وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة.. ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب: (منهاج المسلم)، ذلكم الكتاب الحاوي -الجامع- للشريعة الإسلامية، عقائد وعبادات وآداب وأخلاق وأحكام، فالشريعة الإسلامية حواها هذا الكتاب، وأدلته قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد انتهى بنا الدرس إلى المعاملات [ المادة الثالثة: في المساقاة والمزارعة ].
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
فغضب هذا السائل، وجاءنا بأدلة باطلة، والدليل الصحيح لم يثبت ولم يصح أبداً عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن أصحابه كانوا يبعثون السلام مع من يأتي منهم لا من العراق ولا من الشام ولا من مكة ولا من اليمن ولا حاجة إلى هذا، ألسنا في كل ركعتين نقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وهل أنت شاك في أنه يسمعك؟ أليس هذا أعظم؟ فمن قال لشخص: (سلم لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم) فهذا كلام باطل، ما أقول: بحرمته ولا بإثمه لكن أقول: هو محدث وليس من الشريعة، فقد حرمت الأجر العظيم.
فالذي يريد أن يسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم ففي أي ساعة وفي أي وقت.
الجواب: سائل يقول: لقد ذكرت في الدرس الضرائب على الأرض والخراج، فهل هناك ضرائب وخراج؟ الحكومة إذا جعلت على أرض ضرائب أو خراج منها لها ذلك، فيجوز ولا حرج.
الجواب: الرِشوة أو الرَشوة -والعياذ بالله- أن يكون هناك حاكم -قاضٍ أو والٍ- وخصومتك عنده فتهديه وترشيه ليحكم لك بالباطل ويعطيك حق غيرك، فهذه هي الرشوة والعياذ بالله، وصاحبها ملعون، فلا تحل أبداً ولو أن تموت جوعاً.
فلو أن قضيتك في المحكمة والحق ليس لك وترغب فيه فتعطي القاضي مبلغاً من المال من أجل إبطال الحكم، فهذه رشوة.
أما الهدية فهي أن تهديها لمن تحب ولمن لا تحب، فتعطيه شيئاً بلا مقابل، كأن تقدم له طعاماً أو شراباً أو لباساً لأجل أنه يحبك أو أنك تحبه فلا حرج، لأنك لم تأخذ منه حقاً ممنوعاً ولا أخذ منك كذلك، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( تهادوا فإن الهدية تورث الحب ).
الجواب: لا يجوز بيع الثمر إلا إذا بدأ نضجه، بأن يظهر في النخلة البلح، أما قبل أن يستوي فلا يجوز بيعه أبداً، وكذلك التين والرمان والتفاح، فإذا ما بدأ نضجه لا يجوز بيعه؛ لما فيه من الغرر والخديعة والكذب مطلقاً.
الجواب: أبنائي إخوتي! التدخين حرام، ولا يجوز لمؤمن أن يدخن، والدليل ما يلي:
أولاً: الفم الذي تذكر به الله جل جلاله حرام عليك أن تخبثه بأنتن رائحة، والحبيب صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يذكر الله طيب فمه واستاك بالسواك لتطييب فمه.
ثانياً: عندما تدفع الريال والعشرة ماذا تستفيد؟ لقوة بدنك؟ أو لكثرة مالك؟ أو لصحة دينك؟ فلا شيء إلا الخسارة والتبذير للمال، وحرام عليك بأن تحرق مالك، ففيه إفساد لقلبك وروحك، وتقليد لليهود والنصارى والاتصاف بصفات الكافرين، ولهذا فأنا على يقين أن التدخين حرام، ولا يصح لمؤمن ولا مؤمنة أن يدخنا.
ومن ابتلي فليجاهد نفسه ولو بأن يسجن نفسه في بيته سبعة أيام، فلا يخرج أبداً؛ حتى لا يدخن، أو يدخل السجن حتى ينسى التدخين، وعرفنا أبطالاً بأنهم رموا علبة السيجارة حينما خرجوا من المسجد بل وداسوها بأرجلهم وما دخنوا أبداً.
الجواب: أولاً: لا يحل لمؤمن أن يسمع صوت امرأة تغني أبداً إلا أن تكون زوجته، ولا يحل لمؤمنة أن تسمع صوت رجل يغني بالمزمار أو بدون مزمار أبداً؛ لأن سماع الصوت يؤدي إلى المعصية -والعياذ بالله تعالى- ويثير الغريزة في النفس، ويبعث على الشهوة والفساد، والعياذ بالله.
إذاً: لا يجوز لمؤمن أن يصغي ويتلذذ بصوت عاهرة تغني في التلفاز أو الإذاعة، ولا يجوز لمؤمنة تعبد الله وتخشاه أن تستمع أو تشاهد رجلاً يغني، ولا يجوز لها أن تنظر إليه.
أما لو كان هناك رجال وفيهم شخص غنى لهم بدون موسيقى كالأناشيد فإن ذلك يجوز، وكذلك في العرس أو الوليمة حينما النساء يجتمعن فتغني لهن المغنية، فقد أجاز ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ولا حرج، شريطة أن يكون بالدف فقط.
الجواب: الطلاق المعلق: هو أن يقول الرجل لزوجته: أنت طالق إن فعلت كذا، أو إن خرجت بعد اليوم فأنت طالق، أو إن طالبتيني بكذا فأنت طالق، أي: علقه على مطالبتها، فهذا هو الطلاق المعلق.
فإذا تحقق المطلوب طلقت، وإذا لم يتحقق لم تطلق.
الجواب: لا يفسد صومه ولا إثم عليه.
الجواب: لا يجوز لأن فيه مخالفة للهدي النبوي؛ ومخالفة لأمر الرسول، ومن اعتاده فعليه أن يأكل ويشرب باليمين، إن كنت متعوداً على أن تأكل بيدك اليسرى فعند الأكل حاول أن تدخلها في جيبك أو اربط عليها، وكل باليمنى، فبعد يومين أو ثلاثة أيام سوف تأكل باليمين.
اليهود والنصارى والمشركون هم أصحاب الشمال، فهم يأكلون بالشمال، ويشربون بالشمال، ويتناول كل شيء بالشمال، وهم أصحاب الشمال، أما أصحاب اليمين وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ [الواقعة:27-29].
الجواب: إن كانت النجاسة دماً قليلاً فلا بأس أن يكمل صلاته، كان الصحابة يصابون بهذا ولا يبالون، وإن كان دماً فاحشاً كثيراً، أو كانت النجاسة خرءاً مثلاً -لأن البول لا يظهر- فإن عليه أن يخرج من الصلاة ثم يغير ثوبه أو يغسله.
الجواب: لا شيء عليك إلا أن تكون جنباً، فالجنب لا يقرأ القرآن، أما غير الجنب فيقرأ ويسبح ولا حرج.
الجواب: هذا لا ينبغي أن يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما دام الرسول ما قاله فلا نقوله ولا نقبله، فهذا من العقيدة، فلا بد وأن يبينه الرسول صلى الله عليه وسلم، أما أن تقول لربك: افعل أو لا تفعل، فهذا سوء أدب مع الله.
الجواب: تحية المسجد تصح في كل هذه الأوقات إلا عند طلوع الشمس وعند غروبها؛ لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ( لا تتحروا طلوع الشمس ولا غروبها بصلاة ) ، أما قبل غروب الشمس وقبل طلوعها فلا مانع أن تصلى تحية المسجد، أما باقي النوافل فما دام الرسول صلى الله عليه وسلم كره ذلك فيجب أن نتابع رسولنا وأن نقتدي به، فلا نتنفل بعد صلاة الصبح أو بعد صلاة العصر.
الجواب: إن نوى الطلاق وأراد بذلك طلاقها فهو طلاق؛ لأنها كناية، وإن لم ينو طلاقها بذلك فلا يقع طلاقاً.
ومن قال: الحقي بأهلك، أو امشي إلى بيتك، فإن نوى الطلاق فهو طلاق، وإن لم ينو الطلاق فليس بطلاق.
الجواب: أولاً: متابعتك له، وائتسائك واقتدائك به، فكل هذا وسيلة.
ثانياً: إن أردت الوسيلة المعروفة، فقل: اللهم إني أسألك بإيماني برسولك صلى الله عليه وسلم أن تفعل بي كذا، اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بحبي لنبيك صلى الله عليه وسلم أن تقضي هذا الأمر، فتصلي على النبي مائة مرة أو عشر مرات، ثم ترفع يديك وتسأل الله متوسلاً بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، وتقول: يا رب! أتوسل إليك باتباعي لرسولك وباقتدائي به، فهذه وسيلة عظيمة.
أما الذي عليه العوام من التوسل بجاه النبي فهذا باطل ولا يغني من الحق شيئاً، فمن توسل بالجاه فليس هو خالق الجاه حتى يتوسل به.
الجواب: يجوز ذلك، وتركها أولى إلا أن يكون غير متأثر بفعلها، فإذا كانت النافلة تؤثر على سفره أو على عمله فلا تجوز، فالنافلة مستحبة وعمله واجب، أما إذا كانت النافلة لا تؤثر عليه في شيء فيتنفل ولا حرج.
معاشر الأبناء! ندعو ربنا حتى يسقينا، فهيا نرفع أكفنا إليه.
اللهم يا أرحم الراحمين! يا رب العالمين! يا ولي المؤمنين! يا متولي الصالحين! هذه أكفنا رفعناها إليك سائلين ضارعين فاسقنا يا ربنا.. فاسقنا يا ربنا، رب اسق بلادنا يا رب العالمين! قد عافها الجذب والقحط يا حي يا قيوم! يا رب! يا رب! يا رب! إنه لا ساقي إلا أنت فاسقنا يا حي يا قيوم، أكرمنا بسقي أرضنا يا رب العالمين، اللهم اسقنا وأغثنا.. اللهم اسقنا وأغثنا، واجعلنا يا رب العالمين من المجيبين، اللهم اجعلنا ممن تستجيب لهم يا حي يا قيوم، اللهم اسقنا وأغثنا، وإنا لك شاكرون يا رب العالمين، فاسقنا وأغثنا يا أرحم الراحمين.
وصل اللهم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر