الكفارة والغسل، أما المذي فهو ماء رقيق يحصل عند انتعاش الذكر وانتفاضه ينقض به الوضوء بلا خلاف، ويجب عليه أن يتوضأ، وإن كان في رمضان فإنه يصوم ويقضي هذا اليوم، وإن كان نافلة فلا شيء عليه.
الجواب: يقول: وجدت مصحفاً، يقول لك أبو عبد العزيز : أده إلى المسئولين وكفى.
لكن المحنة القاسية هي: يقول: سقط مني في المرحاض، فحاولت أن أخرجه وما استطعت فمشيت، فهذا كرب عظيم يصيب المؤمنين أن يكون المصحف في المزابل؛ ولهذا حرام أن تدخل بالمصحف إلى بيت الحمام، لا يجوز، والله أحياناً ريال فقط لما نجده نرميه بعيداً، فكيف تدخل أنت بالمصحف إلى الحمام؟! جهل كبير هذا، ويا ويله!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر